يرماكوف: نرفض الحوار مع واشنطن بشأن الاستقرار الإستراتيجي طالما كان يخدم مصالح طرف واحد
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
موسكو-سانا
أعرب مدير دائرة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبة التسلح في وزارة الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف عن رفض روسيا الحوار مع الولايات المتحدة حول مسألة الاستقرار الإستراتيجي طالما كان هذا الحوار قائماً على مصالح جانب واحد فقط.
وقال يرماكوف في مقابلة مع وكالة تاس: “لقد تذكر الأمريكيون وبأسلوبهم الانتهازي والاستهلاكي المعتاد مسألة الاتفاق الثنائي الخاص بالحد من التسلح وفقط في الجوانب التي تعود عليهم بالفائدة وتوفر مزايا أحادية الجانب لهم، ونحن من جانبنا لن نجري حواراً مع واشنطن إلا عندما تغير سياستها المعادية بشدة لروسيا في المجال الأمني، وهذا ما قلناه للولايات المتحدة بوضوح”.
وأشار يرماكوف إلى أن “الوضع في مجال الحد من الأسلحة يعتمد بشكل مباشر على الوضع العام في مجال الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي الذي يتدهور بشكل مطرد”، مضيفاً: “في هذا السياق الكثيرون مهتمون بمجموعة الاتفاقيات السابقة الموقعة من روسيا والولايات المتحدة، والتي تأثرت بشكل خطير بالتغيرات التي شهدها العالم في العقود الأخيرة، وسبب هذا الاهتمام هو أن المحادثات كانت تتعلق بالتعاون بين أكبر قوتين نوويتين”.
وتابع: إن “أسباب تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن واضحة أيضاً، ففي مرحلة تاريخية ما تخيلت الولايات المتحدة أنها قادرة على تحقيق تفوق عسكري حاسم، وبدأت بمساعدة حلفائها بتدمير كل شيء في طريقها، وبهذه الطريقة دمر الأمريكيون معاهدة الحد من منظومات الصواريخ الباليستية ومعاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة”.
وأضاف المسؤول الروسي: إنه وبالتوازي مع هذه الخطوات، وفي محاولة لتقويض أمن الدول التي رفضت الخضوع للديكتاتورية الغربية وضعت واشنطن شروطاً جعلت من تنفيذ عدد من الاتفاقيات بلا معنى بالنسبة للجانب الآخر، وهذا ما اضطر موسكو أخيراً إلى الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وتعليق معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية.
ولفت يرماكوف إلى أن روسيا لا تحصر نفسها بالتعاون فقط مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحد من التسلح فهي لديها شركاء آخرون، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من التعاون في هذا المجال يتم تنفيذه بصيغ متعددة، وروسيا والدول الأخرى تشارك في هذه الصيغ ولديها شركاء حوار آخرون غير واشنطن.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: ضرورة إيصال المساعدات بشكل آمن إلى السودان
أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة)
أخبار ذات صلةجددت الأمم المتحدة التأكيد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق إلى السودان، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف دعمه لأكثر الفئات ضعفاً في البلاد.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في بيان صحفي، أن «الوضع في ولاية شمال دارفور تحديداً لا يزال مقلقاً، حيث يستمر القتال في إجبار العائلات على النزوح من ديارها».
وأضاف المكتب: « أن الوضع الإنساني يتدهور أيضاً في منطقة كردفان، حيث يجبر العنف المستمر المزيد من الناس على الفرار غالباً إلى مناطق قليلة أو معدومة المساعدة».
ولفت إلى أن شركاء الأمم المتحدة في المجال الإنساني يبذلون كل ما في وسعهم، رغم التحديات للحفاظ على استمرار الخدمات حيث يدعمون أكثر من 1.7 مليون شخص في شمال دارفور بالرعاية الصحية الأساسية مستخدمين المرافق الصحية المتبقية والعيادات المتنقلة.
ونبه «أوتشا» إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة بمنطقة شمال الدلتا بولاية كسلاو، الأمر الذي يهدد بزيادة صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المحتاجين.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح في السودان، في أبريل 2023، يعاني ملايين الأطفال أوضاعاً إنسانية بالغة السوء، حيث يواجهون القتل، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض، وحرمانهم من التعليم، إضافة إلى معاناة النزوح داخلياً واللجوء خارجياً.
وأوضح المحلل السياسي التشادي، الدكتور إسماعيل طاهر، أن الأطفال في السودان يتعرضون لمعاناة شديدة، جراء استمرار الحرب، ويعانون سوء التغذية في المخيمات والمدن التي نزحوا إليها، إلى جانب حرمانهم من التعليم، واستغلالهم في أعمال شاقة من دون أجر، بل إن بعضهم أُجبر على حمل السلاح والانضمام إلى جماعات مسلحة والمشاركة في القتال.
وذكر طاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأطفال من دون سن الـ17 عاماً، يواجهون مصاعب كبيرة، حيث يحاولون الفرار من ويلات الحرب بالهروب إلى صحراء ليبيا أو إلى دول مجاورة، فيما يعمل عدد منهم في مناجم الذهب، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال ما زالوا في عداد المفقودين في المدن التي شهدت مواجهات مسلحة، حيث يتم استغلالهم بطرق غير إنسانية، ويعيشون أوضاعاً مأساوية، مما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لمحاربة الجوع ورعايتهم بشكل أفضل.
وأكد أن المخيمات المخصصة للاجئين تفتقر إلى برامج مخصصة للأطفال ولا تتوافر فيها مدارس تتيح لهم استكمال تعليمهم، مما يجعلها بيئة طاردة، إضافة إلى فقدان الكثير من الأطفال لأولياء أمورهم، مما جعلهم من دون رعاية أو حماية خاصة.
وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، على أن الوضع الإنساني في السودان يشهد تدهوراً كبيراً، لا سيما على المستوى الصحي، حيث يواجه الأطفال مخاطر جسيمة، منها انتشار الكوليرا والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وأوضح حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار النزاع بين «سلطة بورتسودان» و«قوات الدعم السريع» يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية، ويؤدي إلى تصاعد أعداد النازحين واللاجئين، مع تأثر الأطفال بشكل خاص في ظل محدودية المساعدات التي لا تصل غالباً إلى الفئات الأكثر حاجة.