يكشف السرقة قبل وقوعها.. الذكاء الاصطناعي يرصد لصوص المتاجر
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تستمر مزايا الذكاء الاصطناعي في الظهور مع تطبيقاته المتنوعة في مختلف المجالات، وأصبح الآن يتم دمجه في معظم أجهزة الرعاية الصحية والهواتف الذكية والسيارات ذاتية القيادة وغيرها الكثير، وعلى ما يبدو أن هذه التقنية المتطورة لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يتم استخدامها الآن لتحديد الأشخاص الذين قد يشتبه بهم كـ سارقين.
يعمل برنامجا للذكاء الاصطناعي، والذي يتم توصيله بكاميرات المراقبة الأمنية من شركة Veesion الفرنسية، على تنبيه موظفي الأمن بمتاجر السوبر ماركت العملاقة، إلى وجود متسوقين يقومون "بحركات مشبوهة" من أجل إخفاء العناصر المسروقة في السترات أو الحقائب أو الجيوب.
ويتم اختبار الكاميرات الجديدة المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي حاليا في عدد من محلات السوبر ماركت الكبيرة في هولندا، وهي مزودة بخوارزميات قادرة على تحليل لقطات الفيديو التي تسجلها كاميرا المراقبة بشكل سريع لرصد السلوك المشبوه لبعض الزوار مما يساعد بشكل فعال على سارقي المتاجر.
وفي حال رصدت البرمجية الجديدة سلوكا مشبوها عند أحد الزوار، بناء على الإيماءات التي تم تدريبها لتحديد الحركات التي ترتبط عادة بالسرقة من المتاجر، تقوم بإرسال إنذار إلى موظفي الأمن لمراقبة الشخص الذي يشتبه به كـ "لص" وتتبع تحركاته، وفي الوقت نفسه، يقوم النظام بإرسال تنبيهات إلى هاتف المدير، مصحوبة بمقطع فيديو لعملية السرقة المشتبه بها.
وبمجرد نجاحها، يمكن أن تستخدم التقنية الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كجزء من حزمة من التدابير للحد من سرقة المتاجر في هولندا، على أن يتم توسيعها لتشمل بلجيكا.
وأوضحت مجموعة سوبر ماركت "Jumbo" الهولندية، التي تختبر كاميرات المراقبة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي كجزء من الإجراءات الأمنية في عدد من محلات السوبر ماركت المملوكة لها، إن حوادث السرقة كلفتها 100 مليون يورو خلال العام الماضي.
وتزعم شركة Veesion أن الآلاف من متاجر التجزئة حول العالم يقللون من سرقة المتاجر بنسبة تصل إلى 60% باستخدام كاميرات المراقبة التقليدية، ولكن من شأن نظامهم القائم على الذكاء الاصطناعي يقدم تحسنا كبيرا مقارنة بطرق المراقبة التقليدية، التي تعتمد على يقظة أفراد الأمن والتي تكتشف عادة أقل من 5٪ من حوادث السرقة من المتاجر.
ويستخدم نظام المراقبة الجديد القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركة Veesion الفرنسية، في أكثر من 25 دولة، بما في ذلك 110 متجرا في أنحاء هولندا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مزايا الذكاء الاصطناعي حوادث السرقة برنامج بالذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتيح للأطباء الدردشة مع السجلات الطبية
بات بوسع أطباء الرعاية الصحية في ستانفورد في الولايات المتحدة الآن التفاعل مع السجلات الطبية للمريض من خلال برنامج مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُسمى ChatEHR، وذلك بنفس الطريقة التي يمكن بها للناس "الدردشة" مع نماذج لغوية كبيرة مثل GPT-4.
تُمكّن هذه التقنية، التي لا تزال في مرحلة تجريبية، الأطباء من طرح أسئلة حول التاريخ الطبي للمريض، وتلخيص المخططات تلقائيًا، وتنفيذ مهام أخرى.
ويستخدم برنامج ChatEHR معلومات من السجلات الصحية للمريض لتقديم إجابته.
قال الدكتور نيغام شاه، رئيس قسم علوم البيانات في "ستانفورد للرعاية الصحية"، والذي قاد الفريق في تطوير هذه التقنية "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحسّن ممارسات الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين، ولكنه لا يكون مفيدًا إلا إذا كان مُدمجًا في سير عملهم وكانت المعلومات التي تستخدمها الخوارزمية في سياق طبي". وأضاف "يتميز ChatEHR بالأمان؛ فهو يستقي البيانات الطبية ذات الصلة مباشرةً؛ وهو مُدمج في نظام السجلات الطبية الإلكترونية، مما يجعله سهلًا ودقيقًا للاستخدام السريري".
كان البرنامج قيد التطوير، منذ عام 2023، عندما أدرك فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة ستانفورد بقيادة شاه إمكانات نماذج اللغة الكبيرة واستلهموا فكرة إنشاء شيء مفيد للأطباء.
قال الدكتور مايكل فيفر، رئيس قسم المعلومات والرقمنة في مركز ستانفورد للرعاية الصحية وكلية الطب، والذي ساهم في قيادة تطوير البرنامج ودمجه "يفتح ChatEHR آفاقًا جديدة للأطباء للتفاعل مع السجلات الصحية الإلكترونية بطريقة أكثر انسيابية وكفاءة، سواءً كان ذلك من خلال طلب ملخص للسجل بأكمله أو استرجاع بيانات محددة ذات صلة برعاية المريض".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحسّن علاج سرطان الرئة
بحث وتلخيص وجمع معلومات أسرع
حاليًا، لا يتوفر البرنامج إلا لمجموعة صغيرة من الأفراد في مستشفى ستانفورد أي 33 طبيبًا وممرضًا ومساعدًا طبيًا وممرضًا ممارسًا يراقبون أداءه، ويحسنون دقته، ويعززون فائدته.
قالت الدكتورة سنيها جاين، أستاذة الطب المساعدة السريرية، ومن أوائل مستخدمي هذه التقنية إن "جعل السجلات الطبية الإلكترونية أكثر سهولة في الاستخدام يعني أن الأطباء سيقضون وقتًا أقل في البحث في كل زاوية وركن فيها عن المعلومات التي يحتاجونها". وأضافت "يمكن لـ ChatEHR مساعدتهم في الحصول على هذه المعلومات مُسبقًا، مما يتيح لهم تخصيص وقتهم لما هو مهم: التحدث مع المرضى ومعرفة ما يحدث".
عند وصول الأطباء إلى الأداة، يُستقبلون بـ: "مرحبًا، ???? أنا ChatEHR! هنا لمساعدتك في الدردشة بأمان مع السجل الطبي للمريض".
عندها، يمكنهم كتابة مجموعة من الأسئلة حول المريض: هل يعاني هذا الشخص من أي حساسية؟ ماذا أظهر آخر فحص للكوليسترول؟ هل خضع لتنظير القولون؟ هل كانت النتائج طبيعية؟
وصرح شاه بأن ChatEHR ليس مخصصًا لتقديم المشورة الطبية. البرنامج أداة لجمع المعلومات تُسرّع العملية، وفي الحالة المثالية، تُوفّر الوقت. جميع القرارات تبقى في أيدي خبراء الرعاية الصحية.
يُمكن لـ ChatEHR تسريع العديد من المهام المُستهلكة للوقت والتي تُشكّل جزءًا من العمل اليومي للطبيب.
يشير الدكتور جوناثان تشين، وهو طبيب مُستشفى وأستاذ مُساعد في الطب وعلوم البيانات الطبية الحيوية، إلى أنه عندما يأتي مريض إلى غرفة الطوارئ، يجب على الطبيب المُناوب إيجاد طريقة لمساعدته بسرعة.
وأضاف تشين "ليس ألم الصدر الذي يشعر به المريض في تلك اللحظة، مثلا، هو المهم فحسب، بل قصته كاملةً، والأسباب التي أدت إلى هذه اللحظة. جميع سجلاته الطبية السابقة مهمة. ما الأدوية التي كان يتناولها، وما الآثار الجانبية التي عانى منها، وما العمليات الجراحية التي خضع لها، وكيف أثر ذلك عليه؟"، مؤكدا "يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا للعودة إلى كل تلك المعلومات خلال حالة حساسة زمنيًا. لذا، فإن تسريع هذه العملية سيكون مفيدًا للغاية".
وأضاف أن ChatEHR قد يكون مفيدًا في بعض حالات نقل المرضى. عادةً ما يصل المرضى الذين يُنقلون إلى مستشفى ستانفورد لتلقي رعاية أكثر تقدمًا ومعهم حزمة كبيرة من المعلومات، قد تصل أحيانًا إلى مئات الصفحات".
ويؤكد تشين "التاريخ الطبي بأكمله بالغ الأهمية، لكن التدقيق فيه ومراجعته يُمثلان تحديًا كبيرًا". وأضاف: "إن تلخيص ChatEHR لهذا التاريخ الطبي في ملخص ذي صلة سيجعل هذه العملية أكثر سلاسة". وأوضح أن ChatEHR لا يقتصر على تقديم ملخصات عالية المستوى فحسب، بل يُمكن للطبيب أيضًا طرح أسئلة متابعة استقصائية لفهم تاريخ المريض بشكل أفضل.
يعمل الفريق أيضًا على تطوير "الأتمتة"، أو مهام تقييمية تستند إلى تاريخ المريض وسجلاته. على سبيل المثال، ابتكر الفريق أتمتة تُحدد ما إذا كان من المناسب نقل المريض إلى وحدة رعاية المرضى في مستشفى تابع لجامعة ستانفورد الطبية، والتي توفر غرفًا إضافية للمرضى.
وقال شاه "يُوفر علينا هذا التقييم الآلي العبء الإداري المتمثل في التدقيق في معلومات المريض، ويُساعدنا على تحديد إمكانية نقل المريض بسرعة، مما يُتيح الوصول إلى الرعاية هنا في مستشفى ستانفورد".
يعمل شاه وآخرون على أتمتة أخرى، من شأنها تحديد أهلية الحصول على رعاية المسنين، على سبيل المثال، أو التوصية برعاية إضافية بعد الجراحة.
إطلاق النظام
سيواصل شاه وفريقه تقييم حالات استخدام ChatEHR. كما يجري تطوير ميزات أخرى لضمان الدقة، مثل الاستشهادات التي توضح للأطباء مصدر المعلومات داخل السجل الطبي.
مع تطور التكنولوجيا، يتمثل الهدف في إتاحة ChatEHR لجميع الأطباء الذين يطلعون على سجلات المرضى. وصرح شاه "نُطلق هذا النظام وفقًا لإرشاداتنا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي المسؤول، ليس فقط لضمان الدقة والأداء، بل أيضًا لضمان توفر الموارد التعليمية والدعم الفني اللازم لجعل ChatEHR قابلًا للاستخدام ومفيدًا لكوادرنا".
مصطفى أوفى (أبوظبي)