«الداخلية» تدرس استخدام الذكاء الاصطناعي في الحماية المجتمعية
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
أبوظبي - عبد الرحمن سعيد:
كشفت وزارة الداخلية، ممثلة في إدارة الرعاية والمتابعة الشرطية الاتحادية، التابعة للإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة، عن عزمها دراسة استخدام الذكاء الاصطناعي وحلول الأنظمة الإلكترونية الحديثة في عمل الحماية المجتمعية، بما يرسخ تحقيق الأهداف الاستراتيجية لتعزيز الأمن والأمان وجودة الحياة في المجتمع.
وشرح العقيد الدكتور علي مبارك الزعابي، مدير إدارة الرعاية والمتابعة الشرطية، مفهوم العقوبات الخضراء البديلة، وهي تطوير أدوات إنفاذ القانون بوسائل ذكية ومجتمعية ردعية مبتكرة، وغير تقليدية، وفق ضوابط وشروط محددة، ارتباطاً بما تسمى الفرصة الأمنية للمستهدفين في الجنح، أو المخالفات، عن طريق استخدام المراقبة الشرطية الإلكترونية، وأعمال الخدمة المجتمعية، ما ينعكس أثرها إيجابياً في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لوزارة الداخلية.
وأضاف أن الأهداف العامة للعقوبات الخضراء البديلة تكمن في تعزيز أساليب أمن المجتمع واستقراره، وترتبط بأهداف وزارة الداخلية الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز الشعور بالأمن والأمان، وتحقيق جودة الحياة في المجتمع، وتحقيق تنافسية الدولة وريادتها في مؤشراتها الأمنية والمجتمعية.
ولفت إلى مخرجات المشروع على الصعيد الأمني، والمتمثلة في منع انتقال عدوى السلوك الإجرامي بين المتهمين في مراكز التوقيف، وعلى الصعيد الاجتماعي، تتمثل في تعزيز الترابط الأسري، والضمان المعيشي، وجودة الحياة في المجتمع، وعلى الصعيد المالي، تتمثل في توفير النفقات المالية على موازنة وزارة الداخلية، وتسخيرها في خطط التطوير والاستدامة الأمنية في مكافحة الجريمة والحد منها، وعلى المستوى الاستراتيجي، تتمثل في تحقيق تنافسية الدولة وريادتها في مؤشراتها الأمنية والمجتمعية.
وذكر أن تطوير أدوات التنفيذ عن طريق استخدام أجهزة الذكاء الاصطناعي والأجهزة الإلكترونية الحديثة والتي تتلاءم مع الفئات المستهدفة، سواء كانوا أحداثاً، أو نساء، أو بالغين، وفقاً لطبيعة التهمة، تعزز سرعة تدفق البيانات وتحليلها وأتمتها، وتساعد في توفير النفقات المالية واستغلال الوقت والجهد والموارد بطرق أكثر نفعاً، ما يترتب عليه استمرارية مخرجات المشروع الاستراتيجي التحولي.
وعن الدور الذي يجب أن تلعبه الأسر والمؤسسات وفقاً لهذا المشروع، أوضح العقيد الزعابي، أن الأسر هي خط الدفاع الأول لحماية الأبناء والأفراد من الجنوح، أو العودة للجرمية، وأن مؤسسات المجتمع المدني هي إحدى أدوات المشروع، خصوصاً ما يتعلق بأعمال الخدمة المجتمعية التي أقر منهجيتها قرار مجلس الوزراء رقم (41) لسنة 2017 لتصبح تلك المؤسسات داعمة وشريكة استراتيجية في تحقيق المؤشرات الاستراتيجية المرتبطة بالمشروع، على الصعيد الأمني والمجتمعي، وتلعب المؤسسات المجتمعية والأسر دوراً مهماً في عملية الدمج المجتمعي، وضبط سلوك الأفراد الخاضعين لهذا المشروع التحولي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات وزارة الداخلية الذكاء الاصطناعي
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: الذكاء الاصطناعي القادم لن يكرّر.. بل يبتكر
في عصرٍ تتسابق فيه الابتكارات وتتجاوز حدود الخيال يوماً بعد يوم، يطلّ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي، برؤية جديدة تقفز نحو مستقبل يعيد تعريف معنى التفكير والإبداع. في مقال حديث بعنوان "التفرّد اللطيف" يضع ألتمان تصورًا جريئًا: ليس فقط أن الذكاء الاصطناعي سيفهم العالم، بل سيبدأ قريبًا باكتشافه من جديد. أنظمة قادرة على طرح أفكار غير مسبوقة، صياغة فرضيات علمية، وتوليد رؤى لم تخطر حتى على عقول كبار الباحثين.
اقرأ أيضاً.. سام التمان: "أوبن إيه آي" ليست شركة عادية ولن تكون كذلك أبداً
مستقبل الذكاء الاصطناعي كما يتصوره ألتمان
عرض الرئيس التنفيذي لشركة أوبن ايه آي،، سام ألتمان، في مقاله الجديد بعنوان "التفرّد اللطيف"، رؤيته للمستقبل القريب الذي سيرتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور الذكاء الاصطناعي. وكما هي عادته، قدّم ألتمان تصورًا مستقبليًا طموحًا حول الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، مشيرًا إلى أنه بات قريبًا من التحقق، مع حرصه على التقليل من وطأة توقيت وصوله الفعلي.وفق موقع "تك كرانش" المتخصص في موضوعات التكنولوجيا.
يركز المقال على أن الأعوام الخمسة عشر المقبلة ستشهد تحوّلًا جذريًا في مفاهيم العمل والطاقة وغيرها من الشؤون التي تخص المجتمعات، بفضل أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تقديم رؤى جديدة وغير مسبوقة. ويعتقد ألتمان أن العام 2026 قد يكون لحظة محورية، حيث من المرجّح أن تظهر أنظمة قادرة على توليد أفكار مبتكرة ومفاهيم لم يصل إليها البشر بعد.
الذكاء الاصطناعي كمولّد للرؤى الجديدة
يشير ألتمان إلى توجه واضح داخل أوبن ايه آي، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لا تكتفي بفهم المعلومات أو تنظيمها، بل تتخطى ذلك إلى توليد أفكار جديدة أصيلة. وقد ألمح الشريك المؤسس ورئيس أوبن ايه آي،، غريغ بروكمان، في أبريل الماضي إلى أن نماذج o3 وo4-mini تم استخدامها بالفعل من قبل العلماء لتوليد أفكار مفيدة وجديدة.
هذا التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي القادر على الإبداع النظري لا يقتصر على أوبن ايه آي، وحدها، بل أصبح هدفًا مشتركًا لدى العديد من الشركات المنافسة.
سباق الاكتشاف العلمي بين شركات الذكاء الاصطناعي
في مايو الماضي، نشرت شركة جوجل ورقة علمية حول "AlphaEvolve"، وهو وكيل برمجي يقدم حلولاً رياضية مبتكرة. وفي الشهر نفسه، أعلنت شركة "FutureHouse"، المدعومة من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل، إيريك شميدت، أن أداتها الذكية نجحت في تحقيق اكتشاف علمي حقيقي. أما شركة Anthropic فقد أطلقت مبادرة لدعم البحث العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تسعى هذه الشركات، إن نجحت، إلى أتمتة أحد أهم جوانب العملية العلمية: توليد الفرضيات، مما قد يمكنها من اختراق مجالات صناعية ضخمة مثل اكتشاف الأدوية، وعلوم المواد، وغيرها من التخصصات ذات الطابع البحثي العميق.
الصعوبات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع
بالرغم من التقدّم، لا يزال المجتمع العلمي متحفظًا تجاه قدرة النماذج الحالية على توليد رؤى أصلية. كتب توماس وولف، كبير العلماء في Hugging Face، مقالًا أوضح فيه أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال عاجزة عن طرح الأسئلة العظيمة، والتي تُعد أساس أي اختراق علمي كبير.
كما صرّح كينيث ستانلي، وهو باحث سابق في أوبن ايه آي، ويقود الآن شركة "Lila Sciences"، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن النماذج الحالية لا تمتلك حسًّا حقيقيًا بما هو إبداعي أو مثير للاهتمام، وهي خاصية ضرورية لتوليد فرضيات جديدة ذات قيمة.
ما يمكن أن يحمله المستقبل القريب
إذا تحققت توقعات ألتمان، فإن العام 2026 قد يمثل لحظة فاصلة تنتقل فيها أنظمة الذكاء الاصطناعي من أدوات تحليلية إلى شركاء فاعلين في إنتاج المعرفة العلمية. هذا التحوّل قد يغيّر شكل الأبحاث في مجالات مثل الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء الحيوية، وحتى الفلسفة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في الوصول إلى نماذج قادرة على طرح أفكار غير متوقعة أو بديهية أو ربما قابلة للاختبار والتجريب وقادرة على فتح آفاق جديدة للفهم البشري.
مقال سام ألتمان لا يُعد مجرد تأمل في المستقبل، بل يُحتمل أن يكون إشارة إلى خارطة طريق تسير عليها أوبن ايه آي، في المرحلة المقبلة.
والسؤال المفتوح الآن هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح يومًا ما شريكًا فكريًا حقيقيًا للإنسان في رحلته لفهم العالم؟.
لمياء الصديق (أبوظبي)