تقرير عبري: خطتان إسرائيليتان سريتان لوقف حرب غزة.. ما علاقة السعودية؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن وجود خطتين تناقشهما دولة الاحتلال الإسرائيلي "سرا" مع الولايات المتحدة، لإنهاء الحرب على غزة، الأولى وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصل إلى هدف محوري لوقف الحرب وهو التطبيع مع السعودية، وأخرى للوزيرين بيني جانتس وجادي آيزنكوت.
ووفقا للتقرير، الذي كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، فإن الحرب في غزة وصلت إلى "منعطف حاسم"، و"بات لزاما على صنّاع القرار في إسرائيل أن يضعوا خطة استراتيجية لإنهائها".
ويؤكد بن يشاي أن الخطتين ترفضان تماما مسألة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي، وتتمسكان بهدن طويلة من أجل إطلاق سراح الأسرى في غزة، لكن المرونة في خطة "جانتس – أيزنكوت" أكبر، حيث لا يمنعان في هدنة طويلة يتم تمديدها لأشهر طويلة، في سبيل استعادة الأسرى، لكن خطة نتنياهو تعتمد على تصورات لديه بإمكانية تحقيق جيش الاحتلال الإسرائيلي نصرا عسكريا على "حماس" في غزة خلال فترة وجيرة من الآن.
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. استطلاع إسرائيلي: 42% من جنود الاحتياط الطلاب يفكرون بترك دراستهم
وذكر بن يشاي أنه "لا اختلافات كبيرة بين الخطتين، باستثناء الجداول الزمنية وحقيقة أن جانتس وآيزنكوت مستعدان من حيث المبدأ للكشف عن موقفهما ومناقشته في مجلس الوزراء كقطعة واحدة، بينما يخشى نتنياهو من رد فعل شركائه في الائتلاف على ذلك".
واستدرك أنه "في الوقت نفسه، يتفاوض نتنياهو سرا حول خطته مع كبار المسؤولين في إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، عادة من خلال ديرمر، وسيكشف عن خطته، أيضا للأمريكيين، في الدقيقة 99" أي قبل موعد تنفيذها بقليل.
النصر "على مراحل"ووفق بن يشاي، "من المفترض أن تحقق خطة جانتس وآيزنكوت النصر على مراحل، تشمل وقفا طويلا للقتال لمصلحة صفقة الأسرى في غزة".
وقال: "مع أن الخطة تعطي الأولوية لإطلاق سراح جميع الرهائن، فإنها لا تتخلى عن تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية وتحقيق الأمن لسكان الجليل (شمالا على الحدود مع لبنان)"، وفق كلامه.
وأضاف: "لهذا السبب، يقولون لا صريحة لمطلب الالتزام بإنهاء الحرب نهائيًا، كما ينفي جانتس وآيزنكوت الموافقة على صفقة بأي ثمن".
اقرأ أيضاً
بايدن يتحدث عن هدنة 6 أسابيع والملك عبد الله يدعو لإنهاء حرب غزة فورا
أما "الهدف الآخر لخطتهما، فهو الحفاظ على الشرعية والمساعدة العسكرية والسياسية من الحكومة الأمريكية وتعزيزها"، بحسب بن يشاي.
وفي هذا الصدد أشار محلل الصحيفة إلى "إن الإعلان الإسرائيلي عن هدنة طويلة للقتال بغرض تنفيذ صفقة الرهائن، سيخفف بشكل كبير الضغط الداخلي والخارجي على بايدن".
وذكر أن تحقيق بايدن لهذا الهدف الذي يساعده في الانتخابات "لا بد أن يحدث بحلول يونيو/ حزيران المقبل، نحو 5 أشهر قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بحسب التقييمات السياسية الأمريكية التي أعطيت مؤخرًا لنتنياهو وجانتس بشكل منفصل".
التطبيع مع السعوديةوعن الخطة الثانية، أشار بن يشاي إلى أن نتنياهو "يجري مباحثات سرية مع الأمريكيين حول المبادئ التي ستؤدي بحلول أبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلين إلى إطلاق سراح المختطفين وإنهاء القتال والتطبيع مع السعودية".
وأضاف: "خوفا من (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش، ينتظر نتنياهو اللحظة الأخيرة"، قبل الكشف عن خطته.
وأشار إلى أن "نتنياهو يعتزم تحقيق أهداف الحرب وتطبيع العلاقات مع السعودية، لكنه يفضل تعريفها بـ'النصر الكامل' الذي يعتقد أنه سيتحقق خلال وقت قصير".
وقال إن نتنياهو "مهتم جدًا بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين، إن أمكن قبل شهر رمضان الذي سيحلّ هذا العام في 10 مارس/ آذار تقريبًا، لكن في هذه اللحظة لا يبدو ذلك ممكنا بسبب المطالب التي طرحتها حماس، والتي لا ترغب في التنازل عنها والتي هي غير مقبولة بنظر إسرائيل".
اقرأ أيضاً
الخارجية الأمريكية: الوصول لاتفاق هدنة في غزة لايزال ممكنا
هزيمة "مأمولة" لحماسوأضاف بن يشاي: "يأمل نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت تحقيق هزيمة عسكرية كاملة لحماس والقضاء على (زعيمها في غزة يحيى) السنوار وقيادة الحركة في غزة، أو تحييدهما من خلال الاستيلاء على رفح، قبل شهر رمضان أو خلاله".
وادّعى أن "دخول رفح، حتى لو لم يؤدِّ على الفور إلى تصفية السنوار، سيلين قيادة حماس ويسمح بصفقة 'معقولة' لإطلاق سراح الرهائن، كما أنها ستمكن من اتخاذ قرارات من موقع قوة في اليوم التالي، بما في ذلك محور فيلادلفيا وفي الشمال".
وأشار إلى أنه "لهذا السبب فهو (نتنياهو) يحث رئيس الأركان هرتسي هليفي على استكمال تفكيك حماس في خان يونس وبدء الاستيلاء على رفح".
واستدرك: "لكن هاليفي يؤكد أنه لا يزال يحتاج إلى وقت لإنهاء العمل في خانيونس، وبضعة أسابيع أخرى لتنفيذ خطة إخلاء رفح من سكان غزة المليون الذين وجدوا فيها مأوى قبل أن يناور الجيش الإسرائيلي فيها، وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري أيضا التوصل إلى اتفاق مع المصريين".
ورأى أن نتنياهو "قد يعرض خطته في ربيع هذا العام، حوالي أبريل ومايو المقبلين، وهو الوقت الذي يبدو أن صفقة المختطفين ستكون فيه على قدم وساق".
وقال: "بحلول هذا الوقت، من المحتمل أن تنتهي المرحلة الثالثة من القتال العنيف في غزة وسننتقل إلى المرحلة الرابعة - السيطرة الأمنية على قطاع غزة من داخل الأراضي الإسرائيلية ومن داخل 'المنطقة الأمنية'، والتي تمثل فعليًا نهاية الحرب في الجنوب" أي غزة.
اقرأ أيضاً
خطة فرنسية لإنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل.. والجماعة: غزة أولا
تطبيع السعوديةوأضاف بن يشاي: "في ذلك الوقت، يأمل نتنياهو أن يتم التوصل أيضا إلى اتفاق بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية، التي، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر، أبلغت الأمريكيين بالفعل بأنها مستعدة لذلك وأيضا للمشاركة في إعادة تأهيل غزة".
وتابع: "بحسب هذه التوقعات التي تتقاسمها واشنطن ونتنياهو، فإن الوسيط الأمريكي عاموس هوكستين سيحقق بحلول ذلك الوقت أيضاً تقدماً كبيراً نحو تسوية دبلوماسية تُبقي حزب الله بعيداً عن الحدود وتتجنب حربًا محدودة في لبنان".
المصدر | الخليج الجديد + الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة وقف الحرب خطة نتنياهو بيني جانتس جادي آيزنكوت حماس غزة مع السعودیة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
في سوق شعبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرب مركز للإيواء، يتناوب مجموعة أطفال على تشغيل آلة معدنية يدويا لفرم حبات الحمص الصلبة، في محاولة لكسب لقمة العيش وسط تجويع ممنهج تفرضه إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية منذ 20 شهرا.
بأياد صغيرة ووجوه أرهقها الجوع والتعب، يدفع الأطفال بقوة آلة الفرم في حركة دائرية مرهقة، في مشهد يلخص حجم المسؤوليات التي باتت تثقل كاهلهم، بعدما فقدوا حقهم في التعليم والحماية والعيش الكريم.
ينخرطون في أعمال شاقة فرضتها ظروف الحياة البدائية التي أعادتهم إليها الحرب بعد قطع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تعطل الأجهزة الإلكترونية على إثر ذلك وغياب التكنولوجيا ووسائل النقل، ما أجبرهم على أداء مهام تفوق قدراتهم وأعمارهم.
ومن تلك الأعمال على سبيل الدلالة لا الحصر، عملية فرم الحمص يدويا بدلا من الآلات الكهربائية، وجر العربات الثقيلة، ما يضاعف من معاناة الأطفال ويفاقم من التداعيات السلبية للعمالة التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقيم الإنسانية.
وتدعو منظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال ومكافحتها، ودشنت لهذا الغرض يوما عالميا يوافق 12 يونيو من كل عام.
وفي 16 مارس الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة « يونيسف » من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا « مقلقة للغاية » ويعيشون في « خوف وقلق شديدين »، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ويدفع الأطفال الثمن الأعلى لهذه الحرب المتواصلة والتي خلفت وفق البيانات الرسمية أكثر من 18 ألف قتيل منهم، وإصابة عشرات الآلاف بينهم حالات بتر لطرف أو أكثر من أجسادهم، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.
وأما باقي الأطفال، فيعيشون ظروفا مأساوية جراء النزوح المتكرر وفقدان أفراد من عائلاتهم بينهم المعيل الأساسي، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة أبرزها توفير قوتهم.
** توفير قوت العائلة
الطفل عبد الرحمن أبو جامع، أحد المتناوبين على فرم الحمص، النازح من بلدة بني سهيلا إلى وسط خان يونس، يقول لمراسل الأناضول إن الإبادة الجماعية المتواصلة أفقدتهم كامل حقوقهم.
عبد الرحمن يلفت إلى أن أطفال غزة كانوا يعيشون قبل الحرب بسعادة، ويتعلمون في المدارس ويرتدون ثياب الأعياد الجديدة، إلا أن حياتهم تغيرت منذ بدء الإبادة.
وأوضح أنه اضطر مدفوعا بالجوع والفقر للعمل في تحضير « الفلافل » من أجل توفير قوت يوم عائلته وإطعامهم وسط المجاعة المتفشية في القطاع.
وأشار إلى أن الحلول الأخرى من أجل الحصول على الطعام كالتوجه لنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية « مميتة »، قائلا: « من يخرج لتلقي المساعدات يُقتل أو يُصاب ».
وحسب وزارة الصحة بقطاع غزة، فإن حصيلة ضحايا « المساعدات » قرب نقاط التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، بلغت « 224 شهيدا وألف و858 إصابة » منذ 27 ماي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو تنفيذ مخطط لتوزيع « مساعدات » عبر « مؤسسة غزة الإنسانية » المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
وعبر الطفل الفلسطيني عن خطورة الأوضاع في قطاع غزة، قائلا إن « الفلسطيني لا يضمن نجاته حتى على بُعد خطوتين »، في إشارة إلى احتمالية تعرضه لقصف إسرائيلي في أي لحظة حتى أثناء تنقله ومشيه.
** « الطفولة حُلم »
أما الطفلة حبيبة (8 أعوام)، فتتجول قرب مركز الإيواء بحثا عن أشخاص يشترون منها البسكويت من أجل مساندة عائلتها ماديا.
وتقول حبيبة التي نزحت مع عائلتها من شرق خان يونس إلى أحد مراكز الإيواء، إنها تبيع البسكويت لمساعدة عائلتها بمواصلة الحياة بحدها الأدنى.
وتضيف للأناضول، إنها تعمل من أجل شراء الدقيق في ظل المجاعة ومنع إدخال المساعدات.
وعن أحلامها، توضح الطفلة حبيبة أنها تتمنى « أن تعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال »، لافتة إلى أنها قبل الحرب كانت « تلعب وتدرس ».
لكن مع بدء حرب الإبادة، أشارت إلى أن إسرائيل لم تبق شيئا على حاله، فيما عم الدمار كل مكان.
ووفق أحدث إحصاءات المكتب الحكومي بغزة، فإن نسبة الدمار الذي خلفته الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت نحو 88 في المائة من البنى التحتية والمنازل والمباني في القطاع.
خوف وخطر
الطفلة نور الشوا (11 عاما)، تقصد « مستشفى ناصر » يوميا برفقة أفراد من عائلتها لتعبئة المياه.
تقول وهي تدفع كرسيا متحركا عليه عدد من عبوات المياه الممتلئة والثقيلة، إنها فقدت الدراسة والتعليم.
وتعرب نور عن خوفها بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية التي سرقت منهم طفولتهم وطمأنينتهم.
وتشاطرها المعاناة الطفلة تالا الشنباري، التي اضطرت إلى العمل والوقوف لبيع بعض الأغذية من أجل مساعدة عائلتها في تأمين لقمة العيش.
وتستعيد تالا بمرارة ما كانت عليه حياتها قبل الحرب، قائلة: « كنا نعيش حياة جميلة، أما الآن فكل شيء تغير، المعابر مغلقة، ولا طعام ولا شراب، والوضع يزداد صعوبة مع استمرار القصف ».
وتوضح أنها برفقة عائلتها افتتحت « بسطة صغيرة لتأمين لقمة العيش »، وتابعت بمرارة: « نذهب للموت كي نجلب الطعام ».
وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تنتهي الحرب في أقرب وقت بما يشمل عودتهم إلى مكان سكنهم شمال قطاع غزة، والالتقاء بأقاربهم.
آمال بانتهاء الحرب
الطفل يامن القرا، يقول وهو يفترش الأرض بعدد من الملابس بعضها بالٍ: « أبيع الملابس لمساعدة أسرتي على شراء الطحين ».
وتحت أشعة الشمس الحارقة يوضح يامن أنه فقد حقوقه في الدراسة واللعب، وتحول إلى عامل من أجل مساعدة عائلته.
ويعرب عن آماله في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار بغزة، كي يعود إلى مدرسته وحياته الطبيعية.
وتحت وطأة المجاعة المتفاقمة، تعمل الطفلة منة الشنباري (14 عاما) على بيع الخبز مضطرة للفلسطينيين لمساندة عائلتها.
وبدلا من اللعب والضحك، تصرخ منة بصوتٍ عالٍ للفت انتباه المارة في السوق الشعبي: « يلا (هلموا إلى) الخبز ».
ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
كلمات دلالية أطفال غزة إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين