اللحوم النباتية طوق نجاة للسيطرة على التغيرات المناخية
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
مازالت قضية المقارنة بين البروتين النباتي والحيواني تثير الجدل بين الأوساط الغذائية والبحثية، ففي تحليل حديث للملفات الغذائية، يؤكد مركز الأبحاث الذي يركز على الغذاء، Good Food Institute، على فوائد البروتين النباتي.
يقول معهد جود فود (GFI): “بغض النظر عن طريقة تقطيعها، فإن اللحوم النباتية لها فوائد غذائية أكثر بكثير من اللحوم التقليدية”، “سواء أكانت تقدم مصدرًا جديدًا للألياف إلى نظامك الغذائي أو تقلل من الكوليسترول، فإن المنتجات النباتية تؤدي إلى نتائج صحية أفضل.
يواصل التحليل، أن اللحوم النباتية هي حل قائم على السوق يمكنه إطعام عدد متزايد من سكان العالم مع بناء نظام غذائي أكثر استقرارًا .
المستهلكون الذين يشترون اللحوم التقليدية يشترون أيضًا خيارات نباتية ويرى معظمهم المنتجات بشكل إيجابي، لكن الأسئلة لا تزال قائمة حول صحة البروتين النباتي مقارنة باللحوم التقليدية، حيث يقول العديد من النقاد، إن المنتجات عالية المعالجة، ويمكن أن تحتوي على نسبة أعلى من الصوديوم مقارنة باللحوم الحيوانية.
هناك أيضًا روايات تدفع بفوائد رعي الماشية، وغيرها من المنتجات الحيوانية المجانية في إبطاء تغير المناخ، وتعزيز صحة التربة، لكن الأمر ليس كذلك عندما يأتي أكثر من 99 % من المنتجات الحيوانية من مزارع المصانع.
ذكر مشرف الدراسة الدكتور كريس براينت من جامعة باث أنه يمكن المنتجات واللحوم النباتية أن تقلل وتحول الطلب بعيدًا عن المنتجات الحيوانية بتوفير ثلاثة عناصر أساسية يريدها المستهلكون: الطعم والسعر والمناسبة.
من المرجح أن تؤدي الابتكارات الغذائية والاكتشافات المستقبلية في مجال معالجة وتحسين مكونات هذه المنتجات النباتية البديلة إلى مزيد من التحسينات الغذائية والصحية
يقترح الدكتور براينت التوجّه إلى المزيد من الأبحاث
والدراسات من أجل جعل هذه التحسينات الغذائية حقيقة واقعة وملموسة، الأمر الذي يضمن أن الشركات المصنعة يمكنها جعل هذه المنتجات البديلة للحوم ذات مذاق أفضل، وأكثر فائدة على الصعيد الصحي، بل والأكثر طلبًا.
ستتمكن الشركات من تزويد المستهلكين بخيارات متنوعة ومستدامة، ما قد يُقلّل الطلب على اللحوم الحيوانية.
كيف تُصنع اللحوم النباتية؟
تعرف اللحوم النباتية بأنها لحوم صحية مصنعة بشكل كامل من البروتين النباتي مثل فول الصويا والقمح والأرز والبازلاء، مضافا إليها البنجر لإعطاء لون اللـحوم الطبيعية مع الثوم والبصل والتوابل لتعزيز النكهة. كذلك يتم إضافة زيت جوز الهند وعباد الشمس أو الكانولا لإعطائها ملمس وطعما دهنيا.
أول مصنع للحوم النباتية في الشرق الأوسط
في ظل سعي دبي لدعم مشروع التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومواجهة التحديات التي تجعل الدولة تستورد كمية كبيرة من الغذاء من الخارج تم افتتاح أول مصنعين للـحوم النباتية تحت اسم (( ثرايڤ )) ويعد المصنع الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويغطى احتياجات حوالي 30% من إجمالي سكان دول الخليج.
تحسّن صحة القلب
وجدت دراسة أن تناول المزيد من الأطعمة النباتية بدلاً من الأطعمة الحيوانية يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والوفاة لدى البالغين إذ توجد الدهون المشبعة في الغالب بالمنتجات الحيوانية مثل اللحوم والأجبان والزبدة.
تخفض الدهون المشبعة والكوليسترول
وفقًا لـ«مجلة العناصر الغذائية»، فإن إحدى الفوائد الصحية الأساسية للحوم النباتية هي أنها تحتوي على نسبة أقل من الكوليسترول مقارنة باللحوم الحيوانية التقليدية فقد ارتبط استهلاك الدهون المشبعة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب واضطرابات القلب والأوعية الدموية الأخرى.
من ناحية أخرى، غالبًا ما تكون اللحوم النباتية منخفضة الدهون المشبعة، ما يجعلها خيارًا صحيًا للقلب للأشخاص المهتمين بصحة القلب والأوعية الدموية.
غنية بالمواد المغذية
غالبًا ما تشتمل اللحوم النباتية على مجموعة متنوعة من المكونات المشتقة من النباتات الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية. حيث توفر المكونات مثل البقوليات والحبوب والخضروات مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
على سبيل المثال، يعد العدس والفاصوليا، وهي مكونات شائعة في اللحوم النباتية، مصادر ممتازة للبروتين والألياف والفيتامينات المختلفة.
منخفضة السعرات الحرار
تميل اللحوم النباتية إلى أن تكون ذات سعرات حرارية أقل من المنتجات الغذائية الحيوانية. يمكن أن يكون هذا مفيدًا للأشخاص الذين يهدفون إلى التحكم بوزنهم أو تقليل السعرات الحرارية.
وفي هذا الاطار، تم تصميم العديد من منتجات اللحوم النباتية لتكون خيارًا أكثر توازنًا من الناحية الغذائية، ما يوفر الشبع دون السعرات الحرارية الزائدة التي توجد غالبًا في منتجات اللحوم التقليدية.
تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
ارتبط النظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، وأنواع معينة من السرطان، وارتفاع ضغط الدم. ومن خلال اختيار اللحوم النباتية بدلاً من منتجات اللحوم التقليدية، قد يقلل الأفراد من خطر الإصابة بهذه الحالات الصحية. إذ تساهم الألياف ومضادات الأكسدة الموجودة في المكونات النباتية في تحسين الصحة الأيضية وتعزيز نظام المناعة.
مفيدة لصحة الجهاز الهضمي
يمكن أن يساهم محتوى الألياف في اللحوم النباتية بتحسين صحة الجهاز الهضمي فالالياف ضرورية للحفاظ على ميكروبيوم الأمعاء الصحي، وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة، ومنع الإمساك.
تحتوي العديد من بدائل اللحوم النباتية على مكونات نباتية كاملة تعزز صحة الجهاز الهضمي، وتوفر نهجًا شاملاً للرفاهية.
يتطلب إنتاج اللحوم النباتية عادة موارد طبيعية أقل، مثل المياه والأرض، ويولد انبعاثات غازات دفيئة أقل مقارنة بتربية الماشية التقليدية. ومع استمرار نمو سكان العالم، يصبح اعتماد خيارات غذائية مستدامة أمرًا حيويًا بشكل متزايد لصحة كوكبنا.
توفر اللحوم النباتية بديلاً مقنعًا للأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين صحتهم، مع مستويات أقل من الدهون المشبعة وانخفاض السعرات الحرارية، وعدد من العناصر الغذائية المهمة. ومع تزايد الطلب على هذه المنتجات، فهي عنصر ضروري لمستقبل أكثر استدامة ووعيًا بالصحة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المنتجات الحیوانیة البروتین النباتی اللحوم النباتیة الدهون المشبعة خطر الإصابة
إقرأ أيضاً:
دواء جديد يمنع السمنة وأمراض الكبد رغم تناول الدهون والسكريات
12 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: كشف فريق علمي دولي عن دواء جزيئي صغير نجح في منع زيادة الوزن وتلف الكبد لدى فئران تناولت نظاما غذائيا غنيا بالسكريات والدهون لفترات طويلة.
ويعمل هذا المركب عن طريق الحد من مستويات المغنيسيوم داخل الميتوكوندريا – محطات توليد الطاقة في الخلايا – ما يحافظ على استمرار حرق الطاقة بدلا من تباطؤها.
وتمكن الفريق البحثي من جامعات تكساس وبنسلفانيا وكورنيل من تطوير هذا المركب الدوائي الذي أطلقوا عليه اسم CPACC، والذي يحاكي تأثير حذف جين MRS2 المسؤول عن نقل المغنيسيوم إلى الميتوكوندريا.
فعندما تنخفض مستويات المغنيسيوم داخل هذه الميتوكوندريا الخلوية، تزداد كفاءة الخلايا في حرق السكريات والدهون بشكل ملحوظ، وهو ما لوحظ بشكل واضح في التجارب التي أجريت على الفئران، والمثير للدهشة أن الفئران التي تلقت العلاج ظلت نحيفة وصحية تماما رغم تغذيتها بنظام غذائي غربي عالي السعرات لمدد طويلة، دون أي علامات للإصابة بمرض الكبد الدهني الذي عادة ما يرافق مثل هذه الأنظمة الغذائية.
وأوضح البروفيسور ماديش مونيسوامي، قائد الفريق البحثي، أن هذا الدواء قد يشكل طفرة حقيقية في الوقاية من مجموعة الأمراض الأيضية والقلبية التي تنتج عن السمنة وسوء التغذية.
وقال في تصريحه: “عندما نعطي هذا الدواء للفئران لفترة قصيرة، تبدأ في فقدان الوزن حتى تصبح جميعها نحيفة”. لكن الأهم من مجرد إنقاص الوزن هو قدرة هذا الدواء على تقليل مخاطر الأمراض الخطيرة المرتبطة بالسمنة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وحتى الوقاية من سرطان الكبد الذي قد يتطور من حالات الكبد الدهني المزمن.
وكشفت الدراسة التي استمرت عدة سنوات ونشرت نتائجها في مجلة Cell Reports، عن جانب جديد تماما لدور المغنيسيوم في التمثيل الغذائي. فعلى عكس الاعتقاد السائد بأن زيادة المغنيسيوم مفيدة دائما، وجد الباحثون أن ارتفاع مستوياته داخل الميتوكوندريا يعمل كـ”فرملة” تبطئ إنتاج الطاقة، وهذا الاكتشاف الجوهري قاد الفريق إلى تطوير الجزيء CPACC الذي يحد من نقل المغنيسيوم إلى الميتوكوندريا، ما يحافظ على استمرارية عملية إنتاج الطاقة بكفاءة عالية.
جدير بالذكر أن جامعة تكساس قد قدمت بالفعل طلب براءة اختراع لهذا الدواء الواعد، بينما يتطلع الفريق البحثي إلى مواصلة تطويره ودراسة آثاره على المدى الطويل.
وهذا الابتكار يمثل ثمرة تعاون علمي متميز بين عدة مؤسسات بحثية مرموقة، حيث ساهم علماء من جامعة بنسلفانيا في تصميم الجزيء، بينما تولى باحثو كورنيل مهمة تصنيعه الكيميائي.
ورغم هذه النتائج المبهرة، يحذر الباحثون من أن الطريق ما يزال طويلا قبل أن يصبح هذا الدواء متاحا للاستخدام البشري، حيث يحتاج إلى المزيد من الدراسات والتجارب السريرية، لكن لا شك أن هذا الكشف العلمي يفتح آفاقا جديدة في علاج السمنة والأمراض المرتبطة بها، وقد يشكل يوما ما حلا جذريا لأحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه البشرية في العصر الحديث.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts