الإفتاء تحدد وقت أذكار الصباح والمساء.. تعرف عليه
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما الوقت الشرعي لقراءة أذكار الصَّباح والمساء؟ وهل يجوز قراءتها بعد طلوع الشمس أو بعد غروبها؟".
وردت دار الإفتاء، أن وقت أذكار الصباح يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس، ووقتُ أذكار المساء يبدأ مِن زوال الشَّمس إلى الصّباح، وأفضله مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس، وتجوز قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وكذا أذكار المساء بعد غروبها، ويكون للقارئ الأجر والثواب كامِلًا.
مِن المقرَّر شرعًا أنَّ ذِكرَ الله تعالى مِن أفضل الأعمالِ؛ لأن سائر العبادات وسائل يتقرب بها العبد إلى الله عزَّ وجلَّ، بخلاف الذكر الذي هو المقصود الأسنى؛ كما في "شرح المشكاة" لشرف الدين الطيبي (5/ 1733، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز).
ورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".
فضل المحافظة على أذكار الصباح والمساء والحث عليها
قد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
ومِن الوظائف الشرعيَّة المطلوبة: أذكارُ طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقبَ الأمر بذكرِهِ على جهةِ العموم: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42].
قال العلَّامة ابنُ عطية في "تفسيره" (4/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [أراد في كلِّ الأوقات مجدَّد الزمان بطرفي نهاره وليله] اهـ.
وحضَّ عليها الشارع في مواضع أخر من كتابه الحكيم؛ فقال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39]، وقال تعالى: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا﴾ [طه: 130]، ونحو ذلك من الآيات التي تدل على الأمر بأذكار الصباح والمساء مع تنوع المترادفات الدالة عليها؛ للدلالة على عظمها، إذ كثرة المسميات تدل على شرف وعِظَمِ المسمَّى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مَائةَ مَرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا أصْبَحَ: «اللَّهُمّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أخرجه أبو داود في "سننه".
وقد ورد في اختصاص أول النهار وآخره بالأذْكارِ عدة معانٍ؛ منها:
- فضل هذا الوقت على ما سواهُ؛ كما في "أنوار التنزيل" للإمام البيضاوي (4/ 233، ط. دار إحياء التراث العربي).
- كون الذكر في هذين الوقتين مكفِّرًا لما يقع مِن الذنوبِ بينهما؛ كما في "دليل الفالحين" للعلَّامة ابن علان البكري (7/ 258، ط. دار المعرفة).
- أن يستقبل الإنسانُ بالذكر حياة الانتباه من موت النوم، وكذا يستقبل النوم الذي هو الموتة الصغرى بالذكر لشبهه بالموت الحقيقي، ولأن الإنسان لا يدري أيقوم من نومته هذه أم لا، فيكون موته على ذكر الله؛ كما في "تفسير الخطيب الشربيني" (1/ 550، ط. الأميرية).
وقت أذكار الصباح والمساء
قد قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال في "إحياء علوم الدين" (1/ 331، ط. دار المعرفة): [اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر] اهـ.
ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ.
قال العلَّامة شرف الدين الطيبي في "شرح المشكاة" (6/ 1819): [قوله: (في يوم) مُطلق، لم يُعلم في أيّ وقتٍ من أوقاتِهِ، لا يُقيَّد بشيء منْه] اهـ.
واختلفوا في ما جاء مِن الأوراد مقرونًا بذكر الصَّباح أو المساء؛ تبعًا لاخْتلافِ تفسيرهما على ما جاء في كلام العرب.
فأمَّا الصباح: فأكثرُ أهل اللغة على أنه مِن نصف اللَّيل الأخير إلى وقتِ الزوال، وهو ما حكاهُ ابنُ الجوالِيقي، وابنُ دريد. ينظر: "المصباح المنير" للفيومي (1/ 331، ط. المكتبة العلمية)، و"نظم فصيح ثعلب" لابن المرحَّل (ص: 173، ط. دار الذخائر).
وفي الشرع: فليس المرادُ كونَ نصف الليلِ هو وقتُ الصباحِ حقيقةً، ولكنْ ما قد اطَّردَت العادةُ على كونه أوَّلَ النهار، وهو طلوعُ الفجر؛ ويؤيّد ذلك: ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا يُنادِي حتى يُقال له: أصبَحْتَ أصبحْتَ.
قال الإمام ابنُ بطال في "شرح صحيح البخاري" (2/ 248، ط. مكتبة الرشد) نقلًا عن ابن حبيب: [ليس معنى قوله: (أصبحت أصبحت) إفصاحًا بالصبح على معنى أن الصُّبح قد انفجَرَ وظهر، ولكنَّه على معنى التحْذير مِن اطِّلاعه والتحضِير له على النّداء بالأذان؛ خِيفةَ انفجارِهِ] اهـ.
وعليه: فالصَّباح إنما يكون ابتداؤه مِن هذا الوقت وما قرُب منه، لا مِن نصف الليل، فيبدأ وقتُ أذكار الصباح حينئذٍ ويمتدُّ إلى الضحى، وما بقي وقتُه فحكم الصباح منسحِبٌ عليه إلى زوالِ الشمس. يُنظر: "التوقيف على مهمَّات التعاريف" للعلَّامة المناوي (1/ 212، ط. عالم الكتب)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية).
وأمَّا المساءُ: فالمشهور أنه يبدأ مِن وقت الزَّوال إلى العتْمة، وقيل: إلى آخر نصفِ الليل الأوَّل، وهو مروِيٌّ عن "ثعلب" وحكاه ابنُ السَّمين الحلبي عن "الراغب". يُنظر: "المصباح المنير" للفيومي (1/ 331).
ومِن ثَمَّ فيُرجع فيما يُسمَّى بالعشاء للعُرف، وهو مِن زوال الشمس إلى الصَّباح، فيبدأ وقتُ أذكار المساء مِن بعد صلاة العصر إلى المغرب، ويمتدُّ إلى أن يمضي ثلث الليل أو نصفه. ينظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي (3/ 167، ط. دار القلم)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74).
وقد أورد المفسِّرون هذا الخلافَ بصدد آياتِ الأمْر بالتَّسبيح والتحمِيد. يُنظر: "تفسير الماوردي" (1/ 391، ط. دار الكتب العلمية).
نصوص فقهاء المذاهب الفقهية في هذه المسألة
قد تَتَابعتْ نصوصُ فقهاء المذاهِب الأربعة على وقتِ أذكار طرفي النهار، والضابِطُ عندهم: هو زوال الشَّمس، فينتهي عندئذٍ وقتُ أذكار الصباح، ويبدأ وقت أذكار المساء.
قال علاء الدين الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (4/ 230، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية ابن عابدين"): [وينبغي التعوُّذُ بهذا الدّعاءِ صباحًا ومساء] اهـ.
قال العلامة ابنُ عابدين مُحَشِّيًا عليه: [تدخُل أوراد الصَّباح مِن نصف اللَّيل الأخير، والمساءُ مِن الزَّوالِ، هذا فيما عبَّر فيه بهما، وأما إذا عبَّر باليوم والليلة فيعتبران تحديدًا من أولهما] اهـ.
وقال العلَّامة أبو الحسن علي بن خلف المنوفي المالكي في "كفاية الطالب الرباني" (2/ 479، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية العلامة العدوي"): [إن كنت (في الصَّباحِ: وإليْك النُّشُور) أي: انتشار الناس مِن قبورهم يوم القيامة (وَ) إن كنت (في المسَاءِ) قلت: بدَلَ ما زِدْته (وإليْكَ المصِيرُ)] اهـ.
قال العلامة العدوِيّ مُحَشِّيًا عليه: [الدعاء أو الذكر المطلوبُ عند الصباحِ يدخُل وقته بطلوعِ الفجْر، لكن الأحْسن فعلُه بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس، والمطلوبُ في المساء الأحسنُ فعله عند اصفِرار الشَّمسِ أو قُربه بيسِير أو بعده إلى النَّوم] اهـ.
وقال الخطيبُ الشربيني الشافعي في "الإقناع" (1/ 122، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية البجيرمي"): [المساء بعد الزوال] اهـ.
قال العلَّامة البجيرمي مُحَشِّيًا عليه: [قوله: (والمساءُ بعد الزَّوالِ) ويمتدُّ لغة إلى نصفِ الليل، ومنهُ إلى الزَّوال صباحٌ] اهـ.
وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 530، ط. دار الكتب العلمية): [(وَ) يستحب (أنْ يقُولَ عند الصَّباحِ والمَسَاءِ) ما ورد] اهـ.
وخلاصة ما سبق: أنَّ العلماء قد اختلفوا في وقتِ أذكار الصباح والمساء بداية ونهاية؛ أمَّا في الصباح: فمنهم مَن يرى أنَّ وقتها يبدأ بعد طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس، ومنهم مَن يقول ينتهي بانتهاء الضحى.
وأما في المساء: فمنهم مَن يرى أن أوراده تبتدئ من وقت العصر وتنتهي بالغروب، ومنهم مَن يرى أنَّ وقتها يمتدُّ إلى ثلث الليل، ومنهم من قال: وقتها يكون بعد الغروب، ومنهم مَن قال: مِن الزوال إلى منتصف الليل. يُنظر: "الفتوحات الربانية" لابن علان (3/ 73).
مدى جواز قراءة أذكار الصباح والمساء بعد طلوع الشمس أو بعد غروبها
أمَّا قراءةُ أذكار الصباح والمساء بعد طلوعِ الشَّمس وبعد غرُوبها -كما ورد في السؤال- فلا حرَجَ فيه، ويكون للقارئ الأجر كامِلًا؛ لأنَّ وقتَ الصباحِ ينتهي بزوال الشمس، ووقت المساء ينتهي عند مضِيّ ثلثِ اللَّيل أو نصفه.
ويتأكَّد ذلك حيثما كان الشخص محافِظًا على هذه الوظيفةِ في صباحِهِ ومسائِهِ، ثم عَرَضَ له عُذر مِن نوم أو شغل أو غير ذلك، ويدل عليه: ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَامَ عَن حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" (2/ 384، دار الكلم الطيب): [ظاهره: أن له أجرَه مكمَّلًا مضاعفًا، وذلك لحسُن نيته، وصدْقِ تلهفه، وتأسُّفه] اهـ.
فالمستحَبُّ هو المحافظة على الأوراد، وقراءتها متى تمكَّن المرءُ مِن ذلك؛ قياسًا على قضاءِ الحِزْب إذا عيَّنه على نفسِه في وقتٍ ما.
قال بدرُ الدين العيني في "شرح سنن أبي داود" (5/ 219، ط. مكتبة الرشد): [الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة، كالورد] اهـ.
وقد نصَّ العلماءُ على استحبابِ التدارُك بلا فرقٍ بين ما فات مِن الورد لعذر وغيره.
قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 13، ط. دار الفكر): [فصلٌ: ينبغِي لمن كان له وظيفةٌ مِن الذكر في وقتٍ من ليل أو نهار، أو عقب صلاة أو حالة مِن الأحوال؛ ففاتته: أن يتدارَكَها ويأتي بها إذا تمكَّن منها ولا يُهمِلها، فإنه إذا اعتادَ الملازمة عليها لم يعرّضها للتَّفويت، وإذا تساهَل في قضائها سَهُلَ عليه تضييعُها في وقتها] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وقت أذكار الصباح والمساء دار الإفتاء المصرية صلى الله علیه وآله وسلم أذکار الصباح والمساء أذکار المساء رضی الله عنه طلوع الشمس المساء بعد وقت أذکار دار الفکر بعد طلوع إلى طلوع بعد صلاة ومنهم م فی وقت کما فی
إقرأ أيضاً:
يغفر الله كل ذنوبك عند سماع أذان الفجر بـ3 أذكار.. لا تفوتها
رغم أن عبارة يغفر الله كل ذنوبك عند سماع أذان الفجر .. هل حقًا يمكن التخلص من كل الذنوب والخطايا والسيئات بترديد دعاء عند سماع أذان الفجر، حيث إن اغفر كل ذنوبك عند سماع أذان الفجر، تبدو كجملة سحرية، وبابًا لكل خيرات الدنيا والآخرة، خاصة أن فضل صلاة الفجر عظيم، خاب وخسر من أفلت هذه الفرصة العظيمة لمغفرة الذنوب عند سماع أذان الفجر ، ثم صلاة الفجر .
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصانا بالدعاء بأربعة وعشرين كلمة عند سماع أذان الفجر، للفوز بمغفرة الله عز وجل، فرسول الله –صلى الله عليه وسلم – أرشدنا إلى كلمات الدعاء بها عند سماع الأذان ، يغفر الله -عز وجل- ذنوب قائلها، وهي : « أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا».
وورد عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ».
وفيه دليل على مشروعية الترديد وراء المؤذن بهذا اللفظ ، وقال طائفة من العلماء السنة أن تقول كما يقول المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وتقول بعدها أشهد أن محمدًا رسول الله، رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولًا وبالإسلام دينًا، كما أن قوله «غفر له ما تقدم من ذنبه»: فيه دليل على سعة رحمة الله، فالذكر بعد الأذان يعد من مكفرات الذنوب، لذا أوصى -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء عند سماع الأذان.
أدعية تغفر كل ذنوبك عند سماع أذان الفجر1- بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي.
2- اللهم تقبل من الدعاء والصلاة والصيام، واغفر لنا ورحمنا وأسكننا جنات الفردوس الأعلى.
3- اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفر بك اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذاب الجد بالكفار ملحق.
4- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا، ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى إلا إليك.
اغفر كل ذنوبك بدعاء صلاة الفجر5- «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين».
6- «اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك».
7-«اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي».
دعاء صلاة الفجر مستجابيا الله يا رحمن يا ودود، يا راحم الشيخ الكبير يعقوب، يا غافر ذنب داود، ويا كاشف ضر أيوب، يا منجي إبراهيم من نار النمرود، يا من ليس له شريك، ولا معه مقصود، يا من لا يخلف عن الموعود اللهم إني أسألك بحرمة هذا الدعاء وعظمته عندك، أن تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم أنت ربي، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي وارحمني، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت.
1- بسم الله على كل شيء اعطاني ربي، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أعوذ بالله مما أخاف وأحذر، الله ربي لا أشرك به شيئًا، عز جارك وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك، اللهم إني أعوذ بك من شر كل جبار عنيد، وشيطان مريد، ومن شر قضاء السوء، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم.
2- يا غافر ذنب داود، ويا كاشف ضر أيوب، يا منجّي إبراهيم من نار النمرود، يا من ليس له شريك، ولا معه مقصود، يا من لا يخلف عن الموعود، يا من برّه ورزقه للعاصين ممدود، يا من هو برٌّ حليم ونعم المقصود، يا من هو ملجأ للملهوف والمطرود، يا من أذعن له جميع خلقه بالسجود، يا من ليس عن باب جوده أحد مطرود، يا من ليس عن بابه أحد مغمود، يا من لا يحيف في حكمه ويحكم على الظالم الجحود، ارحم عبدًا ظالمًا مخطئا لم يوف بالعهود، إنّك فعّال لما تريد وأنت المقصود.
3- « يا الله، يا رب، يا رحمن، يا رحيم، يا ودود ارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب يا معبود، اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيبًا، وإلى كل خير سبيلًا برحمتك يا أرحم الراحمين».
4- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم غفار الذنوب، ذا الجلال والإكرام وأتوب إليه من جميع المعاصي كلها والذنوب والآثام، ومن كل ذنب أذنبته عمدًا أو خطأ ظاهرًا وباطنًا، قولًا وفعلًا، في جميع حركاتي وسكناتي وخطراتي وأنفاسي كلها، من الذنب الذي أعلم ومن الذنب الذي لا أعلم، عدد ما أحاط به العلم وأحصاه الكتاب وخطه القلم، وعدد ما أوجدته القدرة وخصصته الإرادة، ومداد كلمات الله كما ينبغي لجلال وجه ربنا وجماله وكماله وكما يحب ربنا ويرضى».
5- « يا حي يا قيوم، يا نور يا قدوس، يا حي يا الله، يا رحمن اغفر لي الذنوب التي تحل النقم، واغفر لي الذنوب التي تُورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القِسم، واغفر لي الذنوب التي تهتِك العِصم، واغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لي الذنوب التي تُعجّل الفناء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تمسك غيث السماء، واغفر لي الذنوب التي تُظلم الهواء، واغفر لي الذنوب التي تكشِف الغِطاء، اللهم إني أسألك، يا فارج الهم، يا كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، أسألك أن ترحمني برحمةٍ من عندك تُغنني بها عن رحمة من سواك».
6- « اللهمّ إنّي أسألك عيش السّعداء، ونزل الشّهداء، ومرافقة الأنبياء، والنّصر على الأعداء، يا سميع الدّعاء، يا ذا قولٍ وعطاء، وجّهت وجهي للّذي فطر السماوات والأرض حنيفًا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين».
7- « اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم».
8- « ربّ إنيّ أسألك أن تريحَ قلبي وفكري وأن تصرف عني شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أمورًا لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام».
دعاء بعد صلاة الفجرورد فيه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصانا بعملين عقب صلاة الفجر، وهما الاستغفار ثلاث مرات ثم ترديد دعاء بعد صلاة الفجر، حيث إنه قد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الانصراف من الصلاة على الاستغفار ثلاث مرات والدعاء بعشر كلمات، هي: « اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السَّلامُ، تَباركْتَ يا ذَا الجلالِ والإِكْرامِ».
دعاء بعد صلاة الفجر ،لما ورد في صحيح مسلم، عنْ ثوْبانَ -رضي الله تعالى عنه- قَال: كَانَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذا انْصرفَ مِنْ صلاتِهِ، استَغْفَر اللَّه ثَلاثًا، وقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، ومِنْكَ السَّلامُ، تَباركْتَ يا ذَا الجلالِ والإِكْرامِ».
دعاء بعد صلاة الفجر للرزق1- «اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا»، كان يقوله النبي - صلّى الله عليه وسلّم- عندما يسلم من صلاة الفجر.
2-«لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ، لَهُ لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهمَّ لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا مُعْطيَ لما مَنعتَ، ولا يَنفعُ ذا الجدِّ مِنكَ الجدُّ».
3- «لا إلَه إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ يُحيي ويُميتُ بيَدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ»، من قالها عَشْرَ مرَّاتٍ كتَبَ اللهُ له بكلِّ مرَّةٍ عَشْرَ حسَناتٍ، ومَحَا عنه عَشْرَ سيِّئاتٍ، ورفَعَ له عَشْرَ درَجاتٍ، وكُنَّ له في يومِه ذلك حِرزًا مِن كلِّ مَكروهٍ وحَرَسًا مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، وكان له بكلِّ مرَّةٍ عِتْقُ رقَبةٍ مِن ولَدِ إسماعيلَ ثَمَنُ كلِّ رقَبةٍ اثْنَا عَشَرَ ألفًا، ولم يَلحَقْه يومَئذٍ ذَنْبٌ إلَّا الشِّركُ باللهِ، ومَن قال ذلك بعد صلاةِ المَغربِ كان له مِثلُ ذلك.
4- « اللَّهمَّ أجِرْني مِن النَّارِ»، من قالها بعد صلاة الفجر سبع مرات كتب الله جوازًا من النار إن مات في يومه.
5- « لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ»، من قالهن بعد صلاة الفجر كُتِب له بهنَّ عشْرُ حسناتٍ ومُحي عنه بهنَّ عشْرُ سيِّئاتٍ ورُفِع له بهنَّ عشْرُ درجاتٍ وكُنَّ له عِتقَ عشْرِ رقابٍ وكُنَّ له حرَسًا مِن الشَّيطانِ حتَّى يُمسيَ.
دعاء بعد صلاة الفجر لقضاء الحوائج6- « أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما في هذِا اليوم وَخَيْرَ ما بَعْدَهَ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما في هذِا اليوم وَشَرِّ ما بَعْدَهَ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ وَسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بكَ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ».
7- «اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ العفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنياي وأهلي ومالي اللَّهمَّ استُرْ عَوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي اللَّهمَّ احفَظْني مِن بَيْنِ يدَيَّ ومِن خَلْفي وعن يميني وعن شِمالي ومِن فَوقي وأعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي».
8- سيِّدُ الاستغفارِ: « اللَّهمَّ أنتَ ربِّي، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ، وأَنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطعتُ، أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ، وأبوءُ لَكَ بذَنبي فاغفِر لي، فإنَّهُ لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ، إذا قالَ حينَ يُمسي فماتَ دخلَ الجنَّةَ - أو: كانَ من أَهْلِ الجنَّةِ - وإذا قالَ حينَ يصبحُ فماتَ من يومِهِ مثلَهُ».
9- «اللهمَّ إياكَ نعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نرجو رحمتَكَ ونخشى عذابَكَ إنَّ عذابَكَ بالكافرينَ مُلْحِقٌ اللهمَّ إنَّا نستعينُكَ ونستغفرُكَ ونُثْنِي عليكَ الخيرَ ولا نَكْفُرُكَ ونُؤمنُ بكَ ونخضعُ لكَ ونَخلعُ من يَكْفُرُكَ».