آخرها «البشت».. 4 تشابهات بين الهيدوس وميسي
تاريخ النشر: 12th, February 2024 GMT
انتهت بطولة كأس آسيا قطر 2023، بنجاح مبهر بداية من التنظيم مرورا بالمستوى الفني للبطولة، وخروجها بالشكل الأمثل دون أدنى أزمات، وهو ما أشاد به القاصي والداني، بعد المجهود الكبير الذي قدمه رجال الدوحة على كافة الأصعدة وفي كل المشاهد، ليثبت الرجل القطري أنه رجل هذا الزمان في العقلية والاحترافية وحسن التنظيم.
وما زين البطولة ونجاحها المبهر هو تتويج منتخبنا الوطني باللقب الآسيوي للمرة الثانية على التوالي، بعد إنجاز الفوز بالنسخة السابعة عشرة التي أقيمت في الإمارات عام 2019، جاء الدور على النسخة الثامنة عشرة في الدوحة، ليُنصب العنابي نفسه سيدا على القارة الاسيوية لمدة ثماني سنوات، من 2019 وحتى 2027 المقبلة التي ستقام في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
مشهد احتفال قائد منتخبنا الوطني حسن الهيدوس، بالكأس ورفعها بالبشت الذي يعبر عن الموروث القطري والذي أذهل العالم منذ عام تقريبا، أعاد إلى الأذهان مشهد رفع ليونيل ميسي كأس العالم 2022 في الدوحة، في مشهد تاريخي لن ينساه كل عاشق لكرة القدم طوال الزمان، لأن في الدوحة حقق الأسطورة الأرجنتينية حلمه برفع الكاس الغالية التي استعصت عليه طوال سنوات لعبه وعطائه داخل المستطيل الأخضر.
هنا العديد من التشابهات الأخرى بين الهيدوس وليونيل ميسي، بخلاف لقطة البشت التي تذكر بها الجميع ليو الأسطوري عندما فعلها من قبل على نفس الملعب، والتشابهات بين الثنائي كثيرة.
كلاهما أسطورة
يعتبر الهيدوس أسطورة كروية قطرية تعيش في الملعب ولا يزال ينثر سحره وبريقه داخل المستطيل الأخضر، وهو نفس الأمر بالنسبة لليونيل ميسي الذي يحتاج إلى كلمات لوصف ما يقدمه وما قدمه في السابق، فهو أسطورة تتحدث عن نفسها، ولا يحتاج إلى الكلمات لأنها قد لا توازي حقه ولا تمنحه ما يستحق.
الأسطورة لقب لا يستحقه إلا الرجال الحقيقيون الذين يخلصون ويقدمون ما يليق بما يؤهلهم لتزيين اسمهم بهذا اللقب، وهذا ما حدث مع الهيدوس أسطورة الكرة القطرية، الذي بات مثلا أعلى لكل طفل وشاب يحبو في عالم كرة القدم، يتمنى أن يتمتع بمسيرة مبهرة وسيرة ذاتية عطرة كتلك التي يمتلكها حسن، حسن الخلق، وحسن اللعب، وحسن الأداء، حسن في كل أحواله أسطورة، في كل أموره أسطورة حية.
الثنائي توج في لوسيل
يتشابه ميسي والهيدوس أن كليهما توج في لوسيل، الملعب الأيقوني المونديالي، الذي شهد على أحداث تاريخية، فلقد شهد افتتاح كأس العالم 2022، وشهد مباراة الختام أيضا بين فرنسا والأرجنتين، وهو نفس الملعب الذي أُقيم عليه افتتاح كأس أسيا 2023، بين قطر ولبنان، ولُعبت عليه المباراة الختامية بين قطر والأردن.
على نفس الأرض وفي نفس المكان، رفع ميسي والهيدوس أغلى الكؤوس، ليو كأس العالم وحسن كأس اسيا، في مشهدين متشابهين مألوفين على العين زينهما البشت القطري، الذي ارتداه الثنائي وبات تقليعا للعديد من النجوم الاخرى التي حرصت بعد ذلك على الاحتفال بالتتويجات ولقطة رفع الكؤوس بالبشت القطري الأيقوني.
قائدان محنكان
الأسطورة لا بد أن يكون قائدا على قدر المسؤولية، وهو ما تجده في الثنائي الهيدوس وميسي، الذي يلعب كلاهما دورا كبيرا سواء داخل الملعب أو خارجه، وينجح في تذليل كافة العقبات التي تواجه زملاءه اللاعبين، فحسن وليو مديران فنيان داخل الملعب يوجهان ويتعاملان في كل الحالات في وقت اللقاء.
إشادات كبيرة طالت القائدين بسبب دورهما الكبير وقدرتهما على احتواء اللاعبين واحترامهم في كل المناسبات، وهو ما يمثل قوة كبيرة لكل منتخب، لأنه يمتلك قائدا مميزا يقوم بواجبه على أكمل وجه دون تخاذل أو خذلان.
أهداف خيالية
للثنائي الهيدوس وميسي أهداف رائعة ومميزة زينت تاريخهما الكبير الحافل باللقطات الساحرة، فعن أهداف ليو حدث ولا حرج، كم من هدف خطف به القلوب والعقول، وهو نفس الأمر لحسن الذي سجل أهدافا بالجملة تتسم كلها بالروعة والإبداع، منهم هدف عالمي في بطولة كأس اسيا التي انتهت قبل أيام قليلة.
لا يكتفي ليو وحسن بالأهداف العادية أو الاعتيادية في المباريات، ولكن يضعان عليها لمستهما ويصبغونها بالصبغة الخيالية التي لا تتكرر كثيرا، وهذه عادة الأساطير الذين يغردون دائما خارج السرب ويسجلون بأفكار خارج الصندوق، ويحتلون القلوب عشقا وحبا، ويملأون العقول قناعة وفكرا بأنهم الأفضل في بلدهم، وأنهم على نهج الأساطير سائرون.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كأس آسيا اللقب الآسيوي حسن الهيدوس ليونيل ميسي
إقرأ أيضاً:
تلغراف: نهاية أسطورة قوة روسيا قد تكون أقرب مما نتوقع
يطرح مقال في صحيفة تلغراف البريطانية رؤية تحليلية مفادها أن أسطورة قوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأت تتهاوى، وأن نهاية نظامه قد تكون أقرب مما يتصور كثيرون، معتبرا أن التحول الأخير في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه موسكو يمكن أن يعجّل بانتهاء الحرب في أوكرانيا وربما بانهيار النظام الروسي نفسه.
ويرى المقال الذي كتبه مارك برولين، المختص في شؤون الإستراتيجية الجيوسياسية، أن ترامب، الذي يحقق "إنجازات" في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، أدرك أن روسيا لم تعد تشكل التهديد المرعب الذي تصوره النخب الغربية، بل باتت قوة منهكة تتآكل داخليا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: دبلوماسية ترامب الصاروخية التي أسيء فهمهاlist 2 of 2صحف عالمية: قيود إسرائيل مستمرة وتجب محاسبتها على انتهاكاتها بغزةend of listويصف الكاتب التحول الأميركي الأخير بأنه نقطة انعطاف كبرى: فبدلا من اعتبار روسيا خصما لا يمكن مواجهته خوفا من اندلاع حرب عالمية ثالثة، بدأ ترامب يعاملها على أنها دولة ضعيفة يمكن هزيمتها إذا توافرت الإرادة السياسية والضغط الاقتصادي الكافي.
شقا التحول
ينقسم التحول الأميركي، بحسب المقال، إلى شقين رئيسيين. الأول مطالبة ترامب أوروبا بتحمّل مسؤوليتها الأمنية بدلا من الاتكال على الولايات المتحدة، وهو موقف سبق أن أثار السخرية حين طرحه في ولايته الأولى، لكن الواقع اليوم أثبت صحته.
أما الشق الثاني فهو رفض الفكرة القديمة بأن روسيا تملك حقا في إخضاع جيرانها بدعوى الحفاظ على التوازن العالمي. فالحرب في أوكرانيا لم توقف انحدار روسيا، بل سرّعته، إذ أدت إلى تقلص نفوذها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأوروبا.
ويشير الكاتب إلى أن اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها، في قطيعة تامة مع الموقف الغربي المتردد الذي دعا إلى "تنازلات متبادلة".
مارك برولين: اللحظة الحاسمة جاءت عندما أعلن ترامب دعمه الواضح لاستعادة أوكرانيا جميع أراضيها تحرير الموقف الدولي القديمهذا التصريح، وفق برولين، حرّر الموقف الدولي من القيود القديمة وأعطى زخما جديدا للأوكرانيين.
إعلانومنذ ذلك الحين، يؤكد الكاتب تحوّل الدعم الأميركي من التركيز على حرب الاستنزاف إلى استهداف مراكز القوة الروسية مثل البنية التحتية للطاقة ومراكز الإمداد والتموين.
كما أن الحديث عن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، القادرة على ضرب العمق الروسي بما في ذلك موسكو، يعكس أن واشنطن لم تعد تخشى "الخطوط الحمراء" التي يرسمها الكرملين، كما يقول الكاتب.
لم تعد تخيف أحدا
ويؤكد المقال أن التهديدات الروسية بالتصعيد لم تعد تُخيف أحدا، إذ أصبحت موسكو مضطرة إلى إعادة توجيه صادراتها النفطية، وتواجه تعطلا في مصافيها وتراجعا في قدراتها اللوجستية. وبدلا من أن تكون أوكرانيا مهددة بالتصعيد، باتت روسيا هي من يواجه المخاطر الكبرى.
ويحمّل الكاتب أوروبا مسؤولية استمرار ضعفها السياسي والأخلاقي، إذ ما زالت بعض دولها -مثل المجر وسلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا- تشتري الطاقة الروسية، وهو ما يُبقي خزائن الكرملين عامرة رغم الشعارات المناهضة لموسكو.
ويرى أن على أوروبا استعادة "عمودها الفقري" بوقف هذه الازدواجية، وبناء قاعدة صناعية عسكرية جديدة، ودعم أوكرانيا بوضوح من دون تناقض بين القول والفعل.
فقد هالتهويلفت الكاتب الانتباه إلى أن الأنظمة التي تقوم على الخوف مثل نظام بوتين يمكن أن تنهار سريعا متى انكشفت هشاشتها، مشيرا إلى أن روسيا اليوم تعاني اقتصادا مترنحا وجيشا منهكا ومعنويات متدنية، في حين فقد بوتين هالته كقائد إستراتيجي، وبات يُنظر إليه كطاغية جر بلاده إلى الكارثة.
ويذهب الكاتب إلى أن تحركات ترامب قد تُحدث في روسيا ما لم تتمكن العقوبات وحدها من فعله، وأنه إذا نجح في فرض واقع جديد في غزة وأوروبا الشرقية معا، فقد يجد العالم نفسه مجبرا على منح جائزة نوبل للسلام للشخصية التي أنهت جمود حربيْ الشرق الأوسط وأوكرانيا معا.