أكدت نفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، أهمية التعاون والشراكة من أجل التصدي للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية، بالإضافة إلى تحديات تغير المناخ وآثاره على توفر المواد الإنتاج الصديقة للبيئة، وأدوات الإنتاج، وانحسار الأرض الزراعية، والأمن الاقتصادي والغذائي في المنطقة ككل، بل في العالم أجمع، موضحة أن القارة الإ فريقية باتت ملاذاً منفتحاً للاستثمار، سواء كان استثماراً في البنية التحتية، أو استثماراً في البشر، بما يكفل فرصاً هائلة لتمويل أعمال التنمية المستدامة والمساهمة في مواجهة تغير المناخ، بل أن تصبح سلة غذاء العالم.

12 % من احتياطي النفط في إفريقيا

وأضافت وزيرة التضامن، في تقرير، أن القارة الإفريقية هي الأكثر شباباً وحيوية، وهي الأكثر عدداً والأكبر حجماً والأكثر موارداً، فهي القارة التي تحتوي على نحو 40% من ذهب العالم، و30% من احتياطي المعادن، و90% من الكروم والبلاتين، بالإضافة إلى أكبر احتياطات العالم من اليورانيوم والماس والبلاتين، و12% من احتياطي النفط ونحو 8% من الغاز الطبيعي في العالم، بالإضافة إلى تملك أفريقيا 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مراراً أهمية تعظيم فرص جذب الاستثمارات إلى القارة الإفريقية حتى تتبوأ دول القارة مكانتها، مع ضرورة حوكمة استخدام الموارد.

وجود صعوبة في العمليات التسويقية

وأشارت الوزير، إلى وجود صعوبة في العمليات التسويقية نظرا لارتفاع تكلفة الشحن والنقل والتسويق، وأيضاً لعدم القدرة على بناء علاقات خارجية بالقدر الكافي، وارتفاع تكلفة مكاتب المحاسبة، إذ يلزم قانون الضرائب الجديد كل الوحدات الاقتصادية بمعايير المحاسبة المصرية كأساس للمحاسبة، مما يمثل عبئاً على المشروعات الصغيرة.

وواصلت القباج، أن هذا يأتي فضلا عن عدم توافر شبكة من الشركات الكبرى وتجار الجملة لشراء منتجات المشروعات الصغيرة والاعتماد على التعامل المباشر بين المشروعات والمستهلك النهائي، وتحمل البنوك تكلفة مرتفعة عند تقديم القروض، نظرا لارتفاع تكلفة التقييم والإشراف، إضافة إلى الحصول على مبالغ قروض صغيرة لا تتناسب مع التكاليف الثابتة التي تتحملها البنوك، مع ارتفاع درجات مخاطر التمويل نظرا لعدم توافر الضمانات الكافية لمنح الائتمان وطبيعة تكوين هذه المشروعات، التي تعتمد في الغالبية على شخص واحد أو عائلة واحدة وضعف المراكز المالية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التضامن المناخ القارة الإفريقية التنمية الاستثمارات

إقرأ أيضاً:

المحكمة والغاز والعلم الأميركي.. ثلاثية تعيد إنتاج صراع أربيل وبغداد

22 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يمضي إقليم كردستان بخطوات اقتصادية متسارعة تحمل في طيّاتها دلالات سياسية، بعدما أقدم على توقيع عقود نفطية ضخمة بقيمة تتجاوز 110 مليارات دولار مع شركتي «إتش كَي إن إنرجي» و«وسترن زاغروس» الأميركيتين، وهو ما فجّر أزمة جديدة بين أربيل وبغداد.

وأكدت الحكومة العراقية، عبر وزارة النفط، رفضها لهذه الاتفاقيات، معتبرة إياها «باطلة» ومخالفة لأحكام الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية، التي قضت منذ عام 2012 بعدم شرعية العقود التي تبرمها حكومة الإقليم من دون العودة إلى الحكومة المركزية، في الدعوى المرقمة (59 اتحادية 2012 وموحدتها 110 اتحادية 2019).

وأعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، أن العقود الجديدة تمثل تجاوزاً لصلاحيات الحكومة الاتحادية، مذكراً بأن إدارة ملف الطاقة يقع ضمن اختصاصاتها الحصرية، بينما اعتبرتها أربيل ضرورة استراتيجية لتغطية النقص المحلي في الغاز، خاصة في محافظتي السليمانية ودهوك، ولضمان استمرار إنتاج الكهرباء في الإقليم.

وغرّدت وزارة الخارجية الأميركية على منصة «إكس»، مرحّبةً بالصفقات، ومعتبرة إياها توسعاً في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وأربيل، وهو ما أضفى طابعاً سياسياً إضافياً على الاتفاقات، وزاد من تعقيد المشهد العراقي المتشابك أساساً.

وصرّح رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني من واشنطن، بأنه سيشرف شخصياً على تنفيذ العقود، في خطوة وُصفت بأنها تؤكد مضيّ الإقليم قدماً نحو تقوية استقلاله الاقتصادي، في ظل الجمود الذي يلف مشروع قانون النفط والغاز العراقي منذ أكثر من عشر سنوات.

وظهرت مؤشرات مشابهة خلال الأعوام السابقة، أبرزها ما وقع عام 2014 حين أقدمت حكومة كردستان على تصدير شحنات من النفط عبر ميناء جيهان التركي من دون موافقة بغداد، ما دفع الأخيرة إلى التهديد بمقاضاة شركات الشحن والتكرير، وأدى حينها إلى توتر سياسي بلغ ذروته في عهد حكومة نوري المالكي الثانية.

وتوقّف تصدير النفط الكردي مجدداً عبر جيهان منذ مارس 2023، بعد صدور قرار من محكمة التحكيم الدولية في باريس، ألزمت فيه تركيا بعدم السماح بتصدير النفط العراقي من دون تفويض من بغداد، ما كبّد العراق خسائر تُقدّر بـ15 مليار دولار خلال عامين، وفق تقرير صادر عن لجنة الطاقة البرلمانية العراقية في أبريل 2025.

وتُظهر المعطيات أن العقود الجديدة، وإن لم تكن مخصصة للتصدير، فإنها تسعى لتأمين الحاجات الداخلية للغاز، بينما يتزايد العجز في إنتاج الطاقة في العراق عموماً، الذي يستورد سنوياً أكثر من 8 مليارات متر مكعب من الغاز من إيران، بتكلفة تفوق 4 مليارات دولار، حسب تقرير وزارة الكهرباء العراقية مطلع هذا العام.

وتُذكّر هذه التطورات بأزمة مماثلة وقعت في محافظة البصرة عام 2018، حين أبرمت الحكومة المحلية اتفاقات نفطية مع شركات أجنبية، ما أثار حفيظة بغداد، وأدى إلى تدخل البرلمان لإيقافها، مشيراً إلى ضرورة اعتماد إطار قانوني موحد للثروات الطبيعية، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم.

وتنذر الصفقات الجديدة بتصعيد متجدد بين بغداد وأربيل، خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية للتوصل إلى تفاهم دائم، ومع اقتراب انتهاء عمر الحكومة الاتحادية الحالية، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه الملفات الشائكة سترحّل مرة أخرى إلى الحكومة المقبلة، كما جرت العادة منذ 2005.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المحكمة والغاز والعلم الأميركي.. ثلاثية تعيد إنتاج صراع أربيل وبغداد
  • 6 مليارات برميل احتياطي النفط الصخري جنوب شرقي تركيا
  • تعزيز التعاون بين الجزائر ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا
  • وزير النفط يبحث مع شركة «شل» فرص الشراكة المستقبلية في قطاع الطاقة
  • وزير الطاقة يبحث مع وفد استثماري تركي آفاق التعاون الاستثماري في مجالات النفط والغاز
  • انتعاش قياسي في الإنتاج.. النفط عند 1.38 مليون برميل والغاز يتجاوز 2.5 مليار متر مكعب
  • ارتفاع أسعار النفط
  • "أدنوك" توقع اتفاقية مع "توباسكس" لتوطين تقنيات الطاقة
  • منتخب جنوب إفريقيا يتوج بلقب كأس القارة السمراء للشباب
  • «أدنوك» توقّع اتفاقية مع «توباسكس» لتوطين تكنولوجيا متقدمة