لبنان ٢٤:
2025-12-11@05:59:49 GMT

ما الجديد في كلام نصرالله؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ما الجديد في كلام نصرالله؟

بغض النظر عن الرسائل المتروكة للميدان التي تضمنتها الكلمة الأخيرة للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وفيها أكثر من معطىً جديد، ومن بينها قدرة "المقاومة الإسلامية" على قصف إيلات، فإن الرسائل السياسية إلى الداخل اللبناني كانت لافتة، خصوصًا عندما تحدّث عن الانتخابات الرئاسية من ضمن حديثه عن الوضع اللبناني الداخلي، وفيه أربع نقاط لا بدّ من التوقف عندها، لأن لها مدلولاتها العميقة في هذا الظرف المفصلي، الذي يمرّ فيه لبنان، وهو المهدّد في كل لحظة بعدوان إسرائيلي محتمل ومتوقع، على رغم ما يُبذل لتجنيب لبنان تجرّع هذه الكأس.

  ومن بين النقاط اللافتة في حديث نصرالله، والتي يمكن أن يُستنتج منها الكثير من المعطيات، تأسيسًا للمرحلة المقبلة، هي:   أولًا: لا توجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية، لأنها مرسّمة، وان أي مفاوضات ستكون على قاعدة "اخرجوا من ارضنا اللبنانية"، وأن الترسيم البرّي يختلف عن الترسيم البحري، من حيث الظروف الطبيعية، التي أملت على "حزب الله" موافقته من "تحت الطاولة" على الترسيم البحري. ولولا هذه الموافقة لما كان هذا الترسيم قد أبصر النور باعتراف الأميركيين أنفسهم، الذين لعبوا دور الوسيط، عبر المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين.   أمّا ما يُحكى عن أن الترسيم البرّي المرسّم في الأساس فسيتم التفاوض في شأنه بغياب رئيس الجمهورية وإعطاء الدور الأول لرئيس مجلس النواب نبيه بري فنفاه نصرالله في كلامه غير المشفرة رسائله الداخلية، وإن كان بعض السياسيين القريبين من "التيار الوطني الحر" يحاولون "التمريك" على "الحزب" والرئيس بري في مسألة تغييب دور رئيس الجمهورية في الصلاحيات المعطاة له في الدستور، وذلك على خلاف ما تمّ احترامه في الترسيم البحري، حيث أصرّ "حزب الله" على أن يوقعّ على الاتفاق الرئيس ميشال عون قبل أيام من انتهاء ولايته.   ثانيًا: إن لا "حزب الله" ولا حركة "امل" ولا أي فصيل يشارك اليوم على الجبهة يتحدث عن فرض رئيس جمهورية او تعديل بالحصص او النظام السياسي على ضوء الجبهة، وأن الاستحقاق الرئاسي غير مرتبط بالحرب على غزة، والدليل أن الشغور الرئاسي قائم قبل أن تندلع هذه الحرب، وهو له علاقة بتوافق داخلي ليس إلاّ.   وتسأل أوساط سياسية لا تزال تعتقد أن ما يحول دون التوافق الداخلي على انتخاب رئيس للجمهورية هو موقف "حزب الله"، الذي يرفض أن يتخّلى عن مرشحه الوحيد، وهو رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، مقابل تخّلي فريق "المعارضة" عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، والذهاب إلى خيار ثالث، وهذا ما تعمل عليه "اللجنة الخماسية" من دون أن تلقى تجاوبًا من قِبل "حزب الله".   وتضيف هذه الأوساط أنه بمجرد أن يقبل "حزب الله" بالذهاب إلى خيار ثالث يصبح للبنان رئيس. أمّا إذا بقي مصرًّا على رفض أي رئيس غير فرنجية فإن الشغور الرئاسي سيبقى هو الطاغي في المشهد السياسي، في ضوء الحديث عن أن مجلس النواب الحالي لن يستطيع أن ينتخب رئيسًا للجمهورية، أي أن عمر الشغور سيمتد إلى سنة 2026.   ثالثًا: إن سلاح "المقاومة" هو لحماية لبنان فقط، وليس لأي أمر آخر، وأن أحداث 7 أيار سنة 2008 لم تكن سوى لحماية "المقاومة" على عكس ما يروج له البعض، الذي لا يزال يصرّ على رفضه هذا السلاح حتى ولو لم يُستعمل في الداخل، ولكنه يرى أنه بمجرد أن يكون لأي جهة لبنانية سلاح مقابل جهات أخرى لا تملك حتى "عويسية" فإن ميزان القوى الداخلي يهتز ويختّل، لأن الغلبة في الرأي تكون عادة لمن لديه فائض من القوة.     رابعًا:" نطالب بأن يكون الجيش قوياً وقادراً على حماية لبنان، لكن اميركا هي التي تمنع ذلك". إلاّ أن ما تراه جهات أخرى يخالف هذه النظرية، وهي ترى أنه لولا المساعدات اللوجستية، التي تقدّمها الولايات المتحدة الأميركية للجيش لما كان في استطاعته أن يقوم بالمهمات الكثيرة، التي يقوم بها في الداخل وعلى الحدود الشمالية – الشرقية.
خلاصة الكلام، الذي يطول، أن ما بين "حزب الله" والقوى المناهضة له من فوارق في الرؤية والتفسير لا يزال يحول دون الوصول إلى برّ الأمان الرئاسي كمعبر إلزامي للولوج إلى ممرات آمنة أخرى في السياسة والاقتصاد والأمن.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل

قالت دار الإفتاء المصرية إن هناك جماعة من الفقهاء المحققين الذين أجازوا اتخاذَ التماثيل إذا لم يُقصَد بها العبادة، ونصوا على أن تحريم التماثيل الوارد في الشرع إنما جاء سدًّا لذريعة عبادتها، وحسمًا لمادة تقديسها، فأما المجسمات على صور الحيوانات والبشر التي لا تُتَّخَذُ للعبادة فلا تحرم، فالنهي عن اتخاذ التصاوير والتماثيل التي على هيئة ذوات الروح وعن صناعتها، لم يكن لكونها محرمة في ذاتها.

التماثيل


ومن المقرر أن سُنة الله في خلقه جرت على أن جعلهم شعوبًا وقبائل، وأقام الاختلاف بينهم في العاداتِ، والأعرافِ، والبيئاتِ، والعلومِ؛ ليتعارفوا ويتكاملوا فيما بينهم كأغصان شجرةٍ واحدة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

التعارف من سنن الله في خلقه

ولا يوجد مانع شرعًا من إقامة المتاحف المعبرة عن الحضارة والتاريخ، والتي تعدُّ وسيلة من وسائل التعليم والتثقيف، وأما النهي الشرعي عن إقامة التماثيل وصناعتها فمخصوصٌ بحالة قصد مضاهاة خلق الله تعالى، أو اتخاذها للعبادة من دونه سبحانه مما يبعد عن مقاصد إقامة تلك المتاحف، ولا مانع أيضًا من عرض التماثيل والصور المجسمة فيها بغرض عرض التاريخ، وكذا لا مانع من الزيارة للمشاهدة والاتعاظ والاعتبار والتعلُّم من آثار السابقين وعلومهم وحضاراتهم.

قال الإمام ابن عجيبة في "البحر المديد" (5/ 434، ط. الدكتور حسن عباس زكي): [الشعوب: رؤوس القبائل.. سُمُّوا بذلك لتشعُّبهم كتشعُّب أغصان الشجرة، والقبائل: دون الشعوب] اهـ.

إقامة المتاحف التي تحتوي على التماثيل والانتفاع بالتعلم منها

وقال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (26/ 259-260، ط. الدار التونسية): [جُعلت عِلَّة جَعْل الله إياه شعوبًا وقبائل، وحكمته من هذا الجعل: أن يتعارف الناس، أي يعرف بعضهم بعضًا. والتعارف يحصل طبقةً بعد طبقةٍ متدرجًا إلى الأعلى... وهكذا حتى يعمَّ أمَّة أو يعم النَّاس كلهم، وما انتشرت الحضارات المماثلة بين البشر إلا بهذا الناموس الحكيم] اهـ.

حكم صناعة التماثيل ووضعها في المتاحف وأقوال الفقهاء في ذلك

والأصل في صناعة التماثيل وإقامتها في المتاحف أنَّها منهيٌّ عنها في السنة النبوية بأكثر مِن حديث، فمنها: ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي الهَيَّاجِ الأَسَدِيِّ قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ".

وما أخرجه الإمام البخاري عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباسٍ رضي الله عنهما إذ أتاه رجل فقال: إني إنسانٌ، إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا، فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ».

إلا أنَّ نصوص التحريم والنهي عن صناعة التماثيل واتخاذها جاءت متضمنة لحكاية حالٍ مخصوص واشتملت على عللٍ ظاهرةٍ، فذهبت طائفة مِن الفقهاء إلى أنَّ التحريم مخصوص بتلك العِلَلِ والأحوال، وهي أن يكون التمثال على هيئةٍ كاملةٍ مِن ذوات الأرواح أمَّا ما كان على غيرها أو كان عليها إلا أنَّه غير مكتمل فأجازوه؛ عملًا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ لِي: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكُونَ دَخَلْتُ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلَى الْبَابِ تَمَاثِيلُ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي الْبَيْتِ يُقْطَعُ فَيَصِيرُ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ» أخرجه الإمامان: أبو داود، والتِّرْمِذِي.

المتاحف
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما موقوفًا ومرفوعًا عند البَيْهَقِي وغيره: "الصُّورَةُ الرَّأْسُ، فَإِذَا قُطِعَ الرَّأْسُ فَليسَ بِصُورَةٍ".

فكانت تلك النصوص مخصِّصة للعموم الوارد في النهي عن صنع التمثال وإقامته، كما وردت به نصوص الفقهاء:

قال الإمام ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 649، ط. دار الفكر): [(قوله: أو ممحوة عضو.. إلخ) تعميمٌ بعد تخصيصٍ، وهل مثل ذلك ما لو كانت مثقوبة البطن مثلا؟ والظاهر أنه لو كان الثقب كبيرًا يظهر به نقصها فنعم وإلا فلا... (قوله: لأنها لا تعبد)؛ أي: هذه المذكورات، وحينئذ فلا يحصل التشبه] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدامة في "المغني" (7/ 216، ط. دار إحياء التراث العربي): [إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدنٍ بلا رأس، أو رأس بلا بدن، أو جُعِلَ له رأسٌ وسائر بدنه صورة غير حيوان، لم يدخل في النهي؛ لأن ذلك ليس بصورة حيوان] اهـ.

بل ذهب بعض الفقهاء ومنهم الشيخ الإمام محمد عبده إلى أنَّ النهي مخصوصٌ بحال مضاهاة صنع الله أو اتخاذها للعبادة من دون الله، فرأوا أنَّ التعليل الوارد في خصوص هذه المسألة إنما يُخَصِّصُ الحكم بها ولا يُبطل النصوص السابقة وغيرها مما هو في معناها؛ لأنه يجوز استنباط معنى من النَّصِّ يخصِّصُه، ولا يجوز استنباط معنى من النص يَكِرُّ عليه بالإبطال، كما في "الأشباه والنظائر" لتاج الدين السُّبْكِي (1/ 154، ط. دار الكتب العلمية)، و"غاية الوصول في شرح لُب الأصول" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (ص: 122، ط. دار الكتب العربية الكبرى).

مقالات مشابهة

  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • كلام براك: جس نبض الحزب وتهيئة الرأي العام اللبناني لمرحلة مختلفة
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025
  • رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟
  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • كواليس لقاء برّي - لودريان... ما الذي جرى بحثه؟
  • إصابة خطيرة... ما الذي جرى بين أطفال في مُخيّم عين الحلوة؟
  • رئيس البرلمان اللبناني يطالب المرشد الإيراني بفتوى لحزب الله
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟