عمرو عزت سلامة: التصنيفات أصبحت نقطة مرجعية للحكومات لتقييم فاعلية الجامعات
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
قال الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، إن استضافة القاهرة لاحتفال تكريم وتسليم شهادات الجامعات العربية المدرجة ضمن النسخة الأولى من التصنيف العربي للجامعات 2023، يعتبر مناسبة فريدة تجمعنا لتكريم وتوزيع الشهادات على الجامعات المتقدمة في التصنيف العربي الأول للجامعات العربية، حيث يمثل الاعتراف بجهود وإنجازات الجامعات التي أبرزت نفسها بتفوقها ومكانتها الرفيعة على الساحة الأكاديمية.
وأضاف سلامة، خلال كلمته اليوم، باحتفال تكريم وتسليم شهادات الجامعات العربية المدرجة ضمن النسخة الأولى من التصنيف العربي للجامعات 2023، أن التصنيفات أصبحت نقطة مرجعية للحكومات لتقييم فاعلية الجامعات، ولصانعي السياسات الجامعية لصياغة خطط تطوير الجامعة، وللشركات لاختيار المؤسسات الشريكة، وللطلاب وأولياء الأمور لاختيار الجامعة، مؤكدا أن دخول الجامعات ضمن التصنيف العالمي، أصبح أحد شروط اعتماد وزارات التعليم في بعض الدول للموافقة على تأسيس شراكة، أو إنشاء فروع لجامعات أجنبية بها.
الحاجة ماسة لتصنيف عربي للجامعات يلائم الخصوصية العربيةوقال سلامة، إنه يوجد في العالم أكثر من 30 ألف جامعة ومعهد عالٍ، في 238 دولة، ويتم سنويًا تقييم وتصنيف عدة آلاف منها لاختيار أفضلها من خلال نحو 20 تصنيفًا دوليًا للجامعات، وتستشهد الجامعات العربية بتصنيفات من الصين، وأوروبا، وأمريكا، مبينا أنه من هنا أصبحت الحاجة ماسة لتصنيف عربي للجامعات يلائم الخصوصية العربية ومدعوم بمؤشر عربي لتقييم أداء مؤسسات التعليم العالي وإعادة تصنيفها بما يحقق التوافق العربي، وفق معايير عالمية تشتد فيها المنافسة وضغوطات سوق العمل.
كما أكد الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، أنه في إطار الاهتمام المشترك بين جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واتحاد مجالس البحث العلمي العربية واتحاد الجامعات العربية لتحسين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي لتمكينها من قيادة التطور العربي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تم إقرار مشروع التصنيف العربي للجامعات، وبناء عليه تم تأسيس المجلس العربي لتصنيف الجامعات ليعني بإدارة المشروع، لافتا إلى أنه تم الحرص على تمكين الجامعات العربية من تعزيز نتائج التعليم والبحث ورفع مستوى ظهورها في المجتمع الدولي، وتمكين الباحثين وأعضاء هيئات التدريس في الدول العربية من التنافس على الجوائز والمشاريع والمنح المالية الإقليمية والدولية.
ولفت سلامة، إلى أنه تم وضع مجموعة من الإجراءات، تمثلت باعتماد قائمة لمحاور ومقاييس وأوزان التصنيفات، ومراجعتها، وإنشاء وحدة داخل الاتحاد مخصصة لمشروع التصنيف، وبناء بوابة ومنصة إلكترونية لجمع البيانات وبناء قاعدة بيانات متكاملة وتحليلها وإعداد التقارير، وتخصيص ميزانية للهيكل التنظيمي لمشروع التصنيف، مؤكد أن هذا المشروع حدث علمي مهم، والذي تم بناء محاوره وفق المعايير العالمية للتصنيفات مع مراعاة خصوصياتنا العربية وظروف جامعاتنا وثقافتنا ورؤيتنا العربية.
ونوه بأنه تم الاعتماد على الدقة والموضوعية في هذا التصنيف من خلال عدة مؤشرات مركبة تجمع بين أربعة مؤشرات أداء تقييم رئيسية، لكل منها 9 معايير أداء فرعية هي: مؤشر الأداء الرئيسي «التعليم والتعلم» بنسبة 30%، ومؤشر الأداء الرئيسي «البحث العلمي» بنسبة 30%، ومؤشر الأداء الرئيسي «الإبداع والريادية والابتكار» بنسبة 20%، ومؤشر الأداء الرئيسي «التعاون الدولي والمحلي وخدمة المجتمع» بنسبة 20%.
وقال إن التصنيف العربي تفرد بوجود مؤشر حول نسبة مشاركة المؤسسة التعليمية في الخدمة المجتمعية والإنسانية، موضحا أن عدد الجامعات التي تقدمت للتقييم بلغت 208 جامعات، أدرج منها في التصنيف 115 جامعة ممثلة لـ 16 دولة من إجمالي 22 دولة من دول جامعة الدول العربية، ورتبت هذه الدول وفقاً لعدد الجامعات المتقدمة كالتالي: مصر (28)، العراق (19)، الأردن (18)، اليمن (10)، فلسطين (8)، ليبيا (8)، السعودية (7)، تونس (4)، سوريا (3)، الإمارات العربية المتحدة (2)، المغرب (2)، لبنان (2)، البحرين (1)، الجزائر (1)، الصومال (1)، الكويت (1)، حيث خصصت النسخة الأولى من التصنيف بتصنيف عدد من الجامعات العربية، ومن المخطط أن تنطلق لتصنيف الجامعات العالمية في نُسخها المقبلة.
وأشار سلامة، إلى تصدر جامعة الملك سعود قائمة الجامعات العربية، تلتها جامعة القاهرة، ثم جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثم جامعة عين شمس، وتلتها جامعة المنصورة، ثم جامعة الشارقة، وجامعة الملك خالد، وجامعة صفاقس، وجامعة الإسكندرية، وجامعة الزقازيق، مشيرا إلى أن التصنيفات ليست مثالية ولا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع وهي ليست المؤشر الوحيد لسمعة الجامعة وتميزها الأكاديمي، إلا أنها توفر طريقة شائعة لقياس الجامعات على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
تنمية أساليب البحث العلمي وترقية مؤسساته ومختبراتهكما أكد أن الجامعات العربية مدعوة اليوم لإعادة الاعتبار لدورها الريادي في قيادة التغيير والتطوير، وذلك ببناء مناهج تدريسية أكثر حداثة وفعالية ومواءمة لخصوصية المجتمع ومقوماته، والعمل على تنمية أساليب البحث العلمي وترقية مؤسساته ومختبراته وفرقه ومشاريعه، لتتماشى مع تطلعات المجتمع وآفاق التقدم الحضاري والازدهار العلمي، موضحا أنه بات لزاما على الدول العربية أن تقوم بالشراكة الفعلية والتعاون مع مختلف الشركات والقطاعات الاقتصادية والأكاديمية لتطوير الكوادر البشرية القادرة على مواكبة التحول الرقمي والتكنولوجي قبل فوات الآوان.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البحث العلمي التحول الرقمي الجامعات العربية الجامعات العربیة التصنیف العربی الأداء الرئیسی الدول العربیة البحث العلمی من التصنیف
إقرأ أيضاً:
من التحدي إلى الفرصة.. خارطة طريق لتطوير تعليم العربية في الجامعات البنغلاديشية
في سياق الاهتمام المتنامي باللغة العربية وتحدياتها في المحيط الآسيوي، تنشر "عربي21" الجزء الثاني من الورقة البحثية الخاصة التي أعدها الدكتور أبو القاسم محمد عبد القادر، أستاذ اللغة العربية في جامعة شيتاغونغ بجمهورية بنغلاديش الشعبية. ويأتي هذا الجزء استكمالًا للجزء الأول الذي تناول الخلفية التاريخية والتعليمية للغة العربية في بنغلاديش، ليسلط الضوء هذه المرة على أبرز التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية في الجامعات البنغلاديشية، ويقترح خطة استراتيجية شاملة للنهوض بجودة تعليمها وضمان استدامة حضورها في المؤسسات الأكاديمية.
يهدف هذا الجزء إلى تشخيص العقبات البنيوية التي تحول دون تطور تعليم العربية في بنغلاديش، وتقديم رؤية تطويرية تأخذ في الاعتبار المعايير الدولية، والمتغيرات المحلية، وضرورة دعم التعاون بين الدول العربية والجامعات البنغلاديشية في هذا المجال الحيوي.
أبرز المشكلات التي تواجه تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش
ورغم الجهود المبذولة، إلا أن تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش يواجه جملة من التحديات التي تعيق تحقيق الجودة المنشودة، ومن أبرز هذه المشكلات:
1 ـ ندرة المصادر والكتب الدراسية المقررة، نتيجة لبعد الجامعات عن العالم العربي والإسلامي وصعوبة الحصول على أحدث المراجع.
2 ـ قلة الأساتذة المتمكنين، بسبب محدودية فرص استكمال الدراسات العليا في الجامعات العربية.
3 ـ ضعف الإمكانيات التعليمية، ونقص الوسائل الحديثة والأجهزة التعليمية المتطورة، فضلا عن قلة خبرة الأساتذة والطلاب في استخدامها.
إن جمهورية بنغلاديش الشعبية تحتل موقعا استراتيجيا بالغ الأهمية من الناحية الجغرافية. فرغم أن غالبية سكانها من المسلمين المتدينين، إلا أنها محاطة بدول يغلب عليها الطابع الهندوسي والبوذي، مما جعلها ساحة مفتوحة أمام أنشطة التبشير والتنصير التي تتلقى دعما متواصلا من الأوروبيين والمنظمات غير الحكومية.4 ـ قصور برامج تدريب المعلمين، مما يؤدي إلى ضعف في بعض المهارات اللغوية الأساسية لدى عدد من أعضاء هيئة التدريس.
5 ـ انخفاض فرص المشاركة في الندوات والمؤتمرات الدولية المتعلقة باللغة العربية وآدابها، إضافة إلى ضعف الإلمام بمستجدات التربية الحديثة وأساليبها المتطورة.
6 ـ هيمنة الفكر العلماني على الدساتير وغياب العناية الرسمية بالدين الإسلامي واللغة العربية، الأمر الذي يولد في نفوس الطلاب نظرة سلبية تجاه هذه اللغة العريقة.
7 ـ تفاوت المستويات اللغوية بين الطلاب في الصف الواحد، مما يشكل عقبة تعليمية تعيق التقدم الجماعي.
8 ـ الانشغال بالمناهج التقليدية والاعتماد المفرط على الكتب القديمة والمصادر غير الكافية، إلى جانب ضعف الجهود الرسمية التي تبذلها الدول العربية وسفاراتها في دعم ونشر اللغة العربية في بنغلاديش.
9 ـ ضيق آفاق سوق العمل داخل البلاد وقلة الفرص المتاحة في الخارج، مما يُضعف الحافز لدى الطلاب لتعلُّم اللغة العربية وتطويرها.
الخطة الاستراتيجية لضمان جودة تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش:
الخطة الاستراتيجية هي الإطار العام الذي يرسم بعناية لتحديد المبادئ والأهداف الرئيسة لأي مؤسسة تعليمية، ويعينها على بلوغ تلك الأهداف من خلال رصد الإمكانات المادية والمعنوية، وتوفير المستلزمات الفنية والإدارية، مع تحديد الوضع الراهن بدقة واستشراف النقطة التي يراد الوصول إليها في المستقبل، ومن ثم رسم المسارات البديلة لتحقيق هذا الوصول بأعلى قدر من الكفاءة.
تعد الخطة الاستراتيجية من أبرز أدوات الإدارة الحديثة، وتستوجب امتلاك مهارات التفكير العلمي العميق والتحليل المنهجي الرصين لاتخاذ قرارات رشيدة وحكم موضوعي يستند إلى رؤية مستقبلية نافذة. وقد باتت هذه الخطة ضرورة ملحة في هذا العصر الذي تشابكت فيه أنماط الحياة وتعقدت مساراتها، وتعددت تحدياته وتشعبت مجالاته.
محاور الخطة الاستراتيجية لتطوير جودة التعليم الجامعي:
عند صياغة الخطة الاستراتيجية للنهوض بجودة التعليم في الجامعات البنغلاديشية، ينبغي التركيز على خمسة أولويات جوهرية:
1 ـ تحديث نوعية التعليم الجامعي بما ينسجم مع المعايير الدولية ويواكب تطورات العصر.
2 ـ توفير فرص التعليم المتميز للطلاب بما يعزز قدراتهم المعرفية والمهارية.
المدارس الدينية، والمعاهد الإسلامية، وأقسام اللغة العربية في الجامعات تعاني من ضعف الإمكانات الميدانية، وقلة الكفاءات العلمية، وضعف التمكن من العلوم والمعارف الدينية، مما يجعلها عاجزة عن التصدي الفاعل لهذه الحملات المنظمة.3 ـ ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية لدى الطلاب، وربطهم بأصالتهم الثقافية والقيمية.
4 ـ إعداد كوادر قيادية مؤهلة وقادرة على أداء دورها الفعال في خدمة مشروعات التنمية الوطنية.
5 ـ الاستجابة السريعة لمتطلبات النظام التعليمي من خلال تنمية المهارات الضرورية التي يتطلبها سوق العمل.
يتعين عند إعداد الخطة الاستراتيجية لضمان جودة التعليم في الجامعات أن تؤخذ في الاعتبار جملة من المسائل الجوهرية، ومن أبرزها:
1 ـ آفاق التطوير والتحسين والتعديل.
2 ـ تحديد الأولويات في اختيار المواد الدراسية وتطوير المقررات وفق الحاجات الواقعية.
3 ـ وضع خطة استراتيجية قابلة للتنفيذ تراعي الواقع وتستجيب لمتطلبات المرحلة.
4 ـ اعتماد خطط تعليمية عبقرية تتسم بالسهولة والمنهجية والمنطق والموضوعية.
5 ـ تحديد الآليات والوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف المنشودة.
6 ـ استشراف البعد العالمي في التخطيط والتنفيذ لتحقيق التكامل مع التجارب الدولية.
7 ـ الاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة وربط التعليم باحتياجات سوق العمل.
8 ـ توفير فرص التعليم الجيد والمتكافئ للجميع دون استثناء.
9 ـ الاستعانة بأصحاب الخبرات العريقة ومراجعة الدراسات والبيانات التقليدية للاستفادة منها.
10 ـ وضع قواعد وتدابير إيجابية تتماشى مع المعايير العالمية.
11 ـ تمكين الأساتذة من المشاركة في الأنشطة اللغوية والأدبية العالمية وتبادل الخبرات.
12 ـ إبرام اتفاقيات بين الحكومات الإسلامية لتبادل الأساتذة والطلاب وتوسيع آفاق التجربة الميدانية.
13 ـ استيراد الوسائل التعليمية الحديثة لنشر اللغة العربية بأساليب عصرية.
14 ـ مراجعة وتطوير المناهج التقليدية مع تبني المناهج الحديثة والأساليب الفعالة.
15 ـ الاهتمام بتدريب وتأهيل المعلمين وتعويدهم على ممارسة اللغة العربية بتمكن.
16 ـ إنشاء المكتبات المتخصصة والنوادي الإلكترونية لتعزيز المهارات اللغوية.
17 ـ تنفيذ برامج تدريبية نوعية لرفع كفاءة مشرفي التعليم.
18 ـ إعداد معلمين متميزين يتولون مهمة تدريب وتأهيل زملائهم.
19 ـ منح الجامعات استقلالية ذاتية في تطوير وتقييم المواد والمناهج.
20 ـ تحفيز الأساتذة والطلاب على إتقان اللغة العربية عبر الجوائز والمكافآت التشجيعية.
21 ـ إصدار الصحف والمجلات باللغة العربية لنشر الثقافة والأدب العربي.
22 ـ توسيع نطاق تعليم اللغة العربية ليشمل كافة الجامعات في البلاد.
23 ـ تعزيز التعاون مع السفارات العربية لتأسيس معاهد متخصصة تسهم في تسهيل تعليم اللغة العربية في مختلف أنحاء البلاد.
الخاتمة:
وفي خاتمة هذا الحديث، يمكننا أن نقول بثقة: إن جمهورية بنغلاديش الشعبية تحتل موقعا استراتيجيا بالغ الأهمية من الناحية الجغرافية. فرغم أن غالبية سكانها من المسلمين المتدينين، إلا أنها محاطة بدول يغلب عليها الطابع الهندوسي والبوذي، مما جعلها ساحة مفتوحة أمام أنشطة التبشير والتنصير التي تتلقى دعما متواصلا من الأوروبيين والمنظمات غير الحكومية.
وفي مواجهة هذه التحديات المتصاعدة، نجد أن المدارس الدينية، والمعاهد الإسلامية، وأقسام اللغة العربية في الجامعات تعاني من ضعف الإمكانات الميدانية، وقلة الكفاءات العلمية، وضعف التمكن من العلوم والمعارف الدينية، مما يجعلها عاجزة عن التصدي الفاعل لهذه الحملات المنظمة.
لذلك تبرز الحاجة الماسة إلى تطوير مناهج التعليم، والارتقاء بكفاءات المعلمين، وصياغة استراتيجيات فاعلة لتحسين جودة تعليم اللغة العربية في جامعات بنغلاديش، حتى يتمكن طلابها من فهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، والاطلاع العميق على أمهات الكتب الإسلامية المكتوبة باللغة العربية. فبهذا وحده يمكن التصدي للتحديات الفكرية المعاصرة، والمضي قدما في نشر رسالة الإسلام الخالدة، وتوثيق عرى التعاون مع دول العالم الإسلامي، ولا سيما مع الدول العربية الشقيقة.
*أستاذ بقسم اللغة العربية ـ جامعة شيتاغونغ، بنغلاديش
إقرأ أيضا: اللغة العربية في بنغلاديش.. من التجذر التاريخي إلى التحديات الأكاديمية