تمكنت السلطات التونسية من انتشال جثث 13 مهاجرا سودانيا بعد غرق قارب قبالة سواحل مدينة الشابة بينما لا يزال 27 آخرون في عداد المفقودين، في أحدث كارثة غرق مهاجرين.

وأوضح القاضي فريد بن جحا المتحدث باسم محاكم سوسة والمنستير في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء التونسية اليوم الخميس أن القارب كان يقل 42 شخصا كلهم سودانيون وتم إنقاذ اثنين.



وأبحر القارب من سواحل صفاقس أمس الأربعاء وفقا للمسؤول.

والشهر الماضي، أعلنت السلطات التونسية فقدان نحو 40 مهاجرا تونسيا بعد أن انطلقوا على متن قارب باتجاه الساحل الإيطالي.

والمفقودون متحدرون من منطقة الحنشة التابعة لمحافظة صفاقس في وسط تونس حيث انطلقوا بحرا باتّجاه سواحل إيطاليا التي تبعد أقل من 150 كلم.

وتقول تقارير إعلامية إن خفر السواحل التونسي انتشل خلال عام 2023 بأكمله ما يقرب من 1000 جثة لمهاجرين غرقى قبالة سواحله، مما يمثل عددا غير مسبوق من الضحايا قبالة سواحل البلاد.

وشكّل الوضع الاقتصادي المتدهور مع نمو قدّر بـ1,2 بالمئة في 2023 (نصف النمو المسجّل في 2022) والبطالة البالغة نسبتها 38 بالمئة في صفوف الشباب، عوامل مفصلية في هذه الهجرة الجماعية.

في العام 2023، وصل 155 ألفا و754 مهاجرا بصورة غير نظامية إلى إيطاليا، وكانت ثاني أكبر شريحة من هؤلاء من التونسيين (17304) بعد الغينيين (18204)، وفق وزارة الداخلية الإيطالية.

وتواجه تونس منذ العام الماضي موجة قياسية من الهجرة وكوارث متكررة من غرق قوارب المهاجرين من أفريقيا جنوبي الصحراء والتي تسعى للإبحار نحو السواحل الإيطالية.

وتشهد تونس منذ سنوات توافد آلاف المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء عبر الحدود البرية مع ليبيا، أملاً في الوصول إلى الضفة الأوروبية عبر رحلات هجرة سرّية.

وتؤكد منظمات حقوقية تنشط في مجال الهجرة أنّ تونس بلد عبور، ولا تطول الإقامة فيها قبل الانتقال إلى أوروبا.

لكن الأعداد تزايدت، وشهدت مدن عدة، خصوصاً صفاقس التي تنطلق غالبية رحلات الهجرة السرّية من شواطئها، انتشاراً المهاجرين في الساحات العامة التي اختار بعضهم النوم فيها بسبب عدم قدرتهم على تأمين مساكن، ما أغضب الأهالي الذين احتجوا على الاكتظاظ والفوضى، وأحياناً أعمال الشغب.

وذكر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في تقرير سابق له، أنّ "السلطات التونسية استغلت احتجاج الأهالي ذريعة لتنفيذ حملة اعتقالات في صفوف المهاجرين، وبعدها عمليات ترحيل قسري وغير قانوني تحت التهديد بهدف تطهير المدينة من المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، ونقلهم من مركز ومحافظات ولاية صفاقس إلى وجهات مجهولة".

ونددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بترحيل المهاجرين إلى الصحراء أو الأراضي الزراعية بعيداً عن مراكز المدينة.

وتتعرض تونس لضغوط أوروبية متصاعدة لممارسة المزيد من الرقابة على شواطئها ومنع قوارب الهجرة من المغادرة.

وتعلن السلطات التونسية بوتيرة أسبوعية، إحباط محاولات هجرة إلى سواحل أوروبا، وضبط مئات المهاجرين، من تونس أو من دول إفريقية أخرى.

وسبق أن أعلنت المفوضية الأوروبية في سبتمبر/ أيلول 2023، تخصيص 127 مليون يورو مساعدات لتونس، تندرج ضمن بنود مذكرة التفاهم الموقعة بين تونس والاتحاد الأوروبي، جزء منها للحد من توافد المهاجرين غير النظاميين.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية التونسية وفاة تونس امن مهاجرون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات التونسیة

إقرأ أيضاً:

ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة

عقدت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء أمس، ندوةً دِينيَّةً بـ الجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان: (كالجسد الواحد.. المهاجرون والأنصار نموذجًا)، وذلك ضِمن فعاليَّات الأسبوع الدَّعوي الثامن، الذي تنظِّمه اللجنة تحت عنوان: (الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهي وبُعْدٌ إنساني)، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ بترسيخ دَور الأزهر في حَمْل رسالة الدعوة، وإحياء منهجه الأصيل في بثِّ الوعي الدِّيني المنضبط، وتعزيز حضوره الفاعل في البناء الفِكري والأخلاقي للمجتمع.

وتناولتِ الندوة، التي عُقِدت بعد صلاة المغرب بإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، عددًا مِنَ المحاور المهمَّة المستمدَّة من دروس الهجرة النبويَّة؛ أبرزها: قيمة التآخي وأثرها في بناء الأوطان، ووثيقة المدينة ودَورها في تحقيق التعايش السلمي، بالإضافة إلى كيفيَّة معالجة الهجرة للتفاوت الطبقي داخل المجتمع الناشئ، وذلك من خلال استحضار النموذج الرَّاقي الذي قدَّمه النبي ﷺ في تأسيس مجتمع المدينة، القائم على التكافل والعدل واحترام الكرامة الإنسانيَّة.

دعاء الاستخارة والتيسير.. ردده قبل اتخاذ أي قراردعاء الحريق .. كلمات نبوية مباركة تُطفئ النار وتحفظك من كل مكروه

وحاضر في الندوة كلٌّ مِن: الدكتورعبد الفتَّاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور حمدي الهدهد، عميد كليَّة الدراسات الإسلاميَّة والعربيَّة للبنات بالعاشر من رمضان، في حين أدار الندوة الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة.

وفي كلمته، قال الدكتور عبد الفتَّاح العواري: إنَّ المهاجرين والأنصار ضربوا أروع المثل في تحقيق الأخوَّة الصادقة، تلك التي اتسمت بصدق النيَّة، وحُسن الطويَّة، وقامت على الحبِّ في الله، وكانت عوامل قيامها من منطلقٍ إيمانيٍّ أصيل، ويقينٍ صادق.

وأشار إلى أنَّ هذا الدِّين جاء فوجد العرب «طرائقَ قِدَدًا» وقبائلَ شَتَّى؛ فوَحَّد بينهم، وجمع كلمتهم تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقضى على العصبيَّات، ونطق بذلك أسعد الخلق ﷺ، كما جاء في الحديث: «الحمدُ لله الذي أذهبَ عنكم عُبيَّةَ الجاهليَّةِ وتكبُّرَها؛ إنما هي أخوَّةُ الإسلام».

وبيَّن الدكتور العواري أنَّ أخوَّة الإسلام هي الأخوَّة الصادقة التي تحدَّث عنها ربنا في قوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، وكل نسبٍ ينقطع إلا نسب العقيدة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ في حقِّ سيدنا سلمان: «سلمان منَّا أهل البيت»، وقول سيدنا عمر رضي الله: «سيُّدُنا أعتق سيدَنا»، متحدِّثًا بذلك عن سيدنا أبي بكرٍ حين أعتق سيدنا بلالًا، فالرابطة الحقَّة التي عَمِل عليها هذا الدين هي رابطة الإسلام، وقد انصهرت في بوتقتها سائر الأعراق والأجناس.

من جانبه، أكَّد الدكتور حمدي الهدهد أنَّ قوَّة هذه الأمَّة في وَحدة المنتسبين إليها، ولا صلاح لها إلا بصلاح أفرادها، ولا صلاح للفرد إلا بصلاح قلبه، ولا صلاح للقلب إلا بذِكر الله عز وجل، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

وأشار إلى أنَّ الهجرة في معناها الحقيقي الدقيق هي نقطة بداية وتحوُّل تام من حالٍ إلى حال؛ إذ كانت الدعوة في مكة مضطهَدةً، محاصَرة، يُنكَّل بكلِّ مَن يدعو إليها أو ينتمي لها، فانتقل النبي ﷺ وأصحابه إلى المدينة المنورة ليُمهِّد لتمكين دِين الله في الأرض كلّها، وكان أوّل ما أراده النبي ﷺ هو بناء المجتمع، لا المجتمع المسلم فحسب، بل المجتمع الإنساني بأسْره.

ولفت الدكتور الهدهد إلى قول نبينا محمد ﷺ عند دخوله المدينة: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا، ألا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».

وأوضح أنَّ النبي ﷺ كأنه يريد أن يُؤسِّس لبداية طريق الوَحدة، وأنَّ طريق الوحدة لا يبدأ إلا بتفعيل اسم الله (السلام) بيننا، أن مِن علامات الساعة أن يُصبح إفشاء السلام غريبًا بين الناس، حتى إنك إذا سلَّمت على أحد، نظر إليك قبل أن يرد، ليتأكَّد: هل يعرفك؟ هل قابلك من قبل؟! وقد غاب الأصل، وهو أن تسلِّم على مَن عرفتَ ومن لم تعرف.

وفي ختام الندوة، أكَّد الدكتور حسن يحيى أنَّ الأخوة التي عمل النبيُّ ﷺ على ترسيخها كقيمة اجتماعيّة، تنبثق عنها قيمٌ أخرى؛ فقيمة الإيثار منبثقة من قيمة الأخوَّة، وقيمة الفداء والتضحية منبثقة من قيمة الأخوة أيضًا، وكذلك قيمة النصر والنُّصرة.

وأوضح أنَّ رسول الله ﷺ أسَّس دولته على المؤاخاة بين الأوس والخزرج، وبين الأنصار والمهاجرين؛ لأنَّ هذه الدولة منوطٌ بها أن تنشر رسالة، وأن تحقِّق هدفًا، وأن تصل أرضًا بسماء، وتصل دنيا بآخرة، وهذه الأهداف العظيمة لا يمكن أن تتحقق إلا بمجتمع متماسك متآخٍ.

وتُواصِل اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة تنفيذ فعاليَّات الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر، في إطار مشروع دعوي متكامل، يستلهم مِنَ الهجرة النبويَّة مقوِّمات البناء الحضاري، ويستهدف ترسيخ القِيَم الإيمانيَّة والإنسانيَّة في الوجدان العام، مِن خلال لقاءات عِلمية تُفعِّل دَور الخطاب الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الواقع، وتعزيز الوعي الدِّيني المنضبط، بما يجسِّد الدور المتجدِّد للأزهر الشريف في توجيه الفِكر، وتهذيب السلوك، وبناء الإنسان.

طباعة شارك المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار البحوث الإسلاميَّة الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة
  • إنقاذ عشرات المهاجرين قبالة سواحل ليبيا
  • ترحيل 179 مهاجراً غير شرعي من طبرق
  • ليبيا تعلن اعتراض قارب على متنه 113 مهاجرا وانتشال 3 جثث
  • أمن السواحل يضبط 54 مهاجراً غير شرعي قبالة القره بوللي
  • العثور على جثث 3 مهاجرين غير نظاميين قبالة سواحل مصراتة
  • إنقاذ 20 مهاجراً من جنسيات مختلفة قرب سواحل الزاوية
  • في أية ظروف تعمل المنظمات المدافعة عن المهاجرين في تونس؟
  • إنقاذ 22 مهاجراً غير شرعي قبالة سواحل الزاوية
  • «مكافحة الهجرة» طبرق: ترحيل 127 مهاجراً غير شرعي من جنسيات مختلفة