⛔ ان لم أفتخر بك…. فبمن أفتخر يا صديقي ❤️❤️❤️
سأروي لكم قصة صديقي أحمد … ذلك الرجل القوي والمكافح والمبدع والذكي… نشأ و ترعرع أحمد في الخرطوم في كنف أسرة معروفة و مشهورة بغناها.. فهم ميسوري الحال منذ سبعينيات أو ربما ستينيات القرن المنصرم…. فجده و والده و أعمامه من كبار التجار في وطننا السودان…

يمتلكون المصانع والعقارات ويتاجرون في المحاصيل وفي المواشي وفي الملابس و في الأجهزة الكهربائية ويمتلكون المتاجر و المخازن والدكاكين في الكثير من مدن السودان…
لم يبخلوا على الوطن بشيء و ساهموا في بناء المدارس والمراكز الخيرية والمستشفيات في كافة بقاع السودان من حلفا إلى نمولي…

ولد أحمد في أواخر السبعينات وتربى في كنف والديه واخوته فأحسنوا تربيته وتعليمه حتى امتحن الشهادة السودانية وحصل على نسبة أهلته لدخول كلية الطب…

كان أحمد مختلفا في كل شيء… جميل في شكله مؤدب في خلقه محترم في تعامله مجتهد في علمه و عاش حياته في المنتصف فلم يظهر غنى أسرته وثراء أهله وتفاخر بهما.

. ولم يدعي الفقر او الحوجة…

بدأت علاقتي معه في بداية الألفية… وسرعان ما تحولت صداقتنا إلى محبة وخوة في شان الله… كان دوما ما يقول لي بأن علاقته مع الطب ستنتهي مع إستلامه لشهادة البكالوريوس… و للأمانه لم اصدقه في ذلك…

وكنت اقول له يا احمد انت بعد تتخرج لازم تتخصص و تخلي اخوانك يبنوا ليك أكبر مستشفى في الخرطوم وبي عقليتكم الاستثمارية دي حتنجز يا صديقي… لم يكن يرد ويكتفي دوما بالصمت….

تخرج احمد عام 2004 ولم يدخل الامتياز حتى يتأهل لممارسة الطب واكتفى بالشهادة كما كان يقول وقال للدنيا جاك زول….

بدأ أحمد من اللاشي فعمل مع احد اخوانه في تجارة الملابس المستوردة و اشرف على احد المحلات في العاصمة… و استطاع خلال ثلاثة أعوام أن يكون رأس مال ليبدأ به حياته بإستقلالية كاملة…

فتح احمد بالتدريج محلات العصائر والطعمية في السوق العربي ثم في امدرمان وبعدها في المحطة الوسطى بحري… مره ليمون مركز ومره عرديب ومره تبلدي… و استطاع بعد عامين الحصول على عطاء كافتيريا جامعية في إحدى الجامعات المتكدسة بالطلبة و رزقه الله من واسع فضله وكريم عطائه….

وبعد ثمانية أعوام من التخرج كان أحمد يمتلك رأس مال يمكنه من التوسع في نشاطه التجاري… فقرر ان يخوض غمار العمل في قطع الغيار للهواتف المحموله… فعمل في هذا المجال قرابة العام لم يحقق فيه نجاح كبير فقرر تركه و التوقف عنه…..

وفي بدايات العام 2012 ومع انتشار عمليات التعدين في ابوحمد شد صديقي الرحال إلى هناك… ومكث قرابة العام درس فيها كل ما يتعلق بهذا المجال…. ليعود بعدها للخرطوم ويصفي كل اعماله فيها ويحصر رأس ماله و يسافر إلى الصين…

عاد احمد من الصين محملا بأجهزة الكشف عن الذهب وغادر إلى الشمالية… وبدأ عمله بتأجير آلات الإستكشاف ليتطور سريعاً ويصبح من أهم مورديها وليوسع عمله بعدها ويقتني حفاره يأجرها أيضاً لكل من يرغب ويتوسع قليلا بعدها ويمتلك قلاب ويتوسع فيقتني القلاب الثاني وفتحها الله عليه من أوسع أبوابه…

وفي خلال 5 أعوام وقبيل ثورة ديسمبر المجيدة كان صديقي احمد من أصحاب الأموال وتجاوز ثراءه ثراء اخوانه و أهله فأصبح مضرب مثل وفخر و إعجاب في الإصرار و العزيمة و الطموح لكل من يعرفه من الأهل والمعارف والأصدقاء…

شارك احمد مثله مثل أي مواطن سوداني شريف جماهير وطنه ثورتهم حتى سقط النظام… و قرر بعد سقوط النظام ان يغير مجال عمله المرهق فعاد إلى الخرطوم وبنا لنفسه و لأسرته الصغيرة منزلا جميلاً في شرق الخرطوم بجوار منازل اخوانه… وبدأ مشواراً جديدا بالإستثمار في العقار و الأراضي وتجارة السيارات….

ما لم اقله لكم وانه خلال كل تلك الفترة كان أحمد كريماً سخياً معطاءً فياضاً مع الجميع دون من أو أذى… ولم يزده المال إلا تواضعاً و انكسار…

اتصل علي هاتفياً في احد الليالي ايام حملة القومة للسودان في زمن الحكومة الانتقالية وقال لي يا صديقي انا ححول ليك 30 الف دولار اتبرع بيها لي حملة القومة للسودان دون أي اسم…. ولم تمضي دقائق إلا و المبلغ في حسابي كاملاً كما وعد…

اندلعت الحرب ونهبت الممتلكات وسرقت البنوك ونزح السكان وغادرت أسرة أحمد الصغيرة برفقة إخوانه مع بداية الحرب إلى مصر… وبقي هو في الخرطوم… وتقطعت بنا السبل وكلٌ منا أصبح في همه….

قبل أيام ذهبت إلى غبيرة لأشتري التمباك و أتجول في شوارعها ليصيح شخص يناديني بعلو صوته ياااااا عركي اصلو ما ممكن يا ابن خالتي.. نظرت إليه فوجدته أحمد… إحتضنته بشده و تبادلنا أطراف الحديث فأخبرني بأنه حضر إلى المملكة بزيارة و انه الان بصدد ان يشتري إقامة سائق للبحث عن وظيفة….

لم اتمالك نفسي و دمعت عيناي… وبكيت بصوت مرتفع.. وقلت له الدنيا هانتك يا احمد وانت ما بتستاهل الإهانه… ليحتضنني ويقول لي دا حال الدنيا يا يوسف و دا امتحان إلهي.. وما دام الصحة موجودة والعقل سليم…. كلو بيرجع يا صديقي.. هذا هو صديقي أحمد… ❤️❤️❤️❤️

Yousef Alaraky

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الأغذية العالمي: خطر المجاعة لا يزال يخيم على السودان في خضم نقص التمويل

مسؤول في برنامج الأغذية العالمي قال إنه على الرغم من المساهمات السخية العديدة لعمل البرنامج في السودان، إلا أن البرنامج يواجه عجزا قدره 500 مليون دولار لدعم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للأشهر الستة المقبلة.

بورتسودان: التغيير

قال برنامج الأغذية العالمي إن خطر المجاعة لا يزال يلاحق المجتمعات المتضررة من الحرب في السودان، مشيرا إلى أن المجتمعات على خطوط المواجهة قد وصلت إلى “نقطة الانهيار” وغير قادرة على دعم الأسر النازحة بعد الآن.

متحدثا من بورتسودان للصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء، قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، لوران بوكيرا: “خلال الأشهر الستة الماضية، عزز البرنامج مساعداته، ونحن الآن نصل إلى ما يقرب من مليون سوداني في الخرطوم بدعم غذائي وتغذوي. يجب أن يستمر هذا الزخم، فهناك العديد من المناطق في الجنوب معرضة لخطر المجاعة”.

وأضاف أن مهمة أممية إلى الخرطوم وجدت العديد من الأحياء مهجورة، ومتضررة بشدة، وأشبه بـ”مدينة أشباح”، مؤكدا أن الضغط على الموارد المُستنزفة سيزداد.

تداعيات نقص التمويل

وأشار المسؤول في برنامج الأغذية العالمي إلى أنه على الرغم من المساهمات السخية العديدة لعمل البرنامج في السودان، إلا أن البرنامج يواجه عجزا قدره 500 مليون دولار لدعم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة للأشهر الستة المقبلة.

وقال بوكيرا: “يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن من خلال زيادة التمويل لوقف المجاعة في المناطق الأكثر تضررا، والاستثمار في تعافي السودان. يجب علينا أيضا المطالبة باحترام سلامة وحماية الشعب السوداني وعمال الإغاثة”.

وأعرب عن القلق البالغ إزاء الوضع الحالي، مضيفا: “هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاستعادة الخدمات الأساسية وتسريع وتيرة التعافي من خلال جهود منسقة مع السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية الوطنية ووكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني”.

وقال إن برنامج الأغذية العالمي أجبر على تقليص كمية ونطاق الإغاثة التي يمكنه توزيعها بسبب نقص التمويل.

وقال بوكيرا: “إن نقص التمويل يُعطل بالفعل بعض المساعدات التي نقدمها في ولايات الخرطوم والنيل الأزرق والجزيرة وسنار. اضطررنا إلى سحب حصصنا الغذائية والزيت والبقوليات من سلة الغذاء بسبب نقص الموارد”.

مساعٍ للوصول إلى 7 ملايين شخص شهريا

وقال المسؤول الأممي إنه في الخرطوم، أصبحت المكملات الغذائية المنقذة للحياة للأطفال الصغار والحوامل والمرضعات ليست في المتناول بالفعل بسبب نقص الموارد.

ورغم التحديات العديدة، يصل البرنامج الآن إلى أربعة ملايين شخص شهريا في جميع أنحاء السودان. وهذا يزيد بنحو أربعة أضعاف عما كانت عليه في بداية عام 2024 مع توسع نطاق الوصول، بما في ذلك في مناطق لم يكن بالإمكان الوصول إليها سابقا مثل الخرطوم.

ويتم دعم المجتمعات المحلية على المدى الطويل من خلال المساعدات النقدية لدعم الأسواق المحلية والمخابز والشركات الصغيرة التي تخطط لإعادة فتح أبوابها.

وقال بوكيرا: “لقد وسعنا نطاق عملياتنا بسرعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. نهدف إلى الوصول إلى سبعة ملايين أشخاص شهريا، مع إعطاء الأولوية لأولئك الذين يواجهون المجاعة أو المناطق الأخرى المعرضة لخطر شديد”.

الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة المجاعة في السودان برنامج الأغذية العالمي

مقالات مشابهة

  • شمال السودان، منطقة لها خواص ما يسمى عسكريا بمناطق “الإستنزاف الإستراتيجي”
  • عيادات “اغاثي الملك سلمان” تقدم خدماتها الصحية لـ2.789 حالة في مخيم الزعتري
  • 7 يوليو.. أحمد السقا يكشف عن موعد جديد لفيلم أحمد وأحمد
  • “تنظيم الأسواق وفتح الطرق العامة”.. والي الخرطوم يتفقد شارع الحرية وسوق ابوحمامة
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم
  • الأغذية العالمي: خطر المجاعة لا يزال يخيم على السودان في خضم نقص التمويل
  • تحذير أممي من المجاعة جنوب الخرطوم
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بوت الشرطة وأيام العيد النضرة
  • مكتب أطباء السودان: الخرطوم و6 ولايات أخرى تعاني من تفشي وباء الكوليرا