هل رأى النبي ربه في المعراج ؟ من الأسئلة التي تشغل الأذهان، خاصة مع اقتراب ليلة الإسراء والمعراج، فـ هل رأى النبي ربه في المعراج؟، وما حقيقة أن المولى عزوجل طلب من نبيه أن ينظر إليه؟

هل رأى النبي ربه في المعراج ؟

يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في بيان حقيقة إن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه كما فعل موسى عليه السلام فنودي لا تخلع نعليك الخ، وأن هناك معركة حدثت بين الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم .

. الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وسلم انظر إلي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا حتى أنظر أنا وأمتي.. فهل هذا صحيح ؟: هذان شيئان مكذوبان 

وبين أنه فيما يتعلق بموضوع المعركة على مسألة الرؤية أيضا من المكذوبات ثم إن الرؤية مختلف فيها هل وقعت أم لا ؟، وممن نفاها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومما صح عنها : من زعم أن محمدا رأي ربه فقد أعظم على الله الفرية، وممن أثبتها عبدالله بن عباس وقد حملوا ما ورد عنه على الرؤية القلبية الخ 

وشدد: ثم إن كلمة ( معركة ) بين الله والنبي من العبارات التي لا تجوز شرعا فليتق الله الأئمة في اختيار الألفاظ التي تتعلق بجناب الله عز وجل.

الإفتاء ترد على زعم أن رحلة الإسراء والمعراج رؤيا منامية كيف كانت هيئة الرسول والأنبياء ليلة الإسراء والمعراج؟.. أسرار يغفل عنها كثيرون وقت وقوع الإسراء والمعراج

إحياءُ المسلمِ ذكرى الإسراءِ والمعراجِ بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مُرَغَّبٌ فيه شرعًا؛ لِمَا في ذلك من التَّعظيمِ والتَّكريمِ لنبيِّ الرَّحمة وغوث الأمَّة سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.

والمشهور المعتمد من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا" (ص: 52-53، ط. دار الحديث): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في "شرح مسلم"، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
وقيل: في رجب وجزم به في "الروضة".
وقال الإمام الواقدي: في رمضان.
والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب] اهـ.
ونقل الإمام أبو حيان في تفسيره "البحر المحيط" (7/ 9، ط. دار الفكر) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب".
وجزم بذلك الإمام ابن عطية الأندلسي في "المحرر الوجيز" (3/ 435-436، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [وكان ذلك في رجب] اهـ.
وهو ما قال به الإمامان ابن قُتَيْبة وابن عبد البر المالكي؛ كما ذكر الحافظ القسطلاني في "المواهب اللدنية" (2/ 70، ط. دار الكتب العلمية)، والعلامةُ الدياربكريُّ في "تاريخ الخميس (1/ 307، ط. دار صادر).
وتعيَّينُ الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب: حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا:
فحكاه الحافظ ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" (3/ 26، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [ويقال: إنه كان ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ.
وممن اختاره وجزم به: حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي الشافعي في كتابه العظيم وديوانه الحافل "إحياء علوم الدين" (1/ 367، ط. دار الشعب)؛ حيث قال: [وليلة سبعٍ وعشرين منه -أي: من شهر رجب-، وهي ليلة المعراج] اهـ.
والإمام الحافظ أبو الفرج بن الجوزي الحنبلي في كتابه "الوفا بتعريف فضائل المصطفى" (1/ 162)؛ حيث حكى الخلاف في زمن المعراج، ثم قال عقبه: [قلت: وقد كان في ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ.
ونقله أيضًا الحافظُ العيني في "عمدة القاري" (4/ 39، ط. دار إحياء التراث العربي)، والقسطلاني في "المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية)، وغيرهما.
وجزم به الحافظُ سراج الدين البلقيني في "محاسن الاصطلاح" (ص: 718، ط. دار المعارف)؛ فقال: [ليلة الإسراء بمكة، بعد البعثة بعشر سنين وثلاثة أشهر، ليلةَ سبع ٍ وعشرين من شهر رجب] اهـ.
وبهذا القول جزم محققا المذهب الشافعي: الشيخان الإمامان الرافعيُّ والنووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (10/ 206، ط. المكتب الإسلامي)؛ فذكرا أن زمن ليلة الإسراء: [بعد النبوة بعشر سنين وثلاثة أشهر، ليلة سبعٍ وعشرين من رجب] اهـ.
وقد نقل العلماءُ هذا القولَ ونصُّوا على أنّ عليه عملَ الناس في سائر الأمصار والأعصار؛ فقال العلّامة السفاريني الحنبلي في "لوامع الأنوار البهية" (2/ 280، ط. مؤسسة الخافقين): [قال ابن الجوزي: وقد قيل إنه ليلة سبعةٍ وعشرين من شهر رجب، قلت: واختار هذا القولَ الحافظُ عبد الغني المقدسي الحنبلي، وعليه عملُ الناس] اهـ.
وقال العلامة إسماعيل حِقِّي البروسوي في "روح البيان" (5/ 103، ط. دار الفكر): [وهي ليلة سبعٍ وعشرين من رجب ليلة الاثنين، وعليه عمل الناس] اهـ.
وقال العلامة إسماعيل النابلسي في "الإحكام شرح درر الحكام" -كما نقله عنه العلامة ابن عابدين في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (1/ 352، ط. دار الفكر)-: [وعليه عمل أهل الأمصار] اهـ.
وقال الحافظ السيوطي في "الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا" (ص: 36، ط. دار الحديث): [المشهور أنه في رجب] اهـ.

الاحتفال بالإسراء والمعراج في السابع والعشرين من رجب

مع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ قال العلَّامة الزُّرقاني في "شرح المواهب اللدنية" (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب "المواهب" (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب): [وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ، الزاهد العابد، صاحب "العمدة" و"الكمال" وغير ذلك] اهـ.
وقال العلامة الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "خاتم النبيين" (ص: 562، ط. المؤتمر العالمي للسيرة بالدوحة): [وقد وجدنا الناس قَبِلُوا ذلك التاريخ أو تَلَقَّوْهُ بالقبول، وما يتلقاه الناس بالقبول ليس لنا أن نردَّه، بل نقبله، ولكن من غير قطعٍ ومن غير جزمٍ ويقين] اهـ.

ومن أقوى الأدلة على رجحان ذلك: توارد السلف الصالح على الاحتفال بهذه الليلة الكريمة وإحيائها بشتى أنواع القُرَبِ والطاعات؛ كما نقله العلامة ابن الحاج المالكي في "المدخل" (1/ 294، ط. دار التراث): [ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة المعراج التي شرف الله تعالى هذه الأمة بما شرع لهم فيها بفضله العميم وإحسانه الجسيم، وكانت عند السلف يعظمونها إكرامًا لنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم على عادتهم الكريمة من زيادة العبادة فيها وإطالة القيام في الصلاة، والتضرع، والبكاء وغير ذلك مما قد عُلِمَ من عوائدهم الجميلة في تعظيم ما عظمه الله تعالى؛ لامتثالهم سنَّةَ نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث يقول: «تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ اللهِ»، وهذه الليلة المباركة من جملة النفحات، وكيف لا، وقد جعلت فيها الصلوات الخمس بخمسين إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء، وهذا هو الفضل العظيم من غنيٍ كريمٍ، فكانوا إذا جاءت يقابلونها بما تقدم ذكره؛ شكرًا منهم لمولاهم على ما منحهم وأولاهم، نسأل الله الكريم أن لا يحرمنا ما مَنَّ به عليهم، إنه ولي ذلك آمين] اهـ بتصرف يسير، هذا مع إنكاره بعض ما يحصل من الناس في تلك الليلة مما هو موضع خلاف، ومما استحسنه غيره من العلماء.

وقال العلَّامة المحدِّث أبو الحسنات اللكنوي في كتابه "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 77، ط. مكتبة الشرق الجديد): [قد اشتهر بين العوام أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة المعراج النبوي، وموسمُ الرجبية متعارَفٌ في الحرمين الشريفين؛ يأتي النَّاس في رجبٍ من بلاد نائية لزيارة القبر النبوي في المدينة، ويجتمعون في الليلة المذكورة.. وعلى هذا فيستحب إحياء ليلة السابع والعشرين من رجب، وكذا سائر الليالي التي قيل إنها ليلة المعراج بالإكثار في العبادة؛ شكرًا لِمَا منّ الله علينا في تلك الليلة من فرضية الصلوات الخمس وجعلها في الثواب خمسين، ولِمَا أفاض الله على نبينا فيها مِن أصناف الفضيلة والرحمة وشرَّفه بالمواجهة والمكالمة والرؤية] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المعراج ليلة الإسراء والمعراج صلى الله علیه وسلم دار الکتب العلمیة الإسراء والمعراج لیلة الإسراء الله تعالى من شهر رجب هذا القول علیه عمل اهـ وقال فی کتابه فی رجب کان فی

إقرأ أيضاً:

حقيقة ميتة السوء.. علي جمعة: النبي استعاذ منها فاتقوها بهذا العمل

لاشك أن حقيقة ميتة السوء لاتزال من الأسرار الخفية عن الكثيرين وفي الوقت ذاته المخيفة ، لذا ينشغل عدد كبير من الناس بالبحث عن حقيقة ميتة السوء وهل يمكن دفعها والوقاية منها، حيث إن الموت حق على الجميع ولا استثناء لأحد منه.

هل تعليق صور الميت حرام؟.. انتبه لهذا الشرط إذا كانت الصورة لأمككيفية إبطال سحر المقابر والأعمال المدفونة مع الموتى؟.. بـ 3 أشياءعلامات حضور ملك الموت.. 7 أمور إذا رأيتها فاعلم أن روح المحتضر تفارق جسدههل العين فلقت حجر الليثي والحسد سبب موته وابنه؟.. الإفتاء تحذرحقيقة ميتة السوء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن حديث: "الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء» هو حديث مقبول وحسن.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: « ما حقيقة ميتة السوء ، فقد سمعت حديث: "إن الصدقة تطفي غضب الرب وتدفع ميتة السوء" من روى هذا الحديث؟ وما المقصود بميتة السوء؟ »، أن هذا الحديث رواه الترمذي وحسنه، وقال عنه هذا حديث حسن ، ورواه ابن حبان والطبراني والبغوي في شرح السُنة.

وأضاف أن ميتة السوء تعني الموت على معصية، مثل من ذهب ليسرق، فمات أثناء قيامه بهذا الفعل أو من ذهب ليرتكب فاحشة فمات وهو يقوم بها وكذلك من شرب الخمر فمات وهو سكران.

وأشار إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم يستعيذ من هذه الميتة التي فيها يلقى العبد ربه عز وجل وهو على حال غير مرضي عنه، حال لا يُرضي الله سبحانه وتعالى.

ما هي ميتة السوء

ورد فيها أن مِيتة السُّوء بكسر الميم: هي ما تُعدُّ عاقبته غير محمودةٍ، وتأخذ طابعاً سيّئاً مؤلماً، ولها العديد من الأشكال عند الموت؛ كأن يكون الإنسان في نعمة تُنسيه شكر الله -تبارك وتعالى- وتلهيه عن القيام بما أمر الله -تعالى- به، أو موت الغفلة والفجأة، وغير ذلك.

 وقال العلماء: "ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ـ كالهدم والتردي والغرق والحرق، وأن يتخبطه الشيطان عند الموت، وأن يقتل في سبيل الله مدبرا"، فمِيتة السُّوء هي حال الإنسان التي لا تسُّر عند قدوم أَجَله ممَّا يصيبه من الآلام والأوجاع التي تجعله غافلاً عن ذكر الله -عز وجل-، وعرّف العلماء أيضاً ميتة السُّوء بسوء الخاتمة والعاقبة.

علامات ميتة السوء

ورد عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أمية بن المغيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يا عم قل لا إله إلا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله » . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيدان له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم به: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.

 وقد ورد أن الشيطان يحضر ابن آدم عند احتضاره وخروج روحه، ويعرض عليه كل ملة غير الإسلام، ويتمثل له بصورة الناصح الأمين كالأب، والأم، والأخ، والصديق الحميم فيقولون له: مت يهودياً فهو الدين المقبول عند الله تعالى. أو يقولون له: مت نصرانياً فإنه دين المسيح المقبول عند الله تعالى. ويذكرون له عقائد كل ملة حتى يموت على غير ملة الإسلام. وهذا غرضه لعنه الله.

 قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "حضرت وفاة أبي أحمد، وبيدي الخرقة لأشد لحييه، فكان يغرق ثم يفيق ويقول: بيده، لا بعد، لا بعد، فعل هذا مراراً، فقلت له: يا أبت أي شيء ما يبدو منك؟ فقال: عن الشيطان قائم بحذائي عاض على أنامله يقول: يا أحمد فُتنى، وأنا أقول لا بعد حتى أموت.

وقال القرطبي: وقد سمعت شيخنا الإمام أبا العباس أحمد بن عمر القرطبي يقول: "حضرت أخا شيخنا أبي جعفر أحمد بن محمّد القرطبي بقرطبة، وقد احتضر، فقيل له لا إله إلا الله، فكان يقول: لا، لا. فلما أفاق ذكرنا له ذلك، فقال: أتاني شيطانان عن يميني وعن شمالي يقول أحدهما: مت يهودياً فإنه خير الأديان. والآخر يقول: مت نصرانياً فإنه خير الأديان. فكنت أقول لهما لا.لا. إلي تقولان هذا؟".

 وقال ابن الجوزي: ورأيت بعض من تعبد مدة ثم فتر، فبلغني أنه قال: "قد عبدته عبادة ما عبده بها أحداً. قال ابن الجوزي: ما أخوفني أن تكون كلمته هذه سبباً لرد الكل". قال ابن كثير: والمقصود.. أن الذنوب والمعاصي والشهوات، تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة.

و قال الله تعالى: { وكان الشيطان للإنسان خذولاً } وسوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً، وظاهره عملاً، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة.

أسباب ميتة السوء

ورد أن هناك عدَّة أسباب تؤدّي بالإنسان إلى ميتة السوء، نورد منها ما يأتي:

التَّعدي على الحقوق وظلم النَّاس، والتَّسبب بإيذاء غيره.نسيان شكر الله -تبارك وتعالى- على نعمة الإيمان.ترك الصَّلاة التي تُعدّ عمود الدِّين.الانحراف في الاعتقاد؛ فإن اعتقد اعتقاداتٍ باطلةٍ وكان مُتَيقِّناً لا يشكّ فيما يعتقده، ففي سكرات الموت يظهر له الحقُّ متجلِّيا فيرى خطأ اعتقاده، والتَّوبة آنذاك لن تنفع، فيؤدي به إلى سوء العاقبة ويدخل في قول الله -تعالى-: (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)، وقوله -تعالى-: (قُل هَل نُنَبِّئُكُم بِالأَخسَرينَ أَعمالًا* الَّذينَ ضَلَّ سَعيُهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعًا)، فلا ينفع الإنسان سوى إيمانه بالله -عزَّ وجل- واعتقاده الصَّحيح.الاستمرار على المعاصي، فإنَّ ما يفعله الإنسان ويكثر منه في حياته ويعتاد عليه قد يكون على حاله عند موته، سواءً كان من الطَّاعات أم من المعاصي، فالذي يقوم بارتكاب المعاصي ويُصرُّ عليها ولا يتوب منها حتى غلبت هذه المعاصي على طاعاته، فإنَّها تشكِّل خطراً عليه حين موته، فقد يستحضرها قلبه في سكراته وتكون سبباً لسوء عاقبته.الرُّجوع عن الاستقامة؛ فإن كان الشّخص من أهل الصَّلاح ثمَّ انقلب حاله وصار من أهل المعاصي، فإن ذلك قد يكون سبباً في سوء خاتمته.ضعف الإيمان وحبُّ الدُّنيا والإقبال عليها، فإن أقبل القلب على حبِّ الدُّنيا قلَّ إقباله على الله -تعالى-، فأقدم على المعاصي، واتَّبَعَ شهوات نفسه، وانطفأت في قلبه أنوار الإيمان، وبقِيَ على هذه الحال حتى اقترب أجله وصار في سكرات الموت، فيرى في تلك اللحظة أنَّ نجاته في الإقبال على ربِّه لكنَّ قلبه قد تعلَّق بالدُّنيا، فلا انفكاك ولا مفرَّ منها، فيموت على هذا الحال من سوء العاقبة.المماطلة في التَّوبة التي تأتي من وساوس الشيطان للإنسان، فيوهمه أنّ العمر أمامه والوقت طويلٌ، وأنَّه لو تاب الآن ثمَّ عاد إلى ارتكاب الذَّنب فلن يتقبَّل الله -عزَّ وجل- توبته مرَّةً أخرى، ثمَّ يغترُّ بصحَّتهِ وشبابه فيؤجِّل التَّوبة إلى أن يصير في سنِّ الخمسين وما بعده، ولكنَّ التَّوبة إلى الله -تبارك وتعالى- واجبةٌ وفي كلِّ لحظةٍ، عملاً بقول الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي غَفَرَ الله -تبارك وتعالى- له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر كان يتوب إلى الله -تعالى- في اليوم مئة مرَّة كما ورد في الحديث: (تُوبُوا إلى اللهِ، فإني أتوبُ إليهِ كلَّ يَوْمٍ مِائةَ مَرَّةٍ).طول الأمل؛ فالشَّيطان يوسوس للإنسان بأنَّ العمر أمامه ما زال طويلاً ولا بدَّ له من أن يسعى لتحقيق آماله، فينشغل بذلك وينسى الموت والآخرة، وإذا تذكَّرهما تناساهما؛ لأنَّهما يعكِّران عليه حياته، وقد حذَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فقال: (لا يَزالُ قَلْبُ الكَبِيرِ شابًّا في اثْنَتَيْنِ: في حُبِّ الدُّنْيا وطُولِ الأمَلِ)، مع ضرورة التَّنبيه إلى أنَّ الأمل سرُّ السَّعادة في الدُّنيا، والمذموم فيه هو الانشغال به للدرجة التي تجعل الإنسان يصل فيها إلى نسيان الآخرة، والتعلُّق الشَّديد بالدُّنيا.الإقبال على المعاصي وحبِّها والاعتياد عليها، فإنَّ حبّ الإنسان للمعصية وتعلُّقه بها يجعلها تأتيه ويستحضرها في سكرات موته، وإن أتى إليه أهله لتلقينه الشَّهادة طغت المعصية عليها فتكلّم بما يتعلَّق بها، ومعلومٌ أنَّ الإنسان يُبعث على ما مات عليه، ويموت على ما عاش عليه.الانتحار؛ فالمسلم أمره كلُّه خير إن أصابته ضراء فصبر واحتسب كان له أجرها، وإن جزع وكان اختياره أن يتخلَّص من الحياة بالانتحار فقد اختار طريق المعصية، وقد روى جندب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حتَّى مَاتَ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ). طباعة شارك حقيقة ميتة السوء ميتة السوء ما هي ميتة السوء أسباب ميتة السوء علامات ميتة السوء

مقالات مشابهة

  • سنن الوضوء الصحيحة عن النبي
  • من يشرب من حوض النبي يوم القيامة؟.. انتبه لـ6 حقائق لتفوز بشربة منه
  • 3 أدعية عن النبي للشفاء والوقاية من الحسد.. لا تغفل عنها
  • حقيقة ميتة السوء.. علي جمعة: النبي استعاذ منها فاتقوها بهذا العمل
  • أذكار المساء الصحيحة عن النبي.. أدعية تحميك من كل مكروه
  • أمين الفتوى: حديث "لا تنزلوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" موضوعٌ ولا يصح عن النبي
  • أذكار المساء الصحيحة.. لا تفوت هدي النبي واتباع سنته
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي.. حصن نفسك الآن ولا تتكاسل عنها
  • تدخلك جهنم أو تكفر الكبائر.. النبي حذر من القسوة أو الإساءة لـ5 مخلوقات
  • الاحتلال يغلق بوابة عطارة وينصب حاجزًا قرب النبي صالح برام الله