العمانية: أكد مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسرطان الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام، على مضيه لتوفير خدمات طبية وفق مستويات عالية من الجودة للمرضى وذويهم عبر برامجه العلاجية الستة حيث تمكن خلال أقل من ثلاثة أعوام، من تربع مكانة مرموقة بين نظرائه من المراكز المتخصصة في تقديم الرعاية لمرضى السرطان عربيا وعالميا، ونال الاعتماد الدولي تأكيدا على الجودة العالية للخدمات الصحية التي يقدمها، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في الخدمة السريرية وسلامة المرضى وكفاءة الكوادر الطبية والإدارية.

ويسعى المركز إلى المضي قدما في رفع رصيده من الإنجازات الطبية والعلمية، معتمدا على كوادر عالية الخبرة، وممكنات التقنية الحديثة، ورؤيته في عدم الاكتفاء بمعالجة المريض بل بتحقيق جودة الحياة له ولعائلته وتثقيف المرضى وتوعيتهم وتقديم الدعم النفسي والتأهيلي والإرشادي لهم.

وللتعرف على إسهامات مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان وأحدث البرامج العلاجية المقدمة وإنجازات الرعاية الطبية خلال العام الماضي استطلعت "عمان" آراء المختصين في المركز.

وحول أورام الأنسجة النادرة التي تعد من أكبر التحديات في مجال علاج السرطان نظرا لندرة الحالات وصعوبة تشخيصها وعلاجها، وقلة البحوث المعتمدة في هذا المجال، تحدث الدكتور محمد بن عبدالله الحوسني، استشاري جراحة أورام، قائلا: منذ افتتاح المركز تم علاج العديد من حلات الساركوما والميلانوما وكذلك أورام الغشاء البيروتوني المعقدة، إضافة إلى تقديم مختلف العلاجات المتقدمة لمرضى أورام الأنسجة الرخوية النادرة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم من الجراحات المتخصصة والأدوية الكيمياوية طبقًا للمقاييس العالمية المعتمدة، فضلا عن تقديم العلاج الإشعاعي المقنن الذي مكّن من تخفيف الحاجة لجراحات البتر وحسّن من النتائج المرتقبة لعمليات استئصال هذه الأورام، وتواكبَ مع هذا التحسن في العلاجات التقدَّم في تشخيص هذه الأورام باستخدام الفحوصات الحيوية والجينية ليكون العلاج ملائمًا لكل مريض على حدة بالاعتماد على نتائج الفحوصات الدقيقة".

وأضاف الحوسني: مع التقدم في المجال الطبي أصبح علاج أورام الساركوما للأطراف والجذع من خلال عمليات التنويم السريع مع رجوع المريض لممارسة حياته وعمله أكبر من السابق، مما قلل من آثار المرض على الحياة الاجتماعية والاقتصادية للفرد، إضافة إلى تفعيل سياسة التعافي المتسارع بعد عمليات الساركوما البطنية المعقدة.

وذكر الحوسني أن فريق برنامج السرطانات النادرة في المركز يقوم بعدة أبحاث على مستوى السرطانات النادرة في سلطنة عمان لمعرفة توزيعها الجغرافي وطبيعة انتشارها وتشخيصها واكتشاف الارتباطات الجينية المحتملة وكذلك لمقارنتها بالتجارب العالمية؛ إذ ترمي البحوث المقرونة بالبحوث النسيجية والجينية إلى التعرف على العوامل المؤثرة على نجاح العلاجات المطروحة وفرص تطوير هذه العوامل، بما سيعجّل من تحسين الفهم المستقبلي لهذه الأمراض واعتماد العلاجات المخصصة بحسب طبيعة المريض وخصائص الورم، ويعِد بفرص أكبر للشفاء.

كادر متميز

كما يعد برنامج سرطانات أمراض النساء أحد البرامج العلاجية المتقدمة التي يوفرها المركز تحت إشراف فريق متكامل من مختلف التخصصات حيث يستقبل البرنامج الحالات المصابة بسرطان بطانة الرحم والسرطان المبيضي وسرطان عنق الرحم، وغيره. وحول هذا البرنامج قالت الدكتورة موزة بنت عبدالله الكلبانية، استشاري أول جراحة أورام نسائية: يضم فريق برنامج سرطانات أمراض النساء كادرًا متميزًا من طبيب الأورام، طبيب جراحة الأورام، اختصاصي تمريض إكلينيكي، اختصاصي رعاية تلطيفية، طبيب الأشعة، طبيب الجينات، طبيب علم الأمراض، اختصاصي التغذية، الطبيب النفسي، الاختصاصي الاجتماعي، اختصاصي علاج طبيعي وتأهيلي، وصيدلاني، يعملون كنقطة اتصال منتظمة لتوجيه المريض ودعمه نفسيًّا ومعنويًّا ويؤدون أدوارًا متكاملة في مسار الرعاية الشاملة التي نقدمها لمرضانا.

وقالت الدكتورة خضرة جلال، استشاري أول جراحة أورام نسائية: يعمل فريق برنامج سرطانات أمراض النساء بمثابرة وجد ليكون نواة لمركز تميّز للأورام النسائية، ساعيًا إلى تحقيق عدد من الأهداف أبرزها تقديم خدمة استشارية وعلاجية لحالات الأورام النسائية على مستوى المنطقة بمعايير عالية الجودة، تتماشى مع معايير المراكز الدولية، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمتعافين، ومساعدتهم على التأقلم مع حياتهم بعد التعافي.

وأضافت: دشن البرنامج مؤخرًا عيادة متخصصة في التنظير المهبلي بوصفها جزءًا أساسيًّا من اختبارات الوقاية والكشف المبكر عن سرطانات عنق الرحم، كما يسهم فريق البرنامج في تصميم التجارب السريرية والمشاركة أيضًا في برامج البحوث السريرية الوطنية، والتي تهدف جميعها لفهم سرطانات النساء وإيجاد طرق جديدة وأفضل لعلاجها، منها بحث يدرس فاعلية الفحص الذاتي في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.

الأكثر شيوعا بين النساء

يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في سلطنة عمان، وقد استقبل المركز نحو 1145 حالة إصابة بسرطان الثدي خلال عام 2023. ويقدم برنامج سرطان الثدي في المركز أحدث ما توصل إليه العلم في مجال رعاية سرطان الثدي خلال السنوات القليلة الماضية التي تشمل: تقنيات جراحة الأورام، والعلاجات الكيماوية الموجهة والعلاج المناعي، إضافة إلى تقنيات العلاج الإشعاعي التي تضمن الدقة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، كما يتمتع المرضى في المركز بميزة التطوع للمشاركة في التجارب السريرية لدراسة خيارات علاجية جديدة قد تصبح علاجات مستقبلية لمرضى سرطان الثدي.

فضلًا عن ذلك، يقدم البرنامج الاستشارة والاختبارات الوراثية لجميع مرضى سرطان الثدي المشخصين حديثًا، على الرغم من أن الحالات الوراثية لا تتجاوز 10% من بين الحالات المشخصة بسرطان الثدي، فإنه يمكن استخدام الطفرة المكتشفة لتخصيص الإدارة والتنبؤ بالعلاجات المرجح أن تكون أكثر فعالية لمرضانا.

وأشارت الدكتورة سهيلة بنت مرثد الفارسية، استشارية طب الأورام: العمر الذي يتم فيه تشخيص إصابة المرأة العمانية بالمرض صغير نسبيا حيث يصل إلى 49 عاما تقريبا، وللأسف النسبة الأكبر من الحالات تُشخص في مراحل متأخرة من المرض على الرغم من توافر الموارد اللازمة للتشخيص في مختلف المؤسسات الصحية.

وأردفت الفارسية: للمساهمة في جهود الكشف المبكر عن حالات الإصابة، يستقبل المركز المرضى المشتبه في إصابتهم بالسرطان في عيادة المحطة الواحدة للثدي بهدف الحصول على التشخيص السريع وبدء العلاج في أقرب وقت في حال تأكيد الإصابة. في الزيارة يتم فحص المُراجعة من استشاري جراحة الثدي وإكمال التقييم لأي تغييرات مشبوهة تم اكتشافها في الثديَّيْن من قبل فريق متعدد التخصصات تحت إشراف اختصاصي الأشعة وإبلاغ المريضة بالنتيجة في اليوم ذاته.

سرطانات الجهاز الهضمي

ويعنى برنامج سرطانات الجهاز الهضمي في مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان بتقديم رعاية متكاملة للمرضى الذين شُخّصت إصابتهم أو المشتبه في إصابتهم بأحد سرطانات الجهاز الهضمي حيث استقبل خلال العام الماضي 1341 مريضًا، توزعت الحالات بين سرطان القولون والمستقيم وهي الأكثر شيوعًا في سلطنة عمان، يليه سرطان المريء والمعدة، وسرطان البنكرياس، وسرطان قنوات الصفراوية وسرطانات الكبد بأنواعها.

وذكر الدكتور عبدالله بن علي الرواحي، استشاري جراحة الجهاز الهضمي العلوي: يوفر المركز أحدث العلاجات الطبية المتعارف عليها عالميًّا لعلاج حالات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والتي تتمثل في العلاجات الكيماوية والعلاجي المناعي، والعلاج الإشعاعي، والجراحة، والدمج بين العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة في حالات أورام المريء والمستقيم، والدمج بين العلاج الكيماوي والجراحة في علاج أورام المعدة والقولون، والكبد والبنكرياس.

وأضاف: تمكّن الفريق الجراحي للبرنامج من إجراء عدد من التدخلات العلاجية المتقدمة للمرضى تمثلت في إجراء عمليات دقيقة باستخدام المنظار الجراحي لاستئصال أورام المريء والبنكرياس، ساهمت في تقليل الآثار الجانبية وتقصير مدة التعافي المريض. والبدء بالعلاج الكيماوي المضغوط المسال بالمنظار الجراحي (PIPAC) لأول مرة في سلطنة عمان لعلاج أورام التجويف البطني المستعصية إضافة إلى إدخال خدمة الجراحة الإشعاعية لعلاج الأورام السرطانية المتحركة في الرئة باستخدام جهاز Cyberknife.

سرطان الرئة

أما برنامج سرطانات الرأس والعنق والتجويف الصدري يقدم رعاية شاملة ومتكاملة لثلاثة أجزاء مختلفة من الجسم: الرأس والعنق، الجهاز العصبي والعمود الفقري، الرئة والقفص الصدري.

وحول البرنامج قال الدكتور جمعة بن علي الكاسبي، استشاري جراحة الأورام ببرنامج سرطانات الرأس والعنق والتجويف الصدري: استقبل البرنامج 821 مريضًا خلال العام المنصرم، حيث يأتي سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا في مقدمة الحالات، يليه سرطانات الدماغ والحبل النخاعي من نوع الورم الأرومي الدبقي، كما يتعامل البرنامج مع أورام وسرطانات الغدة الدرقية في الجانب الجراحي، حيث يتم استخدام العلاج باليود المشع بعد الجراحة، ويُعالج أيضًا الأورام والسرطانات في الغدد اللعابية والعنق، مثل أورام البلعوم الأنفي، وأورام اللسان، والحنجرة. ويستقبل الفريق الإشعاعي أمراض الرأس والعنق والحنجرة وأورام الدماغ أيضًا، كما يشكل العلاج الوظيفي جزءًا آخر من البرنامج العلاجي للمرضى بعد الجراحة الإشعاعية.

وأفاد الكاسبي: في العام الماضي، حقق البرنامج سلسلة من الإنجازات الطبية البارزة، من بينها اعتماد علاج مساعد قبل الجراحة الرئيسة لمرضى سرطان الرئة، يتضمن علاجًا كيميائيًّا ومناعيًّا تلاه العلاج الجراحي، كما تم استخدام تقنية استئصال الخلية الليمفاوية الحارسة لأورام اللسان، وهي تقنية جراحية تم اعتمادها منذ سنوات في سرطانات الصدر والجلد وأدخلناها مؤخرًا ضمن الخيارات البديلة لتشخيص انتشار الورم اللساني للغدد الليمفاوية العنقية. واستفاد مجموعة كبيرة من المرضى من تقنية سايبرنايف، وهو نظام جراحة إشعاعية روبوتية موجهة للأورام السرطانية وغير السرطانية. ويشكل البحث العلمي جزءا أساسيا من أعمال فريق البرنامج حيث تَدْرس أحدث البحوث تأثير العلاج المناعي على وظائف الرئة، ودراسة استخدام 68 Ga-DOTATATE لعلاج أمراض الغدة الدرقية المتقدمة، وغيرها من الدراسات التي ستسهم في تطوير العلاجات المستقبلية.

استراتيجيات العلاج

وحول برنامج سرطانات المسالك البولية الذي استقبل 487 حالة خلال العام الماضي، تشمل سرطان البروستاتا، والمثانة، والكلى والخصية، قال الدكتور سليمان بن محمد السعدي، استشاري طب الأورام: يعالج البرنامج مجموعة متنوعة من الحالات مما يطرح تحديات تتطلب استراتيجيات متعددة، تأتي في مقدمتها حالات سرطان البروستات، والتي تتطلب أساليب متنوعة للعلاج حسب الحالة بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الطبي.

وأضاف السعدي: تمكن فريق برنامج سرطانات المسالك البولية العام الماضي من تدشين عدد من الخدمات المتقدمة لأول مرة في عُمان لعلاج حالات الإصابة بسرطان البروستات تمثلت في إطلاق خدمة علاج سرطان البروستات باستخدام النيودات المشعة PSMA -177Lutetium لعلاج مرضى سرطان البروستات في المراحل المتقدمة من المرض، والبدء بعمليات استئصال سرطان البروستات باستخدام المنظار الجراحي، وتقديم العلاج الإشعاعي الموضعي للبروستات عبر زراعة البذور المشعة، ولمواكبة التقدم في تقنيات التشخيص، أطلق برنامج سرطانات المسالك تقنية تشخيص سرطان البروستات عبر العجان التي تتميز بالدقة في اكتشاف الخلايا السرطانية والمأمونية العالية لأول مرة في سلطنة عمان، إضافة إلى توفر الفحص PSMA PET وهو طريقة أكثر دقة لتحديد مراحل سرطان البروستات للحالات المشخصة حديثًا.

وأردف السعدي: فيما يتعلق بالتدخلات، يقوم البرنامج بعمليات جراحية رفيعة المستوى بما في ذلك العمليات الجراحية بواسطة المنظار؛ لاستئصال المثانة واستئصال الغدة الكظرية والوصول إلى استئصال العقدة الليمفاوية خلف الظهر. ونتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاحات في العام الجاري؛ لضمان التطوير المستمر في جودة الخدمات المقدمة لمرضانا بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مرکز السلطان قابوس العلاج الإشعاعی سرطان البروستات أمراض السرطان استشاری جراحة فی سلطنة عمان برنامج سرطان العام الماضی فریق برنامج سرطان الثدی خلال العام فی المرکز إضافة إلى علاج ا

إقرأ أيضاً:

بتمويل قطري.. الذكاء الاصطناعي في علاج مرضى السرطان بالقدس

يصل يوميا إلى مستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) بمدينة القدس المحتلة بين 80 إلى 90 مريضا من محافظات الضفة الغربية، للخضوع لجلسات العلاج بالإشعاع من أورام سرطانية مختلفة، وبدأ علاج هؤلاء المرضى مؤخرا بجهاز "المُسارِع الخطّي" الذي يدخل تقنية الذكاء الاصطناعي، والذس تبرع به للمستشفى صندوق قطر للتنمية.

داخل القسم، التقت الجزيرة نت مريضتين قدمتا من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، وتخضعان لجلسات في وحدة العلاج بالإشعاع بعد تشخيصهما بسرطان الثدي والغدد اللمفاوية.

قالت سمر عميرة، التي شُخصت في مستشفى المطلع يوليو/تموز 2024، إن أكثر ما يُشعرها بالراحة هو سعي المستشفى لإدخال التقنيات الحديثة في العلاج ومواكبة التطور.

"عندما سمعت عن هذا الجهاز الجديد شعرت بنعمة كبيرة، وأؤمن أنه سيعطي نتائج دقيقة ويسهم في شفائنا من المرض" أضافت سمر.

سمر عميرة: عندما سمعت عن هذا الجهاز الجديد شعرت بأمل كبير في علاجي من السرطان (الجزيرة)

أما يوليانا زين الدين التي تنحدر من رومانيا، فوصلت إلى المستشفى للخضوع للجلسة الـ14 من العلاج بالإشعاع من أصل 16 جلسة، وقالت إن أكثر ما يطمئنها خلال الجلسة هو صوت الجهاز المنخفض، وعدم وجود آلام تذكر.

إعلان

تعيش يوليانا منذ عام 1990 في نابلس بعد ارتباطها بزوجها الفلسطيني، وتقول إنها مرّت بكثير من الانتكاسات الصحية الكبيرة، لكنها لم تفكر يوما في التوجه إلى رومانيا للعلاج من أيّ منها، وذلك لوجود "أطباء جيّدين في كل فلسطين، ولأن طاقم مستشفى المطلع بالتحديد يستقبل المرضى بابتسامة ويتبادلون معهم أطراف الحديث، وهو ما يدعمنا نحن المرضى ويجعلنا قادرين على تحدي المرض والشفاء منه".

يوليانا زين الدين رومانية مصابة بالسرطان تعالَج بالإشعاع بواسطة الجهاز الجديد في مستشفى المطلع بالقدس (الجزيرة) رفع فرص الشفاء

الطبيب في قسم العلاج بالإشعاع عبد المنعم الخطيب اصطحب الجزيرة نت إلى الغرفة التي وُضع بها الجهاز الجديد، وأطلعنا على آلية تشغيله والتقنيات التي يعمل من خلالها، وقال إن مراكز الأورام التي عالجت المرضى بهذا الجهاز لاحظت أنه أعطى فعالية كبيرة مقارنة مع الأجهزة السابقة.

وتتمثل هذه الفعالية في تخفيف الأعراض الجانبية، لأن الجهاز قادر على تحديد الحقل الإشعاعي بشكل أدق كونه يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، كما أنه أثبت نجاعته في التعامل مع الأورام التي تتحرك مع عملية التنفس، أو تلك القريبة من أعضاء تتحرك مع عملية التنفس.

وأضاف أن "هذا النوع من الأورام بالتحديد يمكّن الجهاز الجديد من التركيز عليها وتتبعها طيلة مدة الجلسة، كما ساعدنا في التحكم بالجرعة في كل جلسة بطريقة أفضل من الأجهزة السابقة".

وختم الخطيب حديثه للجزيرة نت بالتعريج على ماهيّة آلية العلاج بالإشعاع موضحا أنها تعمل من خلال حزم الطاقة المكثفة على تكسير الروابط الجينية التي تتحكم في نمو الخلايا وانقسامها، لأن الخلية السرطانية لا قدرة لديها على تجديد نفسها بعد تكسير هذه الروابط على عكس الخلية السليمة.

الخطيب: الجهاز أعطى فعالية كبيرة في علاج مرضى السرطان مقارنة مع الأجهزة السابقة (الجزيرة) مواكبة التطورات الحديثة

من جهته، قال المدير التنفيذي لمستشفى المطلع ورئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع الطبيب فادي الأطرش إن جهاز "المسارع الخطّي" وصل إلى المستشفى ضمن إطار خطة تطوير عمله، وهو مهم لتعزيز قدرتها على منح أحدث العلاجات من الناحية التقنية، لأن العلاج الإشعاعي في تطور مستمر، وتضمن مواكبة تطوره تقديم جميع التقنيات الحديثة الموجودة في العالم للفلسطينيين مما يزيد فرص السيطرة على المرض والشفاء منه.

وأشار إلى أنه تم وضع لبنات أساسية في تطوير قسم العلاج بالإشعاع نوعيا، وكانت أولاها عام 2004 عند تأسيسه، ثم عام 2011 وفي 2018، وفي 2025 عند تشغيل الجهاز الجديد ستكون نقطة التحول الرابعة التي ستنقل القسم من العمل بالتقنيات العادية إلى تقنية الذكاء الاصطناعي.

إعلان

وأضاف أن "أهمية الأجهزة المتطورة تكمن في أنها تسمح للإشعاع بالوصول إلى أماكن لم يكن بإمكاننا الوصول إليها تقنيا في السابق، فيمكنها علاج أكثر من موقع بشكل متزامن والتخفيف من الأعراض الجانبية عبر تخفيف الإشعاع للأعضاء السليمة، وهذا يمنح نوعية حياة أفضل للمريض ويرفع فرصة شفائه وفرص التعامل مع المرض".

رئيس قسم علاج الأورام بالمستشفى قال للجزيرة نت إن أهمية الجهاز تكمن في رفع القدرة الاستيعابية في علاج المرضى (الجزيرة) بانتظار مرضى غزة

ومن المفترض أن يزيد الجهاز الجديد من القدرة الاستيعابية لمستشفى المطلع، "وهذا جزء من استعدادنا لتقديم هذه الخدمة الجديدة حينما يتمكن أهلنا في غزة من الوصول إلينا لتلقي العلاج كما كانوا قبل الحرب" أضاف الأطرش.

ويستقبل قسم العلاج بالإشعاع في المستشفى ما يزيد على ألفي مريض سنويا، ويشكل الغزيّون 30% من هؤلاء، لكن أكثر من 600 منهم حُرموا من الوصول لتلقي علاجهم في هذا القسم خلال الحرب.

وبمناسبة احتفال مستشفى المطلع بالذكرى الـ75 لتأسيسه، قال الأطرش إن هذا الصرح الطبي أُنشئ عام 1950 من أجل خدمة الشعب الفلسطيني وتقديم الرعاية الصحية بجودة عالية وبطريقة مستدامة وبكرامة للإنسان الفلسطيني.

وتابع: "ما زلنا في المقدمة، لأن المطّلع صنع فارقا في النظام الصحي الفلسطيني من حيث الإضافة النوعية، سواء بنوعية العلاج والقدرة على التعامل مع المرضى، أم من خلال إضافة وتغيير تطبيق العلاجات في فلسطين".

وختم مدير المستشفى حديثه للجزيرة نت بقوله: "سنبقى في مقدمة من يدعو لحقوق الشعب الفلسطيني الطبية وإعادة هيكلة النظام الصحي الفلسطيني بما يجعله أكثر استدامة، ونحن شركاء في هذه الجهود والقيادة، وفي قيادة شبكة مستشفيات القدس الشرقية، التي هي الأساس للنظام الصحي الفلسطيني".

مقالات مشابهة

  • افتتاح مسجد السلطان مروان قرية ميت العامل مركز اجا
  • زايد التخصصي: علاج 2000 مريض سرطان بوحدة الأورام خلال 6 شهور
  • بتمويل قطري.. الذكاء الاصطناعي في علاج مرضى السرطان بالقدس
  • بارقة أمل جديدة لمرض خطير.. ما لا تعرفه عن المايلوما المتعددة
  • إعلان من المركز الوطني لعلاج الأورام للمناقصة العامة رقم (5) لسنة 2025م -1446هـ
  • إعلان من المركز الوطني لعلاج الأورام للمناقصة العامة رقم (6) لسنة 2025 -1446
  • تنفيذي الأقصر: إقامة مركز لأمراض وزراعة الكلى والمسالك البولية والغسيل الكلوي
  • الأورمان تقدم خدمات طبية لدعم مرضى العيون والقلب بالمجان فى أسوان
  • خدمات طبية وعلاجية بالمجان للمرضى الأولى بالرعاية فى أسوان
  • جامع السلطان قابوس بصحار ينظم محاضرة "الأجهزة الإلكترونية والتوازن النفسي"