"سر حياتي" قصة كفاح العربى من 6 سنوات حتى الوصول لشهبندر التجار
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
يواصل معرض القاهرة الدولى للكتاب فعالياته في الدورة 55 لعام 2024 مع إقبال كبير من الجمهور من أهم الكتب المعروضة فى المعرض كتاب "سر حياتي" والذي يحكي لأول مرة قصة حياة رجل الأعمال المصري محمود العربي بشكل تفاعلي مدعم بالفيديوهات من خلال تقنية QR Code ، ويتناول رحلة مؤسسى مجموعة العربى محمد ومحمود وعبد الجيد العربى ومشوار كفاحهم.
ويعد كتاب "سر حياتي " من الكتب التي تجمع ما بين حقيقة السرد ومتعة التشويق لما يتضمنه من رجال بسطاً استطاعوا بالفكر والموهبة وتوفيق الله قبل كل شيء أن يؤسسوا صرحاً عملاقا ، وتجدر الأشارة الى أن هذا الكتاب الذي يرويه الرائد ورجل الأعمال الكبير محمود العربي -رحمة الله، عليه لم يكتب بالأساليب البلاغية المعتاد عليها من قبل كتاب القصص والسير الذاتية لرجال الأعمال ولكنه اتسم بالبساطة التي هي صفة مميزة لراوى هذا الكتاب فقد قام الكاتب بسرد أحداث الكتاب كما هي لتكون مثالا واقعيا لكل شاب طموح وليعلم الباحثين عن الريادة انه لابد وان تواجههم عقبات كثيرة التى يمكن التغلب عليها بالفكر والصبر.
ويقدم الكتاب في شكله الجديد بطبعة جديدة ومنقحة تقدم السيرة الذاتية الرائعة "حكاية العربى" تسرد سر نجاح "مجموعة العربي" وقصص البداية الصعبة والتحديات والمعوقات ثم النجاح الباهر والسمعة العظيمة التي بنتها المؤسسة لتصير إحدى النماذج الناجحة في مجال المال والأعمال.
ويروي الكتاب قصة صعود الطفل محمود العربي ابن الـ 6 سنوات الذي قرر أن يتاجر في ألعاب العيد برأسمال 30 قرشًا، ووصولًا إلى قمة النجاح التجاري على رأس أكبر مؤسسات الشرق الأوسط ،وهو كتاب إنساني ودليل عملي ملهم لكل رواد الأعمال ولكل محبي السير الذاتية للناجحين في كل العالم، كما يتناول الكتاب الجوانب المشرقة والنجاحات التي استطاع مؤسسى العربي الوصول إليها وذلك بتسلحهم بالعزيمة والصبر والصمود وتمسكهم بالفكر المستنير
وأخيرا وليس آخرا هذا الكتاب فرصة لمن يدرسون ريادة الأعمال فهو مثالا واقعيا خاليا من التجميل أو رسم صورة وردية وأنما هو يسرد الأحداث الحياتية للكاتب كما هي ليعلم قارئ الكتاب أن الحياة ليست إلا كفاح وصبر وأبداعا وفكر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الكتب سر حياتي محمود العربي
إقرأ أيضاً:
زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
شهدت الساحة الفنية في السنوات الأخيرة تحوّلًا عميقًا في طريقة تفكير الفنانين وصنّاع الدراما.
و لم يعد الخوف نابعًا من الرقابة الرسمية أو لوائح المؤسسات، كما كان الوضع في الماضي، بل أصبح الخوف ينبع من مصدر جديد أشد تأثيرًا وأسرع بطشًا: الجمهور. أو بالأحرى، الرأي الجمعي الذي تصنعه السوشيال ميديا في لحظات، وتحوّله إلى محكمة طارئة يمكنها إدانة أو تبرئة أي شخص بضغطة زر.
هذا المناخ الجديد خلق طبقة كثيفة من الرقابة الذاتية، رقابة تجبر الفنان على وزن كل كلمة، والمخرج على حساب كل لقطة، والكاتب على تجنب كل فكرة قد تُغضب فئة ما. وهكذا تحوّل الإبداع إلى حقل ألغام، يتحرك فيه الجميع ببطء وحذر، حتى لا تنفجر تحت أقدامهم موجة غضب رقمية تعصف بما تبقى من سمعتهم.
في قلب هذه الأزمة يقف الممثل، الذي لم يعد يتحدث بعفويته المعهودة أصبحت التصريحات مدروسة مثل النصوص، والجمل محسوبة كما لو كانت جزءًا من عمل تمثيلي كلمة واحدة قد تُجتزأ، تعليق بسيط قد يتحول إلى أزمة، ونبرة صوت مختلفة قد تُحمَّل بما لا تحتمل. هذه الحساسية المفرطة دفعت الكثير من الفنانين إلى الصمت، ليس احترامًا للصمت، بل خوفًا من العاصفة. فالممثل الذي كان يومًا ما يتحدث بثقة عن رأيه، أصبح الآن يفضّل الغموض، لأن الوضوح قد يُفهم ضدّه.
أما المخرج، فقد تحوّل من قائد للعمل الفني إلى مدير أزمة قبل حتى أن يبدأ التصوير. المشاهد الجريئة ليست بالضرورة تلك التي تتناول التابوهات، بل حتى أكثر المشاهد اليومية أصبحت تمثل مخاطرة. فكرة جديدة قد تُعتبر إزعاجًا لمجموعة معينة، ومعالجة مختلفة قد تُتهم بأنها إساءة، وتقديم شخصية خارج القوالب التقليدية قد يفتح بابًا لنقاشات لا نهاية لها. هذه الحسابات دفعت البعض إلى إنتاج أعمال آمنة، أعمال يسهل مرورها دون اعتراضات، لكنها تمر أيضًا دون بصمة فنية حقيقية.
وبين هذا وذاك، يعيش النقد الفني مرحلة غير مسبوقة من الضعف. لم يعد الناقد قادرًا على ممارسة دوره الأصلي: التقييم الموضوعي. فهناك من يخشى غضب الجماهير، وهناك من يحاول الحفاظ على علاقته بالفنان، وهناك من اختار الصمت لأن الصراحة لم تعد مستحبة. وبهذا اختفى الصوت الذي كان يوجّه الصناعة من الداخل، ويكشف نقاط القوة والضعف، ويصنع توازنًا بين المبدع والجمهور. ومع غياب النقد، أصبحت الساحة مفتوحة للتجارب المتشابهة والأفكار المكررة، لأن أحدًا لم يعد لديه الجرأة ليقول: هذا لا يصلح.
السوشيال ميديا لعبت الدور الأكبر في هذا المشهد. هي ليست مجرد منصة للتعبير، بل ساحة قتال. الحكم فيها يصدر بسرعة، وأحكام الإعدام الفنية قد تأتي من حسابات مجهولة أو حملات جماعية لا تعرف سياقًا ولا تاريخًا. كل خطأ حتى لو كان شخصيًا أو عفويًا قد يتحول إلى قضية رأي عام، وكل رأي قد يُحمّل ما لا يحتمل. أصبح الخوف من الهجوم جزءًا أساسيًا من حسابات الفنان قبل أي خطوة.
لكن خطورة الخوف ليست على الفنان فقط، بل على الجمهور نفسه. الجمهور يخسر الإبداع الحقيقي، يخسر التجارب الجريئة، يخسر الأصوات التي كانت تملك القدرة على فتح ملفات غير تقليدية. الفن الذي يُنتَج تحت وطأة الخوف يكون بلا روح، بلا مخاطرة، بلا عمق. يصبح مجرد تكرار آمن، يُرضي الجميع لكنه لا يحرّك أحدًا.
الصناعة تحتاج اليوم إلى شجاعة. تحتاج إلى فنان يستعيد صوته، ومخرج لا يخشى التجربة، وناقد يعود إلى موقعه الحقيقي، وجمهور يفهم أن الاختلاف جزء من الإبداع وليس تهديدًا له. الفن الحقيقي يقوم على الحرية، والحرية لا تزدهر في بيئة تخاف من الكلام.
في النهاية، السؤال الحقيقي ليس: لماذا الفنانون يخافون؟ بل: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ وكيف نستعيد مساحة الإبداع التي فقدناها؟ الإجابة تبدأ حين يدرك الجميع فنانين وجمهورًا وصنّاع قرار أن الخوف يُنتج فنًا ضعيفًا، وأن المواجهة وحدها هي التي تعيد للفن مكانته، وللمبدع شجاعته، وللجمهور ثقته في أن الفن ليس نسخة واحدة تُصنع لإرضاء الجميع، بل مساحة رحبة تتحمل التعدد والاختلاف والجرأة.