زنقة 20 ا الرباط

أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن “الحكومة ستعيد النظر في قانوني الشغل والإضراب”، مؤكدا أن “حكومة عازمة على جعل المرحلة القادمة من عملها لقضية التشغيل وجعلها أولوية وطنية”.

وأوضح أخنوش في الكلمة التي تلاها نيابة عنه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، في افتتاح أشغال النسخة الثامنة من أشغال المنتدى البرلماني الدولي للعدالة الاجتماعية، المنظم من قبل مجلس المستشارين، اليوم الإثنين، أن “الحكومة منذ تنصيبها كانت أمام رهان تحقيق معادلة صعبة ومعقدة تتعلق بالإستثمار والتشغيل، خصاة عندما يتم ربطها بترسيخ أسس الدولة الإجتماعية، وعلى هذا الاساس شكلب الببرنامج الحكومي 2021/2026 محطة مهمة للتأكيد على واصلة المجهود الإستثماري المنتتج والمحفز على خلق فرص الشغل وخلق كل الشروط والآليات الممكنة للتنشيط الإقتصادي وريادة الأعمال، وبالتالي إرساء دعائم اقتصاد وطني أكثر إنصافا وإزدهارا”.

وتابع رئيس الحكومة أنه من هذا المنطلق يمكن التأكيد على أن الحكومة اليوم تمتلك إرادة سياسية حقيقية لدفع قدما بقضية العمل اللائق وتوفير الأرضية الخصبة حتى يصبح عاملا أساسيا في مسار التماسك الإقتصادي والإجتماعي، الذي شكل منذ البداية أساسا للتعاقد السياسي مع المواطنات والمواطنين خلال الولاية الحكومية الحالية، وفي جميع الأحوال لا يمكن أن ننكر الصدمة القوية التي خلفتها التدبير الإحترازية لجائحة كورونا على سوق الشغل في الزوقت الذي ابانت فيه الحكومة عن تجاوب سريع وفعال عبر تنبي مجموعة من الإجراءات الإجتماعية والإقتصادية لمواكبة الأسر والمقاولات والعمال المتضررين من الأزمة”.

وفي هذا الصدد، يضيف أخنوش، كان للحكومة رؤية متميزة من خلال إستراتيجيات مبتكرة من خلال النهوض بالتشغيل لاسيما برنامج أوراش الموجه أساسا للمواطنين الذين يجدون صعوبة في الإدماج في سوق الشغل، بالإضافة إلى الأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب جائحة كورونا، كما تمت إحاطة هذا البرنامج بكل الضمانات الإجتماعية التي ستجعل منه عملا لائقا رغم طابعه الإستعجالي والمؤقت من خلال تمتيع المستفدين من حقوقهم على غرار باقي العمال الأجراء علما أن هذا الربنامج سجل نتائج مهمة خلال النسختين الأولى والثانية”، مشيرا إلى أن نسة المستفيدين النساء التي تجاوزت 30 في المائة ونحو 60 في المائة بالمناطق القروية، كما ركز هذا البرنامج في نسخة الثانية على إستهداف الإحتياجات والوظائف طويلة الأمد”.

وقال أخنوش، أن “برنامج فرصة شكل إبداعا خلاقا ورؤية حكومية طموحة تبتغي من خلاله الدولة  تدليل كل الصعوبات التي تقف أمام الشباب حامل المشاريع والمبادرات المقاولاتية مع ضمان وصولهم لمصادر التمويل وبالتالي تشجيع العمل المقاولاتي وخلق فرص الشغل اللذان يشكلان أولويات البرنامج الحكومي”.

وأكد رئيس الحكومة، أن “ما ميز كل التدخلات الحكومية لإنعاش التشغيل وتوفير فرص الشغل اللائق هو استحضارها لكل الضمانات الكفيلة بتوفير الحماية الإجتماعية لفائدة العمال والأجراء بما يمكن من انخراطهم في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي وإمكانية استفادتهم من التعويضات العائلية والتقاعد، وهو توجه حقوقي أرست الحكومة دعائمه في العديد من البرامج والتدخلات أبرزها ما توفره منظومة التغطية الصحية التي تمكنا من منذ دجنبر 2022 وفي احترام كامل للأجندة الملكية المسطرة من فتحها أمام عموم المغاربة بدون أستثناء وذلك عبر الإستفادة من الخدمات الصحية الأساسية في احترام تام لمبادئ المساواة والعدالة والمجالية وحق الولوج العادل للمنظومة الصحية الوطنية”.

وشدد أخنوش على أن “هذا المسار الإصلاحي للدولة الإجتماعية في شموليتها توطد من خلال الإنطلاق الفعلي والمباشر لبرنامج الدعم الإجتماعي المباشر الذي يعد هندسة ملكية ستبقى خالدة في التاريخ الوطني للمملكة، وهو برنامج يأتي في إطار دعم الأسرة المغربية التي تعاني من الفقر والهشاشة وحمايتهم في مواجهة تقلبات الحياة ، وذلك من خلال الإستهداف الأمثل المبني على الشفافية والحكامة والمساهمة في إدماجهم داخل المنظومة الإقتصادية والإجتماعية لمغرب الكرامة وتكافئ الفرص كما يريده صاحب الجلالة اللك محمد السادس نصره الله لأبناء شعبه الوفي”.

وأضاف أخنوش أنه “بالموازاة مع هذا الحضور القوي للدولة الإجتماعية وإرساء أسس متينة لبنائها وبالنظر للعلاقة التلازمية بين الإستثمار والتشغيل تحمل التجربة الحكومية الحالية رؤية شاملة لهذه العلاقة مؤسسة على الميثاق الجديد للإستثمار والذي شكل منعطفا تاريخيا في مسار تنفيذ السياسة العامة للدولة في مجال الإستمثار باعتباره رافعة للإقلاع الإقتصادي المنشود وتعزيز تموقع المملكة على مستوى الإستثمارات الوطنية والأجنبية بما يضمن خلق فرص للتشغيل المستدام”.

واسترسل رئيس الحكومة أنه “لبلوغ أهداف هذا الورش الهام بادرنا في الحكومة إلى إتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير أبرزها منح الأولوية للمشاريع الإستمثرية المنتجة لفرص الشغل والأخذ بعين الإعتبار لمبدأ الإنصاف الترابي في توزيع الإستثمارات وتشجيع الإستمارات الواعدة بالنسبة للإقتصاد الوطني مستقبلا، كما إنكبت الحكومة على وضع خارطة طريق لتحسين مناخ الأعمال خلال الفترة الممتدة مابين 2023 و2026، وتبني جيل جديد من الإصلاحات الهادفة لتحفيز الإستثمار والمبادرات المقاولاتية وتنزيل الأولويات الإقتصادية للمملكة الشيء الذي سيكون له تأثير إيجابي مباشر عل خلق مناصب الشغل”.

وفي سياق متصل، أكد أخنوش أنه ” من أجل تحقيق إندماج أمثل بين حاجيات المقاولات من مناصب الشغل ومنظومة التربية والتكوين ستعمل الحكومة على تحفيز الإختيار الإرادي لمياديين التعليم والتكوين والبحث العلمي قصد توجيجه نحو أولويات الإقتصاد الوطني”، مشددا على أن الحكومة ستحرص كذلك على تطوير المسالك بين عالم المقاولات والتعليم عبر التكوين المهني والمستمر قصد تيسير إدماج الشباب في سوق الشغل وتلبية حاجيات المقاولات من الكفاءات”.

وتابع رئيس الحكومة أن “غايتنا من خلال هذا التوجه هو تجاوز الصعوبات والإكراهات التي تعاني منها الجامعة المغربية وتمكين الطلبة من مهارات جديدة للتكيف مع مختلف المتغيرات الإجتماعية والإقتصادية والتكنولوجية.. والتمتع بالمهارات التقنية والسلوكية لتسهيل ولوج سوق الشغل والتقليص من نسب البطالة في صفوف الشباب حاملي الشهادات”.

وشدد أخنوش على أنه “استكمالا لهذا المسار المتميز الضامن للعمل اللائق تراهن الحكومة على إعادة النظر في مجموعة من التشريعات والقوانين الإجتماعية المرتبطة أساسا بقانون الشغل وقانون الإضراب مما يكرس الإستقرار والسلم الإجتماعي داخل المقاولة .. مع التأكيد على مأسسة آليات حماية العمال والأجراء للإنتقال السلل إلى الإقتصاد المهيكل وسوق الشغل المنظم”.

وأشار رئيس الحكومة إلى أن “الحكومة جعلت من الحوار الإجتماعي فضاء مؤسساتيا لتطوير تشريعات الشغل والتشغيل وخلق الآليات القانونية التي تعزز كل أشكال التعاقد والتفاوض”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: رئیس الحکومة سوق الشغل فرص الشغل من خلال على أن

إقرأ أيضاً:

أخنوش: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب رافعة لتحولات صناعية في أفريقيا

زنقة 20 ا مراكش

احتضنت مدينة مراكش، اليوم الجمعة 12 دجنبر 2025، أشغال افتتاح الدورة الثانية لمنتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية وبشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والإفريقية.

وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن انعقاد هذه الدورة يأتي في سياق دينامية إفريقية متجددة تروم تحويل اتفاقية التجارة الحرة القارية من مجرد إطار قانوني إلى مشروع متكامل للتحول الاقتصادي للقارة، مشيرا إلى الفجوة الكبيرة بين المصادقة على الاتفاق وبين واقع المبادلات التجارية داخل إفريقيا.

وأوضح الد أن القارة الإفريقية، التي تمثل 16% من سكان العالم، لا تساهم سوى بـ3% من التجارة الدولية، فيما لا يتجاوز حجم المبادلات التجارية البينية 16%، مقارنة بأكثر من 60% داخل أوروبا وآسيا. كما أبرز أن صادرات المغرب نحو إفريقيا، رغم تقدمها لتتجاوز 30 مليار درهم، لا تمثل سوى 7% من إجمالي تجارته الخارجية.

وشددت الكلمة الافتتاحية على أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ليست مجرد آلية لرفع الرسوم الجمركية، بل إطار شامل يشمل تحرير السلع والخدمات، وتنظيم الاستثمار، والمنافسة، والملكية الفكرية، والتجارة الرقمية، إضافة إلى تمكين النساء والشباب.

وأكد أخنوش أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، يواصل ترسيخ دوره كفاعل محوري في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي متعدد الأبعاد، مستحضرا المبادرات الاستراتيجية للمملكة، وعلى رأسها المبادرة الملكية لفائدة الدول الإفريقية الأطلسية ودول الساحل، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، باعتباره ورشا طاقيا وصناعيا ضخما يمر عبر 13 دولة ويشكل رافعة لإحداث تحولات صناعية في القارة.

كما أبرز المتحدث أهمية تعزيز التمويلات لنجاح الاندماج الاقتصادي القاري، مشيرا إلى الدور المحوري للقطب المالي للدار البيضاء والمجموعات البنكية المغربية المنتشرة في أكثر من 20 بلدا بإفريقيا، فضلا عن انضمام بنك المغرب لمنصة الدفع والارتباط المالي الإفريقي (PAPSS)، وهي عناصر تضع المملكة في موقع ملائم لقيادة مشاريع الدفع بالعملات المحلية وتمويل التجارة الإفريقية.

وفي سياق تقييم آفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، استعرض أخنوش معطيات البنك الدولي التي تشير إلى أن الاندماج الكامل للاتفاقية قد يرفع الدخل الحقيقي لإفريقيا بـ7% بحلول 2035، أي ما يعادل 450 مليار دولار إضافية، إضافة إلى زيادة حجم التجارة البينية بأكثر من 80%.

ودعا المتحدث إلى ضرورة إزالة الحواجز غير الجمركية التي تعيق انسيابية التجارة داخل القارة، مثل تعدد المراقبات التقنية والطلب المفرط على الوثائق، مؤكدا أن إفريقيا لم تعد تحتاج لمن يصفها بـ”قارة المستقبل”، بقدر حاجتها إلى خلق الشروط التي تجعل مستقبلها حاضرًا مشتركًا لشعوبها.

وختم بالتأكيد على التزام المغرب الكامل، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة، بجعل الاندماج الاقتصادي الإفريقي رافعة للاستقرار والرخاء، داعيا إلى أن تشكل هذه الدورة من المنتدى محطة حاسمة للانتقال من الطموح إلى التنفيذ الملموس، مستشهدا بقول جلالة الملك خلال قمة الاتحاد الإفريقي لسنة 2017: “لقد حان الوقت لكي تستفيد إفريقيا من ثرواتها”.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
  • أخنوش: المغرب ملتزم بتعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي ودعم التبادل الحر
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • أخنوش: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب رافعة لتحولات صناعية في أفريقيا
  • رئيس الوزراء: الحكومة تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها
  • رئيسة إدارة شئون رئيس أوزبكستان :تبادلت وجهات النظر مع شيخ الأزهر حول سبل تعزيز التعاون الثنائي
  • رئيس الكتائب: الجيش اللبناني أولوية وطنية لتنفيذ خطة حصر السلاح
  • رئيس الوزراء: تخفيض الدين أولوية الحكومة وسعر الفائدة مرتبط بتراجع التضخم
  • روابط التعليم الرسمي: لا مهل بعد اليوم... والإضراب إلى التصعيد المفتوح
  • الاتحاد الأوروبي يحد من قوانين استدامة الشركات بعد ضغوط دولية