لبنان ٢٤:
2025-12-10@19:10:31 GMT

ما الجديد في كلام نصرالله؟

تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT

ما الجديد في كلام نصرالله؟

بغض النظر عن الرسائل المتروكة للميدان التي تضمنتها الكلمة الأخيرة للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وفيها أكثر من معطىً جديد، ومن بينها قدرة "المقاومة الإسلامية" على قصف إيلات، فإن الرسائل السياسية إلى الداخل اللبناني كانت لافتة، خصوصًا عندما تحدّث عن الانتخابات الرئاسية من ضمن حديثه عن الوضع اللبناني الداخلي، وفيه أربع نقاط لا بدّ من التوقف عندها، لأن لها مدلولاتها العميقة في هذا الظرف المفصلي، الذي يمرّ فيه لبنان، وهو المهدّد في كل لحظة بعدوان إسرائيلي محتمل ومتوقع، على رغم ما يُبذل لتجنيب لبنان تجرّع هذه الكأس.

  ومن بين النقاط اللافتة في حديث نصرالله، والتي يمكن أن يُستنتج منها الكثير من المعطيات، تأسيسًا للمرحلة المقبلة، هي:   أولًا: لا توجد مفاوضات لترسيم الحدود البرية، لأنها مرسّمة، وان أي مفاوضات ستكون على قاعدة "اخرجوا من ارضنا اللبنانية"، وأن الترسيم البرّي يختلف عن الترسيم البحري، من حيث الظروف الطبيعية، التي أملت على "حزب الله" موافقته من "تحت الطاولة" على الترسيم البحري. ولولا هذه الموافقة لما كان هذا الترسيم قد أبصر النور باعتراف الأميركيين أنفسهم، الذين لعبوا دور الوسيط، عبر المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين.   أمّا ما يُحكى عن أن الترسيم البرّي المرسّم في الأساس فسيتم التفاوض في شأنه بغياب رئيس الجمهورية وإعطاء الدور الأول لرئيس مجلس النواب نبيه بري فنفاه نصرالله في كلامه غير المشفرة رسائله الداخلية، وإن كان بعض السياسيين القريبين من "التيار الوطني الحر" يحاولون "التمريك" على "الحزب" والرئيس بري في مسألة تغييب دور رئيس الجمهورية في الصلاحيات المعطاة له في الدستور، وذلك على خلاف ما تمّ احترامه في الترسيم البحري، حيث أصرّ "حزب الله" على أن يوقعّ على الاتفاق الرئيس ميشال عون قبل أيام من انتهاء ولايته.   ثانيًا: إن لا "حزب الله" ولا حركة "امل" ولا أي فصيل يشارك اليوم على الجبهة يتحدث عن فرض رئيس جمهورية او تعديل بالحصص او النظام السياسي على ضوء الجبهة، وأن الاستحقاق الرئاسي غير مرتبط بالحرب على غزة، والدليل أن الشغور الرئاسي قائم قبل أن تندلع هذه الحرب، وهو له علاقة بتوافق داخلي ليس إلاّ.   وتسأل أوساط سياسية لا تزال تعتقد أن ما يحول دون التوافق الداخلي على انتخاب رئيس للجمهورية هو موقف "حزب الله"، الذي يرفض أن يتخّلى عن مرشحه الوحيد، وهو رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، مقابل تخّلي فريق "المعارضة" عن ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، والذهاب إلى خيار ثالث، وهذا ما تعمل عليه "اللجنة الخماسية" من دون أن تلقى تجاوبًا من قِبل "حزب الله".   وتضيف هذه الأوساط أنه بمجرد أن يقبل "حزب الله" بالذهاب إلى خيار ثالث يصبح للبنان رئيس. أمّا إذا بقي مصرًّا على رفض أي رئيس غير فرنجية فإن الشغور الرئاسي سيبقى هو الطاغي في المشهد السياسي، في ضوء الحديث عن أن مجلس النواب الحالي لن يستطيع أن ينتخب رئيسًا للجمهورية، أي أن عمر الشغور سيمتد إلى سنة 2026.   ثالثًا: إن سلاح "المقاومة" هو لحماية لبنان فقط، وليس لأي أمر آخر، وأن أحداث 7 أيار سنة 2008 لم تكن سوى لحماية "المقاومة" على عكس ما يروج له البعض، الذي لا يزال يصرّ على رفضه هذا السلاح حتى ولو لم يُستعمل في الداخل، ولكنه يرى أنه بمجرد أن يكون لأي جهة لبنانية سلاح مقابل جهات أخرى لا تملك حتى "عويسية" فإن ميزان القوى الداخلي يهتز ويختّل، لأن الغلبة في الرأي تكون عادة لمن لديه فائض من القوة.     رابعًا:" نطالب بأن يكون الجيش قوياً وقادراً على حماية لبنان، لكن اميركا هي التي تمنع ذلك". إلاّ أن ما تراه جهات أخرى يخالف هذه النظرية، وهي ترى أنه لولا المساعدات اللوجستية، التي تقدّمها الولايات المتحدة الأميركية للجيش لما كان في استطاعته أن يقوم بالمهمات الكثيرة، التي يقوم بها في الداخل وعلى الحدود الشمالية – الشرقية.
خلاصة الكلام، الذي يطول، أن ما بين "حزب الله" والقوى المناهضة له من فوارق في الرؤية والتفسير لا يزال يحول دون الوصول إلى برّ الأمان الرئاسي كمعبر إلزامي للولوج إلى ممرات آمنة أخرى في السياسة والاقتصاد والأمن.  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي

قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي وبعضها إلى حضارات الأمم السابقة، أمر ضروري، ومشاهدتها أمر مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل أمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم؛ فالآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهي إرث إنساني يجب الحفاظ عليه.

الحفاظ على الآثار

وأوضحت الإفتاء أن الحفاظ على الآثار يعكس المستوى الحضاري للشعوب، وهي تعتبر من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع؛ لأنها تعبر عن تراثها وتاريخها وماضيها وقيمها، كما أن فيها عبرة بالأقوام السابقة، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هدم آطام المدينة؛ أي حصونها.

الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة التي ملأت جنبات الأرض علمًا وصناعة وعمرانًا، وقد لجئوا إلى تسجيل تاريخهم اجتماعيًّا وسياسيًّا وحربيًّا نقوشًا ورسومًا ونحتًا على الحجارة، وكانت دراسة تاريخ أولئك السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون أمرًا يدفع الإنسانية إلى المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع.

القرآن الكريم حث على دراسة تاريخ الأمم

وأوضحت أن القرآن الكريم حثَّ على دراسة تاريخ الأمم، السالفة، والنظر في آثارهم، ولذلك كان حتمًا الحفاظ على تلك الآثار والاحتفاظ بها سجلًّا وتاريخًا دراسيًّا؛ لأن دراسة التاريخ والاعتبار بالسابقين وحوادثهم للأخذ منها بما يوافق قواعد الإسلام والابتعاد عما ينهى عنه من مأمورات الإسلام الصريحة الواردة في القرآن الكريم في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: 46]

وقال الله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [العنكبوت: 20].

دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

قال الإمام القشيري في "لطائف الإشارات" (3/ 93، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب) في معرض تفسير هذه الآية مستدلًّا على تكرير الأحوال: [كلُّ نهرٍ فيه ماءٌ قد جرى... فإليه الماءُ يومًا سيعود] اهـ.

وقال الإمام ابن عجيبة في "البحر المديد" (4/ 294، ط. الدكتور حسن عباس زكي): [فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ على كثرتهم، واختلاف أحوالهم وألسنتهم وألوانهم وطبائعهم، وتفاوت هيئاتهم، لتعرفوا عجائب قدرة الله بالمشاهدة، ويقوى إيمانُكم بالبعث] اهـ.

تاريخ الأمم السابقة

كما جعل الله التعارف سمةً إنسانية، والاختلاف سنةً كونية، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: 13].

قال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير" (26/ 259-260، ط. الدار التونسية): [جعلت علة جعل الله إياه شعوبًا وقبائل، وحكمته من هذا الجعل: أن يتعارف الناس، أي يعرف بعضهم بعضًا. والتعارف يحصل طبقةً بعد طبقةٍ متدرجًا إلى الأعلى... وهكذا حتى يعمَّ أمَّة أو يعم النَّاس كلهم، وما انتشرت الحضارات المماثلة بين البشر إلا بهذا الناموس الحكيم] اهـ.

حكم دراسة تاريخ وآثار الأمم السابقة

الآثار: جمع أثرٍ وهو بقيَّة الشيءِ، والآثار: الأعلام، كما قال ابن منظور في "لسان العرب" (4/ 5، ط. دار صادر).

والواقع يشهد أن ما تركته الأمم السابقة يمثِّل للبشرية الحاضرة سجلاتٍ تاريخيَّة هائلةً شاهدةً على تاريخ الإنسان، وإعماره الأرضَ، وما توصلت إليه تلك الأمم من علومٍ ومعارفَ ورقيٍّ إنسانيٍّ، كالمصريين القدماء، والفرس، والرومان وغير أولئك، وهؤلاء ممن ملؤوا جنبات الأرض صناعةً وعمرانًا؛ فإنهم جعلوا تلك الآثار وسائل تسجيل أيامهم، وأهم أحداثهم الاجتماعية والسياسية، وأهم المعارف والمعتقدات عندهم، وهو ما لا يخلو مِن فائدةٍ تعود على الإنسان المعاصر، فبذلك يحسن تصوُّرُه وعلمه بما وقع في سالف الأزمان، بما يزيد إيمانه ويشرح صدره، ويرسخ قدمه في العلم والحكمة والإعمار.
تاربخ الأمم

كما إن القرآن الكريم والسُّنة النبوية المشرَّفة قد لَفَتَا الأنظارَ في كثير من نصوصهما إلى ضرورة السير في الأرض وتتبع آثار الأمم السابقة للتعلم منها وأخذ العظة والاعتبار، ومن ثمَّ فإنه لا مانع شرعًا من دراسة الشاب المذكور تاريخَ الأمم السابقة وآثارَهم، ويكون مثابًا على دراسته تلك؛ فإن هذا النوع من الدراسة يُعد الوسيلةَ العلميةَ الصحيحةَ لحفظِ تاريخ الحضارات البشرية، والنظرِ في مصائرها لأخذ العبرة والاتعاظ، والاستفادةِ من تجاربها، ومعرفةِ السنن الإلهية في الكون، مما يدفع بالإنسانية إلى مزيد من الوعي، ويضمن لها التقدم العلمي والحضاري المستنير.

وقد ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولُه: «الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» أخرجه الإمامان: ابن ماجه، والترمذي. ومن الحكمة: الاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين، حتى ولو كانوا من الأمم السابقة، فالمؤمن قاصدٌ للعلم والحكمة "يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث ظفر بها"، كما قال الإمام المُناوي في "فيض القدير" (2/ 545، ط. المكتبة التجارية الكبرى).

 

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025
  • رحلة متّجهة إلى تل أبيب غيّرت مسارها... ما الذي جرى فوق بيروت؟
  • إليكم هوية الجثة التي عثر عليها في عمشيت
  • لبنان .. البلد الذي ليس له شبيه
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي
  • كواليس لقاء برّي - لودريان... ما الذي جرى بحثه؟
  • إصابة خطيرة... ما الذي جرى بين أطفال في مُخيّم عين الحلوة؟
  • رئيس البرلمان اللبناني يطالب المرشد الإيراني بفتوى لحزب الله
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟