صرَّح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية، بأن سامح شكري، مع وزيري خارجية السعودية وبلجيكا في أعمال الجلسة النقاشية المعنونة "نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحديات خفض التصعيد"، والتي عُقِدت على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

وكشف المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن وزير الخارجية أكد في حديثه خلال الجلسة على مخاطر انهيار المنظومة الإنسانية في قطاع غزة، والمسئولية القانونية والإنسانية والسياسية التي يتحملها المجتمع الدولي في إطار القرارات الدولية ذات الصِلة من أجل تسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كامل وآمن ومستدام، ومنها قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠، مشدداً على ضرورة تكثيف التحركات الدولية من أجل تفعيل العمل بالآلية الأممية المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن لتسهيل ومراقبة وتنسيق عملية إدخال المساعدات، وكذا إزالة المعوقات الإسرائيلية لتحقيق التنفيذ الكامل لبنود القرار.

وذكر السفير أحمد أبو زيد، أن الوزير شكري ندد كذلك بعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب اللإنسانية التي تشنها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، في تجاهل تام وانتهاك صارخ لكافة أحكام القانون الدولي الإنساني، منوهاً إلى أن الممارسات الإسرائيلية لخلق قطاع غير مأهول للحياة في غزة، والمحاولات الرامية لتنفيذ التهجير القسري ضد الفلسطينيين من أراضيهم أو تصفية القضية الفلسطينية، جميعها تهدد بشكل مباشر أسس الاستقرار في المنطقة.

وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية من العواقب الجسيمة التي تكتنف أية عمليات عسكرية في مدينة رفح - الملاذ الأخير لحوالي ١،٤ مليون نازح فلسطيني - وتداعياتها التي تتجاوز كافة حدود المفاهيم الإنسانية والقوانين الدولية، منوهاً كذلك إلى أن حدوث مثل هذا السيناريو من شأنه أن يؤثر على الأمن القومي المصري، ويؤدي إلى أضرار لا يُمكِن إصلاحها ستلحق بالسلم والأمن في الشرق الأوسط.

وأردف السفير أبو زيد، بأن الوزير شكري تناول التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة جراء زيادة التوترات على خلفية الحرب الإسرائيلية ضد غزة، ومنها على الساحة اللبنانية، وفي العراق، وتهديدات أمن الملاحة في البحر الأحمر، مشيراً إلى ضرورة الحد من الأزمة في غزة ووقف إطلاق النار، وإنفاذ التهدئة وتبادل المحتجزين في أقرب وقت، والحيلولة دون توسيع دائرة العنف والصراع لأجزاء أخرى في المنطقة.

 واختتم وزير الخارجية حديثه مشيراً إلى انخراط مصر في العديد من المناقشات التي تهدف لحل هذه الأزمة من جذورها، وتحقيق التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، مؤكداً أن السلام الشامل لن يتحقق سوى من خلال تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، متصلة الأراضي والقابلة للحياة، على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفير احمد ابوزيد وزير الخارجية الخارجية المصرية السعودية

إقرأ أيضاً:

الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟

منذ أن لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية توجيه ضربات عسكرية لإيران، تباينت مواقف مراكز الفكر في الغرب بين من استنكر التوقيت في الوقت الذي كانت طهران على طاولة التفاوض مع واشنطن، ومن استبعد الجدية، ومن رأى فيها مناورة ضغط.

مجموعة الأزمات الدولية اعتبرتها ورقة مساومة سياسية. معهد بروكنغز وصفها بـ “اللعب بالنار”. مركز ستراتفور انتقد “غياب المنطق الاستراتيجي الظاهر”.

وفي لحظة حاسمة بين التفاوض والتصعيد، وجهت الولايات المتحدة ضربات دقيقة لإيران، فانشغل المحللون بإحصاء الخسائر والمكاسب، بينما غابت عن المشهد ثلاث ركائز حاسمة في فهم سلوك واشنطن: الفوضى كأداة، الأمن كمنتج سياسي، وإيران كوسيلة لا كغاية.

بعد تنفيذ الضربات، تغيّر المشهد قليلاً، لا لسبب جوهري، بل لأن الجميع أدرك متأخرًا أن واشنطن كانت تعي كل ما ذهبوا إليه، لم يكن خافياً عنها، وأن الإدارة الأمريكية كانت جادّة بما يكفي لإيصال رسالتها… لكن لمن؟

تركزت خلاصة قراءة المتفاعلين مع المشهد ومن انبرى لتحليل جوانبه في أن: الضربات لن تغيّر السلوك الإيراني بصورة حاسمة، والمصالح الأمريكية لم تكن مهدّدة بما يبرّر التصعيد، كما أن الاستقرار الإقليمي بات اليوم أكثر هشاشة.

ورغم صحة هذا التوصيف الجزئي، فإن الأغلبية أغفلت السياق الكامل:

أمريكا لا تصنع الأمن بانتهاء الفوضى، بل بتحكّمها في الفوضى.

عبر العقود، لم تكن الولايات المتحدة تبحث في الشرق الأوسط عن “حلول دائمة”، بل عن ترتيبات مؤقتة طويلة الأمد، تُبقي الجميع في حالة اعتماد دائم، وتمنحها وحدها هامش التدخل، أو التهديد به، دون تكلفة مباشرة.

وهذه الضربات وإن استهدفت إيران عسكرياً؛ إلا أن إيران هنا ليست الهدف؛ بل الأداة، أداة تحتاجها أمريكا بشدة لتكون: عدواً دائماً مناسباً لتبرير صفقات السلاح والخطط الأمنية، وتهديداً محسوباً يُستخدم لإعادة ضبط علاقات واشنطن مع الخليج وإسرائيل، وورقة تفاوض توظّفها أمريكا داخليًا وخارجيًا لإثبات هيمنتها.

الضربات الأخيرة لا ينبغي قراءتها من حيث نتائجها العسكرية المباشرة، بل من حيث دورها في إدارة مركّب أمني تصنعه واشنطن بمهارة بين نيران الفوضى وظلال الردع.

الشرق الأوسط – كما تريده واشنطن – ليس بحاجة إلى سلام دائم، بل إلى توازن متقلّب يحكمه غياب البدائل.

أبرز أدوات هذا المركب: تغذية هشاشة دائمة: لا انهيار شامل، ولا استقرار كلي، بل بيئة رمادية تُبقي الجميع في حاجة إلى “الراعي الأمريكي”.

أيضاً تحييد الخصوم دون إسقاطهم: إيران تُضعَف باستمرار، لكنها لا تُستأصل؛ فهي ضرورية كخصم وظيفي، وإبقاء الحلفاء في موقع الحاجة: فدول الخليج وإسرائيل يطلبون المساعدة، لا الاستقلال الأمني.

والأهم هو نقل الرسائل للعالم عبر صدى الضربات: إذ الضربات العسكرية ضد إيران ليست سوى إشارة أعلى لروسيا والصين: “بأننا نحن هنا، وسلاحنا يصل إلى أبعد من حلفائنا، دون أن تصل الردود إلى مصالحنا”.

هذه ليست أول مرة تمارس فيها واشنطن هذا النوع من الردع الرمزي المحسوب، لكن تكراره في زمن ما بعد الأحادية القطبية يكشف عن تحول في نمط التفكير: الهيمنة لا تتحقق بالسيطرة، بل بامتلاك أدوات ضبط الفوضى.

في فكر كيسنجر: “الدبلوماسية لا تنجح بغياب الحرب، بل بوجود إمكانية دائمة لها دون أن تقع”. هذه هي بالضبط معادلة واشنطن اليوم.

قد تخرج وجهة النظر هذه عن السياق المألوف كونها لا تكتفي بتوصيف الفعل العسكري، بل تحاول على استحياء الغوص لفهم ما وراءه، لعلنا نفكك منظومة إنتاج الأمن من داخل الفوضى، ونستبين كيف تُحوّل أمريكا هشاشة المنطقة إلى ذراع استراتيجية متعددة الوظائف، وتضع الضربات في سياق جيوسياسي عالمي يتجاوز إيران نفسها.

بكلمة أخرى، هذا ليس تحليلًا لضربة عسكرية نعدد فيها الأضرار ونستعرض التقنيات المستخدمة؛ بل هي محاولة لفهم  تفكير وسلوك قوة عظمى تستخدم الفوضى كأداة دبلوماسية هجومية، ترسل بها رسائل متعددة، في اتجاهات متباعدة، بلغة واحدة:

واشنطن ما تزال تملك زمام التوازن؛ حتى في قلب العاصفة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • ضياء رشوان: الحرب الإيرانية الإسرائيلية أفشلت مخطط نتنياهو للشرق الأوسط
  • حرب الـ12 يوما.. هل تأثر القطاع السياحي في مصر بالمواجهات الإيرانية - الإسرائيلية؟
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • وزير الصحة الإيراني: مقتل 606 أشخاص منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية
  • إنجازات ZOI في مشاريع الربط تعزز مكانة المنطقة كمركز رقمي عالمي لتمكين المؤسسات في التوسع والابتكار
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • الخارجية القطرية تستدعي السفير الإيراني بعد الهجوم على قاعدة العديد الجوية
  • وزير الخارجية الأسبق: غزة أصبحت فريسة سهلة لإسرائيل بسبب الانشغال بالحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟
  • أين توجد القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية في الشرق الأوسط؟