تعمقت الأزمة مع دخول البلاد في حلقة مفرغة: انخفاض مستويات المياه يُعيق إنتاج الكهرباء، بينما يؤدي غياب الكهرباء إلى انهيار أنظمة ضخ المياه. اعلان

يتفاقم الوضع الاقتصادي في إيران تحت وطأة ضغوط متجددة، إذ بات مصير البلاد الاقتصادي مرتبطًا أكثر فأكثر بالتطورات السياسية القادمة من واشنطن.

ففي ظل استمرار سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع استمرار المفاوضات النووية، تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة، فيما تنهار البنية التحتية للطاقة ويزداد الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.

ريال هشّ واقتصاد مرتهن للتصريحات الأميركية

الريال الإيراني، والإنتاج الصناعي، والطاقة، جميعها تخضع لضغط هائل، إذ أصبحت أسعار صرف العملات الأجنبية تتقلب بسرعة مع كل تصريح يخرج من البيت الأبيض.

وعلى الرغم من الآمال المعلقة على حل دبلوماسي، إلا أن المشاكل البنيوية للاقتصاد الإيراني لا تزال قائمة في قطاعات عدة، من البنوك إلى الخدمات العامة. ويرى مراقبون أن الاعتماد المفرط على رفع العقوبات كاستراتيجية، قد فشل في معالجة جذور الأزمة الداخلية.

قال كمال سيد علي، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني السابق: "الواقع هو أن اقتصادنا يتفاعل بشكل حاد مع التطورات السياسية. وإذا عاد شبح الحرب الشاملة، فإن سعر الدولار سيسجل أرقامًا قياسية جديدة".

وقد هبط الريال إلى 1.05 مليون مقابل الدولار في آذار/ مارس، بعد أن لوّح ترامب باحتمال تدخل عسكري إذا رفضت طهران العودة إلى طاولة التفاوض. ثم تعافى قليلًا مع بدء المحادثات في عُمان، قبل أن يعاود الهبوط مع تعثر المفاوضات.

أزمة خدمات

وفي نيسان/ أبريل، اعترف وزير الطاقة عباس علي آبادي بأن محطات الطاقة في البلاد تنتج فقط 65 ألف ميغاواط سنويًا، في حين أن البلاد بحاجة إلى 85 ألف ميغاواط لتلبية الطلب، مما أدى إلى انقطاعات متكررة للكهرباء، أثّرت على توزيع المياه، والاتصالات، وخدمات الإنترنت.

في المدن الكبرى، أصبحت الانقطاعات أمرًا روتينيًا. وتحدث متصلون بوسائل إعلام فارسية مثل "إيران إنترناشونال" عن فشل متسلسل في الخدمات، حيث تؤدي انقطاعات الكهرباء إلى انقطاع الهاتف، وحرمان المواطنين من المياه النظيفة.

وتعمقت الأزمة مع دخول البلاد في حلقة مفرغة: انخفاض مستويات المياه يُعيق إنتاج الكهرباء، بينما يؤدي غياب الكهرباء إلى انهيار أنظمة ضخ المياه.

Relatedبالتعاون مع الإمارات والسعودية.. إيران تقترح إنشاء ائتلاف نووي إقليميعقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي

في خضم التوترات مع واشنطن، تتصاعد الانتقادات في الداخل الإيراني بسبب غياب خطة إنقاذ اقتصادي حقيقية. صحيفة "كيهان" المقربة من التيار المتشدد تساءلت مؤخرًا: "ما الذي تفعله الحكومة غير التفاوض مع الولايات المتحدة؟"، محذرة من أن الدبلوماسية يجب أن تكون وسيلة لتحسين الاقتصاد، لا بديلًا عن الإصلاح الداخلي الضروري.

وقال أفشين مولوي، الباحث في معهد السياسة الخارجية بجامعة جونز هوبكنز: "سنوات من سوء الإدارة والفساد والسياسات الرديئة أدت إلى ضعف أداء اقتصاد من المفترض أن يكون قوة إقليمية كبرى. بدلًا من ذلك، أصبح الاقتصاد الإيراني متأخرًا عن الركب، ولا يمكن تحميل العقوبات وحدها مسؤولية ذلك".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسبانيا إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسبانيا إيران الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب إسرائيل قطاع غزة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس إسبانيا فرنسا كير ستارمر سوريا ضحايا بروكسل مجاعة

إقرأ أيضاً:

إيران: المحادثات النووية مع واشنطن ستفشل إذا أصرت على وقف تخصيب اليورانيوم

نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، يوم الاثنين، عن نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخترافانجي، قوله إن المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة "لن تفضي إلى أي نتيجة إذا أصرت واشنطن على مطالبة طهران بوقف تخصيب اليورانيوم إلى الصفر". اعلان

وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قد أكد يوم الأحد أن موقف بلاده واضح، مشددا على أن الشرط الأساسي لأي اتفاق محتمل مع إيران هو عدم تخصيب اليورانيوم، حتى "بنسبة 1%". 

وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "ABC" الأمريكية: "قدمنا مقترحا نعتقد أنه يعالج بعض الإشكالات دون أن يسيء للإيرانيين، لكن كل شيء يبدأ باتفاق لا يتضمن التخصيب، لأن التخصيب يجعل من الممكن امتلاك سلاح نووي، وهذا ما نرفضه تماما".

وفي رد على هذه التصريحات، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم، مشددا في الوقت نفسه على استعداد إيران لإثبات سلمية برنامجها النووي إذا أظهرت واشنطن نوايا واقعية.

بدوره، قال تخترافانجي: "موقفنا من التخصيب واضح، وقد أكدنا مرارا أنه إنجاز وطني لن نتخلى عنه".

وفي سياق متصل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن الولايات المتحدة تعقد سير المفاوضات من خلال تصريحات علنية تتناقض مع ما يطرح في الجلسات المغلقة، مضيفا: "رغم التصريحات المتناقضة من الجانب الأمريكي، ما زلنا ملتزمين بالمشاركة في المفاوضات".

ومن المتوقع أن تعلن سلطنة عمان، الوسيط في الحوار، عن جولة خامسة من المحادثات قريبا.

Relatedترامب: قريبون من اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وطهران تبدو نوعا ما موافقة على بنودهبالتعاون مع الإمارات والسعودية.. إيران تقترح إنشاء ائتلاف نووي إقليميعقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي زار منطقة الخليج الأسبوع الماضي، قد صرح بأن التوصل إلى اتفاق مع إيران بات "وشيكا"، لكنه دعا طهران إلى التحرك بسرعة. 

وخلال ولايته الأولى (2017–2021)، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الدولية. 

ووصف ترامب الاتفاق حينها بأنه "منحاز لإيران"، وأعاد فرض عقوبات أمريكية واسعة، وردت طهران بتسريع وتوسيع عمليات التخصيب.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أزمة المياه في تعز ترفع أسعار وايتات الماء إلى رقم قياسي
  • إيران تراجع مقترحا لعقد جولة خامسة من المحادثات النووية
  • إيران تتلقى مقترحا لجولة خامسة من المحادثات النووية
  • إيران: طهران تلقت مقترحا للجولة القادمة من المحادثات النووية
  • إيران تؤكد أن عملية التفاوض الوحيدة هي القائمة بين عراقجي والمبعوث الأمريكي
  • إيران: المحادثات النووية مع واشنطن ستفشل إذا أصرت على وقف تخصيب اليورانيوم
  • إيران تؤكد تمسكها بتخصيب اليورانيوم وترفض التفاوض حوله
  • إيران تصطدم بواشنطن.. المحادثات النووية تواجه اختبارا "صعبا"
  • نزيف العملات عبر الألعاب الإلكترونية.. الأزمة والحل