في المقال السابق.. ذكرنا بعض جرائم الأعداء في بورسعيد وصُمود أهلها. كما عرضْنا بعضَ المعارك البحرية وشجاعة المقاتل المصري. وصلت طلائع القوات الدولية إلى مطار «أبوصوير» وتتابع وصولها، ثم تحرَّكت في ٢٥ نوفمبر إلى بورسعيد.في ٦ ديسمبر غادرتِ الأراضي المصرية أولى وحدات العدو (١٨٥٣ فردًا). وفي ٩ ديسمبر ١٩٥٦ أعلن الجنرال البريطاني «ستكويل» أن بورسعيد أصبحتْ مُحرَّمةً على الجنود البريطانيين والفرنسيين، ونَقَلَ مقر قيادته إلى بارجة حربية في الميناء.
وفي ١١ ديسمبر أُقيمَ على القناة كوبري مُتحرِّك عَبرَت عليه القوات المصرية وقوة من سلاح المهندسين وبعض وحدات القوات الدولية، لتتقدم الأخيرة إلى «غزة» بينما تُعسكِر قواتنا في سيناء. في ذلك اليوم اختطَفَتِ المقاومة الشعبية الضابط الإنجليزي «مورهاوس» ردًّا على جرائم العدو. وفي ١٨ ديسمبر دَخَلتْ قوات البوليس المصري بورسعيد، في الوقت الذي كانت ناقلةُ الجنود الفرنسية «باستور» تُبْحِر وعلى متنها ٣٥٠٠ جندي و٥٠٠ مدني. بدأتِ القوات الدولية تتحرك إلى سيناء لتَحِل محل القوات المُنْسحِبة، وفجأة توقف انسحاب اليهود وصدرتِ الأوامر الإسرائيلية لقواتِها بوضْعِ العَقَبات لِمنْعِ تقدم القوات الدولية وتهديدها بالسلاح. حتى أن الكولونيل «دانجو سابليك» قائد القوة الدولية المتقدمة قال إن جنوده يقضون من ٦-٨ ساعات يوميًّا في رفْع الألغام ولا يستطيعون التَقدُّم أكثر من ٣ كيلومترات يوميًّا. ومثلما حاول الإنجليز والفرنسيون تعليق انسحابهم على تدويلِ القناة وتطهيرها وطلبِ ضمانات بِحُريَّةِ المِلاحة، توقَّف اليهود في العقبة وفي قطاع غزة وأعلنوا أولًا أنهم انسحبوا ولن يتجاوز انسحابُهم ذلك، ثم عادوا وأعلنوا أنهم لن ينسحبوا إطلاقًا من غزة وأنها أرض ضمن حدود إسرائيل، أما شرم الشيخ فلن ينسحبوا منها حتى تَتَقَرر حُريَّةُ المِلاحة للسُفن الإسرائيلية في خليج العقبة. وتقدَّموا إلى الجِنرال «إلم بيرنز» قائد القوة الدولية بشروط ثلاثة (١) ضمان الأمم المتحدة لسلامة حدودهم مع الدول العربية (٢) عَقْد اتفاق دائم لاقتسام مياه نهر الأردن بين إسرائيل وسورية والأردن (٣) تسوية القضايا المُعَلَّقة بين إسرائيل والدول العربية. رفضتْ مصر الشروط الثلاثة، فأعلن «بن جوريون»عَقِب هذا الرفض في ١٩ ديسمبر أن قواته لن تنسحب من قطاع «غزة» بل ولن يعود القطاع إلى الحُكْم المصري. وفي ٢٠ ديسمبر أُنْزِلَ العَلَم البريطاني من فوق مطار «الجميل» ببورسعيد وتَسلَّمَتْ قوات الأمن الدولية مبنى إدارة شركة القناة واتخذوه مقرًّا لقيادتهم. في ٢١ ديسمبر تَمَّ في محطة «الكاب» تبادل الأسرى (٤٧٢ من الأعداء مقابل ٣٧٤ من العرب). وفي ليل ٢٢ ديسمبر ١٩٥٦ وأثناء حظر التجوال غادَرَ آخر الجنود الإنجليز والفرنسيين بورسعيد وبورفؤاد.وفي ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦ تَسلَّمتِ السُلطات المصرية المدينة (وأصبح اليوم عيدًا للنصر). وبينما كان العلم المصري يرتفع فوق بورسعيد، كان تمثال «ديلسيبس» الخائن يسقُط فوق الأرض مُهشَّمًا بأيدي أبناء بورسعيد البواسل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
القوات الدولیة
إقرأ أيضاً:
محافظ بورسعيد يفتتح مسجد «الرحمن»: صرح ديني جديد يضيء حي الشرق
افتتح اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم الجمعة مسجد “الرحمن” بحي الشرق، وذلك عقب صلاة الجمعة، بحضور الدكتور عمرو عثمان نائب المحافظ، والدكتور مختار عيسي مدير مديرية الأوقاف ببورسعيد، ومحمد سعده رئيس الغرفة التجارية، سمر الموافي رئيس حي الشرق، وعدد من المصلين.
قام المحافظ بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمسجد، معربًا عن سعادته بافتتاح صرح ديني جديد يعد بيتًا من بيوت الله، يذكر فيه اسمه، ويتعلم فيه المسلمون مبادئ الدين الحنيف.
وعقب صلاة الجمعة إلتقى محافظ بورسعيد بعدد من المصلين، مؤكدًا خلال حديثه على أهمية دور العبادة في تعزيز القيم الروحية والأخلاقية بالمجتمع، مشيرًا إلى أن إفتتاح المسجد يأتي في إطار خطة المحافظة لتطوير البنية التحتية لدور العبادة، بما يواكب التطور العمراني والخدمي بالمحافظة.
ووجه المحافظ الشكر والتقدير لكل من ساهم في بناء المسجد، مثمنًا جهود وزارة الأوقاف في دعم وإنشاء وتطوير المساجد على مستوى الجمهورية، ومؤكدًا إستمرار دعم المحافظة لخطة مديرية أوقاف بورسعيد في رفع كفاءة المساجد بنطاق المحافظة.