نظم اتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر أمسية شعرية استثنائية جمعت بين الشاعرين يحيى فضل الله وقاسم أبو زيد في القاهرة تحت عنوان “مؤانسة”. شارك في الأمسية الفنان الهادي الجبل، وحضرها نخبة من المثقفين والفنانين السودانيين المقيمين في مصر.

القاهرة: التغيير

مثلت الأمسية مناسبة ثقافية تجاوزت حدود القراءة الشعرية إلى فضاء للحوار والتأمل في دور الفن أثناء الأزمات.

حملت القصائد المقدمة مزيجًا من الوجع والأمل، مع التركيز على دور الفن في التعبير عن هموم المجتمع السوداني. كانت الأمسية فرصة للشاعرين لتبادل الأفكار والآراء حول دور الفن في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع السوداني.

طقس مقاومة

وصف الدكتور علي سعيد، الناقد المسرحي، الأمسية بأنها “طقس مقاومة” يجسد قدرة الشعر على مواجهة العنف وإعادة بناء الوعي الجمعي. وأشار المخرج ناصر يوسف إلى أهمية هذه الفعاليات في تقديم الدعم النفسي ومعالجة آثار الحرب. وقال إن الشعر والموسيقى والغناء لعبوا دورًا فاعلًا في معالجة معاناة الناس أثناء الحرب.

جانب من الحضور تجارب إبداعية

جمعت الأمسية بين الشعر والموسيقى، حيث قدم يحيى فضل الله وقاسم أبو زيد نصوصًا تجريبية تكسر المألوف. أضاف الهادي الجبل بعدًا غنائيًا عبر تقديمه ألحانًا لقصائد الشاعرين، مما خلق حوارًا فنيًا فريدًا. كانت الأمسية فرصة للشاعرين لاستكشاف آفاق جديدة في الكتابة الشعرية والغنائية.

دور الفن في التعبير عن هموم المجتمع

أكد الحضور على دور الفن في التعبير عن هموم المجتمع السوداني، خاصة في ظل الأزمات. مثلت الأمسية نموذجًا للفعل الثقافي المقاوم، حيث نجحت في تحويل اللحظة الشعرية إلى فضاء للتضامن والتأمل في مصير السودان. كانت الأمسية أيضًا فرصة للاحتفاء بالتنوع الثقافي السوداني وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع السوداني.

استمرار تأثير جيل الثمانينيات الثقافي

مثلت الأمسية استمرارًا لتأثير جيل الثمانينيات الثقافي، رغم التحديات. أظهرت قدرة الفن على بناء جسور بين الماضي والحاضر، وبين الداخل السوداني وخارجه. كانت الأمسية شهادة على استمرار تأثير هذا الجيل في المشهد الثقافي السوداني.

جانب من المشاركات لقاء استثنائي

وصف المخرج عبد الرحمن سوركتي الأمسية بأنها “لقاء استثنائي” جمع بين الإبداع والموقف الأخلاقي، مما منح الحضور شعورًا بالأمل والانتماء في ظل الظروف الصعبة. كانت الأمسية فرصة للشاعرين والفنانين للحوار والتأمل في دور الفن في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع السوداني.

ختام الأمسية

اختتمت الأمسية بتقديم الشكر والتقدير لاتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر على تنظيم هذه الفعالية الثقافية الهامة. كانت الأمسية نموذجًا للتعاون الفني والثقافي بين الشعراء والفنانين السودانيين، وستظل ذكرى خالدة في ذاكرة الحضور.

الوسوماتحاد تجمع الفنانين السودانيين في مصر الهادي الجبل قاسم أبو زيد يحي فضل الله

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المجتمع السودانی دور الفن فی فضل الله أبو زید فی مصر

إقرأ أيضاً:

معرض “معتقلون ومغيبون” في المتحف الوطني يوثّق الألم السوري من الاعتقال الأول إلى إسقاط الديكتاتور

دمشق-سانا

في المتحف الوطني بدمشق، حيث يختلط التاريخ بصمت الحجارة، افتُتح معرض “معتقلون ومُغيّبون”، الذي تنظّمه منصة “ذاكرة إبداعية للثورة السورية”، برعاية وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار والمتاحف.

المعرض الذي يستمر حتى ال6 من حزيران، يُعيد فتح أشد فصول الذاكرة السورية ألماً، حيث جمعت مديرة منصة “ذاكرة إبداعية للثورة السورية” الفنانة سناء اليازجي ثمرة 14 عاماً من العمل المتواصل، مكرسة جهدها لتوثيق مأساة السوريين عبر الفن، ليصبح التوثيق شكلاً من أشكال السعي نحو العدالة.

ينقسم المعرض إلى عشرة فصول، تجسد عمر الثورة، وتختتم بلوحة “سقوط المخلوع”، فمن2011، عام الاعتقال الأول إلى 2012، الفن في المعتقل، ثم 2013، كيماوي الغوطة والتدهور الكبير، مروراً بـ2014  _2015، قيصر، و2016–2017، المسالخ البشرية، و2018، قوائم الموت، و2019–2020، محاكمات لانتزاع العدالة، وصولاً إلى 2024–2025، سقوط الديكتاتور.

وبعد افتتاح المعرض قدم كورال “غاردينيا”، أغنيات من الكلاسيكيات المحفورة في الذاكرة: “وينن”، “عصفور طل من الشباك”، “أنا بتنفس حرية”، “رجعت العصفورة”، و”مهما تأخّر جاي”.

وزير الثقافة السيد محمد ياسين صالح الذي حضر الفعالية، قال في كلمة ألقاها: “نفتتح هذا المعرض بالتزامن مع صدور المرسوم الجمهوري القاضي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين، إيماناً منا بأن الثقافة لا تُبنى إلا على أسس الحقيقة، ولا كرامة تُصان إن لم نمنح المغيّبين حقهم في المعرفة والاعتراف، لأن الحقيقة لا يجوز أن تُغيّب كما غُيّب أصحابها، ومسؤوليتنا اليوم أن نبذل كل ما في وسعنا لكشفها”.

وأعلن الوزير صالح عن تقديم جائزة باسم الوزارة للأشخاص الذين كان لهم الفضل في إنقاذ متحف دمشق الوطني، عرفاناً وامتناناً لدورهم.

أما أمينة سر المتحف الوطني بدمشق الدكتورة ريما خوام، فتحدثت عن رمزية احتضان هذه الفعالية في هذا المكان، الذي يؤرخ لتاريخ الإنسان، ويمنح اليوم في جنباته مساحة لذاكرة السوريين المعاصرة، عن الألم والصبر والفقد، وليكون معرض “معتقلون ومغيبون” جزءاً من سردية أوسع تُكرّس الحق والعدالة في الوعي الجمعي.

وعن الأمل الذي منحه المعرض عن المعتقلين في قلب المتحف الوطني، قالت القائمة بأعمال السفارة الألمانية في سوريا السيدة آن صوفي: “مجرد أن نكون هنا، وأن نُقيم المعرض في هذا المكان، وأن نتحدث معاً بحرية عن الماضي والحاضر والمستقبل هو لحظة بالغة الأهمية، ومؤشر على أن مساحة التفكير المشترك بدأت تتّسع، وأن الذاكرة بدأت تُستعاد”.

من جهته، اعتبر حسام براقي، ممثل مؤسسة فريدريش إيبرت (FES) الألمانية – من أجل الديمقراطية الاجتماعية الداعم لمنصة ذاكرة إبداعية للثورة السورية، أن المعرض فعل سياسي ودعوة إلى الكرامة وإلى تحقيق العدالة لا بالتمني، بل بالعمل والسرد والمواجهة، للوقوف في وجه النسيان، وفرض الحضور على الغياب في خطوة نحو الحقيقة، ونحو سوريا أكثر عدلاً وإنسانية.

وعن الدافع للعمل التوثيقي منذ بدايات الثورة، أوضحت اليازجي، أن الدافع الأعمق هو حفظ هذه الأعمال، لأن النظام البائد كان يقتل كل شيء حتى التعبير، واعتبر الفن خطراً عليه، فقمع أشخاصه بشراسة، وقتل بعضهم وغيب آخرين في المعتقلات، وآخرون خرجوا منها وهم يحملون ندوب التجربة.

وأشارت اليازجي إلى رمزية الرجل البخاخ الذي كتب أول شعارات الحرية على الجدران، معتبرة أنه كان تجسيداً لتلك اللحظة، حيث لعب فيها الفن دوراً أساسياً في صياغة الوعي، وفضح العنف، وكان مؤسساً لوعي جديد، يحرّك المجتمع.

ولفتت اليازجي إلى أن انطلاقة الثورة حملت معها موجة إبداعية ضخمة عمّت مختلف أنحاء سوريا، فخلقت حاجة ملحّة لتوثيق هذا الإبداع، وصون ما أبدعه السوريون في وجه آلة القمع، فمنذ بداية الثورة، كان هناك إنتاج إبداعي هائل ومتعدد الأشكال يُضَخ في كل الجغرافيا السورية.

يذكر أن منصة “ذاكرة إبداعية” تأسست عام 2013 كأرشيف رقمي مستقل يُوثّق أشكال التعبير الحر الفني والفكري التي ظهرت في سوريا منذ اندلاع الثورة، وهي منصة في تطوّر مستمر، هدفها حفظ النتاج الإبداعي السوري في وجه التعتيم والمحو، وتمكين المجتمع من الوصول إلى روايات السوريين كما صاغوها بأدواتهم الثقافية والبصرية، مع فتح المجال أمام التعدّد والتنوع، والإعلاء من دور الفن كوسيلة للوعي والمساءلة والعدالة.

وفي النهاية، لا يزال الفن قادراً على التعبير والتوثيق من خلال تحويل الألم إلى فعل إبداعي، فاللوحات المعروضة لا تمنح الضحايا مجرد حضور رمزي، بل تُسهم في بناء ذاكرة جمعية تُجسّد الانتهاكات، وتنقل الشهادات، وتُعيد للضحايا مكانتهم في الوعي العام.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • نجل شقيق العندليب: حب عمر عبد الحليم كانت “أم” لطفلين وجدّها رفضه
  • أمسية شعرية كبري لأدباء بني سويف والفيوم برعاية إتحاد كتاب مصر
  • بن يحيى: “الموسم الحالي أصعب من الماضي وينتظرنا تحدّ كبير”
  • الفن .. والشخصية العمانية
  • شيڤا هلالي تتألق في "كان" وتُشيد بسحر التمازج الثقافي في فيلم "سيرات"
  • بالوثيقة.. السوداني يوجه بإيقاف حملات هدم “الدور المتجاوزة”
  • (كنت أمشي في دروب الشك، أبحث عن الله، أطلب فقط إشارة واحدة) فتاة مسيحية تعتنق الإسلام بعد إستشهاد المصور السوداني “شيخو”.. تعرف على التفاصيل!!
  • معرض “معتقلون ومغيبون” في المتحف الوطني يوثّق الألم السوري من الاعتقال الأول إلى إسقاط الديكتاتور
  • شاهد بالفيديو.. حشود هائلة من السودانيين بالسعودية كانوا في استقبالها.. التيكتوكر الشهيرة خديجة أمريكا تدخل “البازار” الخاص بها وسط حراسة مشددة من “البودي قاردات”