شارك فريق بحثي من جامعة جدة، في معرض تايلاند الدولي للاختراعات والابتكارات والتقنية، باختراع جهاز طبي للاكتشاف المبكر لجلطات الدماغ باستخدام إنترنت الأشياء وتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذي توج بالميدالية البرونزية، إضافة إلى جوائز دولية خاصة ومنها ميدالية ذهبية.

وقدمت الجامعة اختراع جهاز يساعد على تخفيض الإزعاج الاختياري المرتبط بموجات الدماغ باستخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على النوم، الذي حصل على الميدالية البرونزية وجوائز دولية خاصة، ومنها ميدالية ذهبية، إضافة لاختراعٍ آخر يعتمد أيضًا على

إنترنت الأشياء وتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة الحمى والتغيرات التي تطرأ على الجروح بعد العمليات الجراحية في الوقت الفعلي عن بعد بواسطة جهاز متنقل يوضع على قضبان السرير، حيث نال الاختراع الجائزة البرونزية، إضافة إلى جوائز خاصة عبارة عن كأس ذهبي وميداليات فضية من عدة دول.


المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: جامعة جدة

إقرأ أيضاً:

النموذج اللغوي العماني

يشكل الذكاء الاصطناعي اليوم عالما من التطورات غير المسبوقة، القادرة على فهم اللغة البشرية وتوليدها، حيث يعد ذلك ثورة لغوية رائدة في مجال الابتكار التقني وتطبيقاته، ولأن النماذج اللغوية التي بدأت ضمن تلك التطبيقات اعتمدت اللغة الإنجليزية بشكل واسع من خلال البيانات المفتوحة الضخمة، التي عزَّزت تداول هذه اللغة وارتباطها بالاقتصاد والاستدامة البيئية وغير ذلك من القطاعات التنموية المرتبطة بانفتاح البيانات وتوفر المعلومات على نطاق واسع، فإن العالم التفت إلى أهمية النماذج اللغوية الداعمة للغات الأخرى، والتي تشكِّل أهمية على المستويات الوطنية والإقليمية.

وكغيره من المحتويات اللغوية ظل المحتوى العربي يعاني تراجعا كبيرا خلال العقود السابقة، على الرغم من تنامي المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، والنمذجة وغيرها، إلاَّ أن ازدهار النماذج اللغوية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، جعلت من إمكانية تعزيز ذلك المحتوى، وزيادة فاعليته في التنمية أمر قابل للتحقُّق، خاصة وأن الكثير من الدول العربية جعلت من إيجاد نموذج لغوي عربي هدف من أهدافها الوطنية، لما يمثله ذلك من أهمية سيما في دعم الاقتصاد القائم على التكنولوجيا أو ما يُسمى بـ (الاقتصاد الرقمي).

إن النماذج اللغوية بحسب معجم البيانات والذكاء الاصطناعي، الصادر عن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجمع سلمان العالمي للغة العربية، هو (نموذج يحدِّد احتمالية وجود سلسلة معينة من الكلمات في جملة)؛ فهو نموذج إحصائي، يقوم على التوزيع الاحتمالي ضمن نموذج لغوي معيَّن أو مجموعة من النماذج لاستخدامها في (معالجة اللغة الطبيعية) مثل طرائق التعبير والكلام، والترجمات الآلية، وتحليل المعلومات واسترجاعها عبر مجموعة من التوزيعات والاحتمالات.

ولذلك فقد شهد العامان 2023، و 2024 انطلاقا لافتا للنماذج اللغوية المعتمدة على اللغة العربية، والتي تهدف إلى تعزيز المحتوى العربي، ودعم التوجهات اللغوية للمجتمعات العربية، وتحسين دورها في النمو الاقتصادي باعتبارها استثمارا ثقافيا قائما على الاقتصاد الرقمي الموجَّه نحو فتح آفاق الابتكارات التقنية وفرص عمل جديدة للشباب المبدعين، والمؤسسات العاملة في هذا القطاع، فمنذ العام 2023 أعلن مركز الذكاء الاصطناعي (إنسبشن) التابع لمجموعة (جي 42) بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عن إطلاق النموذج اللغوي (جيس)؛ الذي يستند إلى (13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات جرى تطويرها حديثا، وتضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية) - حسب صحيفة البيان.

وهكذا أيضا أعلن مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، عن النموذج اللغوي العربي (علاَّم)؛ الذي (تم تدريبه على أكثر من 500 مليار وحدة لغوية) - بحسب صحيفة الشرق الأوسط -، وقد تم تزويد هذا النموذج ببيانات عن التاريخ السعودي، والرياضة والصحة والتعليم وغير ذلك، حيث يُعد - بحسب الصحيفة - (أهم مصادر المعرفة الموثوقة في السعودية...)، لذا فإن العالم شهد منذ 2023 تدشين مجموعة من النماذج اللغوية الداعمة للمحتوى العربي، والذي يحمل خصوصية المجتمعات العربية سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.

ولأن عُمان واحدة من تلك الدول التي تشهد حِراكا واسعا وتنمية رقمية متسارعة، وطموحا نحو الاستثمار في الاقتصاد الرقمي ودعم كل ما من شأنه أن يُعزِّز ذلك الاستثمار، ويمكِّن قدرته على التنامي، فإنها أطلقت خلال معرض كومكس العالمي للتكنولوجيا في نسخته الـ 33 للعام 2024، مجموعة من البرامج والمبادرات والشراكات الخاصة بتنمية البنية التقنية من ناحية، وتوسعة المشروعات المتخصصة من ناحية ثانية، وتدشين مشروعات متنوعة تكشف التطورات والخبرات الواسعة للمؤسسات العمانية والشركات العاملة في هذا القطاع.

ومن بين تلك المبادرات والبرامج الواعدة والمهمة جاء إطلاق مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني (شات جي بي تي) (المرحلة الأولى)، وهو نموذج لغوي (يتم تدريبه على المحتوى العُماني الثقافي والتاريخي والفني والعلمي والحضاري والسياسي بالذكاء الاصطناعي) - بحسب نشرة وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات -، إذ يهدف هذا النموذج إلى إحداث (تأثير إيجابي) على قطاعات التنمية في عُمان، إضافة إلى ما يقدمه من تعزيز للثقافة الوطنية ومفهوم المواطنة الإيجابية، والتواصل الفاعل في الحِراك المجتمعي ومواصلة العطاء الحضاري والفكري.

إن مشروع النموذج اللغوي للمحتوى العماني، يُعد أحد أهم المشروعات الثقافية التي تدعم دور القوة الناعمة ويسهم في تحقيق أهدافها، من خلال التعريف بالثقافة العمانية والتاريخ والحضارة عبر التاريخ الممتد والضارب في القدم، وكذلك الكشف عن الممكنات الحديثة والفُرص التي تتميَّز بها عُمان في تنوعها الجغرافي والجيولوجي والبيولوجي وغير ذلك، مما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار، إضافة إلى إبراز آفاق التطورات الحضارية التي تشهدها البلاد في كافة المجالات منذ بداية عصر النهضة الحديثة، وهي في تنمية متواصلة وسريعة، الأمر الذي يجعلها متطلِّعة نحو الاقتصادات الحديثة والاستفادة منها.

لذا فإن هذا المشروع الثقافي المهم يقدِّم الثقافة العمانية بمفهومها الواسع أمام الجمهور العربي والعالمي لتكون نافذة يطلُّون منها على الفكر العماني الباني للحضارة عبر تاريخه الممتد في مجالاتها الواسعة، ليكون قوة ناعمة ترتكز على السلام والتفاهم، لتعرِّف بتلك الثقافة وتبني جسور التواصل والمعرفة بين عُمان وشعوب العالم. إنه نموذج عربي عماني يفتح الفرص التقنية والابتكارية والاقتصادية الواسعة، ضمن مفاهيم تنطلق من الحاضر إلى المستقبل، وتدعم تطلعات الثقافة الوطنية.

إن اهتمام الدولة باقتصاديات الذكاء الاصطناعي عموما يكشف الطموح والتطلعات الحثيثة نحو الاستثمار في الاقتصادات التقنية الواعدة، التي تشكِّل اليوم أحد أهم الأهداف التي تطمح إليها دول العالم، والتي تؤثِّر على مسار سوق الأعمال الذي يشهد تحولات عدة خاصة في ظل تنامي التطورات في القطاع التقني وشيوع تطبيقاته المعتمدة على معالجة النصوص والصور والأصوات، ونماذج اللغة الكبرى (LLMs)، والتي تتميَّز بشبهها بالإنسان من حيث قدرتها على إنشاء اللغة وفهمها، الأمر الذي يدعم زيادة إنتاج الصناعات ويفتح فرص جديدة في سوق العمل والوظائف الإبداعية والتقنية عموما.

ولهذا فإن الأهداف التي قامت عليها مشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي التي تم إطلاقها خلال المعرض، تنطلق من (تحقيق مستهدفات قطاعات التنويع الاقتصادي في خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021-2025)، اعتمادًا على اقتصاد قائم على التقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومن هنا تم تخصيص ما قيمته 10 ملايين ريال عماني لدعم تلك المشروعات، في مبادرة طموحة غايتها فتح الفرص الاستثمارية، ورفد الاقتصاد، والمعرفة، وتطوير خدمات الحكومة الذكية.

فمشروعات اقتصادات الذكاء الاصطناعي عموما، ومشروع النموذج اللغوي العماني بشكل خاص، تعد مرحلة مهمة في التنمية التقنية في عُمان باعتبارها تنطلق من التحوُّل الرقمي إلى الاقتصاد الرقمي، الذي يفتح أمام الدولة آفاق واسعة على مستوى الاستثمار المعرفي وتطوير جودة الخدمات، ويقدِّم للمؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع آفاق رحبة للابتكار وتطوير المعارف. ولعلنا قريبا سنشهد تدشين تلك التطبيقات والبرامج، وسيكون لها دور أساسي في تنويع الاقتصاد الوطني، ورفد سوق العمل المحلي، وتوسيع فرص الابتكار وإنتاج الصناعات الإبداعية المختلفة القائمة على المعارف والثقافة بتنوعها.

إن مشروع النموذج اللغوي العماني يشكِّل استثمار معرفيا ورقميا رائدا سيفتح المجالات واسعة أمام الشباب العماني المبدع وسيفتح مجالات الاستثمار في القطاعات المختلفة، ولهذا فإن العمل على تسريع تدشينه، والتسويق له بما يستحق، سيكون له أثر فاعل لتحقيق الأهداف التي أنشئ من أجلها.

عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • هيئة الاستشعار من البعد تشارك في معرض إفريقيا لمكونات التصنيع الغذائي
  • «القومية لعلوم الفضاء» تشارك في مؤتمر إفريقيا لمكونات التصنيع الغذائي
  • «القومية لعلوم الفضاء» تشارك في مؤتمر أفريقيا لمكونات التصنيع الغذائي
  • الذكاء الاصطناعي يقلد أعمال الدماغ
  • خبراء: محتوى الصحافة المكتوبة صمّام أمان «تشات جي بي تي» بالعربي
  • النموذج اللغوي العماني
  • المسار التطبيقي للذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان ومستجداته
  • نميرة نجم: يجب التعامل مع تعقيدات الذكاء الاصطناعي لضمان بقائه
  • «بحوث الفلزات» يبحث استخدام الذكاء الاصطناعي فى صناعة الصلب
  • كيف يواجه الذكاء الاصطناعي مشكلة ارتفاع مستوى سطح البحر؟