تحريك ملف اختلاس 400 ألف دولار في المطار
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
كتبت ندى ايوب في" الاخبار": ما حصل في مطار بيروت، في 30 تشرين الثاني 2022 انه في الساعات الأخيرة من اليوم الأخير لاستيفاء الرسوم الجمركية وفقاً لسعر 1500 ليرة. يومها، استجاب موظفون في مصلحة الجمارك في المطار لطلب مخلّصين جمركيين تسجيل محاضر كشف لـ24 طرداً جمركياً من خارج «المانيفست» دفعت رسومها الجمركية على سعر 1500 ليرة.
النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ادّعى على عدد من الأشخاص بجرائم اختلاسِ أموالٍ عامّة وتزوير واستعمال المزوّر وتقاضي رشى والإثراء غير المشروع ومخالفة قانون الجمارك، وأحال الملف إلى قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت، آنذاك، شربل أبو سمرا. ومنذ شباط 2023، لم يشهد الملف أي مستجدّ، إلى أنّ ادّعى إبراهيم، أخيراً، على المخلّص الجمركي ع. ن. بالتزوير واستعمال مزوّر والتهرب الضريبي ودفع الرشوى وهدر مال عام. والأخير من أكبر المخلّصين الجمركيين في المطار وأكثرهم نفوذاً، وبرز اسمه على البيانات الجمركية قيد التحقيق. وجاء الادّعاء نتيجة إخبارٍ قُدّم إلى النيابة العامة المالية بحق شبهات تدور حول ع. ن. والمراقبين الجمركيين ك. ج. وع. ك. ووفق المعلومات، حُوّل الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، الذي «طلب الملف السابق للقضية، ليكمل النظر فيها، وإلحاق الملف الجديد بالمستندات السابقة».
وأصبح عدد المدّعى عليهم 14، بينهم موظّفون في المطار و4 عناصر من مصلحة الجمارك و5 مخلّصين جمركيين. ويفترض أن يصدر حلاوي قراراً ظنياً يوجّه فيه الاتهامات إلى المرتكبين، ويحوّله إلى الهيئة الاتهامية لتعدّ لائحة اتهام. ومن المرجّح، وفق مصادر متابعة، أن «تعتبر الهيئة الاتهامية الفعل جناية وليس جنحة، وتحوّله إلى محكمة الجنايات». كما يمكن لحلاوي، أن يتوسّع في التحقيق ويستدعي أشخاصاً جدداً، وفي حال ثبت أن أحداً من المُدّعى عليهم بريء يصدر منع محاكمة عنه.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المطار
إقرأ أيضاً:
كوربين يدعو إلى التحقيق في دور حكومة العمال بـإبادة سكان غزة
دعا زعيم حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربين إلى فتح تحقيق كامل ومستقل للكشف عن دور الحكومة البريطانية، وبالأخص حكومة حزب العمال، في العدوان على قطاع غزة، مشيرا إلى أن التاريخ يعيد نفسه من خلال تكرار الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها بريطانيا في غزو العراق.
وقال كوربين في مقال بصحيفة الغارديان ترجمته "عربي21" إن ضحايا الحروب السابقة لا يزالون يطاردون ضمير العالم، مشيرا إلى مقتل حسام البالغ من العمر 13 عاما، ومحمد البالغ من العمر 14 عاما، نتيجة قنابل عنقودية ألقيت من الجو في العراق.
وقال إن هذه القنابل صنعت في الولايات المتحدة وألقيت في حملة عسكرية بدعم من الحكومة البريطانية. وقد ولد حسام ومحمد في بغداد وتوفيا عام 2003، ووفقا لمنظمة "هيومان رايتس ووتش": "مزقت القنبلة الصغيرة أرجلهما وقتلتهما في النهاية"، وكانا اثنين من حوالي 200 ألف مدني قتلوا في حرب العراق.
وأشار إلى أن الحكومة البريطانية حاولت على مدى سنوات بعد تلك الحرب مقاومة محاولات فتح تحقيق في سياسات المسؤولين البريطانيين، لكنها في نهاية المطاف لم تستطع منع ما لا مفر منه، وفي عام 2016 نشر تقرير تشيلكوت.
وقال كوربين: "كنت زعيم حزب العمال عندما نشر التقرير، وقد وجد التقرير إخفاقات جسيمة داخل الحكومة البريطانية".
وأوضح أنه بعد رده على تحقيق تشيلكوت في البرلمان في ذلك اليوم، ذهب إلى الكنيسة حيث التقى ببرلمانيين، قدامى المحاربين، عراقيين، وعائلات الجنود البريطانيين الذين سقطوا في الحرب. وقال: "اعتذرت نيابة عن الحزب عن قراره الكارثي بخوض الحرب في العراق، واليوم، يعيد التاريخ نفسه، فحكومة حزب العمال ترتكب خطأ فادحا آخر".
ولفت إلى أنه بعد مرور عشرين شهرا على العدوان على غزة، تجاوز عدد الشهداء 54 ألفا، "فيما سيواجه الناجون والجرحى والثكالى ندوبا سترافقهم مدى الحياة ولأجيال قادمة".
وأوضح كوربين أن إسرائيل لم تتحرك بمفردها، بل اعتمدت على الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي من حكومات عدة حول العالم.
وأكد أن بريطانيا، "رغم تغيير حكومتها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ظلت ثابتة في أمر واحد: استمرار توريد الأسلحة إلى إسرائيل".
وأشار إلى أنه بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، "وافق حزب العمال على تراخيص لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل أكثر مما وافق عليه حزب المحافظين خلال الفترة من عام 2020 حتى 2023، وذلك رغم إعلان الحكومة عن تعليق جزئي لبعض هذه التراخيص في أيلول/سبتمبر 2024".
وأضاف أن الكثير من البريطانيين "أعربوا عن اشمئزازهم من استمرار توريد قطع غيار لمقاتلات إف-"35، قائلا: "ما زلت مندهشا من اعتراف الحكومة علنا بأنها تعتبر هذا استثناء من تعليقها الجزئي، فهل يعد هذا استثناء من التزاماتها القانونية بمنع الإبادة الجماعية؟ أمر واحد لا شك فيه: لا تزال هذه الحكومة تسمح بتوريد الأسلحة إلى دولة زعيمها مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وتابع كوربين قائلا: "لقد طالبنا مرارا وتكرارا بالحقيقة بشأن دور القواعد العسكرية البريطانية في قبرص، ونقل الأسلحة إلى إسرائيل، وتوفير المعلومات الاستخباراتية العسكرية، وعندما زار كير ستارمر قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في كانون الأول/ديسمبر 2024، التقطت له صور وهو يقول للجنود: العالم أجمع يعتمد عليكم، والجميع في الوطن يعتمد عليكم. لا يمكن بالضرورة الحديث عن الكثير مما يحدث هنا طوال الوقت، لا يمكننا بالضرورة إخبار العالم بما تفعلونه هنا".
وتساءل كوربين: ما الذي تخفيه الحكومة؟، وأوضح أن الأسئلة التي وجهها وغيره إلى الحكومة قوبلت بالمراوغة والعرقلة والصمت، مما ترك الجمهور في جهل تام بشأن كيفية أداء الحكومة لمسؤولياتها.
وشدد على أن الشفافية والمساءلة ركنان أساسيان من أركان الديمقراطية، وأن الشعب البريطاني يستحق أن يعرف بالكامل حجم تواطؤ بريطانيا في الجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف: "لذلك، سأتقدم غدا بمشروع قانون خاص من أعضاء البرلمان يدعو إلى إجراء تحقيق كامل وعلني ومستقل في دور بريطانيا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. ويهدف هذا التحقيق إلى كشف حقيقة تعاون بريطانيا العسكري أو الاقتصادي أو السياسي مع إسرائيل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. ويتطلب أي تحقيق جاد التعاون الكامل من وزراء الحكومة، المحافظين والعمال، الذين شاركوا في عمليات صنع القرار".
وأكد أن هذا التحقيق "يجب أن يكشف عن الأسلحة التي زودت بها إسرائيل، وأي منها استخدم لقتل الفلسطينيين، وما هي المشورة القانونية التي تلقتها الحكومة، وهل تستخدم قاعدة أكروتيري الجوية كممر لنشر الأسلحة في غزة، وما هي لقطات الفيديو التي تملكها الحكومة من منطقة الحرب، وما هي المعلومات الاستخباراتية التي نقلت إلى إسرائيل".
وواصل زعيم حزب العمال السابق حديثه قائلا إنه على مدار العشرين شهرا الماضية، "عانى الناس من فظائع ووحشية ستظل تطاردنا إلى الأبد، فقد محيت عائلات بأكملها، وتناثرت أطراف بشرية في الشوارع، وأمهات صرخن وهن يبحثن عن أطفالهن الذين مزقتهم القنابل إربا إربا، فيما أجرى أطباء عمليات بتر من دون تخدير، ودمّر منزل تلو منزل ومستشفى بعد مستشفى، ومحي جيل بعد جيل".
وأكد أننا "لم نشهد حربا، بل شهدنا إبادة جماعية، تبث بشكل حي ومباشر أمام العالم أجمع، ولا يمكن لأحد أن يتظاهر بأنه لم يكن يعلم بما يحدث".
وقال: "في تشرين الأول/أكتوبر 2023، حذرنا من أننا نشهد بداية الإبادة الشاملة لغزة وشعبها، قلنا إن الفلسطينيين يعاقبون جماعيا على جريمة مروعة لم يرتكبوها، ناشدنا القادة السياسيين الدعوة إلى السلام، وتم تجاهلنا، واليوم، بدأ بعض السياسيين أخيرا في التراجع، ربما خوفا من عواقب وحشيتهم".
وأضاف: "لو كانوا يتمتعون بأي نزاهة، لبكوا على 54 ألف فلسطيني دفنوا تحت الأنقاض بجبنهم الأخلاقي والسياسي، واليوم، يدرس أطفال المدارس عن أسوأ جرائم التاريخ ضد الإنسانية، وفي المستقبل، ستكشف كتب تاريخنا عار أولئك الذين سنحت لهم الفرصة لوقف هذه المجزرة لكنهم اختاروا بدلا من ذلك المساعدة في واحدة من أعظم جرائم عصرنا".
وشدد بالقول: "هذه القضية لن تختفي، ولن نرحل، وعلى الحكومة أن تقرر: هل ستدعم هذا التحقيق، أم ستعيق جهودنا لإثبات الحقيقة؟"