معركة “ذات الصواري” واحتلال زاوية الشيخ الأمين الإستراتيجية !!
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
مرتضى الغالي
المثل البولندي يقول (الحمار عندما يرفس لا يختار ضحيته)..! ولكن قادة جيش الانقلاب أصدروا أوامر مُختارة ومقصودة للاستيلاء على (زاوية دينية في أحد أزقة بيت المال) ليس فيها غير قدور لطبخ الطعام ومجموعة من المواطنين المحصورين بين نيران جيش البرهان وياسر العطا وبين قوات الدعم السريع والمليشيات الاخوانية فأنطلق الأشاوس عند ساعات الفجر الأولى وأطلقوا الرصاص على المصلين عند توقيت خروجهم من صلاة الفجر وقرآن الفجر.
هنيئاً لجيش البرهان والكيزان هذه (الواقعة النوعية) التي انتهت باحتلال زاوية الشيخ الأمين الإستراتيجية..فهذه المعركة من الانتصارات النادرة لقوات البرهان والفلول منذ بداية هذه الحرب (الانتيكة) اللعينة...!
لا فرق إن تمّت هذه المعركة (ضد قدور الفاصوليا) بتخطيط من قادة الجيش في غرفة الاركانحرب المركزية أو كانت من عساكر الكيزان برغم أنف البرهان وكباشي والعطا..!
كنا نظن (مخطئين) أن القيادة الانقلابية لا يمكن أن تستجيب بالفعل للحملة (التحريشية) التافهة والتحريضية المحمومة التي يشنها بعناد كعناد الحمير بعض (الزعابيط العطالى) لمهاجمة الزاوية وفض المواطنين المساكين والأطفال الذي لجأوا إليها جوعى مشردين..! فالكيزان وأبواقهم لا يعجبهم مطلقاً أن يقدم أي احد إحساناً أو يبذل الطعام بلا مقابل..بعد أن نفضت السلطة يدها (ونفض السيد جبريل إبراهيم يده)..عن توفير الغذاء والحياة الطبيعية للمواطنين..ذلك أن الكيزان وعساكرهم تؤذيهم فعلاً مواقف الشرف والإحسان..لأن القيم الخيّرة تزعجهم وتلمس فيهم (وتراً حسّاساً) بتقديم النموذج المعاكس لتربيتهم....!
إنهم يكرهون المعروف ولا يطيقون تعاطف الناس إلى بعضهم و(تقاسم اللقمة)..! وقد شهدناهم على مدى ثلاثين عاماً (أشحة على الخير).,.نهبوا أموال السودان إلى آخر مليم..ومع ذلك ظلوا يسرقون (لبن الأطفال) ويبيعون خيام الإيواء التي يقدمها (العالم الكافر) للضحايا..! أثروا من مال الدولة إلى حد التخمة والكِظة..ولم يفتح الله على واحد منهم ببناء (سبيل بزير واحد وكوز صفيح).. دعك من تشييد مدرسة أو مركز طبي أو ملجأ أيتام..!!
هذا النموذج لرجل دين مهما كانت درجة شياخته (وأنا بصراحة لست من محبي هذا الشيخ) يقدم الطعام ويأوي المساكين والحائرين وأبناء السبيل، ويقدم لهم الطعام، وينشئ مجتمعاً صغيراً لمتحابين في الله..ومتضامنين في (الوحسة) التي فقدوا فيها المأوى والغذاء..بعد أن تقطّعت بهم السُبل.. يتآزرون ويقتسمون الزاد ويؤدون صلاتهم في سلام وتحابب...!
هذا النموذج (يغيظ الكيزان) ومن يوالونهم من المعتوهين وبعض الإعلاميين (تربية السوء)..! هؤلاء لا يحبون أن يشيع المعروف بين الناس..فهذا السلوك النبيل (ينغوِش أكبادهم) المفطورة على الشر والشح..ويؤذيها أن يتبادل الناس الإحسان..ذلك أن (التربية الكيزانية) تقوم علي نوازع تكره القيم الفاضلة وتتأذى من كل فضيلة..مثلهم مثل (الجعران) الذي يعيش بين المزابل ويموت عند تعرّضه لأقل نفحة من ريحة الزهور والورود..!
الآن يعيش الكيزان وفرسان القيادة العامة أبهج أيامهم فرحاً بإطلاق الرصاص على المصلين وهم خارجين من المسجد..واكتمال احتلال زاوية الشيخ الأمين باعتبار أن ذلك يمثل نصراً استراتيجياً على العدو..!!
(صدّق أو لا تصدّق) لقد تم التخطيط لأسابيع طويلة لمعركة زاوية الشيخ الأمين استجابة لمطلب كيزاني..وقد كانت دعوة الاحتلال السافرة تؤكد أن هذه الزاوية تناصر الدعم السريع.. إذاً ننتظر بيان جيش البرهان وياسر العطا وكباشي بعد الانتصار الكبير على الزاوية وإكفاء قدورها (بفاصوليتها) ليحدثنا عن الأسلحة التي غنموها بعد انتهاء معركة (ذات الصواري) وعن عساكر الدعم السريع الذين اعتقلوهم..وعن الراجمات التي كان يخبئها شيخ الأمين (تحت قفطانه)...!!
هل جرى في أي مكان في العالم (منذ الحروب الصليبية) أن قامت أي قوات عسكرية من وحوش الدنيا وصعاليكها بإطلاق النار على مصلين لحظة خروجهم من باب المسجد...؟!
نحن لا ندعو إلى فناء الكيزان وعساكر انقلاب البرهان (فناء السراب على السبسبٍ) فلكل اجل كتاب..! لكن ندعو الله يفني فيهم هذه النزعة الشريرة والعار المشين والسلوك الشاذ والدوافع الإجرامية المجرّدة من كل أخلاق..بل نسأل الله ألا يرفع لهم راية ولا يحقق لهم غاية وأن يبقيهم للعالمين عبرة وآية.. كما أبقي على رفاة فرعون موسى (فاليوم ننجيك ببندك لتكون لمن خلفك آية، وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون).... الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
●الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة ..
● فى هذا التسجيل أشرت الى أن هنالك عدد من الإخوة الضباط الذين تواصلوا مع زملائهم الذين إنضموا لمليشيا الدعم السريع ومحاولة إعادتهم أو على الأقل تحييدهم ، وذكرت منهم على سبيل المثال وليس الحصر ، أخونا الدكتور عبد الرحمن مسلم الدفعة ٤٠ الذي تواصل مع دفعته اللواء الركن دكتور متمرد النور حامد مراهد (من أبناء قبيلة الحوازمة)..
● أجبت على سؤال مهدي كبة عن الأسباب الحقيقية ودوافع حركتنا التصحيحية في ٢١سبتمبر ٢٠٢١م ، مع أنه ومن خلال نقاشنا ثبت له بصورة غير مباشرة الدواعي والأسباب التى دعتنا للقيام بهذه الحركة التصحيحية وكلها متعلقة بالدعم السريع ومدى خطورته على الدولة السودانية ..
●أشرت الى أن المجموعة التى قدمت للمحاكمة العسكرية وما زالت هذه المحاكمة مستمرة للأسف الشديد ، قد قدمت عدد من الشهداء ، وإن كان هنالك من رفض مشاركتها في القتال الى جانب إخوتهم في القوات المسلحة وتحديداً في معارك المدرعات ومنطقة وادي سيدنا العسكرية (كرري) وهنا لابد أن أشير الى أن العقيد الركن زكي عبد الله(من ضمن أفراد المجموعة) ومعه دفعته العقيد الركن معتصم يوسف(الآن بالقاهرة مستشفياً ، نسأل الله له الشفاء العاجل) هما أول من وصل الى رئاسة محلية كرري وحرراها من دنس هولاء الأوباش ، وكان هذا التحرك بمثابة البداية الحقيقية للعمليات التعرضية التى تلت ذلك حتى تحررت كامل محلية كرري ، ومن ثم فتح الطريق الى منطقة أمدرمان العسكرية حيث سلاح المهندسين ..●بالرغم من هذه التوجيهات العليا التى صدرت بعدم مشاركة مجموعة بكراوي (هكذا يسموننا ) في حرب الكرامة الوجودية ، إلا أن ذلك لم يثننا في المضي قدماً والدفاع عن الأرض والعرض ، وهذه حقائق سنذكرها لاحقاً إن مد الله في الآجال ..
●نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل جميع الشهداء ويشفي الجرحى ويفك أسر المأسورين
..
عبد الباقي الحسن بكراوي