حركة إسلامية إصلاحية تدعو للإسلام نظاما شاملا للبشرية كافة وللمسلمين خاصة، تأسست عام 1941 في مدينة لاهور في شبه القارة الهندية، وانتخب أبو الأعلى المودودي أميرا لها، ونسبت الجماعة لباكستان بعد الحصول على الاستقلال عن الهند وإعلان قيام دولة باكستان في 28 أغسطس/آب 1947.

وتعتبر الحركة الإسلامية في باكستان ملهمة للكثير من الحركات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وكذا المنبع الفكري الذي تغذت منه بعضها، ويرجع الدور الأبرز في ذلك لأبي الأعلى لمودودي، الذي جذب بكتاباته الكثير من أنصار التيار الإسلامي فتأثروا به وبفكره "المستقى من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة"، فترجمت كتاباته وكتبه إلى العربية والفارسية والإنجليزية والفرنسية.

النشأة والتأسيس

أُعلن عن تأسيس الجماعة الإسلامية في باكستان يوم 17 أغسطس/آب 1941 في مدينة لاهور قبل استقلال باكستان في اجتماع ضم 75 عضوا مؤسسا يمثلون مختلف جغرافيا البلد.

عام 1943 نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيس من لاهور إلى دار السلام، وهي إحدى قرى مدينة بتهانكوت، لتعود إلى لاهور بعد استقلال باكستان يوم 28 أغسطس/آب 1947، حيث أُسس مقر الجماعة وطالبت بتشكيل النظام الباكستاني طبقا للقانون الإسلامي.

وألقى المودودي خطابا شهيرا في كلية الحقوق طالب فيه بتشكيل النظام الباكستاني طبقا للقانون الإسلامي، معبرا بذلك عن تفاعل الحركة بشكل فعلي مع الشأن العام ومحاولة نقل الأفكار من فضاءات المساجد والندوات إلى الالتحام بالواقع ومحاولة التأثير فيه.

جاءت نشأة الجماعة في واقع مرير نتج عن سقوط الخلافة العثمانية والفراغ السياسي الذي خلفته، فضلا عن معاناة مسلمي الهند من الاضطهاد الهندوسي بعد أن لاحت بوادر استقلال الهند وحرص زعماء الهندوس على إعطائها بعدا وثنيا، فبدؤوا بشن حملات لإكراه المسلمين على تغيير دينهم، وكان المودودي منشغلا بالكتابة والصحافة، مما جعله يعيش الأحداث متأثرا بها ومتفاعلا مع الرعيل الأول الذي وضع لبنة التأسيس.

ويمكن القول إن المودودي هو من أنجب "الجماعة الإسلامية في باكستان" بفكره السابق عليها كتنظيم، ملهما إياها بأفكاره وكتاباته بل وتجربته قبل الحركة من خلال انخراطه في حركة إحياء الخلافة الإسلامية، ثم مشاركته في جمعية إغاثة وغوث المسلمين الذين راحوا ضحية الصدامات مع الهندوس.

الأعلام المؤسسون

ومن أبرز الأعلام المؤسسين للجماعة الإسلامية في باكستان، إضافة لمؤسسها الأول أبي الأعلى المودودي:

ميان طفيل محمد، الذي عمل أمينا عاما للجماعة وأصبح أميرا لها بعد المودودي عام 1972، واستمر أميرا حتى عام 1987. قاضي حسين أحمد، الذي كان أمينا عاما للجماعة ثم أميرا لها عام 1987 خلفا لميان طفيل محمد. خورشيد أحمد نائب الأمير ووزير سابق وعضو في المجلس النيابي. خليل أحمد الحامدي، مدير دار العروبة ومدير معهد المودودي العالمي للدراسات الإسلامية. البروفيسور عبد الغفور أحمد، وكان أمير فرع الجماعة في كراتشي، وعضو البرلمان المركزي ووزيرا للصناعات والمواد المعدنية عام 1978. غلام أعظم، وكان يعيش في بلاده من دون جنسية بعد أن سحبتها منه الحكومة لتضييق الخناق على حركته الدعوية، وكان أمير الجماعة الإسلامية في باكستان الشرقية قبل الانفصال، وبعد خروجه من السجن أصبح أمير الجماعة في بنغلاديش. أنصار الجماعة الإسلامية في باكستان خلال تجمع في روالبندي عام 2009 للاحتجاج على التدخل الأميركي بالمنطقة (رويترز) الفكر والأيديولوجيا

الجماعة الإسلامية في باكستان جماعة سنية ترى الإسلام نظاما شاملا للبشرية جمعاء وللمسلمين بصفة خاصة، ويرتكز فكرها على الدعوة إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والعمل من أجل إقامة دولة مدنية وفق المنهج الإسلامي.

وقد كتب قادة الجماعة والمؤسسون فكرا غزيرا لتصورهم للدولة والحكم، وعلى رأسهم المؤسس أبو الأعلى المودودي، الذي عبر عن فكر ونهج الجماعة في كتبه الواسعة الانتشار.

كان فكر الجماعة الإسلامية يسكن المودودي قبل ولادتها، وأراد أن تكون وعاء رسميا يحتضن عمله وفكره الإصلاحي لتحقيق هدفين كبيرين ظلا يشكلان غايته الأولى وعبرا فيما بعد عن فكر الجماعة:

الدعوة الملحة لتطبيق الشريعة الإسلامية في مجمل أراضي باكستان لكونها دولة أسسها المسلمون. محاربة تيار التغريب ومجابهة الأيديولوجيات الوافدة التي صادف رواجها فترة استقلال البلاد.

ترسخت الجماعة الإسلامية في مختلف أرجاء باكستان وتغلغلت داخل المجتمعات بفعل الدور الذي تقوم به عن طريق نشر الكتب والرسائل وإقامة المدراس والمعاهد ومراكز لتعليم الأميين، كما امتد وجودها إلى الجامعات عن طريق الذراع الطلابي المحسوب عليها (جمعية الطلبة الإسلامية).

وكانت العلاقة وطيدة بين الجماعة الإسلامية في باكستان وجماعة الإخوان المسلمين في مصر لتقارب "وجهات النظر في الأهداف والمسائل الفكرية الكبرى والتأثير والتأثر المتبادلين".

هيكل الجماعة

للجماعة أمير ينتخبه أعضاؤها بالأغلبية بتصويت مباشر، ولها مجلس مركزي للشورى ينتخب أعضاء الجماعة، وأمين سر يعينه الأمير من بين الأعضاء بمشورة مجلس الشورى، ويتصرف الأمير وفق قرارات مجلس الشورى.

المسار السياسي

مرت الحركة الإسلامية بالكثير من المحطات الهامة، وخصوصا فترة النشأة، حيث اعتقل مؤسسها المودودي وبعض أعضائها عام 1948 بعد خطاب للمودودي في كراتشي في اجتماع عام طالب فيه بتطبيق النظام الإسلامي.

شكل خطاب المودودي أول مواجهة بين الجماعة الإسلامية والسلطة في باكستان، فاعتُقل هو ورفاقه وتلقوا دعما شعبيا مؤثرا شكل ضغطا على الحكومة، فأطلقت سراح المعتقلين واستجابت لمطالبهم فيما بعد من خلال تجسيد أفكارهم الأساسية في دستور إسلامي للبلاد فأعلنت باكستان دولة إسلامية.

واصلت الجماعة ضغطها وألقى المودودي خطابا يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 1950 في اجتماع عام بلاهور، وجه فيه النقد للمقترحات الدستورية التي قال إنها تمهد الطريق للدكتاتورية، فثارت الجماهير، مما أدى بالحكومة لدعوة العلماء لاجتماع لترتيب مسودة الدستور، وكان المودودي من بين المجتمعين.

قوبلت النقاط الدستورية من طرف الحكومة بالصمت لتدخل الحركة معها في مواجهة جديدة أُعلنت بسببها الأحكام العسكرية يوم السادس من مارس/آذار 1953 واعتقل المودودي مع بعض أعضاء الجماعة وأطلق سراحهم.

ثم اعتقل المودودي مرة أخرى وحكم عليه بالإعدام قبل أن يخفف الحكم عنه بسبب الضغط الجماهيري المؤيد له وللحركة ويطلق سراحه عام 1955.

ودخلت الجماعة في صراع مع الاشتراكيين والهندوس واللادينيين مدة 9 سنوات (1947-1956). ومع بداية 1956 استجابت السلطات الباكستانية لمطالب الحركة والجماهير بإصدار دستور إسلامي، ثم أصدرت قرارا بحظر الجماعة واعتقال المودودي و63 من قادتها وأعضائها.

تنحى المودودي عن منصبه عام 1972 لأسباب صحية، وتولى بعده ميان طفيل محمد، وتعاقب بعد ذلك عدة مسؤولين على منصب أمير الجماعة.

امتدت جذور الجماعة الإسلامية داخل المجتمع الباكستاني على جميع المستويات، فأصبح لها تأثير من خلال النقابات الطلابية والعمالية. ويتبع الجماعة أكثر من ألفي مؤسسة تعليمية وعدد من المستشفيات والمستوصفات، مما جعلها تحتل الصدارة في الحياة السياسية، ولها تأثير قوي في الشأن العام، وإن كان ذلك يختلف مدا وجزرا حسب الفترات.

الجماعة الإسلامية والعلاقة بالسلطة

شهدت علاقة الجماعة الإسلامية في باكستان بالسلطة فترات مد وجزر حسب تقييم الجماعة لسلوك السلطة الحاكمة ومستوى التفاهم بين الطرفين، وإن كان البعض يأخذ على الجماعة "براغماتيتها" و"ارتماءها" في أحضان الجيش باستثناء فترات هدن محدودة.

عرفت باكستان 5 انقلابات عسكرية أبانت عن علاقة الجماعة بالسلطة، فقد عارضت انقلاب الجنرال أيوب خان عام 1958 أول الأمر لتدعمه حين اشتعلت الحرب الهندية الباكستانية الثانية عام 1965، وإعلان أيوب خان "الجهاد المقدس ضد الهند"، ثم عارضته بعد ذلك في تحالف مع قوى سياسية وطنية اتهمته "بتحويل النصر إلى هزيمة على طاولة المفاوضات"، وقدم أيوب خان استقالته تحت ضغط الجماهير عام 1969 وتولى السلطة قائد أركان الجيش محمد يحيى خان.

كانت علاقة الجماعة بالسلطة غير مستقرة، تارة يطبعها الود والتحالف وتارة يطغى عليها التصعيد والتوتر، إلى أن دخلت في حكومة الجنرال ضياء الحق ممثلة بوزير للإعلام، وهو الأمير ميان طفيل محمد، ولم تلبث العلاقة الودية بينهما أن تدهورت بسبب ما اعتبرته الجماعة نكوص الجنرال محمد يحي خان عن وعده بتنظيم انتخابات تضمن الانتقال لحياة سياسية مدنية.

دعمت الجماعة انقلاب برويز مشرف عام 1999، واعتبر أميرها أن " تدخل الجيش في الشؤون السياسية جاء بسبب العدوان والجرائم المدنية والسياسية التي ارتكبها كل من نواز شريف وأيوب شيخان ويحيى خان"، واصفا التدخل العسكري بالظاهرة المؤقتة.

شاركت الجماعة في أغلب الانتخابات التي عرفتها باكستان عن طريق ذراعها السياسية "حزب الجماعة الإسلامية"، وبلغ تأثيرها الانتخابي ذروته بعد أن كانت توصف بالجماعة النخبوية، لأن تأثيرها كان ينحصر في صفوف طلاب الجامعات والنقابات المهنية.

واستطاعت الجماعة الإسلامية في باكستان سنة 2002 الحصول على 53 مقعدا في البرلمان، مما جعلها القوة السياسية الثالثة في البلاد، ووصل زعيمها قاضي حسين أحمد إلى البرلمان الفدرالي وحققت فوزا كبيرا في الإقليم الشمالي الغربي (سرحد) وعاصمته بيشاور، أهلها لتشكيل الحكومة الإقليمية.

قاطعت الجماعة انتخابات 2008 معتبرة أن برويز مشرف أجرى انتخابات تحت إشرافه لضمان استمراره في السياسات التي تخدم المصالح الأميركية، وتراجع بعد ذلك التأثير الانتخابي للجماعة الذي لم ينضج بما فيه الكفاية، حيث ظل تأثيرها الانتخابي محدودا مقارنة بقدرتها على الحشد الجماهيري والتأثير في القضايا الإسلامية داخليا وخارجيا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وظهر ضعف الجماعة السياسي والبرلماني في انتخابات 2013-2018 حيث لم تحصل إلا على مقعد واحد في البرلمان، ويرى البعض أن تراجع أداء الجماعة السياسي يعود لغياب الشخصية المؤثرة والمشاكل الداخلية في مناطق مثل دير وسوات في إقليم خيبر بختونخوا، وخرجت الجماعة تقريبا من إقليم البنجاب والسند وبلوشستان وفشلت في جذب أي شخصية مؤثرة تمكنها من تعزيز موقفها سياسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجماعة فی

إقرأ أيضاً:

طفولتي تلاشت ببساطة.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان

إقليم السند – كانت "آسفة" تجلس على أرضية منزل عائلتها الطينية الباردة عندما دخل والداها الغرفة ليخبراها بزفافها وهي طفلة صغيرة. وبسبب حالات كهذه، تشهد المنطقة تنظيم عروض ثقافية ومجتمعية للتوعية بهذه الظاهرة ومخاطرها.

كانت الشمس قد بدأت تغرب عن القرية الصغيرة التي تأوي 250 عائلة، والرابضة في قلب إقليم السند جنوب شرقي باكستان، ملقية وهجا دافئا على المشهد القاحل المحيط. تتذكر آسفة بوضوح رائحة العشب الجاف التي حملتها الريح.

كان من الصعب قراءة وجه أمها، لكن آسفة أدركت أن شيئا ما مختلف اليوم. نظر والداها إلى بعضهما البعض للحظة قبل أن يلتفتا إليها. قال لها والدها "لقد تم ترتيب زواجك".

كانت آسفة تبلغ من العمر 13 عاما فقط.

في البداية، لم تستوعب الموقف تماما. ذهلت بخواطرها إلى الملابس الجديدة، والمجوهرات اللامعة، والاحتفالات التي سمعت عنها من الفتيات الأكبر سنا في القرية. الزفاف يعني هدايا، وأدوات زينة، وأزياء جديدة.

تتذكر آسفة بصوت مثقل وهي تجلس خارج منزل زوجها على "تشارباي" (سرير نهاري منسوج تقليدي) ملونة، وتنظر إلى الأرض المتشققة للقرية التي نشأت فيها "ظننت أنه سيكون احتفالا كبيرا". هي ملتفة بـ"دوباتا" (وشاح تقليدي) وردية باهتة، وشعرها الداكن يؤطر وجهها الصغير. تبلغ الآن 15 عاما، وهي أم لطفل رضيع، عمره بضعة أشهر، تحمله بحنان بين ذراعيها.

يقف منزلها المبني من الطين والقش خلفها، سقفه من القش وقد صقلته سنوات من الرياح القاسية والأمطار والشمس الحارقة.

تقول "لم أفهم حقا ما الذي ينطوي عليه الزواج". "لم أدرك أبدا أنه سيعني أن أكون مع رجل أكبر مني سنا، شخص لم أكن أعرفه أو أختره".

علاوة على ذلك، تقول إن زوجها مدين بعد أن اقترض 300 ألف روبية باكستانية (عملة باكستان) ليعطيها لعائلتها عندما وافقوا على الزواج. "لا يستطيع سدادها".

إعلان

لم يكن قرار العائلة بتزويج ابنتهم البالغة من العمر 13 عاما نابعا من التقاليد، بل من يأس مطبق.

تضرر والدا آسفة بشدة من الفيضانات الكارثية التي اجتاحت باكستان عام 2022. لأجيال، زرعت عائلتها الأرز والخضروات مثل البامية (نوع من الخضار)، والفلفل الحار، والطماطم، والبصل في المشهد الذي كان غنيا يوما ما في وادي نارا الرئيسي، لكن المياه المتصاعدة تركت حقولهم غير معروفة الملامح، غارقة وعقيمة.

المال الذي كانت العائلة تأمل في كسبه من محاصيلهم والمدخرات الصغيرة التي خصصوها لمستقبل ابنتهم، تبددت كلها. لشهور، حاول والداها إعادة بناء ما فقدوه، وإنقاذ ما استطاعوا إنقاذه من بقايا أرضهم، والاقتراض من الأقارب في محاولة لتغطية نفقاتهم. لكن الخسارة المدمرة لمحاصيلهم، إلى جانب ارتفاع أسعار الضروريات ونقص الوصول إلى المياه النظيفة، جعلت البقاء على قيد الحياة مستحيلا.

مع وجود 3 أطفال آخرين أصغر سنا في المنزل، خلص الزوجان إلى أنهما لم يعودا قادرين على إعالة آسفة، ناهيك عن منحها التعليم الذي كانا يأملان فيه يوما ما.

تقول آسفة بحزن "لم يكن لديهم خيار آخر".

فيضانات في منطقة دادو بإقليم السند في سبتمبر/أيلول 2022 (غيتي)مجتمع مثخن بالجراح

في قرية خان محمد ملاح، حيث الزراعة وصيد الأسماك وتربية الماشية هي مصادر الدخل الرئيسية، فإن تجربة آسفة ليست غريبة. لقد تركت فيضانات عام 2022 ندوبا عميقة في المجتمع، مما أغرق العائلات، التي تعيش الآن تحت رحمة تقلبات الطقس، في فقر مدقع.

مع تدمير المنازل، وجرف المحاصيل، وتحطم سبل العيش، تتزايد ظاهرة زواج الأطفال، حيث يدفع الرجال مبلغا متفقا عليه للعائلات مقابل الزواج من فتيات لا تتجاوز أعمارهن التاسعة.

في العام الماضي، سُجلت 45 حالة لأطفال -معظمهن فتيات، ولكن بعض الفتيان أيضا- تحت سن 18 عاما تم تزويجهم في هذه القرية وحدها، وفقا لمنظمة سوجاغ سانسار (منظمة غير حكومية تعمل على مكافحة زواج الأطفال في المنطقة).

ليست هذه مسألة تقاليد بسيطة، كما يقول ماشوق برهماني، مؤسس سوجاغ سانسار. حدد قانون تقييد زواج الأطفال الباكستاني لعام 1929 السن القانونية للزواج للفتيان عند 18 عاما و16 عاما للفتيات. في أبريل/نيسان 2014، تبنت جمعية السند قانون تقييد زواج الأطفال في السند، الذي غير الحد الأدنى للسن إلى 18 عاما لكل من الفتيات والفتيان.

يعتقد برهماني أن ارتفاع نسبة زواج الأطفال مرتبط مباشرة بالفيضانات. وبشكل حاسم، حدث ثلث هذه الزيجات دون السن القانونية في مايو/أيار ويونيو/حزيران -قبل بدء هطول الأمطار الموسمية مباشرة- مما يشير إلى أنها تمت تحسبا للضرر الذي كان متوقعا من الأمطار الغزيرة.

يقول برهماني "قبل أمطار عام 2022، لم تكن الفتيات يتزوجن في سن مبكرة جدا في هذه المنطقة". "ظلت مثل هذه الحالات نادرة. كانت الفتيات الصغيرات يساعدن والديهن في صنع الحبال للأسِرة الخشبية أو العمل في الأرض".

بالنسبة للعديد من العائلات، أصبح قرار تزويج الفتيات الصغيرات وسيلة للبقاء، ولكنه يأتي أيضا على حساب تعليم الفتيات وصحتهن ومستقبلهن.

إعلان

في السنوات الأخيرة، أصبحت آثار تغير المناخ واضحة بشكل متزايد. الأمطار الموسمية (المونسون)، التي كانت يوما شريان حياة لملايين المزارعين في باكستان وحاسمة في الدورة الطبيعية لإنتاج الغذاء، أصبحت متقلبة وشديدة بشكل متزايد، مما ألحق دمارا بالأراضي الزراعية وفاقم نقص الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع ذوبان الأنهار الجليدية في شمال البلاد، مما يساهم في تضخم الأنهار وإرهاق دفاعات الفيضانات.

أثارت أزمة المناخ الظاهرة التي أصبحت تُعرف باسم "عرائس الرياح الموسمية". لم يتم إجراء دراسات رسمية حول زواج الأطفال، لكن المنظمات غير الحكومية مثل سوجاغ سانسار تقول إن الأدلة المتناقلة تشير إلى أن هذه الممارسة أصبحت أكثر انتشارا في جميع أنحاء البلاد ككل. في إقليم السند، يُعتقد أن ما يقرب من ربع الفتيات يتزوجن قبل سن 18.

يقول غولشير بانهوار، مدير المشاريع في سوجاغ سانسار "كان هناك ارتفاع ملحوظ في الزيجات القسرية، لا سيما خلال الفيضانات الأكثر كارثية في تاريخ البلاد، تلك التي وقعت في أعوام 2007 و2010 و2022".

ينقل المزارعون المحاصيل من منازلهم إلى الجانب الآخر من ضفة النهر الغَمْر في 27 أغسطس/آب 2024 في سوكور، باكستان (غيتي)«عندما أخذوها بعيدا، تشبثت بي»

بالنسبة للكثيرين، وخاصة النساء، هذه الكوارث الطبيعية ليست كوابيس بعيدة.

مرت السنوات، ولكن بالنسبة لسلوى (40 عاما) لا تزال ذكرى يوم زفاف ابنتها صعبة التحمل. في حين تداعب حفيدتها البالغة من العمر 4 سنوات، تصبح نبرتها حزينة وهي تبدأ في سرد القصة التي أدت إلى واحد من أحلك أيام حياتها.

تتذكر قائلة "كنا نعيش يوما ما في أرضنا، ولكن عندما دمرت الرياح الموسمية كل شيء في عام 2010، أُجبرنا على مغادرة منزلنا والبحث عن ملجأ في إقليم آخر". العائلة، التي انتقلت من بلوشستان (إقليم في جنوب غرب باكستان)، تعتمد على زراعة القطن والأرز الوفير، لكنها كافحت لتغطية نفقاتها في خان محمد ملاح ولجأت إلى تزويج ابنتها الصغرى.

في عام 2010، زوّجت سلوى ابنتها التي كانت تبلغ من العمر 12 عاما آنذاك لرجل يبلغ من العمر 20 عاما مقابل 150 ألف روبية.

تقول سلوى بصوت متصدع "عندما أخذوها إلى منزلها الجديد، تشبثت بي، وبكينا كلتانا. أندم بشدة على هذا القرار، لكنني لم أر خيارا آخر في ذلك الوقت". هي نفسها كانت قد تزوجت في سن 13 لأن عائلتها لم تكن تملك ما يكفي من المال لإطعامها.

على الرغم من زواج ابنتها، عادت هي وزوجها للعيش مع سلوى في خان محمد ملاح بعد ذلك بوقت قصير. تقول سلوى وهي تتنهد، والتجاعيد على وجهها تفضح إرهاقها "لم يكن لديهم ما يكفي من المال للبقاء على قيد الحياة بمفردهم. كانوا مجرد أطفال. نحن نعيش الآن في فقر ولكن على الأقل نحن مجتمعون مرة أخرى".

اليوم، سلوى جدة لأطفال ابنتها الأربعة. الأكبر يبلغ من العمر 15 عاما ويدرس في المدرسة، وكذلك إخوته. تقول سلوى إنها تأمل أن يمكّنهم التعليم الذي يتلقونه من الزواج بإرادتهم الحرة، وكسر الحلقة التي حاصرت الفتيات في عائلتها لأجيال.

ضحايا الفيضانات يكتظون بجناح مستشفى للنساء والأطفال في مظفر جاره بباكستان (غيتي – أرشيف)

إنه أمل هش حيث تشهد باكستان أحداثا مناخية أكثر تواترا وشدة مثل الفيضانات والجفاف وموجات الحر.

تحذر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) من أن باكستان، لكونها واحدة من أكثر البلدان ضعفا، ستواجه آثارا متفاقمة على الزراعة وتوافر المياه وتوفير الغذاء، مما يزيد من الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي.

أغرقت فيضانات عام 2022، الأكثر فتكا حتى الآن، ثلث باكستان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1700 شخص، وتشريد حوالي 33 مليونا -أي ما يقرب من ثلث سكانها- وغمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ودمرت العمود الفقري الزراعي للبلاد.

إعلان

تضررت الزراعة -التي تساهم بربع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتدعم وظيفة واحدة من كل 3 وظائف- بشدة خصوصا، حيث فُقدت أعداد هائلة من المحاصيل بسبب الفيضانات. تأثر ما يقرب من 15% من محصول الأرز في البلاد و40% من محصول القطن. بلغت التكلفة الإجمالية للأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة حوالي 12.97 مليار دولار أميركي، وشكلت المحاصيل 82% من هذا المجموع.

في إقليم السند، تُركت قرى بأكملها في حالة خراب.

الناس في قرية بمنطقة دادو بالسند يشاركون في ركوب الجمال لرفع مستوى الوعي حول مخاطر زواج الأطفال (وسائل التواصل الاجتماعي)«تقدم كبير» قضت عليه الفيضانات

يعد إقليم السند معرضا بشكل خاص للفيضانات بسبب قربه من نهر السند، الذي غالبا ما يفيض خلال الأمطار الموسمية الغزيرة. تزيد أنظمة الصرف الصحي السيئة وإزالة الغابات وتغير المناخ من خطر الفيضانات.

وفي هذه المنطقة، تضرر ما يقرب من 4.8 ملايين شخص من فيضانات عام 2022، نصفهم من الأطفال.

يقول بانهوار "مع تدمير سبل العيش وعدم وجود دخل موثوق به، غالبا ما يلجأ المزارعون، اليائسون لتغطية نفقاتهم، إلى تزويج بناتهم مقابل مبلغ متواضع مثل سعر بقرة، أو حتى أقل".

ويوضح بانهوار أنه تم إنجاز الكثير من العمل منذ عام 2010 لحماية الفتيات الصغيرات من الزيجات المبكرة والناس يدركون الآن أن تزويج أطفالهم جريمة. "ولكن عندما تُشرّد العائلات في مخيمات الإغاثة من الفيضانات، فإنهم يشعرون أن بناتهم يواجهن خطرا أكبر للاعتداءات الجنسية لأنهن لم يعدن محميات داخل منازلهن. أملهم أيضا هو حمايتهن من الفقر المدقع مع جمع أموال كافية لإعالة بقية أفراد الأسرة".

وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تعد باكستان موطنا لما يقرب من 19 مليون عروس طفلة. في حين ذكرت المنظمة في عام 2023 أنه كان هناك "تقدم كبير" في الحد من زواج الأطفال في البلاد، حذرت من أن فيضانات الرياح الموسمية لعام 2022 يمكن أن تقضي على الكثير من هذا التقدم.

حذرت المنظمة في تقريرها العام الماضي "نتوقع زيادة بنسبة 18% في زيجات الأطفال".

امرأة نازحة تلجأ مع بناتها إلى خيمة مصنوعة من البلاستيك وعصي القصب في يونيو/حزيران 2023، بعد الفيضانات في جاكوب آباد، السند، باكستان (غيتي)

وفقا للمسح الديمغرافي والصحي الباكستاني (PDHS) لعام 2018، فإن 3.6% من الفتيات دون سن 15 و18.3% من اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عاما متزوجات. وجد التقرير نفسه أن 8% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما إما أنهن أنجبن بالفعل وإما أنهن حوامل بطفلهن الأول. واحدة من كل 6 نساء في باكستان تزوجت وهي طفلة.

ويقول سيد مراد علي شاه، باحث قانوني في جامعة آزاد جامو وكشمير "هناك جدل مستمر بين المشرعين حول زواج الأطفال في باكستان". "يصر أحد الأطراف على الالتزام الصارم بسن الزواج القانوني، في حين يجادل الطرف الآخر بضرورة مراعاة الحقائق الاجتماعية والاقتصادية وأنه يجب الحكم على كل حالة على حدة".

أبرزت دراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو عام 2023، نُشرت في المجلة الأكاديمية "العمل الاجتماعي الدولي"، الصلة بين الكوارث المناخية وزيادة معدلات زواج الأطفال، لا سيما في البلدان التي تحدث فيها مثل هذه الزيجات بالفعل. كما أشار تقرير لمنظمة إنقاذ الطفل لعام 2020 إلى أن جميع البلدان الـ25 التي لديها أعلى معدلات الزواج المبكر تقريبا تعاني من النزاعات والأزمات الممتدة والكوارث المرتبطة بالمناخ.

استجابة لزيادة أعداد "عرائس الرياح الموسمية" في السنوات الأخيرة، أطلقت سوجاغ سانسار العديد من المبادرات المجتمعية لمعالجة الأسباب الجذرية لزواج الأطفال. يوضح المؤسس برهماني "نتواصل مع الزعماء الدينيين والمعلمين والآباء والفتيات الصغيرات لإنشاء شبكات دعم ومقاومة". "من خلال المشاريع الفنية والثقافية، نعزز الحوار ونرفع الوعي".

"التعليم هو مفتاح كسر حلقة زواج الأطفال. عندما يتم تمكين الفتيات بالمهارات، لم يعد يُنظر إليهن على أنهن أعباء بل كأفراد قادرين على بناء مستقبلهم الخاص".

تنظم سوجاغ سانسار عروضا مسرحية وموسيقية مجتمعية تكون بمثابة منصة للنقاش في 5 مناطق داخل السند.

يسمح استخدام المسرح بجمع أعضاء مختلفين من المجتمع معا لمشاركة قصصهم من خلال الفن. يوضح برهماني "بدعوة كل من الرجال والنساء للمشاركة، نخلق مساحة للتفكير والمحادثة". كما تقدم المنظمة تدريبا مهنيا للنساء والفتيات لمساعدتهن على إيجاد الاستقلال المالي، ودعما للصحة النفسية.

رجال ونساء وأطفال يشاركون في برنامج مسرحي يتناول قضية زواج الأطفال (وسائل التواصل الاجتماعي)«الأصعب كان عدم وجود أمي»

مكتب سوجاغ سانسار في منطقة دادو، الواقعة على طول نهر السند في جنوب شرق السند، يعج بالطاقة في حين تتجمع مجموعة صغيرة من النساء في الخارج. يشكلن دائرة على الأرض، الرمال الناعمة تحت أقدامهن منقطة بالورود المتناثرة.

إعلان

تحمل كل امرأة شمعة، ألسنة اللهب تومض بلطف في هواء المساء، ملقية وهجا دافئا على وجوههن. تتردد الأصوات في حين تتحدث النساء عن حياتهن. البعض يضحك، والبعض الآخر يتحدث بهدوء، لكنهن جميعا متحدات في هدفهن: وضع حد لممارسة زواج الأطفال.

بينهن "سامينا" التي ترتسم ابتسامة لطيفة على وجهها وهي تحتضن طفلها. اليوم هو يوم خاص حيث تشارك في تقليد تتمسك به المنظمة منذ عام 2005، حيث تقوم النساء والفتيات اللاتي أُجبرن على الزواج المبكر بإضاءة الشموع لرفع أصواتهن ضد هذه الممارسة القمعية. هذا الطقس هو طريقتهن في الوقوف معا، استعراض متحدٍّ للقوة والتضامن.

خلال الحفل، تروي سامينا، التي تبلغ الآن 28 عاما وأم لـ5 أطفال، قصتها. في عام 2011، عندما كانت في الـ13 من عمرها، أخبرتها والدتها أنها ستتزوج من ابن عم بعيد، كان هو نفسه يبلغ من العمر 15 عاما فقط. بالكاد كانت تعرفه.

تتذكر قائلة "كنت أجلس في الخارج أخيط ملاءة سرير عندما جاءت أمي إلي وأخبرتني ببساطة، ‘ستتزوجين’. بقينا كلتانا صامتتين. في عائلتنا، لا تعبر النساء عن مشاعرهن". كانت شقيقتاها الأكبر سنا قد تزوجتا أيضا في سن 13 و14.

مع عدم قدرة والدها على العمل بسبب مشاكل نفسية، كان دخل الأسرة يعتمد على والدتها، التي كانت تعمل لساعات طويلة كخادمة منازل. لكن فيضانات عام 2010 المدمرة دمرت المنازل التي كانت تعمل فيها واختفى دخل الأسرة.

امرأة نازحة بسبب الفيضانات تحمل طفلها حديث الولادة بعد إجلائها من قبل جنود البحرية الباكستانية من قرية غمرتها الفيضانات (غيتي – أرشيف)

كان مبلغ الـ200 ألف روبية الذي جلبه زواجها هو شريان الحياة الأخير للعائلة، وسيلة لتجنب العوز التام وربما حماية شقيقتي سامينا الأصغر سنا من نفس المصير.

يقول برهماني "اليوم، تكسب العائلات بحد أقصى 10 آلاف إلى 12 ألف روبية شهريا". هذا حوالي دولار واحد في اليوم لإطعام حوالي 10 أشخاص. "كل لقمة طعام لكل طفل لها حسابها".

في يوم زفافها، تتذكر سامينا أنها كانت غارقة في القلق. تقول "خلال الحفل، لم أستوعب تماما أن طفولتي كانت تتلاشى".

عندما انتهى الحفل، أصبح واقع الانفصال عن عائلتها واضحا بشكل مؤلم.

حينما كانت والدتها وشقيقتها الصغرى تنتحبان، نُقلت العروس البالغة من العمر 13 عاما إلى منزلها الجديد مع زوجها في قرية مختلفة.

تتذكر قائلة "القفازات الصغيرة التي تلقيتها كهدية زفاف لم تفعل شيئا لتخفيف الحزن الغامر". اليوم، تواسي نفسها بحقيقة أن شقيقاتها الأصغر سنا لم يتزوجن ويتابعن تعليمهن بدلا من ذلك.

تقول "خلال السنة الأولى من زواجي، كان أصعب شيء هو عدم وجود أمي بجانبي بعد الآن". "في الليل، عند النوم كانت تبقى معي حتى أنام. كانت تروي لي القصص وتلمس شعري. بين عشية وضحاها، كان علي أن أنام في سرير مع رجل لم أكن أعرفه. كنت بمفردي، بدون أخواتي ووالديّ في منزل صغير غير معروف. شعرت بالبرد الشديد فجأة".

بعد عامين من زفافها، حملت سامينا بطفلها الأول. "لم أفهم ما كان من المفترض أن أفعله. كنت خائفة وكان الألم صعب التحمل لكنني اعتدت عليه".

في حين كانت عائلتها تأمل أن تحظى بحياة أفضل إذا تزوجت، يكافح زوج سامينا، وهو عامل، للعثور على عمل في قطاع البناء. تقول "الكثير من المنازل تضررت بسبب الفيضانات لكن الناس لا يملكون ما يكفي من المال لإصلاحها".

أثر نقص العمل على الصحة النفسية لزوجها واضطرت سامينا للعمل في خياطة ملاءات الأسرة لإطعام وتعليم أطفالها الخمسة.

ضحايا الفيضانات يكافحون للحصول على حصص غذائية من مروحية تابعة للجيش الباكستاني (غيتي – أرشيف)«بناتي سينجون من الجحيم الذي عانيته»

في عام 2024، مع انتشار خبر 45 حالة زواج دون السن القانونية في قرية خان محمد ملاح، أمر وزير السند، مراد علي شاه، بإجراء تحقيق لتحديد ما إذا كانت تلك الزيجات مرتبطة مباشرة بالفيضانات.

خلص آغا فخر الدين، مدير إدارة حقوق الإنسان في إقليم السند، لاحقا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن مثل هذه الحالات من زواج الأطفال وأن الأخبار كانت ملفقة. ومع ذلك، ذكر مختار علي أبرو، نائب مفوض دادو، أنه في حين تم ترتيب الزيجات في القرية، كانت ببساطة جزءا من التقاليد المحلية وليست نتيجة الفيضانات.

بعد زيارة المسؤولين الحكوميين في أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، تقول سوجاغ سانسار إنها لاحظت انخفاضا في حالات زواج الأطفال، وتعزو ذلك إلى الخوف من التداعيات القانونية. ومع ذلك، تحذر من أن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتا فقط، حيث تظل الدوافع الأساسية لزواج الأطفال -ولا سيما الفقر ونقص الفرص التعليمية للفتيات المستضعفات- دون معالجة إلى حد كبير.

بعد سنوات من تزويجها رغما عنها، تبتسم سامينا الآن بشعور متجدد بالأمل. على الرغم من أنها لا تزال تخيط أغطية الأسرة، تماما كما فعلت في اليوم الذي أُخبرت فيه بزواجها الوشيك، فقد تغيرت حياتها بشكل لا يمكن التعرف عليه. إنها تأخذ دورات في الحرف اليدوية وتأمل في بدء عملها الخاص. ترتدي دوباتا حمراء بنقاط بيضاء صغيرة، وتعبيرها حازم.

محاطة بشابات أخريات، مثلها، تزوجن في وقت مبكر جدا، تبتسم سامينا وهي تتحدث عن مستقبلها. تأمل في مواصلة الخياطة وكسب دخلها الخاص.

عقدت سامينا العزم على ألا تواجه بناتها نفس المصير أبدا. تقول "سأتأكد من تعليمهن، حتى يتمكنّ من الهروب من الجحيم الذي عانيته".

*** تم تغيير بعض الأسماء لحماية الهوية**

مقالات مشابهة

  • مقتل معلمتين جراء إطلاق نار نفذه مسلحون غرب باكستان
  • محاكمة نادرة في باكستان.. السجن 14 عاما لرئيس المخابرات السابق
  • طفولتي تلاشت ببساطة.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
  • الجماعة الإسلامية في لبنان تكشف لـعربي21 خطتها للرد على قرار إدارة ترامب
  • تدني مدى الرؤية يوقف الحركة الجوية في مطار بغداد الدولي
  • إندونيسيا تعزز علاقاتها التجارية مع باكستان
  • الجماعة الإسلامية تنفي الأخبار المسيئة وتؤكد دعمها للشعب السوري
  • لقاء زيلينسكي وميلوني.. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه إيطاليا في محادثات السلام؟
  • باكستان.. مقتل وإصابة 10 جنود بهجوم على الحدود مع أفغانستان
  • صندوق النقد يمنح باكستان قرضاً إضافياً بـ 1.2 مليار دولار