شبح البطالة يهدد 2600 أسرة في موريتانيا.. ماذا بعد منع توك توك وسط العاصمة؟
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
نواكشوط – إفكو محمد الأمين شاب ثلاثيني يقيم مع أبيه (عامل حراسة) في منزل متواضع في الجزء الشمالي الغربي من العاصمة نواكشوط، بجوار مؤسسات الدولة والإدارات ذات الطابع الخدمي والمطاعم الشهيرة والمتاجر الكبيرة والمنتزهات، والتي تعد وجهة الآلاف من سكان العاصمة.
يعمل إفكو سائقا للتوكتوك منذ 4 سنوات، ويمارس مهنة النقل وتوصيل الطلبات بين الخطوط القصيرة في مقاطعة "تفرق زينة" أحد الأحياء التي تسكنها الطبقات العليا ماديّا، حيث كان دخله اليومي يفوق 1300 أوقية (36 دولارا وفقا للعملة الموريتانية الجديدة)، ورغم الهشاشة كانت هذه الظروف مثالية بالنسبة له.
لكن وزارة النقل تقدمت مؤخرا بخطة جديدة لتنظيم النقل الحضري في نواكشوط، من ضمنها منع العربات ثلاثية العجلات من دخول وسط العاصمة نهائيا، حيث تقع الأسواق المركزية والبنوك والوزارات، وبعد تنفيذ هذا القرار الأسبوع الماضي، وجد إفكو نفسه معزولا عن مصدر دخله الرئيسي في المناطق الحيوية، وانقلبت أحواله، حيث تراجع دخله الآن إلى 100 أو 200 أوقية (ما بين 3 دولارات و6 دولارات).
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول إفكو بعد القرار الأخير توقف عملي ولم أعد أرد على اتصالات العملاء المتكررة "تضررنا كثيرا، طالبنا الدولة بالتراجع عن القرار ولم تفعل، لا يمكننا أن نعاند السلطات، لذلك ما زلنا في حيرة ننتظر".
وليس حال إفكو بأحسن من مئات الشباب الكادحين الذين أصبحوا تائهين بعد أن حشرتهم السلطات في أحياء هامشية وحرمتهم من الأحياء الحيوية، وتطاردهم في كل مكان، حتى ترك كثير منهم العمل وخلد للراحة.
إجراءات اعتبرتها بعض المنظمات المدنية ظلما وتضييقا على الفئات العمالية الضعيفة التي تعاني أصلا من شح الفرص وضعف القوة الشرائية وارتفاع الأسعار، واعتبره السائقون قرارا جائرا يدفعهم إلى التشرد في أوطانهم وممارسة الأعمال غير الشريفة، ويحبب إليهم الهجرة، مناشدين الدولة التراجع عن القرار.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول إبراهيم بلال رمضان رئيس هيئة الساحل لحقوق الإنسان، إن القرار ظالم ومجحف بأصحاب العربات التي تؤمن العيش لعدد كبير من المواطنين الضعاف، وتسهل للمواطنين التنقل، معتبرا أن الحد من حركتها سيؤدي إلى ارتفاع نسبة البطالة، كما يفاقم من مشكلات النقل الحضري، التي ساهمت هذه العربات بشكل كبير في تخفيفها.
منع هذه العربات من دخول الأحياء الحيوية -وفق ولد رمضان- خطوة تمييزية غير مستساغة، وبنيت على أساس لم يتضح بعد، خاصة أن الدولة لم تقدم بديلا لأصحاب العربات الذين تضرروا من هذا القرار.
في المقابل، تقول وزارة النقل إن هذا القرار جاء في إطار مخطط شامل لمختلف وسائل النقل ليكون هناك دور تكاملي بينها، حيث تكون العربات ثلاثية العجلات في الأطراف، والتاكسي في الوسط، في حين تكون الباصات في الخطوط الرئيسية.
وعللت الوزارة قرارها بأن وسط المدينة تعطلت فيه المصالح بسبب الفوضى والاختناق المروري الذي تزايد بعد أن أصبح وجهة مفضلة لجميع التكاتك البالغ عددها أكثر من 2600، إضافة إلى وسائل النقل الأخرى.
وأكد الناطق باسم الحكومة الناني ولد اشروقة، أن سبب القرار هو أن هذه المركبات لا تتوفر فيها شروط السلامة، ولا يحمل سائقوها رخصة قيادة ولا يعرفون قوانين المرور، ويتسببون في كثير من الحوادث.
احتجاج بدون جدوىوفي الوقت الذي أثار فيه القرار جدلا واسعا في موريتانيا وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض، نظم مئات من سائقي توك توك احتجاجات طالبوا فيها السلطات بالتراجع عن القرار، لكن بدون جدوى، فما زالت حتى الآن السلطات تحتجز أكثر من 300 عربة خالفت القرار، وتقول إن غرامة استرجاعها ألفا أوقية (56 دولارا).
لذلك يقول محمد محمود سائق توك توك متضرر، إن عشرات السائقين المستأجرين وحتى الملاك تركوا العمل نهائيا وجلسوا في ديارهم حيث لا توجد بدائل أمامهم.
ويبلغ عدد العربات المستهدفة بهذا القرار ما يقارب 3 آلاف تنشط في نواكشوط، أكثر من نصفها يملكه تجار ورجال أعمال يؤجرونها لسائقين بنحو 500 أوقية يوميا، لكن المستأجرين اليوم يرفضون العمل بالتسعيرة القديمة ما دام القرار ساريا، مطالبين من الملاك التخفيض لأن العمل أصبح ضعيفا جدا.
ورغم أن السلطات عازمة على أن لا تتراجع عن القرار، فإن سائقي توك توك لم يفقدوا الأمل بعد ، وما زالوا يعبرون بشكل متكرر عن معاناتهم وتضررهم البالغ ويناشدون الدولة بالتراجع عن القرار.
بعد أن سرد معاناته، رافقت الجزيرة نت سائق توك توك صمبه (35 عاما) إلى مقر إقامته بمقاطعة "لكصر" في نواكشوط الغربية.
وأوضح أن زوجته وأطفاله الثلاث يهددهم الجوع وقد أصبحوا عرضة للخطر، وقد يكون الشارع مصير صغيرته وأخويها عما قريب؛ إذ لم يستطيع صمبه هذا الشهر دفع إيجار "الحائط" الذي استأجره منذ أشهر وبنى فيه عريشا متواضعا، ليستظل به صغاره من حر شمس الصيف وبرد الشتاء.
يقول صمبه "الديون بدأت تتراكم بعد أن أفسد هذا القرار عملي، أسرتي لا تدخر شيئا، ويوم أمس لم أستطع دفع ألف أوقية (28 دولارا) إيجار الحائط الذي أسكن فيه، وأمهلني صاحبه شهرا واحدا آخر، وإذا لم أدفع سيطردني.
وأضاف صمبه -الذي أصبح في حيرة من أمره- أنه لم يعد يحصل على أجرة عربته اليومية في بعض الأيام، وأصبح يفكر في ترك العمل ورد العربة إلى مالكها، مضيفا بتأسف أنه لم يجد هذه الأيام مالا يرسله لوالدته التي تركها في البادية ضواحي "لبراكنة" على بعد نحو 300 كيلو من نواكشوط، وهو وحيدها وليس عندها معيل غيره.
ورغم أن مالك عربة صمبه خفّض عنه الأجرة اليومية إلى 300 أوقية، فإن ذلك لم يغير شيئا، لأن العمل -وفق قوله- أصبح مرهقا مع هذه الخطوط الطويلة وضعيفا إلى أقصى درجة.
لذلك يُجمع سائقو توك توك الذين قابلتهم الجزيرة أنه إذا لم تتراجع الدولة عن هذا القرار، سيتركون العمل حتى ولو لم يجدوا بديلا، فالجلوس -وفق قولهم- أفضل من السير في عبث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذا القرار عن القرار توک توک أکثر من بعد أن
إقرأ أيضاً:
عاصفة داخل أسرة نوال الدجوي .. سرقة بالملايين وحجر على الجدة وجثة الحفيد| ماذا حدث؟
يبدو أن قضية نوال الدجوي ما زالت تحمل بين طياتها العديد من المفاجآت، فقد طالت سطور صفحات وقائع أسرة نوال الدجوي، لتضم قضية حجر وأخرى سرقة والعديد من المحاضر والبلاغات إلى أن جاءت المفاجآة الأكبر بالعثور على جثمان حفيدها داخل منزله به طلق ناري في الرأس.
تلك القضية التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية.. فقد تصدر اسم نوال الدجوي المشهد على منصات التواصل الإجتماعي، بعد تحريرها محضرا بعدم استطاعتها فتح الخزائن الخاصة بها وبداخلها مشغولات وجنيهات وسبائك ذهبية وملايين الجنيهات والعملات الأجنبية.
دارت التحقيقات والتحريات حول واقعة سرقة مقتنيات نوال الدجوي، وكانت المفاجأة بعد أيام من الواقعة، بالعثور على جثة حفيدها أحمد داخل شقته بمنطقة أكتوبر، وانتقلت على الفور الأجهزة الأمنية لتكون تلك المفاجأة الأكبر في العقبات التي ضربت أسرة الدجوي في الآونة الأخيرة.
وزارة الداخلية أعلنت في بيان رسمي لها ملابسات العثور على جثة حفيد نوال الدجوي، وقالت أن الأجهزة الأمنية بقسم شرطة أول أكتوبر تلقت بلاغ من عائلة الدجوي أفاد بالعثور جثة أحمد الدجوي داخل منزله في دائرة القسم وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن مدعومة بسيارة إسعاف لموقع الحادث.
بالفحص تبين من التحريات التي أجرتها أجهزة الأمن قيامه بإطلاق عيار نارى على نفسه مستخدماً طبنجة مرخصة خاصة به حال تواجده بمحل إقامته بأحد المنتجعات السكنية بدائرة القسم مما أدى إلى وفاته، كما تبين أنه أنه كان يعالج فى الفترة الأخيرة من أمراض نفسية وسافر للخارج فى رحلة علاجية فى هذا الإطار وعاد للبلاد مساء 24 الجارى.
ومن جانبها تواصل النيابة العامة بأكتوبر الكلية تحقيقاتها الموسعة في أزمة أحفاد الدكتورة نوال الدجوي التي تصدرت تريند مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث خلال الأيام الماضية، بسبب خلافات على الميراث وتبادل المحاضر والاتهامات بينهم بسرقة ثروة طائلة من فيلتها بمدينة 6 أكتوبر.
ووسط تبادل الاتهامات وزعم سرقة 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار و350 ألف جنيه إسترليني و15 كيلو جراما من الذهب، طعن دفاع أحفاد الدكتورة نوال الدجوى الذكور "أحمد وعمرو ومحمد شريف الدجوي" بالتزوير على عقود بيع 6 قصور كانت مملوكة لجدتهم التى تم بيعها لحفيدتيها ابنتي الراحلة منى الدجوى بمبلغ لا يتجاوز 50 مليون جنيه فى حين أن قيمتها تتعدى الـ2 مليار جنيه، حيث أشار الدفاع إلى أن القصور الستة تم تحرير عقود بيعها فى يوم واحد 4 سبتمبر 2024، وتم وضع بصمة نوال الدجوى فقط على العقود رغم أنها تقوم بالتوقيع وليس بالبصمة.
وتضمنت العقود بيع 6 فيلات ضخمة يطلق عليها قصور الدجوي في مناطق الزمالك والدقي قارب ثمنها حوالي 50 مليون جنيه.
من جانبها، واصلت جهات التحقيق فحص مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي للحظة خروج عدد من الأشخاص يحملون حقائب ضخمة ذكر دفاع أحفاد الدجوي أنهم تابعون للحفيدتين، واستولوا على الأموال من الخزائن، واتهموا الحفيدتين في محضر رسمي بالسرقة رغم أن السيدتين هما من أبلغتا في البداية بسرقة الأموال.
وحرزت جهات التحقيق مقطع الفيديو وقررت إرساله إلى إدارة تكنولوجيا توثيق المعلومات بوزارة الداخلية لتفريغه وفحصه، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول هوية الأشخاص في مقطع الفيديو والوقوف على سبب حملهم حقائب من داخل الفيلا.
وفي تطور للأزمة المستمرة منذ 3 سنوات بين أحفاد الدكتورة نوال الدجوي، تنظر محكمة مستأنف أسرة القاهرة الجديدة 26 يونيو المقبل، دعوى الحجر المقامة من عمرو شريف الدجوى ضد جدته الدكتورة نوال الدجوى، رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم والثقافة، والتى يطالب فيها بالحجر على جميع ممتلكاتها نظرا لظروفها المرضية.
وكان عمرو الدجوى تقدم بالدعوى، إلا أن محكمة أول درجة قضت برفض الدعوى، فتقدم باستئناف على الحكم.
وأحالت جهات التحقيق المختصة بلاغا سرقة ثروة الدكتورة نوال الدجوى، رئيس مجلس إدارة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون «MSA» إلى النيابة الكلية، لمباشرة التحقيقات به، بعد تبادل المحاضر بين أحفادها من الرجال والسيدات.
وتوجهت إنجى الدجوى وماهيتاب الدجوى، حفيدتا الدكتورة نوال الدجوى، إلى النيابة المختصة بالتحقيق فى واقعة تعرض جدتهما لسرقة ملايين الجنيهات وعملات أجنبية ومشغولات ذهبية من شقتها فى مدينة 6 أكتوبر.
وأبدت الحفيدتان رغبتهما فى الإدلاء بأقوالهما حول تعرض ثروة جدتهما، البالغة 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار و15 كيلو ذهب و350 ألف جنيه إسترلينى، للسرقة من داخل منزلها فى أكتوبر، فـأعلمتهما الجهات المختصة بقرار إحالة التحقيقات فى البلاغ إلى النيابة الكلية لنظر الأمر واستدعاء أطراف الواقعة.
من جهته، قال ياسر صالح، محامى الدفاع عن حفيدي الدكتورة نوال الدجوى، إنه فوجئ بتداول أنباء سرقة الثروة رغم وجود نزاع قضائى بين موكليه «أحمد» و«عمرو»، ابنى شريف الدجوى ابن الدكتورة «نوال»، وبين حفيدتيها لابنتها الراحلة منى الدجوى، بسبب خلافات حول الميراث، وأن البلاغ يتهم موكليه بالسرقة، ما دفعه لتحرير محضر يتهم الحفيدتين بالسرقة أيضًا، باعتبارهما المتوليتين رعايتها والإقامة معها، والمسئولتين عن جميع ما يخصها، حتى أموالها.
وأضاف «صالح»: «حفيدتا الدكتورة نوال الدجوى تحتجزانها فى منزلها بالزمالك، ولا تسمحان لباقى أحفادها بالتواصل معها أو رؤيتها، والنزاع تخطى ٢٠ قضية فى مختلف جهات التقاضى»، مؤكدًا عدم صحة ما تم تداوله حول إبلاغ الدكتورة نوال الدجوى بسرقتها، مشيرًا إلى أن حفيدتها هى من استعانت بمحام وأبلغت الشرطة باكتشاف سرقة الخزينة، واتهمت كلًا من موكليه أحمد وعمرو الدجوى، بشكل مباشر بارتكاب الجريمة.