غزة على شفا المجاعة: تقرير أمريكي يحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية
تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT
الجديد برس:
أفاد موقع “Truthout” الأمريكي أن غزة تتجه نحو المجاعة، وهي بالفعل في كارثة ما لم يتم وضع حد للأعمال العدائية النشطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وما لم يتم تنفيذ مجموعة كاملة من عمليات الإغاثة، بعد نحو 4 أشهر من العدوان المستمر.
وعلى الرغم من أشهر من التحذيرات الدولية التي تطالب “إسرائيل” بفتح قنوات المساعدة، أكد المدير التنفيذي لـ”مؤسسة السلام العالمي” في جامعة “تافتس”، أليكس دي وال، أن المجاعة في غزة حتمية في ظل تجاهل التحذيرات.
وفي وقت يحاصر الاحتلال القطاع ويفرض قيوداً شديدة على توصيل المساعدات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية، قال دي وال إنه “ليس من الممكن خلق مجاعة عن طريق الصدفة”.
وشدد الموقع على أن استمرار “إسرائيل” في هذه السياسة الممنهجة بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية إجراءاتها المؤقتة التي تأمرها بضرورة القيام بالإجراءات الرئيسية للحد من الكارثة، فإن استمرار ذلك، والذي لم توقفه الولايات المتحدة، يجعلها مذنبة لارتكابها جرائم التجويع.
ونقل الموقع أن “إسرائيل” متهمة باستخدام التجويع كسلاح حرب في غزة، معرفاً جريمة الحرب هذه المتمثلة بأنها: “استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب من خلال حرمانهم من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك تعمد إعاقة إمدادات الإغاثة”.
وأوضح أن العنصر الرئيسي في هذه الجريمة هو تدمير الغذاء والمواد الغذائية والمستشفيات والرعاية الطبية والصرف الصحي والمأوى، وما إلى ذلك.
وأشار الموقع إلى أن العنصر الأساسي، والحقيقة الأساسية بشأن ما يحدث في غزة،”هو التخفيض المتسارع والمركز بشكل استثنائي والمتعمد بشكل واضح للسكان إلى حالة من المجاعة الصريحة”، مؤكداً أن هذا لم نشهده في العصر الحديث. ولم يكن هناك مثيل لهذا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي وقت سابق، تحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن الأزمة الصحية من جراء الحصار الإسرائيلي، وذكرت أن مرضى السرطان والسكري وأمراض القلب في قطاع غزة، يواجهون نقصاً مزمناً في العلاج، مشيرةً إلى أن السكان هناك يبحثون عبثاً عن الأدوية.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن نحو 100 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية تدخل قطاع غزة يومياً، مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل قبل الحرب، ما أدى إلى ندرة الإمدادات الطبية، من التخدير إلى الأدوية الأساسية اليومية.
بدورها، صرحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أنه “مثل الأنواع الأخرى من الإمدادات الإنسانية، لا تدخل الأدوية إلى قطاع غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات”.
وتابعت في هذا الإطار أن “المستشفيات في حاجة دائمة إلى الإمدادات، مثل الأدوية المستخدمة أثناء العمليات الجراحية وأدوية الحروق، مضيفةً أن القطاع يشهد نقصاً في علاجات السرطان والمضادات الحيوية، ويواجه أصحاب الأمراض المزمنة صعوبة في تأمين الدواء.
ومن جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات الأمراض المعدية ترتفع في القطاع، وتشمل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والعديد من حالات التهاب السحايا والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء، إضافة إلى تفشي التهاب الكبد الوبائي (أ) واليرقان بسبب الظروف غير الصحية.
وفي ظل غياب العلاج الطبي المناسب، يحاول بعض المرضى الخروج من القطاع لتلقي العلاج عبر معبر رفح البري، لكن الصحيفة البريطانية أكدت أن هذه العملية “بطيئة وتتطلب موافقة إسرائيل على خروج المرضى وأفراد أسرهم المرافقين لهم”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأضاحي المعلبة في غزة.. مبادرات إنسانية لكسر الحصار الغذائي بالعيد
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يعيش القطاع ظروفا إنسانية وأمنية بالغة القسوة، في ظل حصار خانق وتدمير للبنى التحتية، مما جعل إيصال الأضاحي الحية أو اللحوم الطازجة إلى داخل القطاع أمرا شبه مستحيل، سواء من الداخل الفلسطيني أو من الدول الإسلامية المجاورة.
وفي مواجهة هذا الواقع الصعب برزت مبادرة إنسانية تهدف إلى إرسال أضاحٍ مذبوحة معلبة إلى القطاع كحل بديل يضمن استمرار دعم الأسر المتضررة باللحم، ويحقق بعدا غذائيا طويل الأمد بديلا عن العجز القائم في توزيع اللحوم الطازجة خلال موسم الأضاحي.
تخضع عملية إنتاج الأضاحي المعلبة إلى سلسلة من الإجراءات الصحية والشرعية الدقيقة، تبدأ العملية بذبح الأضاحي وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ثم تقطّع اللحوم وتفصل عن العظام، قبل أن تطهى عند درجة حرارة تبلغ 76 درجة مئوية.
وفي المرحلة التالية تفرم اللحوم وتخلط مع التوابل والإضافات المخصصة، ثم تعبأ في عبوات معدنية خاصة بسعة 340 غراما، قبل أن تخضع لعملية تعقيم حراري عند 121 درجة مئوية لمدة 3 ساعات ونصف بهدف القضاء على البكتيريا وضمان صلاحية طويلة للمنتج، وتختم بعدها بختم يوضح مدة الصلاحية لتكون جاهزة للتخزين والشحن.
وردا على استفسارات بشأن مدى مشروعية استخدام اللحوم المعلبة أو المجمدة كأضحية أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى رسمية تؤكد جواز تعليب أو تجميد لحوم الأضاحي، مستندا إلى القاعدة الفقهية التي تقول إن للوسائل حكم المقاصد، ولا مانع شرعيا من استخدام وسيلة تحقق الغاية الأصلية ما دامت تمت وفق الشروط المقررة في الذبح والتوزيع.
إعلانوأوضحت الفتوى أن تعليب اللحوم أو تجميدها يتيح إدارتها بشكل صحي وآمن ويوفر فرصة لتوزيعها على نطاق أوسع وعلى مدى زمني أطول، بما يحقق المصلحة العامة ويوسع دائرة المستفيدين.
منظمات إنسانية تتبنى المشروعوتنشط العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية في مشروع تعليب الأضاحي وإرسالها إلى غزة، مثل الهلال الأحمر القطري ومؤسسة عيد الخيرية وقطر الخيرية وجمعية البركة و"هيومن أبيل" وهيئة الإغاثة الإنسانية وعدد من المنظمات الأخرى.
الهلال الأحمر القطري: في إطار حملته "أضحيتك قربى وعون" المخصصة لعام 2025 أعلن الهلال الأحمر القطري تخصيص جزء من الحملة لدعم غزة بالأضاحي المعلبة.وأوضح الأمين العام للهلال فيصل محمد العمادي أن الخطة تتضمن ذبح أبقار (تُجزئ كل منها عن 7 أضاحٍ) بقيمة 3360 ريالا قطريا للبقرة، وذلك خلال أيام عيد الأضحى الأربعة.وبعد الذبح تُعبأ اللحوم وتعقّم وتخزّن إلى حين فتح المعابر، لتوزع لاحقا على الأسر المتضررة في غزة، كوسيلة لضمان سلامة الأغذية واستمرارية الدعم الغذائي.
جمعية البركة الجزائرية: أما في الجزائر فقد أعلنت جمعية البركة للعمل الخيري والإنساني -التي تنشط في أكثر من 43 دولة- أنها تبنت هذا العام خطتين متوازيتين.ووفق ما صرح به مديرها العام أحمد إبراهيمي، فإن الخطة الأولى تشمل ذبح الأضاحي داخل بعض الدول، بما فيها قطاع غزة ذاته، رغم صعوبة الأوضاع الأمنية.وتشمل الخطة الثانية ذبح الأضاحي في دول مثل الهند وجنوب أفريقيا، حيث تذبح وفق الشريعة وتعلب ثم ترسل إلى الدول المحتاجة، مثل غزة ولبنان والضفة الغربية والقدس، على أن يتم إيصالها فور تيسر فتح المعابر أو إعلان هدنة مؤقتة.
منظمة "هيومن أبيل" الإسلامية: من جهتها، أوضحت منظمة هيومن أبيل الإسلامية أنها شرعت منذ عام 2024 في تنفيذ مشروع تعليب لحوم الأضاحي.وقد نُفذت عمليات الذبح في الهند وفق أحكام الشريعة، ثم نُقلت اللحوم إلى دبي حيث خضعت لتعليب احترافي.وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تمكنت المنظمة من إيصال هذه الأضاحي إلى قطاع غزة، لتوزع على الأسر الفقيرة، وتكسر دوامة الجوع التي يعانيها السكان، خاصة مع استمرار الحرب.
رغم التعقيدات الأمنية فإن بعض الجمعيات نجحت في إيصال اللحوم المعلبة إلى القطاع عبر معبري رفح وكرم أبو سالم اللذين يعتبران المعبرين الرئيسيين لغزة.
وتشرف على التوزيع داخل القطاع منظمات محلية مثل الهلال الأحمر الفلسطيني، لضمان الوصول الآمن والعادل للحصص الغذائية.
وساهمت سعة المعابر في نقل كميات كبيرة نسبيا من اللحوم، سواء الطازجة أو المعلبة، إذ يتم تسليم الشحنات مباشرة إلى المنظمات المحلية التي تتولى إدارتها وتوزيعها على النازحين والأسر المنكوبة.
إعلانوفي ظل الانقطاع شبه الكامل لإمدادات الغذاء في غزة تمثل الأضاحي المعلبة بديلا عمليا وإنسانيا يراعي الواقع الأمني والصحي في القطاع، ويسهم في تحقيق التكافل في واحدة من أشد لحظات الحصار والمعاناة.
وتؤكد المنظمات الخيرية أن هذه المشاريع لا تعوض فقط النقص اللحوم في مواسم الأعياد، بل تجسد رسالة تضامن دولية مع الشعب الفلسطيني، خصوصا في غزة، وتساهم في الحفاظ على الحد الأدنى من الأمن الغذائي.