بسبب إيراد الـ«توك توك».. مسجل يقتل ابنه بالجيزة
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
شقيقة المتوفي: كنت باصرخ واقوله ارحمه هيموت فى إيدك
شقيق المتهم: أنا اللى ربتهم وكنا مستقرين وهو مسجون
حفلة ضرب وتعذيب مارسها أب على جسد ابنه الشاب، عقابا له على ذنب لم يرتكبه، حتى خارت قوى الابن، الذى لم يتحمل الضرب وفقد وعيه ليتم نقله إلى المستشفى، ويفارق الحياة بعد 3 أيام من وضعه على أجهزة التنفس الصناعي.
سنوات طويلة عاشها الشاب شادى صاحب الـ21 عاما، وشقيقته نرجس يبحثان عن والدتهما، التى تركت منزل الزوجية وهربت من بطش الزوج، الذى كان يهوى ممارسة أبشع أنواع الضرب والتعذيب على جسدها، فقررت الأم الهروب من جلادها لتنقذ حياتها وتركت أبناءها الثلاثة أصغرهم طفل 9 سنوات فريسة سهلة فى يد الأب.
يوم الجريمة أمسك الأب -عاطل- ابنه وسط الشارع فى منطقة المنيرة الغربية، واتهمه بسرقة مبلغ مالى منه وراح يصفعه على وجهه «فين الفلوس اللى اخدتها مني»، فأصيب الشاب بحالة ذهول «والله ما أخدت حاجة منك»، وظل يعتدى عليه حتى صعد به إلى الشقة.
أمام أعين نرجس الفتاة الصغيرة التى لم تكمل عامها الـ18، أحضر الأب حبل غسيل وعلق شقيقها شادى من قدميه فى مروحة السقف، ثم أمسك بعصا شمسية لها طرفان من الحديد وتتوسطهما قطعة خشب، واعتدى بها على ابنه فى مناطق مختلفة بجسده، ما أصاب الابن فى الرأس والقدمين والكتف.
لم يكتفِ الأب عديم الرحمة بتلك الضربات التى أعجزت الابن عن الحركة، وأحضر زجاجة بنزين وسكبها على وجهه فى صورة بشعة للتعذيب، ثم سكب عليه زجاجة مياه باردة أحضرها من الثلاجة حتى كاد يفقد الشاب حياته.
أمام صراخ الشاب المعلق فى السقف، وقفت شقيقته تبكى وتتوسل لوالدها بأن يرحمه، لكنه لم يرق قلبه لذلك المسكين «هعلقك مكانه لو مسكتيش»، وبعد ساعتين من الضرب والتعذيب المتواصل تعب الأب وقرر أن يستريح، واستطاعت الفتاة أن تفك قيد شقيقها وطلبت من والدها أن يتركه «أخويا هيموت حرام عليك سيبه».
وافق الأب على فك قيد الابن الذى أصبح مشوها من كثرة التعذيب، وبدأ يفقد توازنه ويفقد قدرته على النطق، وطلبت منه أن تنقله إلى المستشفى لسرعة إسعافه لكنه رفض وطلب منها شراء حقنة مسكن من الصيدلية وإعطاءها له، ما جعل جسد الشاب يتصبب عرقا لكن حالته كانت تزداد سوءا.
فى اليوم التالى توسلت الفتاة لوالدها بسرعة نقله للمستشفى فوافق على شرط أن يخبروا الأطباء بأن مجهولين اعترضوا طريقه واعتدوا عليه لسرقة التوك توك، فوافقت الفتاة وأسرعت بنقله إلى المستشفى، وهناك تم وضعه على أجهزة التنفس لصعوبة حالته المرضية.
3 أيام رقد خلالها الشاب العشرينى على سرير المرض فى العناية المركزة، يصارع الموت حتى أسلم روحه إلى بارئها، واعترفت الفتاة لعمتها بأن والدها هو من اعتدى عليه وتسبب فى وفاته.
أمام جهات التحقيق بقسم شرطة المنيرة الغربية، بقيادة المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث القسم، جلست الفتاة «نرجس» تسرد كواليس تعرضهم للتعذيب على يد الأب القاسى وأنه تسبب فى ترك والدتهم المنزل لبشاعة معاملته لها.
وقالت إن شقيقها الأصغر أحمد توفى وهو فى عمر 9 سنوات بعد أن أجبره الأب على النزول للعمل فى تلك السن الصغيرة، لكنه تعرض لحادث سير وفارق الحياة، وأن عمها وباقى الأسرة تولوا تربيتها وشقيقها شادى بعد دخول الأب السجن لمدة 6 سنوات بسبب اتجاره فى المواد المخدرة، وأنه حديث الخروج من الحبس منذ 6 أشهر فقط وكل المنطقة تخشى التعامل معه بسبب بشاعة لسانه واعتدائه على الجيران بالسب والضرب.
وأكدت الفتاة أن والدها كان كل همه هو الأموال فقد تشاجر مع شقيقها المتوفى بسبب إيراد التوك توك، وأنه السبب الحقيقى لارتكابه الواقعة، فقد كان يطلب إيرادا يوميا 300 جنيه، ويجتهد شقيقها طوال اليوم لتجميعها له، لكنه فى اليوم الأخير تلفت بطارية التوك توك ولم يتمكن من العمل ولم يحضر الإيراد، ما أثار غضب الأب وجعله يعتدى عليه.
وأضاف عم الضحية أنه يعتبر نفسه أبا للضحية وشقيقته ومنذ صغرهما يتولى تربيتهما، وكان دائم الخلاف مع شقيقه بسبب معاملته، خاصة بعد أن تركت زوجته المنزل «كان لازم تهرب لأنه كان بيعلقها ويربطها.. محدش يستحمل كدا».
وذكر أنه كثيرا ما تصدى لشقيقه، لكنه كان يعتدى عليه بالضرب، فيضطر إلى تحرير محضر ضده، لكن فى النهاية كان يتم التصالح، وأوضح أن الأسرة كانت تعيش فى سلام وهدوء طوال الفترة التى سُجن فيها شقيقه، لكن ذلك الهدوء انتهى بخروجه من السجن، وكأنه خرج ليقتل ابنه الذى يشهد الجميع بطيبة قلبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ضرب وتعذيب توک توک
إقرأ أيضاً:
لوموند: في الفاشر شاهدت عائشة شنق شقيقها وقتل زوجها واغتصاب ابنتها
كشف تحقيق لصحيفة لوموند الفرنسية تفاصيل جديدة عن واحدة من أعنف الهجمات التي شهدها السودان منذ بداية الحرب، عندما حولت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر إلى مسرح لمجازر وعمليات انتقام واسعة النطاق عقب اقتحامها أواخر أكتوبر/تشرين الأول.
وعبر شهادات مؤلمة جمعها مراسل لوموند الخاص في الدبة إليوت براشيه من الناجين الذين وصلوا إلى مدينة الدبة شمال البلاد، تكشفت خريطة جرائم شنيعة تشمل القتل من مسافة صفر، والاغتصاب والاختطاف والتعذيب، والإعدام الميداني، وتجريف الأدلة عبر حفر مقابر جماعية وحرق الجثث.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال تكشف تفاصيل حصرية بشأن خروج ماتشادو من فنزويلاlist 2 of 2وثيقة سرية أميركية: الصين قد تدمر القوات الأميركية في أي حرب على تايوانend of listوكان سكان عاصمة شمال دارفور يعيشون منذ أكثر من 550 يوما تحت حصار خانق فرضته قوات الدعم السريع -كما يقول المراسل- لكن يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول مثّل النقطة الأكثر دموية في هذا الحصار، حيث انقطع الاتصال بالكامل مع حلول الفجر، واجتاحت القوات المدينة بعنف شديد.
حاول آلاف المدنيين الفرار سيرا على الأقدام، في وقت سُدت فيه الطرق بالجثث والمباني المدمرة، تروي أسماء إبراهيم التي فقدت زوجها داخل المستشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه، أن المهاجمين اقتحموا المنازل وقتلوا الرجال والجرحى بلا تمييز، وأن المشهد على الطرق المؤدية إلى مليط كان مغطى بالجثث.
وتؤكد شهادات الناجين أن قوات الدعم السريع تعاملت مع أي رجل تحت الأربعين كمقاتل يجب إعدامه، ومع أي مدني كتابع للقوات المسلحة السودانية يستحق الإذلال أو القتل، فوجد ما بين 170 ألفا و260 ألف مدني أنفسهم عالقين داخل المدينة التي أصبحت "معسكر موت مفتوحا"، كما وصفها الناجون.
ودفعت آلاف الأسر مبالغ طائلة للمهربين الذين يرتبط بعضهم بالدعم السريع للعبور نحو مناطق أكثر أمانا -حسب المراسل- في حين تفرق عشرات الآلاف في جهات مختلفة، ولا يزال معظمهم مفقودين، وقد وصلت 400 أسرة في البداية، معظمها من النساء والأطفال مع غياب شبه تام للرجال.
وتعرضت النساء لاعتداءات جنسية شنيعة، كما فقد عدد كبير من الأطفال ذويهم، وقد سجلت المنظمات الإنسانية عشرات البلاغات عن الاغتصاب، بينها شهادة فتاة في الـ17 اغتصبت بعد قتل والدها أمام عينيها، كما يقول المراسل.
إعلانوتابع المراسل روايات الناجين، وكيف فقدت عائشة موسى شقيقها الذي عُلق على شجرة وأعدم أمامها واغتصب الجنود ابنتها، وكيف قُتل زوج عائشة عبد الله بقذيفة، وكيف لم تستطع فاطمة إبراهيم دفع الفدية لتحرير زوجها، وفقدت والدها الذي لم يعد يستطيع الوقوف، أما خديجة حسين فلا تعرف مصير أبنائها الخمسة الذين انضموا للمقاومة الشعبية المساندة للجيش.
وتحدثت الطبيبة إخلاص عبد الله عن انهيار للمستشفيات بشكل كامل، وكيف عالجت الجرحى على الأرض باستخدام منظفات منزلية بدلا من المطهرات، وعن قصف المستشفى مرارا، ومقتل المئات من الجرحى والطواقم الطبية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمعظم زملائها منذ سقوط المدينة.
وعلى طريق الفاشر الغربي، اعتقلت قوات الدعم السريع آلاف الرجال -حسب المراسل- ووصف أحد الناجين، وهو ميكانيكي من المدينة، 14 يوما من التعذيب داخل حاوية معدنية مغلقة تحت الشمس، وشاهد إعدام رجلين أمامه قبل أن يفديه أهله بفدية كبيرة.
ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل
بواسطة مني أركو مناوي
حرب إبادةويؤكد والي دارفور مني أركو مناوي أن ما جرى في الفاشر إبادة جماعية نُفذت بدعم أجنبي وسط صمت دولي كامل، كما يرى السكان أن ما حدث يتجاوز مجرد معركة عسكرية، ويقول بعضهم إن قوات الدعم السريع استهدفت الهوية الاجتماعية للسكان، وقتلت أبناء قبائل بعينها مثل الجعلية.
ورغم مطالبة مجلس الأمن برفع الحصار، لم ينفذ القرار بعد، وهو ما ربطته مصادر محلية بالعمل على طمس الأدلة عبر حرق الجثث وحفر مقابر جماعية، وبالفعل أظهرت صور الأقمار الصناعية وشهادات عدة أن قوات الدعم السريع بدأت إخفاء الأدلة بحفر المقابر، في وقت تجبر فيه آلاف المدنيين على العودة إلى الفاشر لإخراج مشاهد توزيع مساعدات إنسانية أمام الكاميرات.
وعبر الناجون عن إحساس عميق بأن العالم تخلى عنهم، تقول أسماء إن "كل ما يحدث الآن مسرحية، يريدون الإيحاء بأن شيئا لم يقع، الفاشر منسية، والعالم أغمض عينيه"، وبالفعل انهارت مدينة الفاشر بالكامل تحت حصار طويل، وجرائم لا تزال مستمرة وسط غياب أي مساءلة.