تعلن نيابة همدان أن الصورة الموضحة في الإعلان لمتوف مجهول الهوية
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
تعلن نيابة همدان أن الصورة الموضحة في الإعلان لمتوف مجهول الهوية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
علي بن الشايب القحطاني.. رومانسية الشاعر وذائقة المتلقي
محمد عبد السميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةلأنّ الشعر النبطي قطع مسافات موضوعيّة في جمال الصّورة والتوليفة الإبداعيّة لدى الشباب الخليجي والعربي، فإنّ الشاعر الإماراتي علي بن الشايب القحطاني استطاع أن يحوز ذائقة المتلقي لقصيدته وأبياته، تدعمه مشاركاته الشعرية الواسعة، وطموحه المؤسسي في العناية بالشعر، وكذلك حضوره في برنامج «شاعر المليون»، وحصوله على جائزة «البردة» الإماراتيّة، ويكفي أن تستمع إلى مقطعٍ شعري للقحطاني، حتى تدرك كم هي الصورة الشعرية ناصعة وكم هي ذائقة الشاعر صافية، حين يكون الشعر ساحةً للإبداع في المشهد والصورة والتمثيل والمفارقات.
القحطاني، ساقته الكلمة الأدبيّة والشعر إلى عالم واسع ينقل الإبداع، وهو الإعلام الذي عمل فيه، وأعدّ برامج تلفزيونيّة على قنوات أبوظبي وبينونة والواحة، إضافةً إلى عمله عضو تحليل برامج المغاني على قناة الإمارات، ويتميّز بجمالية البيت الشعري، الذي ينسجه بطريقة لا يشعر فيها المتلقي بثقل السبك أو إقحام المعنى، فهو يتلبّس الحزن، ربما نيابةً عنّا، كثيمة أو موضوعة من موضوعات الشعر، إذا ما علمنا أنّ الحزن أساس الفرح وأنّه مرتبط لدى الشاعر علي بن الشايب بمترادفات رائعة من التمنيات ورونق المتخيّل.
ولهذا، فإنّ استمرار الشاعر علي بن الشايب في التوضيح الجميل المبني على الصورة العميقة ورائعة الوقع على المتلقي، هو بمثابة ميزة أو بصمة للشاعر.
وفي مقطوعات له، يصوّر الشاعر علي بن الشايب كيف أتاه السّهر يسحب «ردونه»، «لفاني السهر يسحب ردونه على المعتاد»، مقترباً منه يبحث عن «مركا» «وقرّبت له مركا السوالف وحييته»، أي مجلس يساهر فيه الشاعر، وهذا مشهد جميل في توخّي الصورة الشعرية، حيث يبحث السَّهر عن عيون مضيافة «تنصّى العيون اللي غدت له مضيف أجواد»، نظراً لارتباط السَّهر عادةً بالعيون والهموم والليل، بل لقد ازدادت الصورة جمالاً حين وصف الشاعر هذا السهر بأنّه يأتي وفي يديه «شنطتين» أي حقيبتين، من سهاد، ليذهب واصفاً الوسمي والبارق والرعّاد كانعكاس للأشواق، بل لقد دقّ الشاعر أوتاد الحنين، فكان السهر وكان الحديث «يتقهوى» ويأخذ من القصيد مزاجه «تقهوى الحديث اللي خذا من القصيد قناد».
في قصائد أخرى، يشتغل الشاعر ابن الشايب على القوافي وجمالية الألفاظ بنت الحداثة والمعاصرة والتي نستخدمها في لغتنا الإعلامية أو لهجاتنا اليومية بشكل عام، كما في قوله «من يشوفك لازم يجيه ارتباكي»، وتأكيده أنّ النوم يستحيل أن يأتي من يرى جمال هذا الحبيب، على صيغة سؤال تقريري، كقوله «في أحد شافك وطبّ النوم عينه؟!».
إذًا، فقد ذهب الشاعر علي بن الشايب إلى ما حوله من معانٍ جميلة، وصور جميلة يقوم بتجويدها لإبهار القارئ أو المتلقي أو السامع، كما في صورة الحبيب الذي يشبه الربان في مقدمة السفينة «كنّك الربان في مقدم سفينة»، بل لقد ذهب إلى تصوير سجن الجمال والشبّاك، وكيف يبيع المشتاق عمره ليحظى برؤية الحبيب.
وعند علي بن الشايب، فإنّ المهمّ هو أن يرى الورد على الوجنتين، لا أن يراه في باقة أو في اليدين، وهذا تعبير شعري جميل، كما في غزله بالصباحات الجميلة والطيور وتغريدها.