موسكو-سانا

جددت روسيا تحذيرها من خطر تحول التصعيد الكبير للتوتر في شبه الجزيرة الكورية إلى مواجهة مسلحة، بسبب إصرار الولايات المتحدة وحلفائها على مواصلة الأنشطة العسكرية الاستفزازية في المنطقة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو في مقابلة مع وكالة تاس: “إن الجانب الروسي أطلق جرس الإنذار بشكل متكرر بشأن التصعيد الدراماتيكي للتوتر وللمخاطر المتزايدة باحتمال وقوع مواجهة عسكرية مباشرة في شبه الجزيرة الكورية”، مشيراً إلى أن تحذير الرئيس الكوري الديمقراطي بالرد القوي على الأنشطة والاستفزازات الأميركية يجب أخذه في الاعتبار في خضم النشاط العسكري غير المسبوق للولايات المتحدة والدول الحليفة لها في هذه المنطقة.

وذكّر رودينكو بأن واشنطن إضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية يجرون دون توقف مناورات عسكرية مشتركة تتدرب قواتهم خلالها على سيناريوهات لضربات استباقية على أراضي كوريا الديمقراطية، كما أن التصرفات العدائية والاستفزازية الأميركية تجبر بيونغ يانغ على اتخاذ إجراءات لتعزيز قدراتها الدفاعية.

وتابع رودينكو: إن محاولات الغرب إلقاء اللوم على كوريا الديمقراطية في التصعيد في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا ككل ليس سوى تكرار للعادة الأميركية في تحويل اللوم عن نفسها، وروسيا من جانبها تعتبر أن الوقت حان لوضع حد للسياسة غير المسؤولة لواشنطن.

ولفت المسؤول الروسي إلى أن الولايات المتحدة المتواجدة بالفعل عسكرياً في آسيا تحاول جر دول حلف شمال الأطلسي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي، ولا سيما ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وهولندا وكندا، كما يتم بذل جهود حثيثة لوضع قاعدة قانونية لتواجد الناتو على غرار اتفاقيات الدخول المتبادل لدخول القوات، فلندن على سبيل المثال وقعت اتفاقيات مع طوكيو وكانبيرا بهذا الشأن خلال السنوات الأخيرة.

وتابع: إن دول الحلف تحاول خلق بيئة غير مريحة من خلال حلفائها المحليين في منطقة آسيا والمحيط الهادي وعلى رأسهم اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا التي أبدت رضاها الكامل للمشاركة في البنيان العسكري لدول الناتو، والدليل على ذلك موافقتها على النشر المتكرر للقوات البحرية للحلف واحتمال نشر قوات جوية أيضاً تابعة له.

وشدد رودينكو على أن الدول الأخرى في المنطقة تنظر إلى هذا الوجود على أنه تحد للاستقرار والأمن، وهي ترغب عوضاً عن ذلك بتشكيل مناطق ومجالات واسعة لتنمية اقتصادية دائمة، حيث تستطيع هذه الدول العيش والعمل على أساس المصالح المتساوية والاحترام المتبادل بدلاً من نموذج المواجهة القائم على التكتلات.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي أن العودة إلى الحوار مع اليابان حول معاهدة السلام أمر مستحيل في الوضع الراهن، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية حالياً على أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بسبب السياسات قصيرة النظر للحكومة اليابانية.

وقال رودينكو: إن “الشرط المبدئي للبدء بالتحرك نحو تطبيعها هو تخلي طوكيو عن النهج المعادي لروسيا، مع اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد، وليس إشارات وهمية، وما لم يحدث ذلك لا نرى مواضيع لمناقشة سياسية جدية مع اليابان”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: فی شبه الجزیرة الکوریة

إقرأ أيضاً:

البحرية الأميركية: المعركة مع الحوثيين الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية

سرايا - قال قادة في البحرية الأميركية وخبراء إن الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المسلحين الحوثيين، الذين يشنون هجماتهم ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة، تحولت إلى المعركة الأكبر للبحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

ونشرت وكالة أسوشيتد برس تقريرا قالت فيه إن البحرية الأميركية استعدت لعقود من الزمن لمحاربة الاتحاد السوفيتي ثم روسيا والصين لاحقا على الممرات المائية في العالم. لكن بدلا من قوة عالمية تجد نفسها في قتال مع جماعة غامضة في اليمن، مدعومة من إيران.

وتحدثت الوكالة إلى عدد من القادة في البحرية الأميركية ونقلت تقييمهم للوضع في المنطقة بعد أشهر من المواجهات التي استخدم فيها الحوثيون المسيرات والصواريخ لمهاجمة السفن التي ترتبط بإسرائيل ومنعها من العبور عبر البحر الأحمر.

ووفقا للوكالة، هاجم الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكثر من 50 سفينة ما تسبب في انخفاض حجم الشحن البحري عبر الممر الحيوي في البحر الأحمر المؤدي نحو قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط.

وقال إريك بلومبرغ من السفينة "يو إس إس لابون" الحربية في البحر الأحمر، "لا أعتقد أن الناس يفهمون حقا مدى خطورة ما نقوم به وحجم التهديد الذي يواجه السفن".

ووفقا لأسوشيتد برس لا يتوفر أمام البحارة في السفن الحربية أحيانا سوى ثوان للتواصل مع السفن الأخرى واتخاذ قرار بشأن اعتراض هجمات الحوثيين، وقال ديفيد ورو العميد البحري المشرف على مدمرات الصواريخ الموجهة إن السفن الحربية تتعامل مع تهديدات مستمرة على مدار اليوم ومنذ أكثر من سبعة أشهر.

وذكرت الوكالة أن يوم 9 يناير/كانون الثاني الماضي مثلا شهد التصدي لهجوم من الحوثيين وإسقاط 18 مسيرة وصاروخي كروز مضادين للسفن وصاروخين باليستيين بفضل تدخل سفن حربية وطائرات.

ويرى بريان كلارك، وهو غواص سابق في البحرية وزميل كبير في معهد هدسون أن الموجهات الحالية هي الأكبر بالنسبة للبحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، وقال "نقترب من مرحلة يتمكن خلالها الحوثيون من شن هجمات لا تستطيع الولايات المتحدة إيقافها في كل مرة، وسنبدأ حينها في رؤية أضرار جسيمة.. إذا تركت الأمور تتفاقم، سيصبح الحوثيون بقوة أكبر مع قدرات وكفاءة وخبرة".

وتحدث الأدميرال في البحرية الأميركية مارك ميغيز عن الدور الإيراني في دعم الحوثيين، وقال "لدينا حاليا ثقة عالية جدا في أن إيران لا تقدم الدعم المالي فحسب، بل تقدم الدعم الاستخباراتي. نعلم أن الحوثيين تلقوا أيضا تدريبات لاستهداف الشحن البحري واستهداف السفن الحربية الأميركية".

وردا على سؤال عما إذا كانت البحرية الأميركية تعتقد أن إيران تختار أهدافا للحوثيين، اكتفى ميغيز بالقول إن هناك "تعاونا" بين طهران والحوثيين، وأشار إلى أن إيران تواصل تسليحهم، على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة التي تمنع نقل الأسلحة إليهم.

وأمام استمرار الهجمات من طرف الحوثيين، يعترف ضباط في البحرية بوجود بعض التذمر بين أفراد طاقمهم، ويتساءلون عن سبب عدم قيام البحرية الأميركية بضرب الحوثيين بقوة أكبر.

وقالت أسوشيتد برس إن من بين مبررات عدم توجيه ضربات أقوى للحوثيين، محاولة الولايات المتحدة خفض التوترات مع إيران، لا سيما بعد أن شنت طهران هجوما كبيرا بالمسيرات والصواريخ على إسرائيل، مع استمرارها في تخصيب اليورانيوم بشكل أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات صنع سلاح نووي.
 
إقرأ أيضاً : الحجاج يفدون إلى عرفات لأداء ركن الحج الأعظم - (بث مباشر)إقرأ أيضاً : نظرات "ميلوني لماكرون" تنتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل .. فيديو إقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل القصف ونسف المباني في رفح


مقالات مشابهة

  • هوكشتاين في مهمة طارئة بين اسرائيل وبيروت لخفض منسوب التوتر
  • البحرية الأميركية: المعركة مع الحوثيين الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية
  • قصف إسرائيلي على غزة وتصاعد التوتر عند الحدود مع لبنان
  • التحرّك النووي الروسي على سواحل كوبا وبواعث القلق الأميركي
  • قاووق: المقاومة سترد على التصعيد بتصعيد أشد وأقوى
  • بعد عقوبات على بورصتها.. روسيا تهدد بتحويل حياة الغرب لكابوس
  • خطط الولايات المتحدة حرمان روسيا من أشباه الموصلات مصيرها الفشل
  • زيلينسكي يعلن توقيع اتفاقية مع اليابان والولايات المتحدة
  • عقوبات أميركية وبريطانية موسعة على عشرات الكيانات والأفراد في روسيا
  • بقيمة 1.1 مليون دولار أمريكي.. اليابان تقدم دعما ماليا للنازحين السودانيين في مصر