وثائق الفقه الموسيقى فى مشروع «100 سنة غُنا»
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
روعة «مشروع 100سنة غُنا» الذي تطلقه دار الأوبرا المصرية الأربعاء المقبل للمطرب العملاق «على الحجار»؛ أن نصف هذا التاريخ كان طرفًا وشريكًا متضامنًا ومبدعًا فيه بكتالوجه الغنائى الفاخر والمنوَّع وباعتباره حلقة الوصل بين جيل العظماء والأجيال القادمة.
فى المؤتمر الصحفى الذي عقده د.خالد داغر، رئيس دار الأوبرا، الأربعاء الماضى تمنيت أن يحضره والده الفنان الكبير «إبراهيم الحجار» وشقيقه النابغة الموسيقار أحمد الحجار، لكنّ روحيهما قد ظللتا المكان و«راضية مَرضية»، وحلم الأب والابن يخرج إلى النور، وبينما تمرح عبقرية «على» فى الأرض، لكن فروعه فى السماء.
على الحجار واحد من أكابر الغناء؛ بل من أبرز رموز الفكر الغنائى فى مصر والعالم العربى وخير خلف لخير سلف، والسلف هم عمالقة زمن الغناء الجميل الذين أوصوا بموهبته خيرًا وهم الموسيقار الراحل بليغ حمدى أول من اكتشفه، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذي أشاد بإمكانياته الاستثنائية، ومعهما والده أستاذ كل جيل الوسط، وكان من المفروض أن يكون «بليغ» هو نجم افتتاح المشروع، لكن شاء القدر أن يستهل بسيد سادات الغناء والموسيقى والهرم الأكبر فى تاريخ الموسيقى المصرية، والمؤكد أن لبليغ وقفة أخرى مع «الحجار».
قيمة هذا المشروع أنه يعمل بوعى على تجديد الفكر الغنائى واستعادة الشخصية المصرية الغنائية التي تعرّضت لهجمات أسفرت عن تصدُّر دخلاء أفسدوا المُناخ الموسيقى والغناء، وإنه يتماس فى الوقت نفسه مع مشروع الجمهورية الجديدة التي طلبت من القوة الناعمة المشاركة فى معركة الوعى التي تقودها القيادة المصرية لاستعادة الهوية المصرية الأصيلة من المتطرفين والدخلاء.
أول عروض المشروع الغنائى «100 سنة غُنا» الواعد سيكون ضيف الشرف فيها النجم «محمد الحلو»، وهى لفتة جميلة من «على الحجار» لزميل عمره ورفيق مشواره، وتمنيت أن يكون ضيفًا فى هذا الحفل المطرب أحمد إبراهيم وهو من أبرز من قدّموا كتالوج موسيقار الأجيال بتوصية منه شخصيًا.. ويشارك فى العرض الممثل ميدو عادل ونجوم الأوبرا للموسيقى العربية أحمد عفت، نهاد فتحى، وأسماء كمال، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو هشام جبر، ويقدم الحفل نحو 21 عملاً من أهم وأشهَر إبداعات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب إلى جانب معلومات وتسجيلات نادرة فى شكل غنائى درامى استعراضى كتبها بمهارة وحب الكاتب أيمن الحكيم وصياغة مسرحية المخرج العملاق عصام السيد، وهو إضافة كبيرة للمشروع بفكره المسرحى المتميز.
المشروع يضم سلسلة من العروض التي ترصد تاريخ الموسيقى والغناء العربى وتطوره خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مع تناوُل أهم الموسيقيين خلال تلك الفترة فى شكل يجمع الغناء بالدراما والاستعراض، ويهدف إلى تأكيد ريادة مصر الفنية فى مجال الموسيقى والغناء وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث والتعبير عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي مَرّ بها المجتمع فى مختلف الفترات الزمنية.
عظمة مشروع «100سنة غُنا» الذي يقوده «على الحجار» وهو من أولياء مصر المبدعين أنه يؤسّس لشكل جديد للحفلات الغنائية ويمزج بين الغناء والدراما والمجتمع ويسعى لتطهير المُناخ الغنائى من المزيفين والمنتحلين ويمنحنا دروسًا فى التربية الموسيقية والغنائية والوطنية».
طارق مرسي – بوابة روز اليوسف
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: على الحجار
إقرأ أيضاً:
الكشف عن مواجهة ترامب فضيحة تزوير تهدد مشروعه الفاخر في صربيا
يتعثر مشروع فاخر بقيمة 500 مليون دولار لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بلغراد، بسبب تزوير وثائق رسمية تتعلق بحماية مبنى تاريخي قصفه الناتو عام 1999، ويتورط في المشروع جاريد كوشنر، فيما يواجه مسؤول صربي تهماً بالتزوير والإضرار بالإرث الثقافي.
وجاء في تقرير لصحيفة "إل موندو" الإسبانية: "هل ترغب في استثمار مدخراتك في إقامة سكنية بنظام الشقق المشتركة تحمل توقيع ترامب؟ لا يمكن حتى الآن تأكيد السعر، لكن شقتك الفاخرة المستقبلية، إذا اقتنعت بالفكرة في النهاية، ستكون في بلغراد، تحديدًا حيث كان يقع مبنى وزارة الدفاع وقيادة الأركان اليوغوسلافية الذي قصفته الناتو مرتين في عام 1999، خلال الحملة التي أخرجت القوات الصربية من كوسوفو وأنهت تلك الحرب، فأمر الهدم جاهز بالفعل".
وأكد التقرير أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، وزوج ابنته الكبرى إيفانكا، ومستشاره الخاص في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى، يقف وراء هذه العملية".
وأوضح أنه "مع ذلك فإن أبراج الزجاج والفندق الذي يفتقر إلى البساطة، والمتحف والنصب التذكاري لضحايا هجمات الحلف الأطلسي (هل لم تشارك الولايات المتحدة في ذلك؟) معرضة لأن تبقى محصورة في التصاميم المعروضة على موقع المشروع فقط".
وبين أن ذلك "ليس بسبب احتجاجات المواطنين الصرب، وهذه ليست مجرد معركة من أجل مبنى، بل معركة للحفاظ على تاريخنا وهويتنا وحقنا في التراث الثقافي، بحسب ما جاء في آذار/ مارس الماضي خلال تجمعات إحياء ذكرى مرور 26 عامًا على عملية القوة المتحالفة، وهي معركة أيضا بسبب اعتقال شخص يدعى غوران فاسيتش، مهندس معماري ومتخصص في العمل العام الصربي".
وأضاف التقرير: "ومن هو هذا فاسيتش ليهدد مشروعًا بقيمة 500 مليون دولار؟ قبل اعتقاله منتصف أيار/ مايو، كان يشغل منصب المدير بالوكالة لوكالة حماية الآثار الثقافية في صربيا منذ حزيران/ يونيو من العام السابق، وبعد اعتقاله، اعترف بتزوير الوثيقة التي كانت ستسمح بهدم المبنى".
وبيّن أن المشروع، الذي يتضمن بناء فندق ترامب إنترناشونال، الأول من نوعه في أوروبا، حصل العام الماضي على تصريح مبدئي من الحكومة الصربية، قبل حتى أن يُلغى تصنيف المبنى كأثر ثقافي يحميه من أي تدخل.
ويمنح هذا التصريح شركة أفينيتي بارتنرز، شركة الاستثمار التي أسسها جاريد كوشنر بعد تركه منصبه في الإدارة الأمريكية، حق إدارة الأرض لمدة 99 عامًا، وإذا نجح المشروع في النهاية، فسيكون أول تعاون مشترك بين عائلتي كوشنر وترامب.
ويذكر أن والد جاريد، وهو رجل أعمال عقاري أيضًا، قضى فترة في السجن بتهمة التهرب الضريبي ونال عفوًا رئاسيًا من ترامب نفسه، وسيكون السفير القادم للولايات المتحدة في فرنسا بعد موافقة مجلس الشيوخ قبل أيام قليلة.
وأفاد التقرير أن النيابة الصربية لمكافحة الجريمة المنظمة صرحت في بيان: "تزوير فاسيتش لمقترح قرار إلغاء حالة الأثر الثقافي"، ووجهت له تهمة "التسبب في ضرر للتراث الثقافي لجمهورية صربيا".
\ وأوضحت مصادر رسمية أن فاسيتش يواجه الآن تهم استغلال السلطة وتزوير الوثائق الرسمية. من جهتها، نفت شركة أفينيتي بارتنرز في بيان أي علاقة لها بهذه المناورة غير القانونية، واعترفت بأن مشروع ترامب بلغراد المستقبلي، الذي يصفونه في موقعهم الإلكتروني بأنه "رمز عالمي"، قد يواجه مستقبلًا غير مؤكد في ظل هذه الظروف الجديدة.
وقالت الشركة "لقد علمنا من خلال وسائل الإعلام أن موظفًا في الحكومة الصربية، لا علاقة له بشركتنا، قد زوّر على ما يبدو مستندات تتعلق بتصنيف مشروع ساحة بلغراد كمعلم تاريخي". وأضاف البيان: "سنراجع هذا الأمر ونحدد الخطوات التالية".
وأفاد التقرير بأن اهتمام عائلة ترامب بمنطقة البلقان وبمقر الأركان اليوغوسلافي القديم ليس أمرًا جديدًا، حيث لاحظ الأب الروحي المكان قبل أكثر من عقد من الزمن، قبل انطلاق مغامرته الرئاسية الأولى. وعلى الرغم من أن جاريد كوشنر نفى معرفته بذلك في البداية وأكد أن حماه لا علاقة له، إلا أنه أكد لاحقًا ذلك بطريقة غير مباشرة بتسمية المبنى الرئيسي للمجمع بـ”برج ترامب”.
وبحسب التقرير لم يضطر كوشنر لدفع أي مبلغ للحكومة الصربية مقابل حق استخدام الأراضي، وأوضح صهر ترامب أن الفكرة تتمثل في تسليم بلغراد نسبة 22 بالمئة من أرباح المشروع.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، أكد إريك ترامب، ابن الرئيس والمشارك في المشروع، في مقابلة أن “صربيا من أسرع الدول نموًا في أوروبا، ونحن نشعر بشرف كبير لوجودنا هناك”، مشيرًا إلى أن “جمع العائلة سيكون ممتعًا”.
وزار شقيقه الأكبر، دون ترامب جونيور، العاصمة الصربية مرارًا في الأشهر الماضية للقاء الرئيس ألكسندر فوتشيتش، الذي أجرى معه مقابلة في بودكاست وقدم له دعمه وسط احتجاجات طلابية مستمرة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي تندد بالفساد المستشري في البلاد. ورد فوتشيتش الزيارة، رغم أنه لم يتمكن من مقابلة الأب.
وأوضحت الصحيفة أن كوشنر يضع أيضًا نصب عينيه منطقة أخرى في البلقان، وهي ألبانيا المجاورة، حيث يخطط لبناء مجمعين سياحيين جديدين: الأول على أرض متنازع عليها بين عائلة ألبانية تدعي زراعتها للأرض عبر أجيال، وتؤكد أن جزءًا منها نُزع منها بعد نهاية النظام الشيوعي عام 1991، والثاني في جزيرة سازان الصغيرة التي كانت قاعدة عسكرية خلال الحرب الباردة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الحكومة الألبانية وافقت مبدئيًا في كانون الأول/ ديسمبر على مشروع الجزيرة، ووفقًا لوثيقة لجنة الاستثمارات الاستراتيجية في ألبانيا التي يرأسها رئيس الوزراء إيدي راما، ستتعاون الحكومة مع شركائها الأمريكيين على تطهير المنطقة من الذخائر المحتملة وفحص أية مشكلات بيئية أو قانونية قبل منح التصريح النهائي. أما المشروع الآخر فلم تصدر بشأنه أخبار رسمية حتى الآن، رغم تأكيد إيفانكا ترامب الصيف الماضي في بودكاست على تنفيذه قائلة: “نحن نجلب أفضل المهندسين المعماريين وأفضل العلامات التجارية”.