جنرال إسرائيلي سابق: فوضى عارمة بين جنودنا بغزة وعشرات الدبابات عالقة في القطاع
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
كشف اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك عن “فوضى عارمة” بين الجنود داخل قطاع غزة فيما يتعلق بتوفر المعدات والخدمات اللوجيستية اللازمة للحرب.
وبين بريك وهو جنرال عسكري سابق، أنه أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد 7 أكتوبر الماضي بعدم استعداد الجيش للخروج فورا للحرب، عازيا ذلك إلى عدم تلقي الجنود تدريبات منذ خمس سنوات فضلا عن النقص في المعدات.
وتحدث بريك، في تصريحات لصحيفة “معاريف” العبرية، السبت، عن “فوضى عارمة لا يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام ومنذ السابع من أكتوبر الماضي أتلقى العديد من الاستفسارات من الجنود”.
وقال إن “المعدات، والخدمات اللوجستية، والغذاء، وكل ما يلزم كي يدفعنا للأمام لا يعمل، لأن الجيش أوكل كل شيء لشركات خاصة”.
وأضاف: “لا يوجد أحد لإصلاح الدبابات على الفور، عشرات الدبابات عالقة (في قطاع غزة) بانتظار سحبها”.
وأردف الجنرال الإسرائيلي: “بالطبع، وسائل الإعلام لا تتحدث عن ذلك، لكن هذه المعدات لا تعمل”.
ولفت بريك إلى أنه التقى بنتنياهو 6 مرات منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر.
واستدرك: “(لكن) طاقمه لم يرد له (أي نتنياهو) أن يسمع الحقيقة، لذلك أبعدوه عني. أخبرته أن الجيش ليس مستعدا للخروج فوراً إلى الحرب، لأن هناك جنوداً لم يتدربوا منذ خمس سنوات وهناك نقص في المعدات”.
وتابع: “قلت له دعهم يتدربون ويجهزون أنفسهم، لأن الجمهور الآن هو من يشتري المعدات. ولحسن الحظ، استمع إلى ذلك، ورفع الهاتف إلى وزير الدفاع (يوآف غالانت)، وأخّر الدخول إلى غزة لمدة أسبوعين”.
وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن دمار هائل في المباني السكنية والبنى التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة وفق بيانات فلسطينية وأممية، وهو الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
وقُتل 576 ضابطا وجنديا بينهم 237 منذ بداية الهجوم البري على القطاع في 27 أكتوبر، وفقا للحصيلة المعلنة للجيش الإسرائيلي.
كما أصيب 2962 عسكريا منذ بداية الحرب، من ضمنهم 1397 منذ الهجوم البري، وفق بيانات الجيش.
كلمات دلالية طوفان الأقصى، إسرائيل، غزة، حماسالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: طوفان الأقصى إسرائيل غزة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
قراءة تحليلية لدراسة نُشرت في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. اعلان
مع تصاعد الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، تبلورت "خطة عربات جدعون" بوصفها محور الاستراتيجية الإسرائيلية للمرحلة المقبلة. وقدّمت تل أبيب هذه الخطة باعتبارها مشروعاً حاسماً لتفكيك البنية العسكرية والإدارية لحركة "حماس"، وفرض معادلة أمنية وسياسية جديدة في القطاع. غير أنّ الخطة، رغم ما تنطوي عليه من أدوات ضغط وتفوّق ناري، تُثير جدلاً واسعاً حول أهدافها الحقيقية، واحتمالات فشلها، بل وإمكانية أن تتحوّل إلى مدخل لتعزيز مكانة "حماس" بدلاً من إزاحتها.
في هذا السياق، تطرح نعومي نيومان، الزميلة الزائرة في معهد واشنطن والمختصة في الشؤون الفلسطينية، تحليلاً معمقاً يشكك في نجاعة الخطة ويعرض حدودها النظرية والتطبيقية، مستندة إلى خبرتها في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ووزارة الخارجية، فضلاً عن دراستها الأكاديمية الجارية في جامعة تل أبيب.
في 6 أيار/مايو، صادق مجلس الأمن القومي الإسرائيلي على خطة "عربات جدعون"، محدداً ثلاثة أهداف محورية: القضاء على "حماس"، تحرير الرهائن، وترسيخ وجود عسكري دائم في غزة. هذه الأهداف، وإن ظهرت متكاملة، تعكس في واقع الأمر إشكالية بنيوية في الرؤية الإسرائيلية لمستقبل القطاع، لا سيما في ظل غياب أي تصور متماسك لما بعد الحرب، سواء على الصعيد المحلي أو بالشراكة مع الولايات المتحدة.
Relatedشاهد لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى في جباليا شمال غزةأطفال غزة يدفعون ثمن الحرب الأكثر دموية في العصر الحديثعلى وقع الحرب في غزة.. احتجاجات في بازل تدعو لطرد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبيةتتضمن الخطة ثلاث مراحل تنفيذية متسلسلة:
- مرحلة التمهيد والتفكيك الممنهج: استهداف البنى العسكرية والمؤسساتية التابعة لـ"حماس".
- مرحلةإعادة التمركز السكاني: نقل المدنيين إلى مناطق "منزوعة السلاح"جنوب القطاع، وعزل مقاتلي الحركة.
- مرحلة الاجتياح البري: دخول القوات الإسرائيلية إلى مناطق مصنّفة "مطهّرة" للسيطرة عليها وتعزيز احتلالها لتلك المناطق.
لكن هذه المراحل، كما تُبيّن نيومان، مصممة بمرونة تكتيكية تسمح لإسرائيل بتعديل المسار أو إيقاف العملية إذا لاحت في الأفق فرص تفاوضية جزئية مع "حماس"، وخصوصاً حول ملف الرهائن.
التوازن الأميركي: بين دعم إسرائيل ومخاوف من التصعيدزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة أضافت بُعداً معقداً للمعادلة. فعلى الرغم من التماهي الظاهري بين تل أبيب وواشنطن، فإن الولايات المتحدة تتحرك على مسار موازٍ من خلال قنوات خلفية مع "حماس"، ساعيةً للإفراج عن الرهائن وبلورة تسوية تؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
يطرح هذا التباين تساؤلات حساسة: إلى أي مدى تستطيع إسرائيل الاستمرار في تنفيذ الخطة من دون غطاء سياسي من واشنطن؟ وهل الإدارة الأمريكية مستعدة لتقبّل إقصاء "حماس" كلياً من أي ترتيبات مستقبلية في غزة؟
آليات الضغط الإسرائيليتستند الخطة إلى خمس أدوات ضغط رئيسية:
- فرض الوجود العسكري في مناطق حساسة مثل الممرات المركزية.
- فصل المدنيين عن البنى التابعة لـ"حماس".
- التحكم بالمساعدات الإنسانية لحرمان الحركة من استخدامها كورقة نفوذ.
- تفكيك القيادة الميدانية من خلال عمليات استهداف دقيقة.
- الحرب النفسية لترسيخ شعور الانهيار لدى السكان والمقاتلين.
لكن هذه الأدوات، كما توضح الدراسة، قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ فبدل من تقويض "حماس"، فإنها قد تُسهم في تعزيز موقعها الرمزي والسياسي كحركة مقاومة، في ظل "استمرار الاحتلال "وغياب البدائل الوطنية الفاعلة.
رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة، لا تزال "حماس" تُظهر قدرة لافتة على التكيف. فقد تمكنت، وفق الاستخبارات الأمريكية، من تجنيد نحو 15 ألف عنصر جديد منذ بداية الحرب، واستمرت في إدارة الخدمات المدنية، بالتنسيق مع مؤسسات الإغاثة. كما أن تراجع قدراتها التقليدية لم يُنهِ قدرتها على تنفيذ عمليات نوعية، بما في ذلك زرع العبوات الناسفة، واستهداف الآليات، وشن هجمات قنص.
ويبدو أن "استمرار الاحتلال"، بما يحمله من معاناة وتدمير، يعيد إنتاج سردية "المقاومة" في وجدان الشارع الفلسطيني، ما يمنح "حماس" زخماً شعبياً قد يُصعّب إزاحتها على المدى الطويل.
هل هناك أفق لاتفاق؟تطمح إسرائيل إلى "شطب حماس" كطرف سياسي وعسكري، غير أن ذلك يبدو أقرب إلى الأمنيات الاستراتيجية منه إلى الوقائع. فـ"حماس" تُدرك أنها ليست في موقع يسمح لها بالاستسلام، كما أن منطقها الأيديولوجي يستند إلى رفض الاعتراف بـ"العدو الصهيوني" أو الدخول في تسويات مفرّغة.
ومع ذلك، قد تبدي الحركة مرونة تكتيكية، تقبل بموجبها بوقف إطلاق نار مقابل ترتيبات إنسانية أو تبادل أسرى، شرط وجود ضمانات دولية بانسحاب تدريجي لإسرائيل، وتشكيل سلطة مدنية تتقاسم فيها "حماس" النفوذ، وإن من خلف الستار.
معارضة دولية وتحديات لوجستيةمنظمة الأمم المتحدة رفضت المشاركة في تنفيذ الخطة، واعتبرتها خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. كما أن دولاً عربية كالإمارات نأت بنفسها عن المشروع، ورفضت المشاركة في توزيع المساعدات، ما يُضعف من شرعية الجهد الإنساني الموازي، ويمنح "حماس" فرصة لمهاجمة الخطة باعتبارها "غطاء للاحتلال".
من الناحية العملية، تواجه الخطة تحديات لوجستية حقيقية:
كيف سيتم توزيع المساعدات في ظل العمليات العسكرية المستمرة؟
هل تستطيع القوات الإسرائيلية، رغم التحفظات الداخلية، تولي هذه المهمة؟
وهل المراكز اللوجستية التي تقترحها الخطة -أربعة في رفح ونتساريم- قادرة فعلاً علىتلبية حاجات السكان؟
الاحتمالات المقبلة: نهاية "حماس" أم إعادة صياغتها؟إذا تم تنفيذ الخطة بالكامل، فقد تتمكن إسرائيل من تقليص القدرات العسكرية لـ"حماس"، وزعزعة سلطتها الإدارية. إلا أن هذا لا يضمن نهاية الحركة، بل ربما يُدفع بها إلى تبنّي تكتيكات أكثر عنفاً، وتحويل القطاع إلى ساحة استنزاف طويلة الأمد.
وفي المقابل، إذا رضخت إسرائيل للضغوط الدولية وخفّضت سقف أهدافها، فقد تجد نفسها أمام "حماس" ضعيفة تنظيمياً لكنها أعمق رسوخاً سياسياً، وربما جزءاً من هندسة ما بعد الحرب.
تكشف خطة "عربات جدعون" عن ذهنية صلبة تؤمن بإمكانية الحسم العسكري، لكنها تتجاهل حقيقة أن التوازنات السياسية والاجتماعية في غزة لا يُعاد تشكيلها بالقوة وحدها. ففي الوقت الذي تُسقط فيه إسرائيل المباني، تُبقي على فراغ سياسي يُهيئ لعودة "حماس" بشكل أكثر تعقيداً.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة