بعد أن قضت بضرورة تقديم ما يثبت امتثالها للقرار خلال شهر واحد، تقدم إسرائيل، الاثنين، تقريرها لمحكمة العدل الدولية بشأن جهودها المبذولة لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، والخطوات اللازمة لمواجهة الخطابات التحريضية.

واستعرضت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" توقعاتها للرد الإسرائيلي، لافتة إلى أن التقرير صاغته وزارتي العدل والخارجية، ولكن "لن يتم نشره أمام الصحافة أو العامة"، حيث التزمت الوزارتان الصمت الشديد بشأن المعلومات الواردة فيه.

وكانت جنوب أفريقيا تقدمت بشكوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية اتهمتها فيها بأن هجومها على غزة يرقى إلى مستوى انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.

ولم تبت المحكمة بعد في جوهر القضية، لكنها أمرت إسرائيل في 26 يناير ببذل كل ما في وسعها لمنع أعمال الإبادة الجماعية خلال هجومها العسكري وكذلك للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وتقديم تقرير خلال شهر واحد يظهر امتثالها.

بعد قرار "العدل الدولية".. إسرائيل تحقق في "انتهاكات مشتبه بها للقانون الدولي" ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي بدأ التحقيق في عشرات الحوادث التي جرت خلال الحرب الحالية مع حماس في قطاع غزة، وهي ممارسات وقعت بسبب "تجاوز القادة على الأرض صلاحياتهم أو يشتبه في انتهاك قوانين الحرب الدولية".

وتنفي إسرائيل جميع اتهامات الإبادة الجماعية في حربها على حركة حماس (المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية)، والتي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، رفضت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، طلبا جديدا لجنوب أفريقيا ضد إسرائيل بعدما أعلنت الأخيرة استعدادها لشن هجوم على رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

وقالت المحكمة إن "هذا الوضع المقلق يتطلب التنفيذ الفوري والفعلي للإجراءات التي صدرت عن المحكمة في قرارها المؤرخ في 26 يناير 2024، والتي يشمل تنفيذها كل أنحاء قطاع غزة بما فيها رفح، بحيث لا يستدعي (الأمر) إعلان إجراءات إضافية".

وأضافت المحكمة الدولية أن إسرائيل "لا تزال ملزمة بالامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية والأمر الصادر في يناير، بما في ذلك من خلال ضمان سلامة وأمن الفلسطينيين في قطاع غزة".

الجيش الإسرائيلي يقدم خطة "لإجلاء" المدنيين من مناطق القتال في غزة قدم الجيش الإسرائيلي خطة "لإجلاء" المدنيين من "مناطق القتال" في غزة حسبما أعلن، الإثنين، مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، فيما كانت إسرائيل توعّدت، الأحد، بشن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة، في جنوب القطاع، رغم المفاوضات الجارية للتوصل إلى هدنة جديدة في الحرب ضد حماس.

وتقول إسرائيل إنها تعتزم توسيع نطاق اجتياحها البري لقطاع غزة ليشمل مدينة رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني هربا من القصف الإسرائيلي الذي حول أجزاء كبيرة من القطاع إلى أنقاض منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وبدأ الجيش الإسرائيلي الحرب بعدما نفذت حماس هجوما ضد بلدات جنوبي إسرائيل ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على بيانات إسرائيلية رسمية.

وقتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في غزة، غالبيتهم من النساء والقصر، منذ بدء الحرب يوم 7 أكتوبر، وفقا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في القطاع.

مسألتان رئيسيتان

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن محكمة العدل الدولية ومقرها لاهاي، طالبت بمسألتين رئيسيتين على إسرائيل اتخاذهما، وتتعلق بتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة و"منع ومعاقبة" التصريحات التي التحريضية.

ويعد "التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية" عملا يعاقب عليه بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 والتي وقعت عليها إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن موقع "واي نت" الإسرائيلي، السبت، خبرا مفاده بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، طلب من القائمين على صياغة التقرير التركيز على مسألتي الوضع الإنساني والتصريحات التي اعتبرت تحريضا على الإبادة الجماعية.

وتنص اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية التي تم المصادقة عليها عام 1948، ووقعت عليها إسرائيل، على أن تعريف الإبادة الجماعية يشمل أفعال "مرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها".

حرب غزة.. "جهود مكثفة" لإبرام هدنة قبل شهر رمضان قالت مصادر أمنية مصرية لوكالة رويترز، الأحد، إن قطر ستستضيف محادثات جديدة بين حركة حماس وإسرائيل هذا الأسبوع بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة.

ومن بين تلك الأفعال، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، "إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا".

كما أن المادة الثالثة من الاتفاقية تنص على معاقبة الأفعال التالية مثل: "الإبادة الجماعية والتآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية والتحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية ومحاولة ارتكاب الإبادة الجماعية والاشتراك في الإبادة الجماعية".

المساعدات الإنسانية

وأشارت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستحتاج إلى إظهار أنها تبذل جهودا للتخفيف من الوضع الإنساني في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير من الممكن أن يشمل بيانات مثل التي كشفت عنها وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (الفلسطينية)، حيث أشارت إلى دخول نحو 14 ألف شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ اندلاع الحرب، محملة بأكثر من 255 ألف طن من الإمدادات إلى القطاع.

"جحيم".. الأوضاع الصحية تواصل التدهور في غزة رغم المخاوف من الضربات الصاروخية والرصاص في غزة، إلا أن خطرا أخر يلوح في الأفق، ويهدد السكان خاصة في المدن جنوب القطاع حيث يستضيف مئات الآلاف من النازحين.

يذكر أن عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة قبل السابع من أكتوبر، كانت تصل في المتوسط إلى 500 شاحنة بضائع يوميا وبينها الوقود، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

وأوضحت أرقام المكتب الأممي على أن متوسط دخول الشاحنات إلى القطاع وصل إلى 156 شاحنة يوميا في المتوسط خلال الأسبوعين السابقين لقرار المحكمة أي من 12 إلى 25 يناير.

لكن خلال هذا العدد تراجع بشدة ليصل إلى 57 شاحنة في الأسبوعين الماضيين، مع مرور 20 شاحنة فقط في بعض الأيام، بحسب تقارير أممية.

وزعم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق مرارا وتكرارا أن فشل وكالات الأمم المتحدة في توزيع المساعدات هو الذي حال دون زيادة دخول الإمدادات، وأصر على أنه لا يوجد حد لعدد الشاحنات التي يمكن أن تدخل غزة.

التصريحات التحريضية

فيما يتعلق بالتحريض، فإن إسرائيل طالما نفت أن يكون لديها نية للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وقالت إن أي تعليقات تحريضية صدرت من سياسيين هي "إما أخرجت من سياقها أو لا تمثل سياسة الحكومة"، بحسب الصحيفة.

وأوضحت "تايمز أوف إسرائيل" أن معالجة مسألة "منع ومعاقبة" التحريض على الإبادة الجماعية قد يمثل مشكلة سياسية، حيث أدلى بعض أعضاء الكنيست ووزراء في الحكومة بتصريحات حول كيفية التعامل مع الحرب وشملتها دعوى جنوب أفريقيا في إشارة إلى أنها "دعوات للإبادة".

وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الكنيست والوزراء يتمتعون بحصانة من الملاحقة القضائية، ما يزيد من قدرة إسرائيل على الامتثال لأمر محكمة العدل الدولية في هذه المسألة.

المدعية العسكرية الإسرائيلية تحذر من "تصرفات غير مقبولة" للجنود في غزة حذرت المدعية العسكرية العامة الإسرائيلية، يفعات تومر يروشالمي "سلوكيات غير مقبولة" و"أعمال غير قانونية" من قبل قوات الجيش في غزة، بحسب ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الأربعاء. 

وتضمنت دعوى جنوب أفريقيا اقتباسات من سياسيين ومسؤولين عسكريين ووزراء إسرائيليين، بما في ذلك تصريح وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن غفير، الذي قال فيه: "حينما نقول إنه يجب تدمير حماس، يعني ذلك أيضا من يحتفلون ويدعمون ومن يوزعون الحلوى. كلهم إرهابيون، ويجب تدميرهم أيضا".

كذلك، تضمنت الدعوى تصريح وزير التراث، عميحاي إلياهو، الذي قال فيه: "لا يوجد مدنيون غير متورطين في غزة"، ملمحا إلى التفكير في إمكانية استخدام قنبلة نووية في غزة.

وذكرت الصحيفة أن إحدى الطرق التي يمكن اتباعها لمواجهة هذا الأمر هي التوضيح أنهم لم يكن في نيتهم التحريض على الإبادة وأن كلماتهم قد أسيء فهمها، وربما التراجع عن تلك التصريحات.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ارتکاب الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة تایمز أوف إسرائیل الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة جنوب أفریقیا قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف؟

تمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء من إقناع إسرائيل وإيران بضرورة وقف إطلاق النار بين البلدين. ولكن ما الذي حدث حقا؟ وأي طرف خرج أقوى من هذا الصراع؟

في التقرير التالي يسعى الزميل جون بساروبولوس من موقع الجزيرة الإنجليزية من خلال 4 محطات إلى الإجابة على العديد من الأسئلة التي طرحت في أعقاب توقف حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا تخلت روسيا عن إيران في حربها مع إسرائيل؟list 2 of 2المجنون يطارد ظله.. ثلاثون عاما من "القنبلة النووية بعد قليل"end of list

فقد انقلبت الأوضاع بين إسرائيل وإيران من تصعيد الحرب إلى هدنة، ويبدو أن ما أسماه ترامب "حرب الـ12 يومًا" بين إسرائيل وإيران قد انتهت، على الأقل في الوقت الراهن. حيث ادعى كل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة إيران أن وقف القتال جاء وفقا لشروطهم.

إذن، ما الحقيقة؟ ماذا حققت إسرائيل؟ هل تمكنت إيران من الدفاع عن أصولها الإستراتيجية؟ وهل تمثل الهدنة طريقا إلى السلام؟

1/ كيف جرت الأحداث؟

في وقت متأخر من ليلة السبت الماضي، وبناء على طلب إسرائيل، دخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية -الإيرانية بشن ضربات على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، "مدمرة إياها بالكامل"، على حد تعبير ترامب.

ويوم الاثنين، ردت إيران بإطلاق صواريخ على قاعدة العديد الجوية في قطر، وبدا أن الشرق الأوسط على شفا حرب أوسع وأطول.

لكن في غضون ساعات، أعلن ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشيال" أنه "تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار بشكل كامل وتام".

ووصف ترامب ذلك بأن "حرب الـ12 يومًا… كان من الممكن أن تستمر لسنوات وتدمر الشرق الأوسط".

وبعد 4 ساعات من الموعد المقرر لبدء وقف إطلاق النار، شنت إسرائيل هجومًا على إيران ردا على ما قالت إنه صاروخان باليستيان دخلا مجالها الجوي، أطلقا من إيران، وقد دمرت إسرائيل في هجومها الانتقامي هذا محطة رادار قرب طهران.

ترامب مصر على أن الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية مدمرة، رغم الجدل بشأن صحة تصريحاته (الجزيرة)

غضب ترامب بشدة. وقال للصحفيين "أنا غير راض على الإطلاق عن هجوم إسرائيل هذا الصباح". "لدينا دولتان تتقاتلان بشراسة منذ فترة طويلة لدرجة أنهما لا تعرفان ماذا تفعلان."

إعلان

وقد أعلنت إيران أنها لم تطلق تلك الصواريخ، عاد سريان وقف إطلاق النار، وتحدث ترامب إلى نتنياهو.

2/ ماذا حققت إسرائيل؟

لطالما زعمت إسرائيل أن إيران هي التهديد الوجودي الأول لها، لكنها لم تضرب من قبل منشآت طهران النووية. وفي 13 يونيو/حزيران الحالي، تجاوزت الخط الأحمر وقصفت المنشآت السطحية لمصنع تخصيب الوقود في نطنز ومجمع أصفهان للتكنولوجيا النووية. وردت إيران بإطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل.

وتزعم إسرائيل أن ما قامت به كان دفاعا استباقيا عن النفس، لكن ليس ثمة من يتفق معها أن إيران تطور قنبلة نووية.

وقد تمكنت إسرائيل من إقناع الولايات المتحدة بالانضمام إليها في هجماتها على إيران. ففي الحروب السابقة مثل حربي عام1967 و1973، قدمت الولايات المتحدة دعما ماديا لإسرائيل عندما تعرضت للهجوم، لكنها لم تساعدها من خلال المشاركة العملياتية المباشرة. وقد شكر نتنياهو ترامب على "وقوفه إلى جانبنا".

3/ هل تمكنت إيران من الدفاع عن برنامجها النووي؟

تمكنت إسرائيل من إلحاق أضرار جسيمة بأهداف سطحية في إيران، وتزعم الولايات المتحدة أنها دمرت منشآت نووية تحت الأرض. لكن في حين تظهر صور الأقمار الصناعية أن الصواريخ الأميركية أصابت أهدافها، لا يوجد تأكيد مستقل للتحقق مما تم تدميره، وسيتطلب ذلك إجراء عمليات تفتيش ميدانية.

وقال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الأمم المتحدة للرقابة النووية، بعد الضربات الأميركية على المنشئات النووية الإيرانية: "في الوقت الحالي، لا أحد -بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية– في وضع يسمح له بتقييم الأضرار تحت الأرض في فوردو بشكل كامل". وأضاف "نظرًا للحمولة المتفجرة المستخدمة، والطبيعة شديدة الحساسية للاهتزازات التي تتميز بها أجهزة الطرد المركزي، من المتوقع أن تكون الأضرار التي لحقت بها كبيرة للغاية".
كما لا يُعرف مكان 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب الذي قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تمتلكها.

إيرانيون يتظاهرون وسط العاصمة طهران تنديدا بالضربات الإسرائيلية التي طالت مواقع كثيرة في إيران (غيتي إيميجز)

وقد أشار رئيس لجنة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ، إلى أن البرنامج النووي سيخرج سالما من هذه المواجهات. وقال في بيان نشرته وكالة أنباء مهر شبه الرسمية أمس الثلاثاء: "خطة عملنا هي منع أي انقطاع في الإنتاج أو الخدمات".

4/ ما احتمال شن ضربة أخرى على إيران؟

ما اتفقت عليه إسرائيل وإيران هو وقف لإطلاق النار. ولم يبرما اتفاقا للسلام. وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، يقول الخبراء إن هناك -بشكل عام- مسارين محتملين في المستقبل.

قد يساعد استئناف عمليات التفتيش التي تجريها الأمم المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية وإبرام معاهدة جديدة مع إيران -ربما على غرار خطة العمل الشاملة المشتركة التي وضعها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في اتفاق عام 2015- في تخفيف الضغط الدولي على إيران بشأن برنامجها النووي، على الرغم من أن ترامب هو الذي انسحب من ذلك الاتفاق وليس إيران.

وهنا يمكن للقوى الأوروبية أن تلعب دورا، وقد اجتمعت ثلاث من هذه القوى، وهي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في محاولة لتجنب الضربات الأميركية. وقد فشلت هذه المحاولة، لكن على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع بمفرده الضغط على إيران للتوصل إلى حل وسط، فإنه يمكنه أن يكون قوة موازية لقوة أميركا وإسرائيل.

إعلان

ووفقا لما صرح به يوانيس كوتولاس، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة أثينا، للجزيرة: "فإن إيران ستحاول إشراك الأوروبيين دبلوماسيًا من خلال اقتراح تعزيز الرقابة والالتزامات في برنامجها النووي".

وبحسب كوتولاس: "يمكن للولايات المتحدة أن تقبل برنامجا نوويا سلميا وقد صرح بذلك بالفعل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. ومن المرجح ألا تحاول الولايات المتحدة فرض تغيير النظام"… "أوروبا هي الآن المخرج الوحيد لإيران. روسيا غير موثوقة".

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يشارك بمظاهرة في طهران تنديدا بمشاركة أميركا في ضرب مواقع نووية (أسوشيتد برس)

 

لكن إسرائيل حاولت في السابق إفشال أي اتفاق نووي بين الغرب وإيران، ومن غير المرجح أن تقبل اتفاقا جديدا. وثمة أسئلة من قبيل هل ستكون إيران مستعدة للتنازل، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي السابق مع طهران، ثم غيرت شروطها خلال المحادثات الأخيرة، وانضمت في النهاية إلى إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية بينما كان من المفترض أن تتفاوض على اتفاق؟

يجيب على ذلك علي أنصاري أستاذ التاريخ الإيراني في جامعة سانت أندروز في اتصال مع الجزيرة:

"هذا يعتمد حقا على الديناميكيات داخل البلاد وكيفية صياغة أي تراجع، لكن هناك بالفعل دعوات لوقف تخصيب اليورانيوم من قبل نشطاء داخل البلاد".
حتى الآن، تبدو إيران مصرة على المضي قدما في برنامجها النووي. ففي يوم الاثنين الماضي، وافقت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على مشروع قانون يدعو إلى تعليق تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل.

في غضون ذلك، أكد ترامب أمس الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنه لن يسمح باستئناف برنامج إيران النووي.وإذا استمر هذا التوتر الأساسي على ما هو عليه، فإن جولة أخرى من الضربات والضربات المضادة بين إسرائيل وإيران والتي يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى الصراع، قد تكون مجرد مسألة وقت.

مقالات مشابهة

  • إسبانيا: الوضع في غزة بلغ مرحلة كارثية من الإبادة الجماعية
  • باحث بالعلاقات الدولية: نهج إسرائيل في غزة لن يتغير والإبادة الجماعية مستمرة
  • مؤسسات الأسرى الفلسطينية: العدو الإسرائيلي حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات للتعذيب
  • الأورومتوسطي .. الاتحاد الأوروبي يواصل تواطؤه المنهجي بجريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف؟
  • إسرائيل تقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • جرائم الإبادة الجماعية تتواصل في غزة وأعداد الشهداء ترتفع (حصيلة)
  • هيئة الأسرى الفلسطينيين تكشف إصدار العدو الإسرائيلي 600 أمر اعتقال إداري
  • هل سترد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الأخير؟
  • عاجل- إسبانيا تدين الإبادة الجماعية في غزة وتدعو لقطع العلاقات مع إسرائيل