سرايا - ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أنه بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، لا يوجد أي احتمال لإنهاء الحرب قريبا.

وأوضح الكاتب إليوت براشي في تقريره أن جميع المنظمات الإنسانية العاملة في البلاد تدق ناقوس الخطر، ففي حين فر ما يقارب من 8 ملايين شخص من مناطق القتال، منهم مليون شخص إلى البلدان المجاورة، فإن الصراع في السودان يعد الآن أكبر أزمة نزوح سكاني في العالم، وفقا للأمم المتحدة.



كما يعاني نصف السكان البالغ عددهم 44 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الخطير، علما أن الصراع لحد الآن خلف عشرات آلاف القتلى والجرحى.

وذكر إليوت براشي أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، كشف مؤخرا أن الطرفين اتفقا على الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد. ومن الممكن أن يعقد اللقاء في سويسرا، لكن لم يتم تحديد موعد بعد، وتدعو اللقاءات السابقة إلى الحذر الشديد، حيث باءت كل المحاولات لجمع المعسكرين حول طاولة واحدة بالفشل.

وأضاف الكاتب أن آخر مبادرة تعود إلى يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب عدة مصادر، فقد جرت محادثات سرية 3 مرات في المنامة، عاصمة البحرين، بين المتحاربين.

ونقل عن الباحثة السودانية خلود خير، من مؤسسة كونفلونس الاستشارية قولها إن مباحثات المنامة قد تكون خطوة إلى الأمام، لكنها أضافت أن تلك المناقشات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى وقف إطلاق النار في أحسن الأحوال، دون أن تتمكن من حل النزاع على المدى الطويل.

وقال الكاتب إنه منذ الأسابيع الأولى للصراع، أنشئت منصة مفاوضات في جدة بالسعودية، بقيادة الرياض وواشنطن. لكن الاتفاقيات المتعاقبة المبرمة بين المتحاربين، والهدنة المؤقتة، والممرات الإنسانية، لم تُحترم قط.

وبعد الفشل المتكرر لمحادثات جدة، ثم بعد محاولة الوساطة الفاشلة بقيادة مصر وتشاد مع الدول الأخرى المتاخمة للسودان، استعادت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تضم رؤساء دول القرن الأفريقي، زمام المبادرة بشأن القضية السودانية. وحاولت المنظمة الإقليمية، من ناحية، تنظيم لقاء مباشر بين الجنرالين، ومن ناحية أخرى، إشراك ممثلين سياسيين مدنيين سودانيين في المفاوضات.

لكن عملية إيغاد انتهت في نهاية المطاف في يناير/كانون الثاني الماضي. وخلال جولة غير مسبوقة في القارة، استقبل حميدتي كرئيس دولة في عدة عواصم للدول الأعضاء في المنظمة، ثم دعي لحضور قمة "إيغاد" في مدينة عنتيبي في 18 يناير/كانون الثاني الماضي. وكان من المفترض أن يجلس الجنرال البرهان هناك، لكنه قاطع الاجتماع، وأوقف مشاركة السودان في هذه الهيئة.

وتابع الكاتب أنه في مواجهة الإنجاز الدبلوماسي الذي حققه حميدتي، يحاول خصمه البرهان استعادة زمام المبادرة. فقد استقبله الرئيس عبد المجيد تبون في الجزائر، حيث يبحث زعيم القوات المسلحة السودانية عن حليف قوي داخل الاتحاد الأفريقي.

ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي على هامش قمة رؤساء الدول في 15 فبراير/شباط القادم.

وبالنسبة للعديد من مراقبي الصراع، فإن تزايد اقتراحات الوساطة يؤخر حل الصراع، وحسب خبير عسكري غربي "ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى موقف يكون فيه الطرفان المتحاربان مستعدين لإيجاد حل عن طريق التفاوض. ففي الخارج، يقومان بتقييم بعضهم بعضا، ويحاولان تعزيز شبكة تحالفاتهما. لكن على الأرض، لم ينته القتال بعد، وما زالا مقتنعين بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا عسكريّا".

وأشار الكاتب إلى أن الانتكاسات المتتالية التي تعرض لها الجيش النظامي وضعت القوات المسلحة السودانية في موقف ضعيف للدخول في المفاوضات. ووفقا للخبير العسكري الغربي كانت قوات الدعم السريع أكثر ميلا إلى التفاوض. ولكن إذا كانوا يتمتعون بالأفضلية على الصعيد العسكري، فإنهم يواجهون مشكلة كبرى: وهي إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، والتي تضم سكانا معادين لهم في كثير من الأحيان، وكلما زاد عدد انتصاراته، قلت شعبية حميدتي.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

«الدعم السريع» السودانية تسيطر على مناطق واسعة.. مقتل 114 شخصاً في كردفان

أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الاثنين 8 ديسمبر 2025، سيطرتها الكاملة على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، الذي يمثل مركزًا حيويًا لعصب الاقتصاد السوداني، بعد التصدي لهجوم من الجيش السوداني، مشيرة إلى فرار أعداد كبيرة من ضباط وجنود اللواء 90 التابع للجيش خارج حدود البلاد.

وأكد بيان صادر عن قوات الدعم السريع أن السيطرة على منطقة هجليج تشكل نقطة محورية، لما تحمله المنطقة من أهمية اقتصادية بارزة، إذ تعد مورداً رئيسيًا لتمويل العمليات العسكرية وتوسيع نطاقها، إضافة إلى مساهمتها في الإيرادات الوطنية.

وتعهدت قوات الدعم السريع بتأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية في المنطقة لضمان مصالح دولة جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط المتدفقة عبر الأراضي السودانية إلى الأسواق العالمية، مؤكدًا توفير الحماية اللازمة للفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر لهم بيئة آمنة لأداء مهامهم.

وجددت قوات الدعم السريع التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة من جانبها، مع احتفاظها بحق الدفاع عن النفس، مشددة على حرصها على حماية الموارد الاقتصادية الحيوية وضمان استمرار الإنتاج النفطي.

ويضم إقليم غرب كردفان أكبر حقول النفط في السودان، ويعد أكبر معقل للثروة الحيوانية والصمغ العربي، وتنتج منطقة هجليج في الظروف الطبيعية نحو 600 ألف برميل نفط يوميًا، مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا لإيرادات السودان.

كما يشكل الإقليم معبرًا حدوديًا استراتيجيًا يربط السودان بعدد من دول الجوار، بما فيها تشاد وليبيا وجنوب السودان، ويشهد تقاطعًا لخط سكك حديدية يربط المدن الرئيسية كوستي ونيالا وواو.

ويأتي هذا التطور بعد سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور في 26 أكتوبر الماضي، لتتركز المعارك لاحقًا في إقليم كردفان، ما أسفر عن سيطرتها على بابنوسة ومناطق واسعة، فيما يمثل الإقليم، إلى جانب دارفور، نحو نصف مساحة البلاد ويعيش فيه نحو 30 بالمئة من السكان، كما يضم حوالي 35 بالمئة من الموارد الاقتصادية السودانية.

منظمة الصحة العالمية: مقتل 114 شخصاً بينهم 63 طفلاً بهجوم على روضة في جنوب كردفان بالسودان

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، مقتل 114 شخصاً بينهم 63 طفلاً في هجوم عنيف استهدف روضة أطفال بولاية جنوب كردفان في السودان، واستمر الهجوم أثناء محاولة إسعاف المصابين ونقلهم إلى مستشفى مجاور.

وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان صادر اليوم، أن الهجمات شملت قصفاً متكرراً على الروضة بأسلحة ثقيلة، ثم استهداف المسعفين والمدنيين الذين كانوا يحاولون إنقاذ الجرحى، مشيراً إلى نقل الناجين لاحقاً إلى منشأة طبية أخرى مع إطلاق نداءات عاجلة لتوفير الإمدادات الطبية والدم.

وأدانت جامعة الدول العربية، الأحد، الانتهاكات الخطيرة بحق المدنيين في إقليم كردفان السوداني، مطالبة بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة، وحملت المسؤولية القانونية والجنائية عن أعمال القتل والعنف في مجزرة مدينة كلوقي للمسؤولين عنها، محذرة من استمرار الانزلاق الخطير للأوضاع وتحول العنف إلى ممارسة ممنهجة يهدد الأمن والاستقرار في السودان.

وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، ضرورة صياغة الدولة السودانية من جديد وفق أسس حقيقية، مشدداً على عدم قبول أي حل لا يفكك قوات الدعم السريع ويجردها من سلاحها، واصفاً الحرب بأنها أثرت على جميع السودانيين وخلّفت مأساة خاصة في الفاشر، مؤكداً أن الحل الوحيد يكمن في زوال الميليشيات.

وشهد السودان منذ أبريل 2023 اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، مع محاولات كل طرف السيطرة على مقار حيوية، وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار دون التوصل لوقف دائم، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وبعضهم إلى دول الجوار، الأمر الذي تسبب بأزمة إنسانية تعد من الأسوأ في العالم بحسب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

مقالات مشابهة

  • ما وراء الخبر يناقش أثر العقوبات الأميركية على مسار الحرب السودانية
  • تحطم طائرة شحن عسكرية في السودان يفاقم الأزمة الإنسانية
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا
  • وزير الخارجية: نتحرك بقوة لإنهاء الحرب في السودان وحماية مستقبل الدولة
  • وزير العدل السوداني: مبادرة ولي العهد السعودي ولقائه ترامب فرصة لإنهاء الحرب
  • زيلينسكي يعرض خطة سلام منقحة على واشنطن لإنهاء الحرب
  • مفوضية حقوق الإنسان لـ«الاتحاد»: تداعيات كارثية جراء استمرار الحرب في السودان
  • مناقشات بين السيسي وحفتر في القاهرة.. تناولت التطورات السودانية
  • «الدعم السريع» السودانية تسيطر على مناطق واسعة.. مقتل 114 شخصاً في كردفان
  • سبب انقطاع الكهرباء عن السودان - الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء