في قصة جديدة من «حواديت ماما سماح»، تُذاع على راديو «الوطن»، تدور حول عواقب عدم رفضنا لأشياء خطره أو لا نحبها لأننا نخاف من السخرية ونخجل من الرفض.

تبدأ «ماما سماح»، في طرح التساؤل على الأطفال المستمعين لحكايتها: «لو حد من أصحابنا طلب مننا لعب شيء خطر أو لا نحبه، نقدر نقول لا ولا نخاف يقول عليا جبان؟ سأحكي لكم عن صديقنا نعيم وحكايته مع أصحابه والقبعة الصفراء».

وتابعت: «نعيم، ولد عنده 10 سنوات ومتفوق في دراسته ومحبوب من والديه وهو يحب أصدقاءه ويحبونه، ونعيم يحب أيضا جده للغاية، وفي أحد الأيام الصيفية أحضر جد نعيم له قبعة صنعها له بيديه من الخوص ولونها أصفر، لحمايته من حرارة الشمس في الصيف ومن قطرات المطر في الشتاء».

واستكملت: «يطلب أصحاب نعيم منه اللعب معهم ولكنه لا يحب بعض هذه الألعاب لخطورتها، فكان يعتذر لهم بقوله: آسف، ولكني لا أحبها ولا أقدر على لعبها منكم، فكانوا يضحكون ويصفونه في هذه المواقف بالجبان: أنت جبان يا نعيم»، «وكان يحزن نعيم بشدة ويرتدي قبعة جده لتغطي وجهه في محاولة للهروب من أمامهم، فتزداد ضحكايتهم: يا سلام يا نعيم.. الآن أصبحت تشبه النعامة التي تخبأ رأسها في الرمال الصفراء ونراك تخبي وجهك تحت قبعتك الصفراء أيضاً.. واسمك نعيم واسمها نعامة».

اعتاد «نعيم» بعد تعرضه لهذه المواقف الساخرة من أصدقائه أن يسرع إلى جده، ليقص عليه ما حدث معه ويسأله: «هل أخطأت يا جدي»؟ ليجيبه: «بل، فعلت الصواب يا نعيم، ولم تخطىء في قولك لا لأصحابك، ورفضنا لأشياء والاعتذار عن القيام بأشياء لا نحبها ليس فيه ما يدعونا للخجل»، وفقاً لكلمات ماما سماح في حكايتها.

وتابعت: «مرت الأيام على نعيم، وجاء يوم عيد ميلاده، وفكر في دعوة أصدقائه إلى حفل عيد الميلاد وفرح بشدة لقبولهم دعوته، ولكن في الموعد المحدد أتوا إليه ومعهم صندوق كبير وطلبوا منه ألا يفتحه إلا بعد انتهاء الحفل، وبعد قضاء وقت جميل وانصراف الأصدقاء، قرب نعيم من الصندوق ليفتحه ويفاجأ بالهدية داخله عبارة عن نعامة صغيرة».

اقتربت النعامة من نعيم لتقول له: كل سنة وأنت طيب.. عيد ميلاد سعيد.. كنت هديتك من أصحابك في عيد ميلادك، ولكني سأقدم لك هدية وأرجو أن تعجبك، ولكنه كان مستاء وأخبرها: هدية إيه تاني؟ مش عايز هدايا تاني، ولكنها أخبرته أن هديتها عبارة عن رحلة مدهشة لمدينة وأرض النعام لترى بعينيك إن كان كلام أصدقاءك صواب أم خطأ، وطلبت منه أن يركب على ظهرها ويمسك جيداً برقبتها ليبدأ معها مغامرة مثيرة.

كانت النعامة سريعة للغاية وفي البداية خاف نعيم من سرعتها لتضحك وتخبره أنها لن تطير، ولكنها سريعة للغاية في ركضها خاصة عندما اقتربت منها مجموعة من الذئاب ليندهش نعيم ويعرف أنها لا تفعل كما يقول الناس: «تخبأ رأسها في الرمال عند الخوف والإحساس بالخطر».

مع اقتراب الذئب، اشتدت سرعة النعامة، ولكنها استطاعت الإفلات منه، وشعر نعيم بالجوع واستطاعت لطول رقبتها أن تقطف له ثمار من الأشجار ليأكلها وطلبت منه أن يغسلها من مياه النهر أولاً، ووصلوا إلى مدينة النعام وتعرف على حياتهم وفي موسم البيض يختارون واحدة منهم تخبىء البيض في حفرة بين الرمال وترقد عليه وتخبىء رأسها بين الرمال في الحر لتقلبه كي لا يفسد من الحر، وبذلك عرف الحقيقة وأنها لا تخبىء رأسها من الخوف كما أخبره أصحابه، وبهذا تعلم أنه لا يجب أن يرد على كل الكلام والسخرية مثلما يفعل النعام الذي لم يصحح الكلام لأنه مقتنع بما يفعله ويتقبل التضحية والجهد، ومع الوقت لم يعد يخاف نعيم من كلام النقد وترك تغطية وجهه بالقبعة الصفراء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تربية النعام نعیم من

إقرأ أيضاً:

بكين تتحرك لتقييد الوصول إلى رقائق إنفيديا رغم سماح ترامب

مع احتدام سباق التفوق التكنولوجي بين بكين وواشنطن، تستعد الصين لفرض قيود على وصول شركاتها إلى أحدث معالجات الذكاء الاصطناعي من طراز إتش 200 التي تنتجها شركة إنفيديا الأميركية، على الرغم من مصادقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السماح بتصديرها إلى "عملاء معتمدين" في الصين.

ويعكس هذا التحرك المشترك من الجانبين صراعا مركبا يجمع بين حماية الأمن القومي الأميركي من النفوذ التقني الصيني، وبين إصرار بكين على تعزيز الاكتفاء الذاتي في صناعة أشباه الموصلات وعدم الاعتماد على مصادر خارجية.

وأوضحت صحيفة فايننشال تايمز أن المنظمين الصينيين يناقشون إلزام الشركات بطلب موافقة رسمية مسبقة وتبرير عدم قدرة المعالجات المحلية على تلبية احتياجاتها، إلى جانب توجه لمنع القطاع العام من شراء هذه المعالجات لدعم الشركات الصينية المنافسة، بدون اتخاذ قرار نهائي بعد.

كما أشارت الصحيفة إلى أن بكين استغلت الحظر الأميركي في عهد جو بايدن لدفع قطاع الرقاقات المحلي نحو تطوير بدائل منافسة عبر تكثيف الفحص الجمركي وتقديم دعم للطاقة لمراكز البيانات التي تعتمد على معالجات محلية.

ضغوط من إنفيديا وتباين داخل واشنطن

وفي المقابل، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن قرار ترامب جاء بعد حملة ضغط واسعة قادها الرئيس التنفيذي لإنفيديا جنسن هوانغ، والذي دعا في مقابلة معها في سبتمبر/أيلول إلى "ضمان وصول التكنولوجيا للعالم كله، بما في ذلك الصين".

خلاف متصاعد داخل أميركا بين تيار يدفع نحو تصدير التكنولوجيا لتعزيز النفوذ الاقتصادي، وتيار يحذّر من مخاطر تقوية القدرات العسكرية الصينية (الفرنسية)

وبحسب تقارير إعلامية أميركية، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن شركة إنفيديا ستدفع 25% من عائداتها الناتجة عن بيع معالجات "إتش 200" للصين لصالح الحكومة الأميركية، وذلك مقابل السماح بإعادة تصدير هذه التكنولوجيا إلى "عملاء معتمدين" في بكين.

إعلان

وأكدت الشبكة كذلك أن القرار يشمل شركات أميركية أخرى مثل "إيه إم دي"، لكنّه سيواجه معارضة من صقور الأمن القومي في الكونغرس القلقين من انتقال التكنولوجيا المتقدمة إلى الجيش الصيني.

ويشير باحثون في مركز الأمن والتقنيات الناشئة بجامعة جورج تاون إلى أن "إتاحة الوصول إلى معالجات عالية الجودة يمكّن الصين من نشر أنظمة ذكاء اصطناعي لأغراض عسكرية بسهولة أكبر"، مشيرين إلى أن جيش التحرير الشعبي يستخدم بالفعل معالجات أميركية في تعزيز تطوير قدراته القتالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

معادن نادرة وتقليل الاعتماد على الغرب

وفي حين ترى واشنطن أن قرارها "يشتري الوقت"، يرى الخبير أليكس كابري من جامعة سنغافورة -وفق بي بي سي- أن السماح ببيع "إتش 200" قد يمنح الولايات المتحدة فرصة للتفاوض بشأن النفوذ الصيني في مجال المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة الإلكترونيات عالميا.

إستراتيجية بكين تتمحور حول حماية السوق المحلي وتعزيز صناعة أشباه الموصلات (شترستوك)

غير أن بكين -وفق رؤية كابري- "ستواصل بوضوح السعي لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية"، خصوصا بعد أن كان المسؤولون الصينيون قد أمروا الشركات المحلية سابقا بالتوقف عن اقتناء معالج "إتش 20" الأقل أداءً وتشجيع استخدام البدائل الوطنية.

وتشير فايننشال تايمز إلى أن شركات صينية كبرى مثل علي بابا وبايت دانس وتينسنت لا تزال تفضّل معالجات إنفيديا بفضل أدائها العالي وسهولة صيانتها، لكنها تلجأ لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي خارج الصين للحصول على المعالجات التي كانت محظورة في الداخل.

سوق ضخم ومخاوف من عدم جدوى المبيعات

وتذكر منصة إنفستنغ دوت كوم أن الصين تمثل سوقا بقيمة 50 مليار دولار لمعالجات إنفيديا، مع الإشارة إلى أن معالج "إتش 200" يُعد -استنادا إلى معهد "التقدّم"- أقوى بحوالي 6 مرات من طراز "إتش 20″، لكنه يبقى "أقل بكثير" من أحدث جيل لدى إنفيديا وفق محللي مجموعة "فايتل نولدج"، ما قد يجعل بعض الشركات الصينية "مترددة في الشراء".

وأوضحت المنصة أيضا أن مستقبل مبيعات إنفيديا في الصين ما يزال غامضا في ظل تشديد بكين على تقليل اعتماد شركاتها على التكنولوجيا الأميركية. وبينما رحبت إنفيديا -وفق بي بي سي- بقرار ترامب مؤكدة أنه "يحقق توازنا مدروسا لصالح أميركا"، يبقى المشهد محكوما بتساؤلات مفتوحة حول ما إذا كان هذا الانفراج المقيد يمهّد لتعاون تكنولوجي متوازن أم لجولة جديدة من حرب الرقائق بين واشنطن وبكين، إذ يمثل من يمتلك الذكاء الاصطناعي المتقدم اليوم القوة الأكثر تأثيرا في اقتصاد الغد.

مقالات مشابهة

  • لقطات تكشف سماح القسام لأسرى بالاحتفال بعيد يهودي (شاهد)
  • مُصابة بطلق في رأسها.. العثور على جثة امرأة في عكار
  • رئيس قسم الإرشاد البيطري: هذا ما يخفيه التجار عن البطاطس المنتشرة بالأسواق
  • على رأسها خفض الدين.. رئيس الوزراء يُحدد 3 أولويات رئيسية للحكومة
  • بني سويف.. تقديم 1170 خدمة طبية مجانية لأهالي قرية نعيم
  • بكين تتحرك لتقييد الوصول إلى رقائق إنفيديا رغم سماح ترامب
  • مركز الشباب العربي يختتم «بودكاست الشباب العربي 4»
  • هاجر سعد الدين تروي لجمهور أزهر بودكاست أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرتها الإذاعية
  • بيت خالتك حكاية لا يعرفها إلا أبناء سوريا فما قصتها؟
  • الراجل وصّل ماما بالموتوسيكل وطلع معانا البيت | الابن يروي تفاصيل جريمة بالبساتين