رسالة قوية للحكومة قبل التعويم.. مجدي الجلاد: الاقتصاد لا يدار بالتسريبات والواتس آب
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
كتب- مصراوي:
انتقد الكاتب الصحفي والإعلامي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مجموعة أونا للصحافة والإعلام التي تضم مواقع (مصراوي - يلا كورة - الكونسلتو - شيفت)، الضبابية وغياب الشفافية في إدارة الملف الاقتصادي، وشدد في رسالة وجهها للحكومة قبل التعويم المحتمل، على أن الاقتصاد السليم لا يدار بالتسريبات والواتساب.
وخصص الجلاد، الحلقة الأخيرة من برنامجه "لازم نفهم"، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، للإجابة عن التساؤلات التي وردته من القراء والمشاهدين حول الاقتصاد المصري وأزمة الدولار الحالية.
وتحدث في بداية الحلقة عن مؤشرين خطيرين صدرا مؤخرا، وقال: الأول أن القطاع الخاص المصري يواصل انكماشه للشهر الـ38 على التوالي بما يعني أن هناك ركودا في الإنتاج والشراء وهذا مؤشر به خطورة على اقتصاد أي دولة.
وأضاف أن المؤشر الثاني يتمثل في ارتفاع أسعار السلع بشكل سريع رغم انخفاض الطلب، وهو ما يعني دخول الاقتصاد في "ركود تضخمي"، لافتا إلى أن تجمع هذا العنصرين معا، يجعل الحالة الاقتصادية في حاجة إلى مواجهة حقيقة.
وأشار إلى أن هناك سؤالا يطرحه المواطنون دائما، وهو: هل هناك أمل مبني على خطة حقيقية من الحكومة والدولة المصرية لمواجهة هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعترف بها الجميع أم لا؟
وأجاب الجلاد، أنه حتى هذه اللحظة لم تطرح الحكومة حلولًا طويلة المدى أو حلولًا إصلاحية للاقتصاد المصري، وأكد: "كل ما نسمعه اليوم هي مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لاقتراض جديد وهذا ليس حلًا، أو طرح أرض "رأس الحكمة" أو قرب التعاقد عليها من قبل مجموعة استثمارية إماراتية لتوفير العملة الدولارية بهدف السيطرة على سعر العملة الصعبة في مصر، وتقليل الفارق في سعر الدولار بين السوق الموازية والبنوك، وده هيرافقه تعويم أو تحريك سعر صرف الجنيه.
وتابع: "السؤال الصعب الذي لا تعرف الحكومة ولا البرلمان الإجابة عنه هو ما مدى انعكاس هذه القرارات على حياة المواطنين؟ "يعني كيلو اللحمة اللي وصل إلى 450 أو 460 جنيها دا هينخفض ولا هيثبت ولا هيواصل ارتفاعه، وقس على ذلك كل السلع حوله".
وحذر الجلاد من خطورة الركود التضخمي، ما لم تتم مواجهته مواجهة شاملة، مشيرا إلى أن دخول عملة صعبة من صفقات أو بيع أو صندوق النقد الدولي مجرد مُسكن فقط وليس حلا للأزمة.
وانتقد ضبابية المشهد الاقتصادي، محذرا من تأثيرها السلبي على الاقتصاد والمواطن، فضلا عن أنها تٌجمد الدماء في عروق الاستثمار حتى أن المستثمرين في الوقت الحالي لا يستطيعون اتخاذ قرارات بالاستثمار بمصر في ظل الضبابية والانكماش الحالي.
وأكد ضرورة إعلان خطة إصلاح شامل للاقتصاد المصري تستغرق 5 أو 10 أعوام، وقال: لو أعلنت الحكومة مثل هذه الخطة لاختلف الوضع عما هو عليه حاليا، لكن تسريب أخبار عن قرب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وصفقة رأس الحكمة كل هذه الأمور تؤدي إلى ضبابية أكبر، لافتا إلى أنه مع تداول تلك الأخبار تراجعت أسعار الدولار في السوق الموازية، لكن تراجع السعر وفقا لآراء الخبراء والمستثمرين انخفاض مؤقت ما لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية.
وقال الجلاد: لابد أن تكون لدينا خطة لإصلاح الاقتصاد لزيادة الاستثمار، ما يزيد من العملة وفتح المصانع وتوفير المواد الخام من الخارج، بالإضافة إلى فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
وانتقد التسريبات الصوتية المنتشرة مؤخرًا على تطبيق "الواتساب" والتي فوجئ من خلالها المواطنين بفكرة طرح أرض "رأس الحكمة" للاستثمار، وقال: "الفكرة إن مفيش اقتصاد بيدار بالتسريبات والفويس ماسج على الواتساب.. لأن الناس كانت أول مرة تسمع عن رأس الحكمة من رسائل الواتس من واحد منعرفوش وكأننا في أفلام السينما.. بقول للحكومة مفيش كدة، والأمور مش هتمشي كدة".
وانتقد الجلاد الضبابية بخصوص التعويم أيضا، وقال: محدش عارف إيه اللي هيحصل فيه، وهل ده كويس ولا لا، وانقسم الناس والخبراء فريقين، فريق بيقول كويس وهينهي حالة الفجوة في سعر الصرف، وفريق ثاني بيقول هيكون له أثر إيجابي في خفض الأسعار لأن الدولة ستسيطر على سوق الدولار.
وحذر الجلاد من خطورة الإبقاء على إدارة الملف الاقتصادي بهذا الشكل الضبابي، وتساءل: هو إحنا هننتظر إيه، وهنسيطر إزاي، وسط شكوك الناس ومخاوفهم من عدم تأثر الأسعار بتعويم الجنيه.
ونصح الحكومة قائلا: "استعينوا بالخبراء، وبلاش حالة الضبابية، ولا تتركوا 120 مليون مواطن مصري في هذا الغموض والخوف الشديد القادم". وتابع: هناك ضرورة وفرض واجب أن تكون الصورة واضحة في شهر فبراير وأن يكون الاقتصاد المصري في طريقة إلى الاستقرار، بالإضافة إلى وجود دعم للاستثمارات الأجنبية، فضلا عن وجود ضخ للعملة الصعبة من مصادر مختلفة، ويكون لدينا أمل جديد في أشخاص جدد في الحكومة يحملون رؤية مختلفة، وخطط إصلاح اقتصادي جديدة ليست مبنية على صندوق النقد الدولي، ولن يتحقق ذلك بالوجوه التي تدير المشهد الآن، فنحن بحاجة إلى دماء جديدة لأن الدماء الموجودة حاليا تجمدت في العروق تماما وأعطت كل ما لديها، سواء نجحت أو فشلت.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 مجدي الجلاد الاقتصاد التسريبات الواتس آب تعويم الجنيه الحكومة طوفان الأقصى المزيد صندوق النقد الدولی رأس الحکمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد الدولي: ملتزمون باستمرار دعم الاقتصاد المصري
أكد نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نايجل كلارك، التزام صندوق النقد الدولي بدعم الاقتصاد المصري، لاسيما أنه اقتصاد واعد للغاية ولديه الكثير من الإمكانات الرائعة التي تمكنه من الانطلاق إلى آفاق أكبر.
جاء ذلك خلال استقبال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، نايجل كلارك نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، والوفد المرافق له، على هامش زيارة يقوم بها وفد الصندوق حاليًا إلى مصر، لإجراء المشاورات الخاصة بالمراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة والبنك المركزي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وذلك بحضور حسن عبد الله محافظ البنك المركزي، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كُجوك وزير المالية، والدكتور محمد معيط المدير التنفيذي وعضو مجلس المديرين التنفيذين وممثل المجموعة العربية والمالديف بصندوق النقد الدولي.
صندوق النقد الدولي: ملتزمون باستمرار دعم الاقتصاد المصريوأعرب نايجل كلارك، عن تقديره الكبير للجهود التي بذلتها الحكومة المصرية لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يعد بمثابة برنامج مصري خالص.. موجهاً الشكر لرئيس مجلس الوزراء والمسئولين المصريين على حسن الاستقبال له والوفد المرافق.
من جانبه رحب رئيس الوزراء خلال الاجتماع بنايجل كلارك نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، والوفد المرافق له بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، متمنيًا له التوفيق والنجاح في منصبه في ظل ما يشهده العالم من تطورات اقتصادية مُهمة للغاية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تقديره للتعاون المثمر بين الحكومة وصندوق النقد الدولي والدعم الكبير المُقدم من الصندوق من أجل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي تبنته الحكومة المصرية، مؤكدًا أن القيادة السياسية تُقدر التعاون القائم بين الجانبين، ومُعربًا كذلك عن تطلعه إلى استكمال المراجعة الخامسة من برنامج الإصلاح الاقتصادي بنجاح.
مدبولي: نمضي على الطريق الصحيح فيما يتعلق بمؤشرات التضخم والبطالةواستعرض الدكتور مصطفى مدبولي النتائج الإيجابية للمؤشرات الاقتصادية المختلفة، مؤكدًا أننا نمضي على الطريق الصحيح فيما يتعلق بمؤشرات التضخم والبطالة وضبط حجم الاستثمارات العامة من إجمالي الاستثمارات الكلية مقابل زيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، لكن على الرغم من ذلك، هناك الكثير مطلوب إنجازه خلال الفترة المقبلة.
وأشار رئيس الوزراء إلى المشاورات الجارية حاليًا بين فريق صندوق النقد الدولي والمسئولين المصريين فيما يتعلق بالمراجعة الخامسة، مُعربًا عن تطلعه إلى استكمال هذه المراجعة بنجاح.
كما استعرض مدبولي ما تحقق في برنامج الطروحات الحكومية، مؤكدًا أن الحكومة المصرية ملتزمة باستمرار العمل على هذا البرنامج المهم الذي سيفيد الاقتصاد المصري في المقام الأول على المدى القصير والمتوسط والطويل، فضلًا عن أنه يعطي مساحة أكبر للقطاع الخاص في النشاط الاقتصادي بمجالاته المختلفة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء إنه على مدار السنوات الثلاث أو الأربع الماضية نجحت الحكومة في تنفيذ 21 صفقة ضمن برنامج الطروحات الحكومية مقابل 6 مليارات دولار، مشيرًا إلى التعاون القائم بين مصر ومؤسسة التمويل الدولية التي تعمل كمستشار استراتيجي للحكومة في برنامج الطروحات.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تعمل وفق رؤية واضحة وشاملة لإتمام الكثير من الصفقات ضمن برنامج الطروحات الحكومية.
اقرأ أيضاًمحافظ البنك المركزي يستقبل وفد صندوق النقد الدولي
«مدبولي»: يتم حاليا عمل المراجعة الخامسة مع صندوق النقد الدولي
مدبولي: بعثة صندوق النقد الدولي تزور مصر خلال أيام