استبعد موقع "كلكاليست" العبري المختص في الاقتصاد تعرض إسرائيل لحظر سلاح، لكنه قال إن دعوة مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل المجموعة الدولية لدراسة إمكانية تقليص السلاح المورد إلى إسرائيل، قد يكون لها أثر محسوس من حيث احتمال تقييد تصدير المواد الأولية التي تحتاجها شركات صناعة السلاح الإسرائيلية، وهو وضع يعقده شركاء وحلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسلوكهم "غير المسؤول".

وفي تقرير بعنوان "أثر التهديد الأوروبي على تسلح الجيش الإسرائيلي قد يكون ملموسا"، كتب يوفال آزولاي أن إسرائيل لم تعبأ بقرار محكمة هولندية بحظر تصدير قطع غيار طائرات "إف – 35" إلى إسرائيل، وأن القرار لن يحول على الأرجح دون إقلاع هذه الطائرات لأن القطع المخزنة جنوبي هولندا لا تملكها هذه الدولة وإنما شركة لوكهيد مارتن الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" (التي تدير مراكز تموين في بلدان عديدة تسهيلا للتصدير)، لكن استمرار الحرب وتآكل أثر السردية الإسرائيلية في الرأي العام العالمي لصالح الرواية الفلسطينية قد يعقد وضع إسرائيل وليس فقط من زاوية قانونية في هولندا.

وحسب آزولاي، فإن "التصريحات غير المسؤولة" لكبار حلفاء وشركاء نتنياهو جزء من القاعدة القانونية التي تبني عليها جنوب أفريقيا دعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل، لكن الصراع المستمر داخل الحكومة والدعوة المجنونة لاستيطان قطاع غزة قد يسرّعان مسارات أخطر بينها دعوة بوريل، الذي يرى أن تقليص واردات السلاح يقلص نطاق القتل في غزة، وهي خطوة يربطها الصحفي الإسرائيلي بحديث الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي عن استخدام إسرائيلي مفرط للقوة.

المواد الأولية

ونقل التقرير عن مصدر قريب من قطاع الصناعات الدفاعية الإسرائيلية خشيته من تعقّد عمليات الإنتاج إن كثرت الدعوات الشبيهة بدعوة بوريل.

وقال المصدر إن الحث على فرض حظر سلاح حتى وإن قوبل على الأرجح برفض الحلفاء كبرلين أو واشنطن، فإنه قد يضر بهذا القطاع الإسرائيلي.

ويقول آزولاي إن ما تخشاه إسرائيل هو قرار يصنف المواد الأولية التي تستخدمها صناعاتها الدفاعية في خانة السلاح، بما يقيد توريد مواد مثل الألمنيوم المستخدم لتصنيع الصواريخ أو الحساسات.

ورغم أن إسرائيل تصنّع نظم سلاحها الأساسية أو تشتريها من الولايات بفضل المعونة العسكرية السنوية (وتشمل فيما تشمل توريد الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية وطائرات التزود بالوقود والقنابل الخارقة للتحصينات) فإن جزءا لا يستهان به من مكونات بعض المنظومات يصنع في الخارج، حسب آزولاي الذي يضرب مثلا بدبابات شاريوت.

وتصنع شركات السلاح الإسرائيلية 70% من مكونات الدبابة، لكن الـ30% المتبقية تنتج في الخارج، وبينها المحرك الذي يصنع في ألمانيا ويصدر إلى الولايات المتحدة لتشتريه إسرائيل بأموال المعونة الأميركية.

"لجم الحلفاء المتعصبين"

وينوّه آزولاي إلى أن شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية تعمل بلا كلل لتزويد الجيش بالسلاح والمنظومات التي يحتاجها في القطاع، وتجهز نفسها فعلا لاحتمال نزاع في لبنان، لكن حرب غزة أخذتها على حين غرة، فقد اندلعت ودفتر طلبياتها مزدحم بزبائن كثر يتهافتون على شراء العتاد العسكري بسبب حرب أوكرانيا.

ويضيف آزولاي أن الشركات الإسرائيلية التي تتفاخر بإنتاج الصواريخ المتقدمة التي تعترض صواريخ الحوثيين في سماء البحر الأحمر وبتصنيع رادارات الإنذار المبكر، تعتمد في صناعتها على مواد أولية مستوردة، وأن قرارا بتقييد صادرات الألمنيوم بدعوى استخدامه لإنتاج الصواريخ أو لوقف توريد الرقائق المعدنية (التي تستخدمها طائرات رافال الفرنسية) قد يلحق ضررا هو "أقرب إلى ورم في الرأس منه إلى صداع عابر"، حسب وصف مصدر في شركة صناعات دفاعية إسرائيلية كبرى.

وحث التقرير رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن يستثمر جهده لا في التشديد على أهمية استقلال الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وإنما في "لجم حلفائه وشركائه المتعصبين الذين قد يصعّبون مهمة إسرائيل في الحصول على ما تريد من سلاح".

وذكّر الموقع بأن مصانع السلاح الإسرائيلية ليست وحدها من يسجل فائضا في الإنتاج، فهناك مصانع أخرى من حول العالم تعمل على مدار الساعة بسبب سباق التسلح الذي ظهر بعد الحرب الأوكرانية، ولديها في أحيان كثيرة زبائن جيدون من حول العالم ينشدون المواد الأولية ذاتها التي تريدها الشركات الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المواد الأولیة

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول وحدة للمعالجة الأولية لخام الحديد نهاية أفريل

كشف الرئيس المدير العام للمجمع الصناعي المنجمي “سونارم”، بلقاسم سلطاني، عن دخول أول وحدة للمعالجة الأولية لخام الحديد المستخرج من منجم غارا جبيلات بتندوف، بطاقة إنتاجية تقدر بـ 4 مليون طن سنويا، حيز النشاط نهاية شهر أفريل 2026.

وقال سلطاني، في حوار مع وكالة الأنباء، أن هذا المصنع الذي ينجز على مستوى المنجم بطاقة تقدر بـ4 مليون طن سنويا سيقوم بـ”تفتيت، سحق وغربلة المادة الأولية المستخرجة والفصل الجاف لها ليتم تخزينها بعد ذلك ثم نقلها”.

مشيرا إلى أن التقنيات المعتمدة تسمح بالوصول إلى قيمة استرجاع تفوق 85 بالمائة.

ويدخل هذا المصنع الذي أشرف رئيس الجمهورية على وضع حجر أساسه نهاية 2023، في إطار تثمين الموارد المنجمية للبلاد.

كما يتم حاليا العمل بوتيرة “متسارعة” لإنجاز أول وحدة لإنتاج مركز الحديد بطاقة انتاجية تقدر بـ 4 مليون طن سنويا. في اطار الشراكة بين شركتي “فيرال” (فرع مجمع سونارم) و”توسيالي”.

ويهدف هذا المصنع إلى إنتاج مركز حديد عالي التركيز (63 بالمائة)، مع خفض نسبة الفوسفور. والتي تعد مرحلة أساسية قبل المرور إلى إنتاج مادة نصف مصنعة موجهة إلى صناعة الحديد والصلب بمركب “توسيالي” بوهران.

وكشف المسؤول أن “العديد من الشركات الأجنبية الكبرى من الولايات المتحدة، الهند والصين. مهتمة جدا بالاستثمار والتعاون في مجال المناجم بالجزائر، لا سيما بمنجم غارا جبيلات”.

مشيرا في هذا الصدد إلى إنشاء مجموعات عمل مشتركة بين سونارم وبعض هذه الشركات. لتبني طرق حديثة في تقليل نسبة الفوسفور والإسراع في إجراء التجارب التقنية محليا.

ولدى تطرقه إلى مشروع الفوسفات المدمج بشرق البلاد، أكد سلطاني أنه يشهد “وتيرة متسارعة”. حيث يواصل مجمعا “سوناطراك” و”سونارم” الإشراف على تهيئة أرضية المشروع.

كما تتولى حاليا شركتين أجنبيتين، إيطالية وألمانية، متعاقدتين مع “سوناطراك”، إنجاز الدراسات التقنية اللازمة لتنفيذ المشروع على أن تستكمل مع نهاية 2026.

ليتم بعدها الانتقال إلى مرحلة الإنجاز التي حددت مدتها ب 36 شهرا، تمهيدا لبدء الإنتاج الفعلي للمشروع.

وفيما يتعلق بمشروع منجم الزنك والرصاص بوادي أميزور ببجاية، أكد سلطاني أنه قد “تم استكمال مختلف الدراسات التقنية اللازمة. في انتظار التسوية القانونية لأراضي السكان المتواجدة في محيط المنجم”.

وأكد المسؤول الأول في “سونارم” أن المجمع العمومي يستعد من جانب آخر لإدخال عدة مصانع جديدة حيز الإنتاج قبل نهاية السنة الجارية 2025. من بينها مصنع انتاج الدولوميت بولاية أم البواقي، ومصنع انتاج كربونات الكالسيوم الدقيقة بولاية قسنطينة. ومصنع الباريت بولاية المدية ومصنع الدياتوميت بولاية معسكر.

وفي حديثه عن استراتيجية المجمع للسنوات المقبلة، أكد أنها ترتكز على تطوير رأس المال البشري. مع التركيز على استقطاب كفاءات متخصصة في مختلف مجالات القطاع. فضلا عن تكوين الإطارات والعمال لمواكبة التكنولوجيا الحديثة في القطاع.

كما كشف أن “سونارم” يعتزم ابرام اتفاقية تعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. تهدف إلى تنفيذ برامج بحث وتكوين مشتركة وإنشاء فرق علمية متخصصة وشبكات بحث وطنية.

إضافة إلى تحيين البرامج الجامعية وفتح تخصصات جديدة، مع مرافقة المشاريع الصناعية الكبرى في مجالات الاستغلال والمعالجة والتثمين. بما يساهم في عصرنة القطاع ورفع القيمة المضافة للثروات المنجمية.

وفي إطار استراتيجيته لتطوير كفاءاته، يعمل المجمع على تنفيذ برنامج طموح لتوظيف 1000 مهندس في غضون 2026-2027.

وتعتمد استراتيجية المجمع أيضا، على فتح مناجم جديدة بالاعتماد على نتائج البرنامج المنجمي المتضمن 26 مشروعا للتنقيب واستكشاف الموارد المعدنية الذي تم إطلاقه سنة 2021.

ويرتقب الشروع في برنامج جديد يتضمن 16 مشروعا لاستكشاف مواد نادرة أخرى، لاسيما مادة الطين الابيض (الكاولين).

وكشف ذات المسؤول، بهذا الخصوص عن اهتمام شريك إيطالي، بإقامة مشروع من شأنه إنتاج 2 مليون طن سنويا من هذه المادة.

وحول مادة الليثيوم، اأكد المسؤول أن الدراسات الجيولوجية لتحديد احتياطاته متواصلة تحت إشراف وكالة المصلحة الجيولوجية للجزائر والديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي.

وفي انتظار انتهاء هذه الدراسات، لفت المسؤول إلى أنه بالإمكان التحضير لصناعة هذا النوع من البطاريات القابل لإعادة الشحن من خلال تثمين الموارد المحلية المتوفرة، كالحديد و الفوسفات، مع استيراد الليثيوم مؤقتا إلى غاية توفر الإنتاج المحلي.

ولفت في هذا الإطار إلى شراكة متعددة الأطراف بين “سونارم” و”سونلغاز” والمؤسسة الوطنية للبطاريات. بهدف تجسيد مشروع استراتيجي متكامل لإنتاج خلايا بطاريات “ال اف بي” محليا وفق المعايير الدولية، بمرافقة البروفيسور كريم زغيب, الخبير الدولي في هذا المجال.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: اتفاق ترامب أعاد إسرائيل إلى نقطة الصفر
  • أكاديمي إسرائيلي: إسرائيل تراهن على خطة خطيرة في غزة
  • بعد اعتداء إسرائيلي طال محيط موقع لها.. بيانٌ من اليونيفيل
  • قطر.. المعلومات الأولية عن حادث الدبلوماسيين في شرم الشيخ بمصر
  • الرياضة وحدها لا تكفي.. كيف يؤثر الجلوس الطويل على الصحة؟
  • دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال
  • إطلاق أول وحدة للمعالجة الأولية لخام الحديد نهاية أفريل
  • حكومة غزة: خسائر الحرب الأولية تتجاوز 70 مليار دولار وتدمير 670 مدرسة
  • ما مدى تأثير حظر استيراد الدواجن من إيران على السوق العراقية؟
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم