قال الدكتور عادل المصري، المستشار السياحي الأسبق في فرنسا لهيئة تنشيط السياحة المصرية، إن لجنة تسويق الأقصر تبذل جهودا مضنية لزيادة الطلب السياحي على المحافظة، وكانت أولى خطوات العمل إطلاق مبادرة "ابدأ حياتك من الأقصر"، حيث تمت دعوة أكثر من ٢٢ منظم حفل زفاف من عدة دول وعدد من الفعاليات الأخرى، مما نتج عنه زيادة في حركة الطيران بدء من مارس القادم بلغت ٢٥٪؜ من مدريد ومالاجا وبرشلونة، مشيرا إلى أن إسبانيا احتلت المرتبة الأولى في حركة السياحة الثقافية الوافدة الى مصر تليها فرنسا وإيطاليا ثم الصين واليابان والهند.

وطالب “المصري” في تصريحات خاصة، بإعادة تفعيل مبادرة "شتا في مصر" التي أطلقتها سابقا وزارة السياحة والآثار، لتكون رسالة تذكيرية عن المقاصد السياحية المصرية، بجانب مبادرات تطرح لتشجيع السياحة الداخلية طوال العام وليس في اوقات الأزمات فقط، لافتا إلى أن مصر تواجه تحديات نحو المستهدف من السياحة في الاستراتيجية الوطنية لجذب ٣٠ مليون سائح في ٢٠٢٨، حيث أصبح من الضروري الوقوف على جاهزية القطاع  من زيادة الطاقة الفندقية والتوسع فى مقاعد الطيران من الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى إعداد كوادر مدربة المؤهلة فى كافة عناصر منظومة السياحة مع تمهيد الطرق المؤدية للمزارات  وغيرها من التحديات، واضعين في الاعتبار التنافس القوى مع دول الجوار، ما جعل الخدمة المميزة هي العنصر الأساسي في جذب السائح، بجانب أهمية رفع الوعي السياحي لدى المتعاملين بشكل مباشر مع السائحين، مشيرا إلى أن منظمة السياحة العالمية أشارت إلى أن من أكثر عوامل الجذب السياحي الى مصر هي حسن الضيافة والتي تجعل السائح يشعر بالراحة في مصر.

وتابع: بات من الضروري العمل على فتح أسواق جديدة لجذب الحركة السياحية منها، خاصة أن فكر السائح تغير عقب فيروس كورونا ومعه تغيرت الاتجاهات العالمية في السفر، متابعا بأن العالم يترقب افتتاح المتحف المصري الكبير وهو ما ظهر بقوة من خلال ردود الأفعال لدى زوار معرضي  توت عنخ امون وذهب الفراعنة واللذان أقيما في فرنسا العام الماضي، وخلقا حالة من الشغف لزيارة المتحف الكبير.

وأكد ان المتحف الكبير يضم ١٠٠ ألف قطعة أثرية، وتم رفع كفاءة التشغيل بالمنطقة المحيطة من فنادق ومطاعم ومراكز خدما للزوار وغيرها، ما جعل المتحف مهيأ لاستقبال نحو ٥ ملايين زائر على أقل تقدير في العام الأول لافتتاحه، غير أنه يجب على القطاع السياحي البدء في الترويج الخارجي للمتحف من الآن باستخدام الأساليب غير التقليدية وبخبرات مصرية إلى جانب الأجنبية.

وحول نمط السياحة الصحية بشقيها العلاجية والاستشفائية، أشار إلى أن الدولة تولي اهتمام كبير لهذا النمط الهام ومن المتوقع ان تستضيف مصر مؤتمر دولي للسياحة الصحية بالعاصمة الادارية مارس المقبل، تحت رعاية رئيس الجمهورية على غرار مؤتمر سياحة اليخوت، كما يجري إعداد منصة الكترونية للسياحة الصحية يتم خلالها الإعلان عن كافة الخدمات التي تقدم لهذا المنتج، كما ان هناك خطوة للاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية لعمل دراسة حول الأسواق والشرائح المستهدفة والشرائح التي يتم التركيز عليها وفرص الاستثمار المتاحة فيها طبقا لخطة الدولة المصرية بأن تكون ضمن الخمس دول الأولى عالميا في هذا المجال.

ونوه إلى أن السياحة الصحية حول العالم تحقق ايرادات بنحو ١١٥ مليار دولار، وتستهدف مصر نحو ١١.٣٠ مليار دولار من هذه القيمة، ما يعد دخل لا يستهان بيه حيث لم تحصل مصر على نصيبها العادل من هذا النمط الهام حتى الآن، وسط امتلاكها لخبرات كبيرة في هذا المجال، مضيفا أنه مع أهمية الرؤية الاستراتيجية للقطاع الا انه يجب خلق رؤية وبنية موضوعية ومجتمعية حاضنة لثقافة  السياحة بمصر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تنشيط السياحة الأقصر السياحة الثقافية المتحف الكبير إلى أن

إقرأ أيضاً:

محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية

في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر. 

قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .

هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.

 والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟

فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .

والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.

لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟

ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي. 

والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.

وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟

تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟

سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .

قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.

مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .

فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .

طباعة شارك الإصغاء وزارة الثقافة ثقافة الإصغاء

مقالات مشابهة

  • فنادق النجف تحتضر.. تسريح 5 آلاف عامل وإهمال حكومي مخيف للقطاع السياحي
  • معرض تشكيلي لأعمال عالمية بمتحف الفنون الجميلة
  • الأجندة الثقافية في سوريا ليوم السبت ال 2 من آب 2025
  • «الشارقة الثقافية» ترصد سؤال الهوية في الرواية العربية
  • متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
  • السياحة تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • «السياحة والآثار» تطلق مسابقة لتصوير القطع الأثرية التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط
  • انفينيكس تطلق سلسلة هواتف note 50S 5G من المتحف المصري الكبير
  • محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
  • رجّي ناقش الأوضاع مع بلاسخارت وشؤون الاغتراب مع وفد الجامعة الثقافية