22 مايو، 2025

بغداد/المسلة: يمضي إقليم كردستان بخطوات اقتصادية متسارعة تحمل في طيّاتها دلالات سياسية، بعدما أقدم على توقيع عقود نفطية ضخمة بقيمة تتجاوز 110 مليارات دولار مع شركتي «إتش كَي إن إنرجي» و«وسترن زاغروس» الأميركيتين، وهو ما فجّر أزمة جديدة بين أربيل وبغداد.

وأكدت الحكومة العراقية، عبر وزارة النفط، رفضها لهذه الاتفاقيات، معتبرة إياها «باطلة» ومخالفة لأحكام الدستور وقرارات المحكمة الاتحادية، التي قضت منذ عام 2012 بعدم شرعية العقود التي تبرمها حكومة الإقليم من دون العودة إلى الحكومة المركزية، في الدعوى المرقمة (59 اتحادية 2012 وموحدتها 110 اتحادية 2019).

وأعلن وزير النفط العراقي حيان عبد الغني، أن العقود الجديدة تمثل تجاوزاً لصلاحيات الحكومة الاتحادية، مذكراً بأن إدارة ملف الطاقة يقع ضمن اختصاصاتها الحصرية، بينما اعتبرتها أربيل ضرورة استراتيجية لتغطية النقص المحلي في الغاز، خاصة في محافظتي السليمانية ودهوك، ولضمان استمرار إنتاج الكهرباء في الإقليم.

وغرّدت وزارة الخارجية الأميركية على منصة «إكس»، مرحّبةً بالصفقات، ومعتبرة إياها توسعاً في العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وأربيل، وهو ما أضفى طابعاً سياسياً إضافياً على الاتفاقات، وزاد من تعقيد المشهد العراقي المتشابك أساساً.

وصرّح رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني من واشنطن، بأنه سيشرف شخصياً على تنفيذ العقود، في خطوة وُصفت بأنها تؤكد مضيّ الإقليم قدماً نحو تقوية استقلاله الاقتصادي، في ظل الجمود الذي يلف مشروع قانون النفط والغاز العراقي منذ أكثر من عشر سنوات.

وظهرت مؤشرات مشابهة خلال الأعوام السابقة، أبرزها ما وقع عام 2014 حين أقدمت حكومة كردستان على تصدير شحنات من النفط عبر ميناء جيهان التركي من دون موافقة بغداد، ما دفع الأخيرة إلى التهديد بمقاضاة شركات الشحن والتكرير، وأدى حينها إلى توتر سياسي بلغ ذروته في عهد حكومة نوري المالكي الثانية.

وتوقّف تصدير النفط الكردي مجدداً عبر جيهان منذ مارس 2023، بعد صدور قرار من محكمة التحكيم الدولية في باريس، ألزمت فيه تركيا بعدم السماح بتصدير النفط العراقي من دون تفويض من بغداد، ما كبّد العراق خسائر تُقدّر بـ15 مليار دولار خلال عامين، وفق تقرير صادر عن لجنة الطاقة البرلمانية العراقية في أبريل 2025.

وتُظهر المعطيات أن العقود الجديدة، وإن لم تكن مخصصة للتصدير، فإنها تسعى لتأمين الحاجات الداخلية للغاز، بينما يتزايد العجز في إنتاج الطاقة في العراق عموماً، الذي يستورد سنوياً أكثر من 8 مليارات متر مكعب من الغاز من إيران، بتكلفة تفوق 4 مليارات دولار، حسب تقرير وزارة الكهرباء العراقية مطلع هذا العام.

وتُذكّر هذه التطورات بأزمة مماثلة وقعت في محافظة البصرة عام 2018، حين أبرمت الحكومة المحلية اتفاقات نفطية مع شركات أجنبية، ما أثار حفيظة بغداد، وأدى إلى تدخل البرلمان لإيقافها، مشيراً إلى ضرورة اعتماد إطار قانوني موحد للثروات الطبيعية، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم.

وتنذر الصفقات الجديدة بتصعيد متجدد بين بغداد وأربيل، خاصة في ظل غياب الإرادة السياسية للتوصل إلى تفاهم دائم، ومع اقتراب انتهاء عمر الحكومة الاتحادية الحالية، تتجه الأنظار إلى ما إذا كانت هذه الملفات الشائكة سترحّل مرة أخرى إلى الحكومة المقبلة، كما جرت العادة منذ 2005.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

جالاكسي يواصل السقوط في الدوري الأميركي وخسارة «ثلاثية» لإنتر ميامي

واشنطن (أ ب)

أخبار ذات صلة رغم رحيله عن «القارة العجوز».. ميسي يتصدر «منصة الأساطير» رونالدو يتصدر قائمة فوربس للرياضيين الأعلى دخلاً

سجل ماركو ريوس هدفين ليقود فريقه لوس أنجلوس جالاكس للتعادل مع لوس أنجلوس إف سي، في مباراة التي جمعتهما اليوم، ضمن منافسات الدوري الأميركي لكرة القدم. وحتى الآن فشل جالاكسي، بطل الدوري، في تحقيق أي انتصار، حيث خسر في عشر مباريات وتعادل في أربع، وسجل 12 هدفاً، وتلقت شباكه 33 هدفاً، وهو السجل الأسوأ في الدوري، ويقدم أسوأ بداية في تاريخ الدوري الأميركي. وافتتح ريوس التسجيل في الدقيقة السادسة، عندما تصدى هوجو لوريس، حارس لوس أنجليس إف سي، ببراعة لتسديدة من جابرييل بيك خلال انفراد، لكن ريوس تابع الكرة المرتدة ووضعها داخل المرمى. وفي الدقيقة 87، سجل ريوس 35 هدف التعادل 2/2 من ركلة حرة نفذها من على حدود منطقة الجزاء. وعادل دينيس بوانجا، لاعب لوس أنجلوس إف سي، النتيجة في الدقيقة 13، عندما توغل من الجهة اليسرى، ثم سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت داخل الشباك، ليجعل النتيجة 1-1. وسجل بوانجا في ثلاث مباريات متتالية، ولديه سبعة أهداف في آخر سبع مباريات مع لوس أنجلوس إف سي. وسجل ناثان أورداز هدفه الثالث هذا الموسم، والرابع له في مسيرته، ليجعل النتيجة تقدم لوس أنجلوس إف سي 2 / 1 في الدقيقة 50. ولم يخسر لوس أنجلوس إف سي في سبع مباريات متتالية، وحقق الفوز في ست مباريات، وتعادل في أربع، وخسر في مثلها. وفي مباراة أخرى، خسر فريق إنتر ميامي بثلاثية نظيفة أمام ضيفه أورلاندو سيتي، وذلك رغم مشاركة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وسجل أهداف أورلاندو لويس مورييل وماركو باشاليتش وداجور ثورهالسون في الدقائق 43 و53 والأخيرة من المباراة. وكانت هذه الخسارة هي الثانية في آخر ثلاث مباريات لإنتر ميامي، الذي يمتلك مباراة مؤجلة، والذي حقق الفوز في ست مباريات، وتعادل في أربع، وخسر في ثلاث. في المقابل، كان هذا الفوز هو الثاني على التوالي لأوراندو، الذي فاز في ست مباريات، وتعادل في مثلها، وخسر في مباراتين.

مقالات مشابهة

  • وزير النفط: لدينا تحفظات على اتفاقات إقليم كردستان في قطاع الطاقة
  • هل يصمد النفط الأميركي في مواجهة زيادة إنتاج أوبك+؟
  • بغداد تعلن “بطلان” اتفاقيتين بين حكومة كردستان وشركتي طاقة أمريكيتين
  • بغداد: بطلان اتفاقيتين بين كردستان العراق وشركتي طاقة أميركيتين
  • النفط العراقية ترفض تعاقدات حكومة كردستان لاستثمار حقلَيْن بالسليمانية
  • رشيد يدعو إلى تشريع قانون النفط والغاز لحل الملفات العالقة بين بغداد وأربيل
  • ارتفاع أسعار النفط
  • أربيل توقّع اتفاقيات استراتيجية مع واشنطن دون تنسيق مع بغداد
  • جالاكسي يواصل السقوط في الدوري الأميركي وخسارة «ثلاثية» لإنتر ميامي