تأتي ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام وفلسطين غير فلسطين، فالمسجد الأقصى مسرى النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- أصبح أبناؤه يعرجون بأرواحهم إلى السماوات العلا وهم ينالون شرف الشهادة في دفاعهم المقدس عن المسجد الأقصى وأكنافه، فما زالت معركة طوفان الأقصى حامية في غزة، والأمة بأجمعها ترتقب النصر المبين، وتسأل الله العون والنصر والتأييد.

وفي برنامج «سؤال أهل الذكر» الذي يبث في تلفزيون سلطنة عمان، يجعل محور اهتمامه القضية الفلسطينية، وهذا البرنامج يعده ويقدمه الدكتور سيف الهادي ويستضيف فيه فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، ففي بداية الحوار بيّن مقدم البرنامج أن هنالك استمرارية للعدوان الغاشم على غزة وأن هذا العدو لا يتوقف كما يبدو عن عدوانه وعن قتل الأطفال والنساء ولا يبالي بذلك، المسلم دائما يأمل بأن مقاومته وصبره سيؤديان إلى كسر شوكة العدو ونهاية طغيانه ويأمل ذلك، لكن الذي يحدث الآن أن هذا العدو أيضا مستمر في طغيانه رغم ما يقدمه المقاومون والمجاهدون من الصبر، فهل مثل هذا الحدث جديد على المسلمين أم له معالجات معينة في القرآن وفي السنة أو في تاريخ المسلمين؟

الصبر والثبات

أجاب مساعد المفتي بقوله: الذي تشيرون إليه صحيح، فمع ثبات المقاومين المدافعين عن حقهم المجاهدين لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى، الذين يبذلون الغالي والرخيص في سبيل دفع الطغاة المحتلين المعتدين الظالمين مع صبرهم وثباتهم، إلا أن عدوهم يزداد بطشا ورعونة وعدوانا، ولكن هذا الحال لا ينبغي أن يفت في معنويات المقاومين المجاهدين ولا في نفوس المسلمين المؤيدين للحق المناصرين للعدالة، ذلك أن هذه الحال ليست بجديدة، فقد كشفها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم لعباده المؤمنين وبيّنها لهم، فمع صبرهم وثباتهم، إلا أن عدوهم يمكن أن يقابلهم بصبر، ويقول الله تبارك وتعالى في آخر آية من سورة آل عمران: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، فيأمرهم بالصبر وفي هذه الحالة قد يصبر عدوهم أيضا، فإذا به يأمرهم بالمصابرة أي بمصابرة عدوهم، بحيث يتغلبون عليه في صبرهم وثباتهم، فلإن زاد هو في الصبر فإننا نزداد ثباتا وصبرا ومجاهدة ودفاعا عن حقوقنا ونواصل طريق الجهاد؛ ولذلك قال «ورابطوا»، فبدأ بالصبر ثم ثنى بالمصابرة وهذا يعني أن العدو أيضا قد يصدر منه ثبات وصبر وقد ينوع في عدوانه وقد يزداد توحشا، فما عليكم إلا أن تزدادوا صبرا وثباتا وهذا الصبر والثبات لا بد أن يكون مشفوعا بمواجهة ذالكم الطغيان وبرد العدوان، وهو الذي عبرت عنه الآية الكريمة بالرباط ثم أمرهم بمواصلة تقوى الله تبارك وتعالى وقد تقدم بيان أهمية الحرص على تقوى الله عز وجل في كل شأن دقيق أو جليل لا سيما عند مواجهة العدو.

إذن هناك صبر وثبات، وهناك استفراغ للوسع في الثبات والتمكن والرجاء واليقين في الله تبارك وتعالى أنه سينصر عباده المؤمنين وهناك في الوقت ذاته رباط بمعنى ما تقدم بيانه من المجاهدة والمدافعة ومن الإثخان في العدو، فإن ذلك الإثخان هو الذي يأتي بعد الصبر والثبات ويأتي مع الصبر والثبات، ولما قال ربنا تبارك وتعالى: «ورابطوا» فهم مأمورون في الجهاد والدفاع والمقاومة ومأمورون بالنكاية والإثخان في العدو، وحينئذ فإنهم يستصحبون في كل أحوالهم تقوى الله تبارك وتعالى لتأتي بعد ذلك الخاتمة «لعلكم تفلحون»، فالفلاح الجامع لفلاح الدنيا والآخرة وللفوز في الدنيا فوزا مبينا ونصرا عزيزا ولنيل رضوان الله تبارك وتعالى في الآخرة، إنما مرهون بالتحلي بهذه الخلال التي بيّنها القرآن الكريم.

الفئة المؤمنة

ونجد هذه التهيئة في كتاب ربنا للمؤمنين في أمثال هذه المواقف التي تكشف لهم أن عدوهم يمكن أن يصبر ويمكن أن يثبت، ويمكن أن يتعامل معهم إلى أقصى غاية، نجد هذا المعنى أيضا في قول الله تبارك وتعالى: «قُلْ يَٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ»، فالخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذه كناية عن غاية التمكن مما هم فيه وكأنه لا يمكن أن يزاحموا في مكانتهم، «إني عامل فسوف تعلمون»، فهذا فيه إنذار ووعيد لهم أن ما تظنون أنه ثبات منكم على مواقفكم وإعراضكم، أو على ظلمكم وطغيانكم فإنه لا يحرك لنا جفنا ولا يمكن أن يزحزحنا عن مواقفنا الثابتة وعن تمسكنا بالحق، وعن سعينا لرفع الظلم وبسط العدالة ونيل حقوقنا، لا يمكن أن يزحزحنا عن ذلك كله قيد شعره، ثم يتهددهم «فسوف تعلمون»، إذن هم مأمورون أيضا بأن يكون خطابهم خطابا القوي الواثق بنصر الله المثخن في عدوه الراجي لنصر الله من عنده الموقن بأنه إما أن يحوز النصر أو الشهادة، فهذه الحال ليست بحال جديد ونحن لو استعرضنا سيرة الأنبياء والرسل في كتاب الله عز وجل نعم لوجدنا أنها مليئة بمثل هذه التوجيهات التي تكشف أن العدو يمكن أن يثبت ويمكن أن يصبر ويمكن أن يظل صامدا في بغيه وعدوانه، لكن الفئة المؤمنة -كما هو شأن رسل الله تبارك وتعالى وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام- لا يكون منهم إلا مزيد صبر وثبات وتمسك بالحق ودفع للباطل وجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ورباط في سبيله، فبذلك ينصرون.

شرف الشهادة

واقتضت حكمة الله تبارك وتعالى أن شرف النصر -كما هو شرف الشهادة- لا يناله إلا من يختصهم الله تبارك وتعالى بهذه المنازل العالية الرفيعة ولذلك فإن هذه الحروب التي تكون بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الصلاح والفساد هي كاشفة عن أحوال الناس، يقيم الله عز وجل بها الحجة على عباده من أنفسهم والمولى حكم عدل جل جلاله لا يؤاخذ العباد بظلم وإنما يقيم عليهم الحجج وينصب لهم البراهين، وهذا أمر لا بد أن يعيه الناس في مثل هذه الظروف والأحوال ليختاروا لأنفسهم ما الذي يلاقون به ربهم تبارك وتعالى هل سيلاقونه بمناصرة الحق والسعي إلى الخير والصلاح ودحض الباطل ورد الجبت والطاغوت أو أنهم سيكونون مرضى قلوب ينافقون ويراؤون ويسعون إلى التمول من مثل هذه الأحداث مكاسب دنيوية رخيصة يدوسون من أجل الوصول إليها على القيم والمبادئ والدين والخير ومعالم الطريق المستقيم، لا يلقون للآخرة بالا ولا يرفعون دين الله تبارك وتعالى ولا ينتصرون لحقوق إخوانهم المسلمين، فمثل هذه الأحداث تكشف كل هذه المواقف.

التمحيص

أما متى يمكن للمسلم أن يستشعر أنه قد بلغ الغاية؟ هو قد لا يجد ذلك من نفسه، لأن ربنا تبارك وتعالى يقلب عباده بين صنوف من الابتلاءات، يمحصهم وهذا التمحيص هو ابتلاء في حقيقته، رفعا لدرجاتهم، إظهارا للحق، قطعا لدابر أن يظن ظان أن لأحد منه في تحقيق النصر، فالنصر من عند الله تبارك وتعالى وحده لا منة لأحد وقد يكون في ذلك أيضا كشف لبعض الهنات التي لعل البعض قد وقع فيها، فتكشف لهم تلك الابتلاءات -مع صعوبتها- ما وقعوا فيه من شيء من الهنات لأجل جبرها وإصلاحها والسعي إلى تصحيحها وهذا لا يقتصر على الجانب العسكري والقتالي وما تستدعيه اتخاذ العدة وإنما كما تقدم فيما مضى فيما يتعلق أيضا بصلتهم بالله تبارك وتعالى، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليه، أما وصف الحال، فيمكن أن يبلغ بالمسلمين الحال إلى أن تبلغ القلوب الحناجر لكن عندئذ يأتي نصر الله تبارك وتعالى بمقتضى حكمته وعدله وفضله على عباده،، فإنه يؤيدهم بنصره وهذا النصر لا يلزم منه أن يكون في جولة واحدة أو في معركة واحدة وإنما هي حكمته جل وعلا في وقت نزول النصر على عباده وتأييد المولى الكريم لعباده المؤمنين ورفع الظلم عنهم ليدخلوا في ابتلاء من نوع آخر حينما يؤيدهم الله تبارك وتعالى بالانتصار على عدوهم، فإن هذا لا يعني أن عباده هؤلاء سيكونون فارغين خالين من الابتلاءات وإنما ستكون هناك أنواع أخرى من الابتلاءات والله تبارك وتعالى يقول: «كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي» ويقول: «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ» ويقول: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ»، هذا وعد الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم وما على المؤمنين إلا أن يكونوا موقنين واثقين بنصره آخذين بالأسباب متوكلين عليه متحلين بهذه الخلال التي بيّنها لهم كتاب ربهم وهدي نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.

تربية أبناء غزة

وأوضح مقدم البرنامج أن هذه الأيام أقيمت ندوة الأسرة وبناء القيم ووردت إشارة إلى قضية التربية التي يمكن أن تكون نموذجا للمسلمين وهي تربية أهل غزة لأبنائهم وأنها تربية صادقة استطاعت فعلا أن تصنع أجيالا قادرة على أن تتمسك بحقها، يعني هل يمكن أن تضعوا أمام صورة هذا النموذج والطرائق من خلال اطلاعكم على الطرق التي اتبعها أهل غزة في تربية أبنائهم على هذا الصبر والجلد والإصرار على الحق؟

فأجاب فضيلة مساعد المفتي بقوله: أنا مما اطلعت عليه أنه قبل ما يقرب من 15 عاما التقيت بالقائمين على حجاج بيت الله الحرام من أهل غزة وكان مما دار بيننا من حديث أنهم بشروني بأنهم في ذلك العام خرجوا 6000 حافظ لكتاب الله عز وجل من الذكور والإناث، نعم فاستبشرنا جميعا بهذا الخبر السار الذي يثلج الصدور.

ووقع في نفوسنا أن هذا الجيل هو الجيل الذي يمكن أن يحرر الأقصى ويدفع الظلم والطغيان لأن انبعاثهم لن يكون انبعاثا عن قومية أو عصبية أو عنصرية أو مطامع دنيوية وإنما سينبعثون عن كتاب الله عز وجل عما أمروا به في كتاب الله- عز وجل- وعما دعاهم إليه القرآن الكريم من الخصال ومن صياغة شخصياتهم لتكون كما يرضي الله تبارك وتعالى وأن هذا الجيل هو الذي سيسير على خطى نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام فإن الإعداد على كتاب الله عز وجل وعلى تعاليم هذا القرآن العظيم والتنشئة عليها هي التي تصوغ جيلا جديدا يمكن أن يحمل أو أن يكون سببا للنصر بفضل الله تبارك وتعالى وتوفيقه، وفيما يظهر فإن هذا الذي كان من قوافل الحفظة المشتغلين بكتاب الله عز وجل قد توالت في هذه المدينة الأبية في تلك البلاد المباركة.

وهذا يثبت أن مقاومة العدوان لا يمكن أن تكون بشعارات ضيقة فارغة لأننا لا نرى اليوم في هذه الأحداث أصوات أدعياء مناصرة الحق ممن لا همّ لهم في الآخرة ولا صلة لهم بكتاب الله- عز وجل- ولا بهدي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وإنما الصوت الذي يسمع والفعل الذي يرى إنما هو لجيل تربى على كتاب الله- عز وجل- وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- وفي هذا عبرة للأمة كلها لأنها حينما تبتعد عن منهج ربها جل وعلا الذي ارتضاه لها وتنحرف عن الصراط المستقيم، فإنها تصاب بالذل والهوان ويتمكن منها أعداؤها ويتغلبون عليها فيسوسون أمرها ويسومونها سوء العذاب. ولا سبيل لهذه الأمة للخروج من مثل هذه الظلمات إلا بالعودة إلى كتاب الله- عز وجل- وبأن يكون هو المورد الذي يرجع إليه ويستقى منه وأن يحفظ في الصدور وأن يترجم في الواقع وأن يعمل بهداياته ومراشده وأن يكون هو المحرك والموجه لحركة أجيال المسلمين وأن ينبذ كل الشعارات الدنيوية الوضعية الفارغة المذمومة في دين الله- تبارك وتعالى-، فلا يكون الهم إلا نصرة الحق وبسط العدل والانتصار للمظلومين ودفع الظالمين ومقاومة الطغاة وهذه هي من أسمى المعاني التي يغرسها هذا الكتاب العزيز في نفوس المؤمنين، ولذلك فإن علاج هذه الابتلاءات مما يمكن أن يصيب منظومة القيم في أسر المسلمين ومجتمعاتهم وأوطانهم اليوم لا يمكن أن يكون بغير كتاب الله عز وجل وهدي رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- والقرآن صريح في ذلك، فحينما قص لنا ربنا جل وعلا قصة أصحاب الكهف صدر بأنهم فتية قال: «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿13﴾ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ» ثم بيّن أن تلك الصياغة الإيمانية هي التي مكنتهم من بعد النظر واستشراف الأحوال إن استمر الظلم والطغيان، فيقولون كما يحكي لنا ربنا تبارك وتعالى: «إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا».

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى

فهم يعرفون أن تمكن عدوهم منهم يؤذن بالذلة والهوان وبالضعف والخسران وأنهم سيسامون سوء العذاب ويصيبونكم بألوان من العذاب أو يعيدوكم في ملتهم، والقرآن الكريم يبين لنا هذا المعنى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» «ولن تفلحوا إذا أبدا»، فالصورة واضحة عندهم فليست هناك ممالأة ولا تقديم تنازلات ولا حسن ظن في عدوهم، فهم ينزلون عدوهم هذه المنازل ويعرفون منه ذلك وإن أبدى لهم لينا وإن حاول ملاطفتهم إذا كان ربنا تبارك وتعالى يقول عن نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-: «وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيًْا قَلِيلًا»، ثم يأمره بعد ذلك بما يكشف أسباب ثباته، الثبات لا يكون إلا في وجه عواصف عاتية يمكن أن تقتلع الأشياء من جذورها ولذلك استعمل هذا التعبير، لأنهم كانوا يساومونه على دعوة الحق ويساومونه في دعوته إلى دين الله تبارك وتعالى وإلى الصراط المستقيم، لو لم تذكر كذا لو ذكرت آلهتنا لو خففت عنا كذا، مما يمكن أن يعد في واقعنا اليوم عند كثير من ضعاف النفوس أنه من التسامح ومن التعايش ومن التعارف ومن غيرها ومن أجل السلام أو من أجل تحقيق غاية، فيقدمون التنازلات بعد التنازلات لكن الطرف الآخر لا يرضى منك بذلك ولا يريد، ولذلك فإن إعادة صياغة قيم الأسرة في ظل هذه العواصف الهوجاء لا يمكن أن تكون إلا بالتربية على كتاب الله- عز وجل- وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- في سورة الإسراء بعد أن قال ربنا تبارك وتعالى: «وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْـًٔا قَلِيلًا» جاء بعدها «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ»، مما يعني أن وسائل الثبات أو استحقاق التثبيت من الله تبارك وتعالى إنما تكون بالبقاء مع الله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم تبارک وتعالى لا یمکن أن رسول الله ویمکن أن فی کتاب مثل هذه أن یکون أن هذا إلا أن

إقرأ أيضاً:

عيون الأمة الحارسة والمرابطة.. مشاتل التغيير (20)

وأصل حراسة الأمة والدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ مثل قوله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرا لَّهُم مِّنْهُمُ الْـمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" (آل عمران: 110)، وقوله: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْـخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ" (آل عمران: 104). قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "والمقصود من هذه الآية أن تكون فِرْقَة من الأمَّة متصدية لهذا الشأن (وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه)".. وأكد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ويجب على أولي الأمر -وهم: علماء كل طائفة، وأمراؤها، ومشايخها- أن يقوموا على عامتهم، ويأمروهم بالمعروف، وينهوهم عن المنكر؛ فيأمرونهم بما أمر الله به ورسوله".

والتدافع سنة ماضية، بحيث يُوجد في مسيرته وحماية للحق "حُماته الذين يدافعون عنه، كما قال الله تعالى: "وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْـحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" (الأعراف: ١٨١). قال الشيخ السعدي: "أي: ومن جملة مَن خلقنا أمة فاضلة كاملة في نفسها، مكمِّلة لغيرها، يهدون أنفسهم وغيرهم بالحق، فيعلمون الحق ويعملون به، ويعلِّمونه، ويدعون إليه وإلى العمل به".

وفي حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم "وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله"، فالمقصود من المرابطة ملازمة الثغر بهدف التأمين والحراسة، وترك ما يشغل عن ذلك. وقال سيدنا عثمان على المنبر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من ألف عام فيما سواه من المنازل"..

وتعد الحراسة في سبيل الله من أعظم مراتب الجهاد؛ يقول الإمام ابن النحاس: "اعلم أن الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات، وأعلى الطاعات، وهي أفضل أنواع الرباط، وكل من حرس المسلمين في موضع يخشى عليهم فيه من العدو فهو مرابط"، ومنه الرباط والمدافعة لكل تحديات تواجه عالم المسلمين وما يلزم في ذلك من الحراسة والرباط لكل ما يفضي إلى تأمينهم وأمانهم.

والرباطُ لزوم للمحلِ الذي يُخَافُ وصولُ العدو منه، ومراقبتهم ومنعهم من الوصول إلى مقاصدهم ويسمى المرابطة.. ولكل زمان رباط ولكل مسلم وجماعة ومؤسسة رباطها؛ والمرابطة في هذا الزمان صار لها أكثر من موقع، وأكثر من تخصص، وأعلاها الإقامةُ في الثغور، وهي الأماكنُ التي في الحدودِ والأطرافِ التي يخافُ المسلمونَ أن يدخل منها أعداءُ الإسلامِ إلى بلادِ المسلمينَ. والمرابطُ هو: المقيمُ فيها المعدُّ نفسَهُ للجهادِ في سبيلِ اللهِ، والدفاعِ عن دينِهِ ووطنه.

وفي لطيفة ذكرها الإمام المناوي في "فيض القدير"، قال: "سوّى بين العين الباكية والحارسة؛ لاستوائهما في سهر الليل لله، فالباكية بكت في جوف الليل خوفا لله، والحارسة سهرت خوفا على دين الله"، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" "آل عمران: 200".

من أهم العناصر التي يمكن أن يؤسس عليها العالم الإسلامي أفكاره الأساسية وممارساته التطبيقية؛ فكرتان أساسيتان تشكلان ركنا مهما في رؤية التأسيس الكلية التي تؤكد على إمكانات الرقي والنهوض للعالم الإسلامي؛ أولهما العقيدة الدافعة، كنقطة انطلاق محورية تمكن أصل الوحدة على قاعدة من قيمة التوحيد، توحيد الفكرة، وتوحيد العمل، وتوحيد القدرات؛ إنها العقيدة الدافعة التي تمثل عروة وثقى لا انفصام لها.

ثانيهما فكرة الأمة الجامعة، كتمثيل لمقصد الوحدة الإسلامية والتأكيد على الوقوف في وجه التحديات التي تشكل فرقة هذه الأمة وتجزئتها من خلال فكر وعمل استراتيجي يقوم على قاعدة مواجهة تحديات الفرقة، وكذلك العقبات المتعلقة بالتجزئة؛ إن فكرة الجامعية والتكاملية إنما تشكل حقيقة هذه الأمة الجامعة في سياق هدف الاعتصام، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103).

هاتان الفكرتان؛ العقيدة الدافعة والأمة الجامعة، إنما تشكلان في حقيقة الأمر قاعدتين لفاعلية حضارية تتشكل من خماسية تؤكد ليس فقط على العقيدة الدافعة، ولكنها تشكل هذه العقيدة ضمن رؤية عالمية إسلامية تؤسس لقيم ومسالك أساسية تهدف إلى تحقيق علاقات العدل الشامل، والبناء الهادف للإنماء والعمران، كل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال عقل استراتيجي للأمة يحمل هذه العقيدة الدافعة، والعدل الشامل كقيمة فاعلة، والعالمية كإسهام حقيقي في رؤية إنسانية تعارفية منفتحة. هذه الرباعية التي يحملها هذا العقل الاستراتيجي إنما تمثل مواجهة لكل تتعرض له هذه الأمة من تحديات وعقبات، ضمن هذه الكليات الأساسية، وهذه العيون الخمس الممثلة لعناصر رؤية كلية "عقيدة، عالمية، عمران، عدل، عقل" (كلها تبدأ بحرف العين)؛ إنما تشكل أهم عناصر في صياغة تلك الرؤية الدافعة ضمن مرجعيتها التأسيسية المتمثلة في الرؤية العقيدية والجامعة ضمن أمة واحدة تهدف إلى التعاون والتكامل.

فإذا كانت تلك العيون الخمس التي تشكل عناصر مهمة ضمن هذه الرؤية التأسيسية فإنها في حقيقة الأمر تفضي إلى عيون خمس أخرى تنظم بين هذه العناصر والأركان، فتؤكد على ذلك العهد التوحيدي الجامع، والعقد التبادلي الشامل، والعمق الاستراتيجي الممتد، والعلاقات التكاملية والتعارفية بين كيانات الأمة المختلفة، لتحقيق الاستفادة والاستثمار من كل تلك الأركان والعناصر ضمن علاقات تعاونية استراتيجية تهدف إلى التكامل والتنسيق والقدرة على تمثيل مصالح الأمة وأهدافها الكبرى، وهي من خلال هذه العيون الخمس الناظمة، عهد، عقد، عمق، علاقات، عون، إنما تشكل في حقيقة الأمر ميثاق هذه العلاقات ضمن رؤية استراتيجية راشدة فاعلة، قادرة على أن تحقق كل ما يتعلق بنفع هذه الأمة ومصالحها.

هذه العيون الخمس التي تمثل الأركان والعيون الخمس التي تشكل نظما للعلاقات فيما بينها تتطلب ثلاث عيون أخرى تحقق المعنى والمغزى في وحدة الأمة الإسلامية؛ إن هذه الوحدة لا بد وأن تستند إلى تضافر ثلاثية الأداء، والأدوات معا، بحيث تشكل في الحقيقة مسارات تترجم تلك الأركان والنواظم إلى حركة فعلية شعارها ذلك المثلث المهم؛ "علم وعمل وعدة"؛ إنها تشير في حقيقة الأمر إلى الامتثال للقوانين والسنن الماضية والفاعلة، وليس لهذه الوحدة إلا أن تقوم على علم بصير، وعمل سديد، وعودة كافية. إنه الاستثمار الذي يؤكد على الخطط العلمية، والعمل التنفيذي يرفعه، والعدة تحقق هذا العلم والعمل ضمن سياقات تجعل من الأدوات والوسائل والآليات عملا مهما يترجم الأداء من خلال شروط الفاعلية والأدوات؛ من خلال استثمارها بالكفاية والكفاءات اللازمة، إن الإرادة في النهاية إنما تشكل علم وعمل، والإدارة إعداد وعدة، "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّة" (التوبة: 46).

إن هذه الروابط والوشائج بين الأركان الخمسة ونواظم العلاقات الخمس، والثلاثية التي تتعلق بالأداء والأدوات والآليات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجد صداها، ولا أصول الفاعلية وسننها، إلا من خلال رباعية من المؤسسات نقترحها في هذا المجال، أو تقوم على دعم مؤسسات قائمة تحرص على فاعليتها وتوفير تلك الشروط لأداء وظائفها، وتحقيق إنجازاتها؛ مؤسسة عدل، ومؤسسة علم، ومؤسسة عقل استراتيجي، ومؤسسة عمران، هذه المؤسسات التي تشير إلى مربع العيون تلك إنما تتمثل في حقيقة الأمر بضرورة بناء مصفوفة من المؤسسات تعكس وحدة الأمة الإسلامية، وتؤكد على معنى جامعيتها؛ ذلك أن تلك الوحدة والجامعية، والمؤسسية، إنما تشكل بحق عنوان الفاعلية.

وفي هذا المقام علينا أن نتحدث عن مربع المؤسسات تلك ضمن مؤسسات مهمة تضمن لهذه الأمة جامعيتها وفاعليتها معا، فتشكل أولاها مؤسسة عدلية، تتمثل في محاكم مهمة تشكل في حقيقة الأمر المعنى الذي يتعلق بهذا التكامل بين هذه الأمة؛ ضمن ما يمكن تأسيسه أو إقامته حول مشروعين مهمين؛ محكمة عدل إسلامية، ومحكمة إسلامية لحقوق الإنسان. تلك المؤسسات الضامنة لكرامة الإنسان المسلم هي عنوان لهذه الأمة وجامعيتها، ذلك أن الإنسان المسلم هو الوحدة الأساسية لتشييد هذا الكيان الذي يحقق معنى الحقوق للإنسان، ومعنى العدل بين الجماعات والتكوينات في الأمة الإسلامية.

ولعل ذلك الاجتهاد الذي طرح مبكرا في سياق فكرة الجامعة الإسلامية، أو تلك الفكرة التي أشار إليها مالك بن نبي حول "كومنولث إسلامي"، أو الفكرة التي أكد عليها الدكتور عبدالرازق السنهوري "عصبة أمم شرقية"؛ إنما تشكل في جوهرها ضمن هذه التمثلات والمؤسسات التي يجب أن تنشأ للحفاظ على الإنسان، وعلى علاقات العدل الفاعلة بين أجزاء هذه الأمة ومكوناتها.

المؤسسة الثانية، مؤسسة علمائية، هذه المؤسسة تشكل كيانا افتائيا إسلاميا يحفز جامعية هذه الأمة، ويؤكد عليها باعتبارها من ضرورات وواجبات الوقت، هذه المؤسسة الافتائية الإسلامية تنهض بفتاوى الأمة، والفتاوى الاستراتيجية، وكذا الفتاوى الحضارية التي تنهض بالأمة وترتقي بمقدراتها، وكذلك فإنها تقدم فتاوى رصينة وبصيرة تحرك التدبير، وتصنع المستقبل، هذه المؤسسة الافتائية إنما تتحرك على قاعدة تستلهم فيها كليات الدين الإسلامي الفاعلة التي تؤسس لحركة راشدة وسديدة، وبصيرة استراتيجية، واعية، ومديدة.

أما المؤسسة الثالثة فإنها تترافق مع هذه المؤسسة الإفتائية العلمائية، ولكنها تمثل في حقيقة الأمر عقلا استراتيجيا للأمة، تنهض بالأدوار والوظائف الفاعلة لمواجهة التحديات الحضارية المحيطة بالأمة وصناعة قنوات ومسالك الوحدة الإسلامية وجامعية الأمة؛ هذا العقل الاستراتيجي بما يمثله من خمائر يشكل في حقيقة الأمر بناء رؤية استراتيجية لمواجهة واقع التحديات، واستراتيجيات للعمل في مواجهة الأزمات، وكذلك تشييد جامعات حضارية، ومراكز بحوث استراتيجية، ومستودعات تفكير مستقبلية، تمثل أصولا مهمة في التفكير والتدبير والتسيير والتغيير والفاعلية والتأثير، وهي بذلك تمثل الشبكة العصبية والفكرية والثقافية والتربوية في هذه الأمة بما تستلزمه من وعي رشيد، وسعي سديد.

أما المؤسسة الرابعة؛ فهي المؤسسة العمرانية، تلك التي تقوم على صياغة العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية، الثقافية والفكرية والحضارية، وكذلك ما يمكن تسميته العلاقات الإسلامية الإسلامية من كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهو ما يعني القيام بصياغة استراتيجيات تنموية وتكاملية على حد سواء، إن نمو الدول الإسلامية جميعا ضمن رؤية تكاملية ليحقق ويترجم للهدف المطلوب في الوحدة الإسلامية وفاعلية جامعية الأمة.

هكذا يمكن أن تتحقق عناصر الفاعلية تلك من خلال هذه المؤسسات التي تنهض على أركان خمسة: عقيدة دافعة رافعة، عالمية إسلامية، عدل شامل، عمران إنمائي، وعقل استراتيجي، استنادا إلى عهد تأسيسي وعقد تبادلي وعمق استراتيجي وحضاري وعلاقات تنسيقية وتكاملية، وعون يحقق الهدف في الجامعية والفاعلية، متوسلا مسالك العلم النافع، والعمل الصالح، والعدة الكافية، كل ذلك إنما يشكل في حقيقة الأمر أصولا لتلك الفاعلية الأساسية في وحدة الأمة الإسلامية.

هذه المصفوفات جميعا إنما تشكل مقدمات غاية في الأهمية لو أردنا أن نؤشر إلى بعض التفصيلات فيها فلربما يطول بنا المقام، ولكننا سنقوم على استعراضها جميعا، في عجالة تؤصل هذه المعاني التي وردت ضمن هذه الاستراتيجية الجامعة، والبصيرة الواعية.

ولعل الأمر الذي يتعلق بالمؤسسات الفاعلة هو من أهم المتحصلات والثمرات التي تضمن فاعلية لهذه الأمة، إن هذا التوجيه النبوي الذي يؤكد على أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل إنما يحمل معنى الاستدامة، والاستدامة لا يمكن تحقيقها إلا في سياق عمل مؤسسي مستمر، وأن هذا العمل المؤسسي لا يمكن أن يحقق ثماره المؤسسية إلا في سياق السعي الذي يحقق قوانين وسنن الفاعلية. عند هذا الأمر يجب أن يشكل هذا المثلث في أضلاعه من عقيدة دافعة، وأمة جامعة، ومؤسسات فاعلة، وهو ما يتطلب ذلك الفهم الواعي والبصير لكل تلك المتطلبات والمستلزمات التي يمكن أن تجمع هذه العيون التي تشكل أهم أدوات السير في الأرض، والنظر في الواقع والمستقبل.

إنها عيون لا تشكل فقط بصرا، ولكنها بصائر استراتيجية وجب علينا أن نصيغها وفق أصول مرعية، وقواعد كلية، وتطبيقات مؤسسية؛ هكذا يمكن أن نحقق الوعي بالأمة في هذا المقام باعتباره وعيا، ووعدا، وعهدا بين كل مكونات هذه الأمة، فإن لم نعمل بتلك السنن الماضية لرفعتها، وتحقيق معنى وسطيتها وشهودها، ومعنى خيريتها وغاياتها؛ فإننا بذلك نهدم أصلا أصيلا في معنى الأمة وبلوغ مقاصدها الكلية في الرقي والنهوض والعمران.

x.com/Saif_abdelfatah

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: الشروح لمفردة (الرشد) في المعاجم اللغوية جميعها تدخل تحتها.. وما تدل عليه أن تكون مصيباً للصواب
  • السيد القائد عبدالملك: جيل الأمة الإسلامية في أمس الحاجة إلى الرُشد الذي مصدره الله سبحانه وتعالى
  • السيد القائد: الرسل والأنبياء ليسوا فقط مجرَّد موصلين للهدى.. بل وقدوة في الواقع البشري في التَّمَسُّك بالهدى
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • السيد القائد الحوثي: القرآن الكريم النعمة الكبرى بكتاب الهداية الذي فيه البركة الواسعة في كل مجالات الحياة
  • ملتقى الجامع الأزهر: تقبيل الحجر والطواف شعائر توحيد لا وثنية كما يزعم البعض
  • عيون الأمة الحارسة والمرابطة.. مشاتل التغيير (20)
  • ملتقى الجامع الأزهر يوضح المفهوم الشامل لتعظيم شعائر الله
  • ما يمكن الخروج به من لقاء مبارك الفاضل أنه رجل يفتقر المبدأ والحياء
  • تضارب في الأنباء حول تفاصيل مقترح ويتكوف الذي وافقت عليه حماس