حراك مكثف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
حسن الورفلي، وكالات (غزة، القاهرة، واشنطن)
أخبار ذات صلةتشهد الساحة الدولية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، يأتي ذلك فيما أكدت الولايات المتحدة أنها لا تؤيد العملية العسكرية التي تعتزم إسرائيل القيام بها في مدينة رفح، مؤكدةً الالتزام باتباع مسار حقيقي نحو السلام والأمن الدائمين في منطقة الشرق الأوسط.
وتستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، اجتماعا لبحث سبل إبرام صفقة تبادل للأسرى والتوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة، بمشاركة أطراف الوساطة، وذلك استكمالا للمشاورات التي جرت قبل أيام في باريس بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل وقطر، بحسب ما أكده مصدر مصري مسؤول لـ«الاتحاد». وأكد المصدر المصري أن القاهرة ستنقل موقف الفلسطينيين بخصوص موقفها من صفقة التبادل مع الإسرائيليين، مشيراً إلى وجود رؤية مصرية متكاملة لإنجاح الصفقة تدريجياً وصولاً إلى وقف إطلاق نار شامل في غزة.
وأوضح المصدر أن الجانب الإسرائيلي لديه عدد من الشروط أهمها رفض وقف إطلاق النار بشكل كامل وإنما هدنة إنسانية لأسابيع، بالإضافة لرفض سحب الجيش الإسرائيلي من غزة خلال هذه المرحلة، وموافقة تل أبيب على مناقشة المرحلة الأولى من الصفقة التي تشمل الإفراج عن 35 رهينة إسرائيلي مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين ذوي الأحكام العالية.
ولفت المصدر إلى أن الجانب الإسرائيلي متمسك باستمرار الضغط العسكري على الفصائل الفلسطينية كي تقدم بعض التنازلات حول شروطها بخصوص صفقة التبادل، موضحاً أن الفصائل على استعداد لتقديم تنازلات حال توفرت الضمانات الكافية لتمرير صفقة التبادل.
وأشار المصدر المصري إلى أن القاهرة ستبحث سبل إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال الأيام المقبلة، وذلك في ظل تردي الأوضاع المعيشية بشكل كامل، خاصة في شمال القطاع، موضحاً أن الولايات تدعم الرؤية المصرية حول ضرورة زيادة المساعدات وإدخالها بشكل عاجل لكل مناطق القطاع.
وفي 28 يناير الماضي، عُقد اجتماع في باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر لبحث صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر ثلاث مراحل، تستمر كل مرحلة 45 يوماً، وتشمل التوافق على تبادل الأسرى وجثامين القتلى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت إن الرئيس الأميركي جو بايدن نقل رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اتصالهم الأخير، حثه فيها على ضرورة المشاركة بالمباحثات التي تستضيفها القاهرة، اليوم. وذكر الإعلام الإسرائيلي أن نتنياهو حسم أمر المشاركة الإسرائيلية في مباحثات القاهرة، مشيرة لمشاركة وفد أمني رفيع المستوى في الاجتماعات الهامة التي يمكن أن تدفع نحو التوصل إلى هدنة إنسانية.
ونجحت وساطة مصرية قطرية بدعم أمريكي في التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة في 24 نوفمبر الماضي، واستمرت أسبوعاً تم خلالها في إطلاق سراح 240 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق أكثر من 100 رهينة.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، أن بلاده ستستمر في اتباع مسار حقيقي نحو السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين والجميع في المنطقة. وتابع بلينكن، في تدوينة نشرها على حسابه في منصة «إكس»: «هذا هو المستقبل الذي سنعمل من أجله في الأسابيع والأشهر المقبلة». وقال في مقطع مصور مرافق للتدوينة: «هذه هي جولتي الخامسة في منطقة الشرق الأوسط منذ هجمات السابع من أكتوبر، والتي شملت مصر والسعودية وقطر وإسرائيل والضفة الغربية».
وأضاف: «ركزنا في تلك الاجتماعات على محاولة تأمين اتفاق لإعادة الرهائن إلى بيوتهم، ولبذل المزيد من الجهود لمعالجة الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة».
وتابع بلينكن: «خلال تلك الجولة تلقينا ردوداً من الفلسطينيين بشأن المقترح الذي جرى صياغته مع قطر ومصر بشأن الرهائن، وعلى الرغم من وجود بعض الأمور الواضحة التي لا يمكن تطبيقها بشأن رد الفلسطينيين، فإننا نرى أيضاً أن ذلك يمنحنا مساحة لمتابعة التوصل إلى اتفاق، مما يتيح عودة الرهائن إلى منازلهم وحيث ينتمون».
في غضون ذلك، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية العسكرية التي تعتزم إسرائيل القيام بها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى تحقيق تقدم حقيقي في مفاوضات الأسرى خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتحولت مدينة رفح بعد 4 أشهر من بدء الحرب على قطاع غزة إلى «مخيم ضخم» يؤوي أكثر من 1.4 مليون نازح من سكان القطاع ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة وسقوط المزيد من الضحايا في حال قرر الجيش الإسرائيلي المضي قدماً في توسيع عملياته العسكرية هناك. وحذر مصدر محلي في مدينة رفح من أن التهديد الإسرائيلي باقتحام المدينة يهدد بوقوع المزيد من الكوارث الإنسانية والصحية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة التوصل إلى وقف إطلاق مدینة رفح المزید من قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
رفض مصري قطري لـسلوك إسرائيل تجاه وقف إطلاق النار بغزة.. الاتفاق متعثر
أكد مسؤولون مصريون أن تجاوز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "لا يزال متعثرا"، على الرغم من إعلان البيت الأبيض، وجود "جهد مكثّف يُدار خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام في غزة"، والتأكيد على قرب تشكيل "مجلس السلام" المكلّف بإدارة القطاع.
وأضاف المسؤولون بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن ذلك يعود ذلك وفق معطيات ميدانية وسياسية إلى ما يمكن توصيفه بـ"العرقلة الواضحة" من جانب "إسرائيل" لمسارات كان يُفترض فتحها ضمن إطار الاتفاق.
وذكروا أنه "في مقابل هذا التعطيل، تُسجَّل تحرّكات استخباراتية مصرية–قطرية نشطة تهدف إلى إزالة هذه العراقيل، رغم قناعة القاهرة والدوحة بأن الإدارة الأمريكية منشغلة حاليا بملف المفاوضات الروسية الأوكرانية على حساب المسار الغزّي".
وأشاروا إلى أن "الولايات المتحدة، المنهمكة بسلسلة اتصالات مرتبطة بالأزمة الأوكرانية، لا ترى ضرورة للاستعجال في الإعلان عن قرارات تخص المرحلة الثانية من الاتفاق، طالما أن المرحلة الأولى لا تزال قائمة شكليًا، رغم الخروقات الإسرائيلية المتكررة".
ويقابل هذا الموقف الأمريكي، وفق التقدير المصري، سعي إسرائيلي منهجي لفرض وقائع ميدانية جديدة داخل قطاع غزة. وخلال المباحثات الأخيرة مع الجانب الأميركي، عبّر المسؤولون المصريون عن قلق بالغ إزاء محاولات "إسرائيل" توسيع عمق المنطقة العازلة داخل القطاع إلى مسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات، مؤكدين رفض هذا الطرح رفضًا قاطعًا "تحت أي ظرف".
وفي إطار محاولة نزع الذرائع الأمنية الإسرائيلية، التي ترى القاهرة أنها "مبالغ فيها إلى حدّ كبير"، عرض الجانب المصري تقديم ضمانات تتعلّق بالوضع الأمني المستقبلي للقطاع، بما يحول دون تكرار سيناريو "طوفان الأقصى".
ومن النقاط التي جرى تثبيتها خلال الاجتماعات، التزام الجانب الفلسطيني الكامل ببنود الاتفاق وتعهد عدم عرقلته، رغم ما تصفه القاهرة بغياب المرونة الإسرائيلية في التعامل مع المقاتلين العالقين في المناطق الخاضعة للاحتلال، فضلًا عن استمرار إغلاق معبر رفح، خلافًا لما نصّ عليه الاتفاق الذي يفترض تشغيله في الاتجاهين.
وتستند الطروحات المصرية، بحسب المصادر، إلى مبدأ "تحييد سلاح المقاومة" في المرحلة الراهنة، مع فتح المجال للتفاهم على قواعد محدّدة تضمن من جهة الأمن للمستوطنات الإسرائيلية، ومن جهة أخرى تحول دون اقتطاع أراضٍ جديدة من قطاع غزة.
وتشمل الرؤية المصرية كذلك وجودًا أمنيًا فلسطينيًا وانتشارًا لقوات دولية داخل القطاع، إلى جانب خطة لإعادة إعمار مدينة غزة بالكامل وفق جدول زمني واضح يوفّر شروط حياة إنسانية للسكان، بالتوازي مع إنهاء المظاهر المسلحة، وذلك ضمن تفاهمات تقوم على مبدأ "الثقة المتبادلة".
وللمرة الأولى منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، أبلغ المسؤولون المصريون نظراءهم الأمريكيين باستحالة إقناع فصائل المقاومة بالتخلّي عن سلاحها في غياب ضمانات حقيقية تتعلق بأمن القطاع، وبالتزام "إسرائيل" الكامل ببنود أي اتفاقات لاحقة. وشدّدوا على أن أي نقاش جدي حول ملف السلاح يبقى مشروطًا بقيام دولة فلسطينية عاصمتها شرق القدس، وهو مسار لا تظهر حتى الآن أي مؤشرات جدية على قرب تحققه.
وفي السياق نفسه، حذّرت القاهرة من أن استمرار الاتفاق في صورته "الهشّة" الحالية لن يؤدي إلى استقرار دائم أو سلام فعلي على الأرض، كما تطمح إليه الإدارة الأمريكية. وأن التباطؤ الإسرائيلي المتعمّد في تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، والإبقاء على حالة الحرب مفتوحة، يثيران شكوكًا عميقة بشأن جدية تل أبيب في الالتزام بتعهداتها.
وتضمنت النقاشات المغلقة مع المسؤولين الأمريكيين، والتي شارك في بعضها مسؤولون قطريون، تحذيرات واضحة من التقليل من شأن القدرات العسكرية التي لا تزال قائمة داخل قطاع غزة، رغم الحرب الممتدة لأكثر من عامين، والتنبيه إلى إمكانية تنفيذ تحركات فلسطينية من داخل القطاع.
وخلصت هذه المداولات إلى التأكيد على ضرورة العمل الجاد لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية، بحسب ما ذكرت المصادر التي نقلت عنها الصحيفة اللبنانية.
وبحسب أحد المسؤولين المشاركين في الاجتماعات، فإن التحذيرات التي نقلتها القاهرة بشأن التداعيات المحتملة لانهيار الاتفاق، والتي جاءت في توقيت وُصف بالمفاجئ لبعض المسؤولين الأميركيين، هدفت إلى تسريع مسار التفاهم، وترافقت مع مطالبات بضرورة توضيح عدد من الملفات الحساسة قبل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض نهاية الشهر الجاري، في ظل قناعة مصرية بأن الوقائع الميدانية الحالية لا يمكن استمرارها عند الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.