عربي21:
2025-05-09@19:51:08 GMT

لن تتوقف المذبحة بعد غزة

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

لا أحد كان يصدق أن يحصل في العراق ما حصل ولا أحد كان يصدق أن قتل وتهجير الملايين من سوريا سيكون ممكنا ولا أحد كان يتصوّر أن تُباد غزة ولا يتحرك أحد. كل هذا كان خارج التصوّر والتوقّع على الأقل على المستوى الشعبي القاعدي لكنه حصل وحدث أمام أعيننا وعلى الشاشات مباشرة ولم يتحرّك أحد.

لا نتحدث هنا عن الأنظمة العربية لأنها شريك أساسي فاعل في الجريمة ولا عن المؤسسات الرسمية العربية المرتبطة بها لأنها أذرعها وأدواتها الفاعلة في المنطقة، ولكن نتحدث هنا عن القوى الشعبية والوطنية المختلفة بما فيها حركة الجماهير الشعبية في الشوارع والميادين.



لا تزال حرب الإبادة في غزة تحصد آلاف المدنيين بعد مقتل ما لا يقل عن ثلاثين ألفا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين ولم يتدخل أحد من دول الإقليم ولا من المجتمع الدولي لإيقاف المذبحة. مسار المذابح والمجازر في بلاد العرب لم يتوقف وهو مرشح للتصعيد مع توفر كل شروط الاشتعال والانفجار في أكثر من عاصمة عربية.

 بناء على هذه المعطيات ما هي الاحتمالات المستقبلية الممكنة بعد المجزرة؟ وما هي حروب الإبادة المقبلة؟ هل هي نهاية البدايات أم بدايتها؟ كيف يمكن أن نفهم مسار حركة الحريق في البلاد العربية؟

غزة لن تكون الأخيرة

بناء على ثلاثة معطيات أساسية يمكن القول إن ما يحدث من إبادة في غزة لن يكون الحركة الأخيرة، أولها حجم القصف والتدمير الذي لم يعرف حدودا ولا سقفا يقف عنده لأنه شمل كل شيء من المباني إلى المستشفيات إلى المدارس إلى المؤسسات الحكومية وصولا إلى سيارات الإسعاف. وهو ما يؤكد أن المخطط يهدف إلى قتل كل حي وتدمير كل شيء.

ثانيا استفادت المجزرة من دعم دولي غير محدود وهو دعم عسكري ودبلوماسي وسياسي كوّن غطاء سميكا لمواصلة الإبادة وقتل المدنيين.

أما ثالث المعطيات فيتمثل في الصمت العربي الرسمي والشعبي الذي ساهم بشكل كبير في تواصل المذبحة واستمراراها.

ليست مقاومة الشعب الفلسطيني وضريبة الدم الباهظة التي يدفعها بالآلاف ترفا ولا خيارا ولا مغامرة بل هي آخر وسائل الحياة. المقاومة في غزة هي آخر فعل بشري أمام آلة الموت التي لن ترحم أحدا اليوم أو غدا فخيار الشعب الفلسطيني بالصمود أمام الاحتلال الوحشي هو دليل على أن الجسد الفلسطيني وحده يرفض أن يموت.بعد الانتهاء من غزة وإذا تواصلت وتيرة القتل على هذا النسق سينتقل الحريق إلى عاصمة مجاورة وستكون القاهرة أكثر الدول قابلية لذلك للأسباب التالية : أولا ما تشهده مصر من انهيار حرّ في كافة المجالات وصولا إلى مجاعة تلوح في الأفق وهو ما سيقوّي أطماع الصهاينة في سيناء وأرض مصر وهو ما لن يكون ممكنا دون إشعال الرقعة المصرية كما حدث في العراق أو في سوريا. ثانيا لا تقتصر هذه القابلية على الداخل المصري بل تظهر كذلك في الإقليم المشتعل حولها شرقا في فلسطين المحتلة وغربا في ليبيا وجنوبا في السودان. بإسقاط مصر التي تُدفع اليوم نحو الانتحار دفعا يكون قلب المنطقة وعمقها الديمغرافي قد سقط بعد تقليم الأجنحة في سوريا والعراق واليمن وليبيا.

أما بقية الحواضر في شمال أفريقيا فإنها تسير هي الأخرى بسرعة نحو الانفجار بعد فشل كل محاولات التغيير والإصلاح الداخلي ووصول الاقتصاد فيها إلى أوضاع كارثية. وهو الوضع الذي دفع عددا من دول الخليج إلى المسارعة في التطبيع مع الكيان المحتل وفتح البلاد أمام كل أشكال الاختراق ظنا منها أنها ستكون بمأمن من الحريق.

ما يحدث في غزة وما حدث قبلها في العراق وفي سوريا والسودان وليبيا ليس إلا مقدمات لما سيحدث في كل الحواضر العربية تقريبا لأن الهدف واحد والمستهدَف واحد.

المقاومة أو الموت

ليست مقاومة الشعب الفلسطيني وضريبة الدم الباهظة التي يدفعها بالآلاف ترفا ولا خيارا ولا مغامرة بل هي آخر وسائل الحياة. المقاومة في غزة هي آخر فعل بشري أمام آلة الموت التي لن ترحم أحدا اليوم أو غدا فخيار الشعب الفلسطيني بالصمود أمام الاحتلال الوحشي هو دليل على أن الجسد الفلسطيني وحده يرفض أن يموت.

أما بقية الحواضر العربية التي تظن أنها مستثناة من المذبحة فهذا دليل قصر نظر وجهل بقانون التاريخ لأن غزة لا تدافع عن فلسطين فقط وإنما هي في الحقيقة تدافع عن كل البلدان والشعوب العربية التي إن سقطت غزة فستسقط هي بعدها وما هي إلا مسألة وقت فحسب.

الشارع العربي اليوم شارع مطحون مسحوق لكنه لا يتحرك فقد رسّخ قمع الثورات فيه أن الاستبداد قَدَرُه فصار جسدا مخدّرا لا يقوى على الحراك.لن تتوقف حركة الإبادة العالمية التي تعود إلى البلاد العربية بقوة بعد فشل كل محاولات التغيير وانفضاح أكذوبة الدولة الوطنية التي هي في الحقيقة دولة العصابات ودولة القمع والاستبداد والفساد. لقد نجح النظام الرسمي العربي طوال أكثر من نصف قرن في تدمير كل محاولات الإصلاح الداخلية ففرض نظام حكم الفرد والعائلة والحزب حتى سقطت الحواضر واحدة تلو الأخرى.

بالأمس كان النظام العالمي حذرا من الصحوة العربية ومن قدرة الشعوب على إسقاط الوكلاء في الداخل لكنّ المذابح التي أعقبت ثورات الربيع وما رافقها من قبول الشعوب عن قصد أو عن جهل وغفلة بالأمر الواقع هي التي جرّأت الصهاينة على إبادة غزة.

أخطر ما يحدث اليوم هو صمت الشعوب عن مذبحة غزة. الشارع العربي اليوم شارع مطحون مسحوق لكنه لا يتحرك فقد رسّخ قمع الثورات فيه أن الاستبداد قَدَرُه فصار جسدا مخدّرا لا يقوى على الحراك. هذا السلوك هو إشارة على أن حركة الحريق الذي يشتعل في غزة لن تتوقف ما لم تتدارك الشعوب نفسها وتنتهز آخر فرص الخلاص لإيقاف النزيف وتعطيل مشاريع المجازر المقبلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حرب فلسطين فلسطين غزة رأي حرب تداعيات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی فی غزة هی آخر

إقرأ أيضاً:

إسبانيا تعتزم اتخاذ إجراءات عاجلة بالأمم المتحدة لوقف المذبحة في غزة

أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الأربعاء، أن بلاده ستطرح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المذبحة ضد المدنيين في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال سانشيز، خلال جلسة استماع في البرلمان، إن على المجتمع الدولي ألا يبقى غير مبالٍ إزاء ما يحدث في فلسطين، دون أن يكشف عن تفاصيل مشروع القرار أو موعد تقديمه.

ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية، التي تمنع دخول المساعدات إلى غزة، عن توسيع عملياتها العسكرية بهدف احتلال القطاع وتهجير سكانه.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن "غزة ستكون مدمرة بالكامل" بعد انتهاء الحرب، مضيفا أن سكان القطاع سيبدؤون "بالمغادرة بأعداد كبيرة إلى دولة ثالثة" بعد نقلهم إلى الجنوب.

وأثارت تصريحات سموتريتش موجة إدانات واسعة، خاصة من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الذي حذر من أن الخطة الإسرائيلية الجديدة تهدد وجود فلسطينيي غزة "كمجموعة" داخل القطاع.

رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (غيتي)

 

من جهة أخرى، شددت إسبانيا في بيان مشترك مع 5 دول أوروبية على أن بقاء إسرائيل طويل الأمد في غزة يشكّل "تجاوزا لخط أحمر جديد"، ويمثل تقويضا لأي فرصة لحل الدولتين.

إعلان

وإسبانيا، اعترفت بدولة فلسطين في 28 مايو/أيار 2024 إلى جانب أيرلندا والنرويج، وبرزت في الأشهر الأخيرة كأحد أكثر الأصوات انتقادا لحكومة بنيامين نتنياهو داخل الاتحاد الأوروبي، في موقف أثار توترا ملحوظا في العلاقات مع تل أبيب.

وكان البرلمان الإسباني تبنى بالإجماع تقريبا عام 2014 قرارا غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

كما اندلعت أزمة دبلوماسية صغيرة بين مدريد والسفارة الإسرائيلية بعد تصريحات لوزيرة إسبانية تحدثت فيها عن إبادة جماعية مخطط لها في غزة.

مقالات مشابهة

  • إعلان نتائج الأوزان الرسمية لبطولة “PFL MENA” التي تقام اليوم في جدة
  • مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين يدين الهجمات التي استهدفت المنشآت الحيوية والاستراتجية بالسودان
  • بالصور... هذه هويّة شهداء الغارات الإسرائيليّة التي استهدفت جنوب لبنان اليوم
  • أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الخميس 8 مايو 2025
  • سعر بيع وشراء العملات العربية في مصر اليوم الخميس
  • إسبانيا تعلن اتخاذ إجراءات عاجلة بالأمم المتحدة لوقف المذبحة في غزة
  • إسبانيا تعتزم اتخاذ إجراءات عاجلة بالأمم المتحدة لوقف المذبحة في غزة
  •  إسبانيا: سنقدم مشروع قرار لوقف المذبحة في غزة
  • نيران البحر الأحمر تتوقف.. ضغوط إيرانية على الحوثيين لمنع استهداف السفن الأمريكية
  • محمد عبد السلام: عمليات اليمن المساندة لغزة لا يمكن أن تتوقف