تغلب على ظروفه.. قصة كفاح عم كمال من عامل نظافة لطالب بكلية الزراعة
تاريخ النشر: 22nd, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن تغلب على ظروفه قصة كفاح عم كمال من عامل نظافة لطالب بكلية الزراعة، استطاع أن يقهر كل الصعوبات ويتخطى حواجز المستحيل، وان يرسم بالمثابرة والجهد طريقه نحو تحقيق طموحه واستكمال مسيرته التعليمية رغم كبر السن، عم .،بحسب ما نشر جريدة الأسبوع، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تغلب على ظروفه.
استطاع أن يقهر كل الصعوبات ويتخطى حواجز المستحيل، وان يرسم بالمثابرة والجهد طريقه نحو تحقيق طموحه واستكمال مسيرته التعليمية رغم كبر السن، "عم كمال" ابن محافظة أسوان، منعته ظروف أسرته المعيشية من استكمال دراسته عقب حصوله على الشهادة الثانوية عام 1977، مما أجبر على السعى لكسب لقمة العيش، فى العديد من الأعمال الحرة، وكان آخرها عامل نظافة بالقاهرة، وكان يحلم بإستكمال مسيرته التعليمية، رافضا الزواج وقضى سنين شبابه اعزب، إلى أن اتيحت له الفرصة من خلال فتح أبواب الجامعة المفتوحة، وعلى الفور التحق بكلية الزراعة من خلال مركز التعليم المدمج بجامعة عين شمس عام 2020، واستعان برجال الخير فى دفع مصاريف السنة الواحده نحو 6 آلاف من الجنيهات، بعد أن تم الاستغناء عنه كامل نظافة نظرا لوصوله سن المعاش، إلا وأن عزيمته وإصراره وطموحه، رفضوا الاستسلام واستطاع أن يكمل دراسته وحصوله على تقدير عام جيد بعد نجاحه فى السنة الثالثة للعام الجامعى الحالى 2022/2023، وانتقاله للصف الرابع بكلية زراعة عين شمس فى العام الدراسى الجديد، ليكون بذلك صورة مشرفة ونموذجا صالحاً للشباب.
مشوار كفاح عم كمال من عامل نظافة لطالب جامعى
كمال محمد محمود على، ابن محافظه اسوان، والبالغ من العمر 67 عاما، والمقيم بمصر القديمة بجنوب القاهرة، لم يثنيه العمر ولا ظروفة المعيشية الصعبة عن تحقيق أهدافه من التعليم ليستكمل مسيرته التعليمية، حيث يروى" عم كمال" قصة كفاحه بأنه نشأ وسط أسرة مصرية بسيطه، من محافظة اسوان، ونزحت أسرته إلى محافظة القاهرة لتستقر بمصر الجديده، ليحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة منشية بكرى الابتدايية، ومن ثم حصوله على الشهادة الاعدادية من مدرسة الخلفاء الراشدين، والشهادة الثانوية من مدرسة الثانوية العسكرية بميدان ابن سندر بمصر الجديدة، عام 1977، مشيراً إلى أنه لم يكمل دراسته لظروف أسرته الصعبه، وظل منذ حصوله على الشهادة الثانوية وهو يعمل ليل نهار لكسب لقمة العيش، ورفض الزواج، وظلت رغبته تتزايد فى استكمال مسيرته التعليمية التى حرم منها.
مشى هخلى السن ولا الفقر يمنعنى من الحصول على الماجستير
قال "عم كمال" انا كنت بحلم بالتعليم وانتظرت الفرصه رغم وصولى لسن 64 سنه واعتمادى على وظيفة عامل النظافة لسد حاجتى المعيشية، وعندما علمت بأن هناك الجامعة المفتوحه والتى تستقبل ممن يرغبون فى التعليم، أسرعت باوراقى للتقديم بكلية الزراعة بجامعة عين شمس "مركز التعليم المدمج" رغم صعوبة سدادى لمصاريف الجامعة والمحددة فى كل عام دراسى 6 آلاف جنيه، علاوة على الكتب الدراسية والمستلزمات ومصاريف الذهاب والعوده، إلا أن رجال الخير ساعدوني فى دفع المصاريف، موضحاً بأنه كان يحضر 4 محاضرات يوم الجمعة من كل أسبوع، وكان يذاكر أثناء عمله بالنظافة، إلى أن تم الاستغناء عنه فى العمل لوصوله سن المعاش، وبدموع الحزن قال " عم كمال" مش هخلى السن ولا الفقر يمنعونى من إستكمال دراستى بالجامعة ولا هيمنعونى من الماجستير.
وتابع "عم كمال "روايته قائلا، بأننى كنت ابكى بالدموع على سنوات تركتها دون مواصلة التعليم لظروفى القهرية، وعند كل عام دراسي انظر إلى طلاب الجامعة وقت ذهابهم وايابهم وانظر إلى نفسى وحالتى بكل حسرة، وتزداد معاناتى، وفى الوقت نفسه تزداد عزيمتى واصرارى على إستكمال دراستى مهما كلف الأمر.
واختتم "عم كمال" روايته بأمنيته ومناشدته لوزير التعليم العالي والبحث العلمي والجهات المعنية بأن يتم إعفاءه من دفع مصاريف الجامعة السنوية، لأن ظروفه لاتسمح بتوفير 6 آلاف جنيه كل عام، كما ناشد وز
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس على الشهادة
إقرأ أيضاً:
تحولت لمخيم إيواء.. الجامعة الإسلامية بغزة تستأنف التعليم بين النازحين
غزة- كل ركن في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، تحوّل إلى شيء آخر يخدم بقاء النازحين، حيث الخيام المتكدسة في ساحاتها، والممرّات التي تحولت إلى أسواق صغيرة على هيئة بسطات من الخضار والمعلبات.
وفي الجامعة الأكبر بقطاع غزة، عُلقت أحبال الغسيل على واجهات حجرية متفحّمة، وانتشر أطفال يلهون بين دمار الأبنية ويصنعون من الحطام لعبة أو أرجوحة، في تشوّه صادم لوجه المكان الذي كان يوما من أرقى المؤسسات التعليمية في فلسطين عامة.
هكذا، صارت مباني الجامعة الإسلامية المتداعية، بفعل القصف، مخيّما كبيرا للنازحين، يعلو فوق ذاكرة سُحقت، في مشهد يشبه رقعة من نكبة آتية من الزمن الرمادي، تمتدّ من بوابتها حتى آخر ركن في حرمها.
في ثوب المكان المتشح بالسواد، ثمة رُقع بيض تتجسد في قاعات جديدة تم ترميمها ولم يجفّ دهانها بعد، فيها مقاعدُ مصفوفة، وسبّورات على مقاس الحائط الكبير، وتجهيزات متواضعة تمكّن الطلبة من حضور المحاضرات وجاهيا.
5 قاعات فقط يتناوب عليها أكثر من 3500 طالب وطالبة، يخطون العتبة الأولى من حياتهم الجامعية لأول مرة بعد حرمان من التعليم امتدّ عامين، حيث تبدأ الجامعة الإسلامية التعليم الوجاهي لطلبة السنة الأولى في بعض التخصصات العلمية.
تلمعُ أعين الطلبة المنتشرين في أروقة "المخيم"، كمن وجد نافذة أخيرة للحياة ليلتقط أنفاسه منها، ويحتضنون كتبهم كأن الورق سيرمّم ما تمزّق فيهم خلال عامين من الإبادة.
يمسك والدُ الطالبة بسمة خالد بيدها كما لو أنه يعيد توجيه طفلة فقدت الطريق، تمشي الفتاة بخطوات مترددة، تشبه بهيئتها المرتبكة من تدخل يومها الأول في المدرسة، لكنها هنا تدخل أوّل يوم في حياة جديدة بلا أمّها وشقيقتيها اللواتي فقدتهم في قصف على جباليا (شمال القطاع) خلال الحرب.
إعلانتفضح عينا والد بسمة خوفه عليها كأنها النجاة الوحيدة المتبقية له، فيما تلتفت إليه كل بضع خطوات كأنها تخشى أن يفلت منها ثانية كما أفلتت منها عائلتها.
قدمت بسمة إلى الجامعة، الواقعة غربي مدينة غزة، من منطقة جباليا في شمالها، واستغرق الطريق معها أكثر من ساعة ونصف، سارت مسافات طويلة لتصل إلى المفترق لتجد عنده وسيلة لتقلّها.
ترى بسمة أن بدء مشوارها الجامعي قد يكون باب الشفاء الوحيد المفتوح أمامها، وتقول للجزيرة نت "ربما أنجو من الفراغ القاتل، ومن التفكير الذي لا يتوقف ومن الكوابيس التي لا تزال تلاحقني". واختارت الفتاة تخصّص التمريض، وهي رغبة والدتها الشهيدة التي كانت ترى فيها قلبا مهيَّأً لمداواة الناس.
أمّا الطالب أحمد الجدبة، الذي اختار تخصص التمريض أيضا، فيحمل دافعا مختلفا تماما، أقنعته الحرب بأن يكون ممرضا، فمشاهد الممرضين وهم يركضون نحو المصابين، كانت درسا كاملا في معنى الإنسانية، ويقول للجزيرة نت "إنه تخصّص الرحمة".
كان مشهد الدمار في الجامعة صادما بالنسبة لأحمد، حيث تخيّلها كما كان يراها على الإنترنت وفي صور أقاربه، حيث المباني الشاهقة، والقاعات الواسعة، والحرم الجامعي الأضخم والمساحات الخضراء، وأناقة المكان الذي يذكّر بهيبة العلم.
"انهارت كل الصور التي كنت أحتفظ بها للمكان بمجرد عبوري البوابة، كنت أتمنى أن أرتاد الجامعة بشكلها البديع"، يقول أحمد، غير أنّ ذلك الانطباع القاتم تلاشى حين وصل إلى القاعة الجديدة، وبدأ بالإنصات للأستاذ الذي يقف أمامه يُلقّنه الحلم الذي جمّدته الحرب.
يسكن الجدبة في منطقة الزرقا قريبا من الحدود الشرقية لمدينة غزة، وهي التي لا تزال تُشبه جبهة الحرب المفتوحة خاصة مع حلول الليل، لكنه ينطلق صباحا دون خوف إلا من هواجس تلاحقه وزملاءه من عودة الحرب وتوقف أحلامه وآلاف الطلبة عن التحقق.
ومن قاعة دراسية مرممة، يخرج طالب الهندسة براء العسيلي منتشيا. يقول للجزيرة نت بكل حماسة "لقد وضعت قدمي على عتبة طموحي، أريد أن أصبح مهندسا قدّ الدنيا".
يوضح العسيلي أن الحرب أوقفت كل مخططات الشباب في غزة وطموحاتهم، وأن الشوق للدراسة كان جارفا، وقرر أن يدرس الهندسة لأنه يرى في هذا التخصص فرصة عمل أوسع، لكنه يشتكي من ارتفاع أسعار المطبوعات وانعدام الكهرباء والإنترنت، وهو ما يهدد دراسته التي تحتاج إلى أبحاث ومتابعة مستمرة، الأمر الذي سيدفعه لقطع مسافات طويلة لشحن حاسوبه أو لالتقاط إشارة إنترنت.
وراء مكتب صغير، يجلس رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور أسعد أسعد، ويقول للجزيرة نت إن العودة للتعليم الوجاهي كانت قبل شهر من اليوم حلما بعيد المنال، لكن الجامعة تحدّت الخراب لتكون أول من يقرر فتح أبوابها لاستقبال الطلبة من جديد.
إعلاناستصلحت الجامعة جزءا من مبنى أسمته "فلسطين"، وآخر من مبنى "إرادة"، لتصبح القاعات الخمس في المبنيين فضاءات حياة جديدة لطلبة كليات الطب، والهندسة، والتمريض، وتكنولوجيا المعلومات، والعلوم الصحية، والأقسام العلمية في التربية، إضافة إلى الشريعة والقانون.
ويؤكد أسعد للجزيرة نت أن 3500 طالب وطالبة يتلقون تعليما وجاهيا اليوم، فيما يستفيد نحو 12 إلى 13 ألفا من التعليم الإلكتروني، لتبقى المعرفة متاحة للجميع، سواء كانوا داخل الحرم أو خارجه دون أن يفقدوا فرصتهم في التعلم.
عودة تدريجية
يلفت أسعد إلى وجود خطة طارئة للعودة التدريجية للتعليم الوجاهي وتوسعته لكافة المستويات الدراسية، لكنها تستلزم فتح مبانٍ أخرى ما تزال تكتظ بالنازحين حتى اللحظة.
وهو تحد يقف في وجه توسعة التعليم الوجاهي، يضاف إليه تحد يعاني منه الطلبة يتمثل بشح المواصلات وتكلفتها العالية إن توفرت، الأمر الذي دفع إدارة الجامعة لافتتاح مركزين لها في المحافظتين الوسطى والجنوبية لتخفيف عبء الوصول للطلبة ممن يقطنون في تلك المناطق.
ولأن إسرائيل قتلت قرابة 70 موظفا عاملا في أقسام الجامعة، 30 منهم من الكادر التعليمي، فقد حاولت الجامعة تعويض هذا النقص من خلال الاستعانة بالمتطوعين من داخل غزة وخارجها، ومن أساتذة كبار فوق 65 عاما عادوا للتدريس تطوعا.
كما دمرت وأصابت بشكل بالغ 13 مبنى، وقضت على بناها التحتية بشكل كامل، ورغم كل هذا يقول أسعد "شوهت الحرب شكل الجامعة، لكنها لم تمس إصرارنا وإرادة طلابنا العنيدين الذين يقطعون ساعات للوصول إلى مقاعدهم".
وبلغ عدد طلبة الجامعة الإسلامية قبل الحرب 17 ألفا و500 طالب وطالبة، موزعين على 86 برنامجا لطلبة البكالوريوس و43 برنامجا لطلبة الماجستير و10 برامج دكتوراه و5 برامج دبلوم موزعة على 11 كلية علمية وإنسانية.