صدى البلد:
2025-06-25@15:57:00 GMT

هند عصام تكتب: مقبرة الغرام

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

"انظري إلى سيدتي ومحبوبتي.. فمن عينيك استمد قوتي.. انظر إلى عيناي.. ستعرف كم أحبك"..

تحدثنا عن قصص كثيرة  سجلتها جدران المعابد والمقابر والبرديات الفرعونية وأوراق البردي تخليدا لعظمة حب وغرام الملوك والملكات غرام الأسياد و رقة كلمات الملوك ومعانيها  السامية التي كانت تعبر عن مشاعرهم وحبهم  في عصر الفراعنة ،فالقدماء المصريين  هم الذين وضعوا العديد من قيم الحياة والبعث، وسبقوا العالم في تقديس المرأة وكسر أعراف المجتمع من أجل الحب والزواج اما اذا كنت تريد التعرف علي حب وغرام عامة الشعب فيجب علينا ان نتعرف علي قصة حب "كاهاي "وحبيبتة "ميريت إيتس "وتلك الكلمات الرقيقة التي اتضح انها كانت أول قصة حب سجلها التاريخ .


وكانت هذه هي المفاجاة التي وجدها الفريق العلمي الأسترالي في المقبرة التي سُميت بمقبرة الغرام وهي تحتوي علي أقدم وأجمل قصة حب في التاريخ خرجت من هنا في مصر منذ 4400 عام .
في عام 1966 قام العلماء باكتشاف عظيم  من خلال صحراء سقارة ،  وهي مقبرة الغرام لمغني فرعوني في مصر القديمة يسمي  "كاهاي" و كان مشرفاً على الصناع المهرة، ورئيس كورال المغنيين في بداية الأسرة المصرية الخامسة وكان يعمل ايضا في بلاط أحد الفراعنة، إلا أنه أفصح عن طبيعة الحب في ذلك الزمن الجميل، وكان يعيش كاهاي في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة قبل 4400 عام، أي في عهد الأسرة الخامسة، والدولة المصرية القديمة، والتي حكمت خلال الفترة من عام 2495 حتي عام 2345 قبل الميلاد.

وعندما اكتشفت مقبرة الحب والغرام  لم يفهم الباحثون طيلة 50 عاما ما وجدوه على جدران مقبرة المغني "كاهاي"، رغم أن كل وثائقه وصورة تم تدوينها في كتاب متخصص عام 1971، ربما لأن الباحثين قاموا بتصوير جدرانه ولوحاته بالصور الفوتوغرافية القديمة، البيضاء والسوداء، حتي تمكن علماء مركز علم المصريات التابع لجامعة "ماكواري" الاسترالية من إزاحة الستار عن أهم اللوحات بتلك المقبرة، بمجرد أن استخدموا الألوان التقريبية.

و كان الفتي "كاهاي"، ذلك العاشق المُتيم، يُحب زوجته الكاهنة "ميريت إيتس " كثيرا و أراد أن يُخلد قصة عشقه لها بذاك المشهد الغرامي ، وتلك العبارات الرقيقة وهما عبارتين متبادلتين قد بدأنا بهم مقالنا ، وكان كاهاي وميريت إيتس كثيراً ما تبادلاها فيما بينهم، أحبك يا سيدتي، أحبك يا سيدي، لم يكتف "كاهاي" بتلك العبارات على جداريتة، ولكنه تغالي في تصوير مشهد حبه لزوجته، فقام بدهانها بنوع نادر، لم يستخدمه إلا ملوك الدولة القديمة في أهرامهم، فخرجت بتلك الصورة الرائعة.

وعندما تقف  أمام لوحه "كاهاي" وزوجته "ميريت إيتس " سوف تدرك هالة الحب والغرام  التي انتابت العاشقين، فتكشف اللوحة تحديق الزوج والزوجة في أعين بعضهما البعض، ومشاعر الحب تهيمن عليهما بصورة واضحة، وتقوم الزوجة بوضع يدها على كتف زوجها اليمنى، ويظهر "كاهاي" في اللوحة وهو يرتدي زيا من جلد النمر ويمسك عصا وصولجانا، وهما رمزان للسلطة، كما كان يُعتقد في مصر القديمة، فيما كانت ترتدي "ميريت إيتس " فستانًا طويلا ضيقًا 
و عن أهيمه تلك اللوحة الجدارية، يقال  أن مقبرة "كاهاي" تعتبر مثالاً على الأهمية التي كانت تحظى بها المرأة في تلك الفترة، وأن تكرار تقديم المرأة في الأعمال الفنية في المقابر المختلفة، وتصويرها بالحجم نفسه الذي كان يتم من خلاله تصوير الأزواج والأشقاء، كلها أمور تدل على مكانتها العالية وايضا  المتساوية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. القلب المحرّك لوقف إطلاق النار وضامن الأمن الإقليمي

الدور المحوري لمصر

لم تكن مصر مجرد طرف على هامش الحدث، بل شكّلت المحور المحوري وصاحبة الفضل الأكبر في بلورة تفاهمات وقف إطلاق النار الحالي بين إيران وإسرائيل. ففي مشهد بالغ التعقيد، وبين تشابك موازين القوى على امتداد محاور بغداد، دمشق، بيروت، وغزة، كانت القاهرة حجر الزاوية وصمام الأمان الذي حال دون انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة، وحرب عالمية ثالثة، مؤكدةً على دورها الريادي كحارس لاستقرار محيطها، وضامن لأمنها الوطني، وصاحب صوت مؤثر على ساحة تتزايد فيها التقاطعات والتحديات.

على الصعيد الإقليمي، قادت القاهرة جهودًا دبلوماسية على أعلى المستويات، حيث أجرى الرئيس السيسي اتصالات مباشرة ومستمرة بالأطراف الفاعلة من إسرائيل إلى إيران، مرورًا بحلفائها وحلفاء الأطراف المتنازعة، مؤكدًا على ضرورة تغليب الحل السياسي وضبط النفس قبل اتساع لهيب المواجهة.

على الصعيد الدولي، نسّقت مصر مواقفها مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وكذلك الأطراف الأوروبية، سعيًا لتهيئة المناخ المناسب لوقف الأعمال العدائية قبل تمددها على محيط أوسع، مهددةً ممرات الملاحة الدولية، وفي القلب منها باب المندب وقناة السويس.

على الأرض، عملت أجهزة الدولة المصرية على تفعيل قنوات التواصل الاستخباراتي والدبلوماسي، ومارست دور الوسيط المحايد، مما مهد الطريق لفتح خطوط الحوار وتذليل العقبات، وحوّلها إلى القلب المحرّك لجهود تثبيت وقف إطلاق النار.

ليس مبالغةً القول إن مصر، بثقلها السياسي وحضورها الجيوستراتيجي، كانت المحفّز الرئيسي لنجاح هذه المرحلة، وحائط الصد الدبلوماسي الذي حال دون تمدد المواجهة على عدة محاور، مؤسِّسةً بذلك مرحلة جديدة على أرض شرق أوسط مفتوح على تحديات وضبابية المرحلة المقبلة.

وقف إطلاق النار الحالي نقطة فاصلة على خريطة الأمن القومي المصري
ليس وقف إطلاق النار الحالي بين إيران وإسرائيل حدثًا معزولًا عن محيطه، بل يحمل انعكاسات مباشرة على الأمن القومي المصري، وعلى موازين القوى التي سعت القاهرة للحفاظ عليها على مدار العقود الماضية. ففي شرق أوسط متحرك، تتداخل حدود الجغرافيا مع مصالح الأطراف، وتتقاطع ملفات الأمن، مما يجعل مصر على تماس مباشر مع مخرجات المرحلة القادمة.

تأثير المرحلة الحالية على الأمن القومي المصري 
على الحدود الشرقية، تترقب مصر النتائج على الساحة الفلسطينية، حيث يتمدد تأثير وقف إطلاق النار على جبهة غزة، وتنشط أذرع المحور الإيراني عبر حماس والجهاد الإسلامي، مهددةً بفرض تحديات على ضبط الأمن على المحور الحدودي، وعلى استقرار منطقة شمال شرق سيناء.

أما على المحور الجنوبي، وعلى امتداد البحر الأحمر، تراقب مصر محاولات الحوثيين وحلفائهم توسيع رقعة نفوذهم، والتأثير على ممر باب المندب، الذي يشكل شريانًا إستراتيجياً لقناة السويس، أحد أعمدة الاقتصاد المصري.

القاهرة تدرك تمامًا أن المرحلة المقبلة تختبر محيطها الجيوستراتيجي من حدودها الشمالية الشرقية، مرورًا بليبيا والسودان، وصولًا إلى البحر الأحمر، لذلك تبني سياستها على مبدأ مزدوج:
–    الأول: تعزيز جاهزيتها الدفاعية وضبط حدودها، للحيلولة دون تهريب السلاح وتسلل العناصر المسلحة.
–    الثاني: توظيف قنواتها الدبلوماسية وحضورها السياسي، والسعي لترسيخ وقف إطلاق النار قبل خروجه عن السيطرة، مما يحمي مصالحها الاقتصادية والأمنية ويوفر مساحة للحوار قبل اتساع لهيب المواجهة.

ليس سرًا أن المرحلة الحالية تحمل على السطح ملامح عسكرية، حيث تبرر إسرائيل عملياتها بالسعي لردع القدرات النووية الإيرانية وضرب مراكزها المحورية قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة، مستخدمةً طائرات مسيّرة وضرب أهداف محصّنة تحت الأرض، مما يشير إلى توظيف غير مسبوق للذكاء الاصطناعي والتقنية الدقيقة.

لكن هذه المرحلة، على أهميتها، ليست سوى جزء من مسار طويل، يحاول كل طرف من خلاله رسم موازين قوى جديدة وضبط سلوك المحور الإيراني على امتداد بغداد، دمشق، بيروت، وغزة. على الطرف المقابل، تعتمد إيران على مزيج من وقف إطلاق النار المحسوب وضبط النفس، متمسّكةً بردود ميدانية عبر وكلائها، دون التورط المباشر في مواجهة واسعة، إذ تدرك حجم التكاليف الاقتصادية والسياسية التي قد تنجم عن صراع مفتوح.

خلف الحدث الحالي، تبرز أهداف طويلة المدى: – بالنسبة لإسرائيل: يتمحور الهدف حول تحجيم القدرات النووية والتقنية لإيران، وضرب محورها المحيط، بل والدفع نحو إمكانية زعزعة النظام من الداخل على المدى الطويل.
–    بالنسبة لإيران: يتمحور الهدف حول الحفاظ على دورها كحاضنة لقوى المحور، وضبط موقعها كقوة محورية على خريطة الشرق الأوسط، وتعزيز نفوذها السياسي قبل التقني، على أمل تثبيت مكانتها وضبط إيقاع المرحلة القادمة على امتداد محيطها الحيوي.


القوة الدولية تراقب المشهد بترقب وحذر. ففي الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة دعمًا مباشرًا لإسرائيل، تبدي تحفظًا على التصعيد المباشر، خشية اتساع دائرة المواجهة على عدة جبهات، مما يشعل المنطقة برمتها ويهدد مصالحها الاقتصادية، وكذلك مسارات الملاحة الدولية. القوى الأوروبية، من جانبها، تدعو إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضبط المرحلة القادمة، بينما تترقب روسيا وحلفاؤها مداخل تسمح بتوسيع دورها على رقعة النفوذ شرقًا وغربًا.

ليس ما نراه على السطح سوى مظهر لصراع عميق على تعريف الدور، وضبط موازين القوى، وإعادة رسم ملامح النظام الإقليمي الجديد. إسرائيل تبحث عن ضمان تفوقها وضبط المحور الإيراني، بينما تعتمد طهران على توازن حساس من وقف إطلاق النار المحسوب والدبلوماسية، للحفاظ على دورها المحوري وضبط مواقفها على امتداد محيطها الحيوي.


بنود اتفاق وقف إطلاق النار

تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار عبر مسار تفاوضي محكم، قادته مصر بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، وبدعم مباشر من قطر، حيث أُعلن عنه رسميًا مساء 23 يونيو 2025. تضمن الاتفاق جدولًا زمنيًا على عدة مراحل، يبدأ بوقف إيران لجميع عملياتها العسكرية أولًا، على أن تلتزم إسرائيل بوقف عملياتها بعد 12 ساعة، ثم يُعلن عن تثبيت وقف الأعمال العدائية على الجانبين بعد مرور 24 ساعة على سريان المرحلة الأولى. ورغم هشاشة المرحلة وحساسيتها، شكّل الاتفاق نقطة فاصلة وضابطًا مؤقتًا لتهدئة التصعيد، ممهِّدًا الطريق نحو تفاهمات أوسع، وضامنًا عدم انزلاق المواجهات إلى حرب شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط برمته.


خلاصة المشهد الحالي بين هذه الحسابات، تبرز مصر كحائط صد وضامن لاستقرار محيطها، تبحث عن حماية مصالحها الوطنية قبل كل شيء، وتعزيز دورها المحوري على ساحة تتزايد تعقيدًا وضبابية. إنه مشهد مفتوح على كل الاحتمالات، لن يُحسم بالسلاح وحده، بل بتفاهمات طويلة وحوار على عدة محاور، تحدد ملامح المرحلة القادمة وتكتب قواعد المرحلة على أرض شرق أوسط جديد.

طباعة شارك إيران وإسرائيل إيران إسرائيل

مقالات مشابهة

  • نجاة عبد الرحمن تكتب: مصر.. القلب المحرّك لوقف إطلاق النار وضامن الأمن الإقليمي
  • تفوّق جوي مقابل تكتيك صاروخي: حرب إيران وإسرائيل تكتب معادلتها
  • CNN : ترامب ينجو من مقبرة حرب إيران
  • البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مدينة الحب العائمة
  • سلمى أبو ضيف: كنت دائما أشعر بالخوف من والدي أكثر من الحب
  • أحمد الفيشاوي ومعتصم النهار وسوسن بدر في فيلم حين يكتب الحب
  • التصوير قريبا.. الفيشاوي والنهار وسوسن بدر في فيلم حين يكتب الحب
  • شاهد بالفيديو.. هدى عربي تحيي حفل بدولة جورجيا وسط حضور جماهيري ضخم والطلاب يرددون معها (الحب هدأ)
  • المحبة والزلّة
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب