إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

وقّع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس الجمعة اتفاقا أمنيا تناهز قيمته "3 مليارات يورو" كمساعدات عسكرية "إضافية" لكييف.

يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الجيش الأوكراني صعوبات في وجه القوات الروسية مع استمرار تعثر المساعدة الأمريكية.

 لكن جولته الأوروبية التي بدأها من برلين هيمن عليها إعلان وفاة المعارض الروسي ألكسي نافالني في السجن، الأمر الذي صعد التوتر بين موسكو والغرب.

وتعليقا على وفاة نافالني، شدد زيلينسكي على وجوب "محاسبة (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) على جرائمه"، فيما رأى ماكرون أن روسيا تحكم بالإعدام على "أصحاب الفكر الحر" وأكد المستشار الألماني أولاف شولتز ان المعارض الروسي "دفع حياته ثمنا لشجاعته".

   ويقوم الرئيس الأوكراني بجولة على حلفائه الأوروبيين فيما يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث في 24 الجاري. وقد وصل مساء الجمعة إلى مطار أورلي في باريس آتيا من برلين.

   وقالت الرئاسة الفرنسية إن هذا الاتفاق "الذي مدته عشرة أعوام يتضمن التزامات محددة، منها مالية" في المجالين العسكري والمدني. كما يلحظ تعزيز "التعاون في مجال المدفعية".

   وأضافت أن "الدعم المقدم إلى أوكرانيا سيساعدها خصوصا في عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

   وكان زيلينسكي وقع في وقت سابق مع المستشار الألماني اتفاقا أمنيا وصف بأنه "تاريخي". وأكد شولتز عزم بلاده على دعم أوكرانيا "طالما اقتضى الأمر ذلك" في وجه الهجوم الروسي.

   وأضاف في مؤتمر صحافي مع زيلينسكي، "بالطبع، نأمل جميعاً أن تنتهي هذه الحرب الوحشية قريباً... لكننا نرى أيضاً أن روسيا ليست مستعدة لسلام عادل ودائم". 

   وبالإضافة إلى هذا الاتفاق، أعلنت ألمانيا عن تخصيص مساعدات عسكرية فورية جديدة بقيمة 1,13 مليار يورو لأوكرانيا، تركز على المدفعية التي تحتاج إليها بشدة لصد الهجوم الروسي.

    دعم طويل الأمد 

   من المفترض أن تمنح هذه الاتفاقيات الأمنية ضمانات لكييف بدعم طويل الأمد، في انتظار احتمال انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي. وكانت المملكة المتحدة أول من أبرم اتفاقا كهذا مع أوكرانيا لمناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لكييف في 12 كانون الثاني/يناير.

   وخلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس في تموز/يوليو 2023، خيّبت الدول الأعضاء ولا سيما الولايات المتحدة وألمانيا، توقعات كييف والكثير من دول أوروبا الشرقية بعدم تحديد جدول زمني لانضمام أوكرانيا.

   إلا أن القوى العظمى المنضوية ضمن مجموعة السبع، التزمت بتقديم الدعم العسكري لكييف "على المدى الطويل" عبر اتفاقات أمنية. وانضمّت خمس وعشرون دولة أخرى إلى هذه المبادرة، مثل بولندا.

   وتشمل التعهدات المحتملة خصوصا مد كييف بعتاد عسكري يتماشى مع ذلك المتوافر في حلف شمال الأطلسي وتدريب قوات أوكرانية وتعزيز صناعات الدفاع في البلاد.

 لقاء مع كامالا هاريس

  وسيواصل فولوديمير زيلينسكي جهوده الدبلوماسية السبت في مؤتمر ميونيخ للأمن. ويلقي خطاباً في إطاره ويجري بعدها لقاءات ثنائية عدة من بينها واحد مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي تقود هذه السنة الوفد الأمريكي الكبير إلى هذا المؤتمر الملقب "دافوس الدفاع".

   وينتظر مشاركة نحو 180 مسؤولا حكوميا رفيع المستوى في المؤتمر من بينهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ووزير الخارجية الصينية وانغ لي.

   وتنتظر كييف منذ أشهر إقرار مساعدة حاسمة بقيمة 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لكن المعارضة الجمهورية تعرقلها بدفع من الرئيس السابق دونالد ترامب. وأقرّت حزمة المساعدات هذه قبل فترة قصيرة في مجلس الشيوخ إلا انها معطلة في مجلس النواب.

   واعتبرت كامالا هاريس الجمعة في ميونيخ أن الفشل في رصد مساعدة جديدة لكييف في الكونغرس سيكون بمثابة "هدية لبوتين"، في إشارة إلى الرئيس الروسي.

   وقالت "سنجهد للحصول على الأسلحة والموارد الأساسية التي تحتاج إليها أوكرانيا، واسمحوا لي بأن أكون واضحة، إذا لم نقم بذلك (فهذا يعني) أننا نقدم هدية إلى فلاديمير بوتين".

   وستكون أوكرانيا في صلب مناقشات المؤتمر إلا أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة والكارثة الإنسانية فيه واحتمال توسع النزاع إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط، كلّ ذلك سيحتل حيّزاً كبيراً أيضاً.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل ألكسي نافالني ريبورتاج إيمانويل ماكرون فولوديمير زيلينسكي ألكسي نافالني فلاديمير بوتين روسيا أوكرانيا الاتحاد الأوروبي ريشي سوناك حلف شمال الأطلسي كامالا هاريس أنتوني بلينكن المفوضية الأوروبية جو بايدن دونالد ترامب فرنسا أوكرانيا روسيا ألكسي نافالني فولوديمير زيلينسكي أولاف شولتز كامالا هاريس إيمانويل ماكرون للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل كرة القدم غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا شمال الأطلسی

إقرأ أيضاً:

«إعادة إعمار أوكرانيا».. 700 مليون يورو لتدريب 180 ألف كادر

برلين (وكالات)

أخبار ذات صلة تحطم طائرة روسية ومصرع طاقمها زيلينسكي يصل إلى برلين للقاء شولتس الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن تفاؤل حذر بشأن عقد مؤتمر سلام من أجل أوكرانيا في سويسرا في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقال شولتس، أمس، في مؤتمر مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين: «سنناقش المبادئ من أجل سلام عادل ودائم هناك».
وذكر شولتس: «هذه ليست مفاوضات بعد لإنهاء الحرب؛ لأنه من أجل ذلك سيتعين على روسيا أن تبدي استعدادها لإنهاء هذه الحملة وسحب القوات».
وأضاف شولتس: «لكن ربما يمكن العثور على سبيل لإطلاق عملية يكون لروسيا خلالها مقعد إلى الطاولة أيضاً في يوم ما». 
وفي الأثناء، أطلقت ألمانيا وأكثر من 50 منظمة دولية ودولة وشركة في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا المنعقد في العاصمة الألمانية برلين مبادرة لتدريب 180 ألف كادر فني لإعادة إعمار البلاد.
وقالت سفنيا شولتسه وزيرة التنمية الألمانية المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أمس: «بهذه الطريقة نقدم دعماً مهماً لأوكرانيا في أوقات الحرب وفي إعادة الإعمار».
وسيخصص أعضاء تحالف الكوادر الفنية «تحالف المهارات لأوكرانيا» لإعادة الإعمار أكثر من 700 مليون يورو لهذا الغرض.
ومن المقرر أن يستمر البرنامج لمدة ثلاث سنوات، ويستهدف بشكل خاص الشباب والنازحين داخلياً والنساء.
ومن المتوقع أن يحضر حوالي 2000 ممثل من الأوساط السياسية وقطاع الأعمال والمنظمات الدولية مؤتمر إعادة الإعمار الذي تستمر فعاليته حتى اليوم الأربعاء. والمؤتمر لا يهدف إلى جمع أموال لإعادة الإعمار، بل يتعلق بتحقيق التواصل بين الجهات الفاعلة ذات الصلة.
ويرى رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر أن مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في برلين يمثل إشارة مهمة للشعب الأوكراني.
وقال شتاينر، أمس في تصريحات لمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية الإذاعية: «في خضم حرب مثل هذه من المهم للغاية أن يكون لدى الناس شعور بأن هناك أملاً في المستقبل»، مضيفاً أن المؤتمر في برلين سيؤكد مجدداً الدعم العالمي الهائل الذي تتلقاه أوكرانيا، موضحاً أن الأمر يتعلق بمنظور مستقبلي مشترك.
وأشار شتاينر أيضاً إلى النازحين داخلياً، موضحاً أن هناك 3.7 مليون أوكراني فروا داخل بلدهم، وحاولوا بناء حياة جديدة لأنفسهم.
وقبل بدء المؤتمر، أكدت وزيرة التخطيط العمراني الألمانية كلارا جيفيتس أيضاً أهمية إشارة الدعم المنبثقة من المؤتمر، وقالت: «الأمر يتعلق  بمسألة إرسال إشارة واضحة للغاية بأننا نقف إلى جانبكم في إعادة إعمار أوكرانيا».
على الصعيد الميداني، أعلنت روسيا أمس سيطرتها على قريتين إضافيتين في شرق أوكرانيا، لتواصل تقدمها البطيء الذي بدأته قبل أشهر في مواجهة جيش يفتقر إلى العديد والعتاد.
وقالت وزارة الدفاع، إن القوات الروسية سيطرت على مياسوجاريفكا في منطقة لوغانسك (شرق) وتيمكيفكا في منطقة خاركيف (شمال شرق)، وهما قريتان صغيرتان تقعان على الجبهة.
واستعاد الجيش الروسي قبل أشهر الإمساك بزمام الأمور وحقق مكاسب على الجبهتَين الشرقية والجنوبية، لكن دون أن يحقق أي تقدم فعلي.
وكانت موسكو أعلنت أول أمس سيطرتها على قرية في أحد القطاعات النادرة التي أحرزت فيها القوات الأوكرانية تقدماً خلال هجومها المضاد الصيف الماضي.
وأعلنت موسكو الأسبوع الماضي أن قواتها سيطرت على 880 كيلومتراً مربعاً في أوكرانيا منذ بداية 2024 وعلى خمسين بلدة.
كما شنت هجوماً في منطقة خاركيف (شمال شرق) في العاشر من مايو، واستولت على العديد من المواقع قبل أن توقفها التعزيزات التي أرسلتها كييف.
وتواجه القوات الأوكرانية نقصاً في عدد المجنّدين الجدد والأسلحة بسبب أشهر من المماطلة في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
ويأتي ذلك فيما بدأ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة لألمانيا أمس لطلب المزيد من المساعدة من حلفائه الأوروبيين، قبل قمتين حاسمتين لأوكرانيا هذا الأسبوع، «مجموعة السبع» في إيطاليا ومؤتمر السلام في سويسرا.
وطالب الرئيس الأوكراني بشكل عاجل بمزيد من دعم الشركاء الدوليين في ما يتعلق بأنظمة الدفاع الجوي وإعادة بناء البنية التحتية للطاقة.
وقال زيلينسكي أمس في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار بلاده في برلين: «نحتاج إلى سبعة أنظمة باتريوت إضافية على الأقل لحماية مدننا الكبيرة في المستقبل القريب». 
وشكر زيلينسكي، الذي كان خطابه غالباً ما يقاطع بالتصفيق، شخصياً المستشار أولاف شولتس عدة مرات على دعمه حتى الآن عبر توريد أنظمة مضادة للطائرات. وقد سلمت ألمانيا بالفعل نظامين من طراز باتريوت لأوكرانيا، ووعدت بتسليم نظام آخر، ويتم حاليا تدريب الجنود الأوكرانيين عليه. 
ودعا زيلينسكي إلى تقديم المزيد من الدعم لإعادة بناء البنية التحتية للطاقة، مشيراً إلى أنه تم تدمير تسعة جيجاوات من الطاقة الأوكرانية خلال الهجمات، مشيراً إلى أنه في الشتاء الماضي بلغت ذروة استهلاك الطاقة 18 جيجاوات، وقال: «هذا يعني أنه لم يعد لدينا نصف ما يلبي الاحتياج»، مضيفاً أنه تم تدمير 80% من محطات التدفئة وثلث محطات الطاقة الكهرومائية، مشيراً إلى أن بوتين يستهدف أيضاً مرافق تخزين الغاز. 
وأكد زيلينسكي أن إعادة الإعمار ستفيد الجميع، وقال: «من دون استثماراتكم وبدون قروض، ربما لن ننجح».
ووصف زيلينسكي أنه من المهم للغاية ضرورة ضمان إمدادات الطاقة حتى الشتاء المقبل، مضيفاً أن أوكرانيا تعرف كيف يمكن تدبير الأمر».
ودعا زيلينسكي مجدداً إلى دعم بلاده في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، موضحاً أن كييف استوفت بالفعل جميع المتطلبات اللازمة لبدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد، وأضاف: «يجب أن يكون شهر يونيو هذا هو الوقت الذي يحدد فيه إطار التفاوض وبدء المحادثات نفسها».

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يؤكد شروط أوكرانيا لإنهاء الحرب وأميركا تعتزم دعمها بالباتريوت
  • الأرجنتين تبحث مع فرنسا نقل مقاتلات "غير صالحة" من طراز Super Etendard لأوكرانيا
  • البيت الأبيض يرفض تأكيد صحة معلومات عن تزويد كييف بمنظومات باتريوت إضافية
  • «إعادة إعمار أوكرانيا».. 700 مليون يورو لتدريب 180 ألف كادر
  • نواب اليمين واليسار المتشددَين في ألمانيا يقاطعون خطابا لزيلينسكي (شاهد)
  • زيلينسكي ينتظر قرارات إيجابية من أوروبا بتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي
  • الرئيس البولندي يدعو للبدء بسرعة في إجراءات انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • واشنطن تعلن عن مساعدات إضافية للفلسطينيين بملايين الدولارات
  • الرئيس البولندي يدعو إلى البدء بسرعة في إجراءات انضمام أوكرانيا إلى الناتو
  • روسيا تعلن تحقيق مكاسب ميدانية جديدة قبل قمتين حاسمتين لأوكرانيا