قالت السفارة الأميركية في اليمن، إن الهجمات الإرهابية التي تشنها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس. 

وأوضحت السفارة في تصريح مقتضب على صفحتها بموقع "إكس" أن السفن التجارية لجأت إلى رحلات أطول لتجنب العبور في مياه البحر الأحمر، وهذه الرحلات أدت إلى زيادة تكلفة الغذاء والدواء والوقود، فضلاً عن المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص الذين هم بأمس الحاجة إليها.

وأصبحت مئات السفن التي تحمل الإمدادات الحيوية، تحتاج إلى قطع مسافة 4 آلاف ميل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، لكي تتجنب المرور من البحر الأحمر، فيما تضيف عملية إعادة توجيه السفن تكاليف كبيرة على الغذاء والوقود والسلع الأخرى في اليمن.

ووفقاً لخبراء ملاحيين فإن تغيير المسار من باب المندب وقناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح، يضيف نحو 10 أيام إلى زمن الرحلة المتجهة غربا في حلقة من آسيا إلى شمال أوروبا. وأن هذا التغيير يشكل ضغطا كبيراً على الإمدادات المحدودة ويتسبب في ارتفاع أسعار الشحن.

من جهتها كشف سفير الهند في الإمارات، سونجاي سودهير، أن الوضع المتقلب في البحر الأحمر يزيد من الحاجة إلى إيجاد ممر تجاري بديل لشحن البضائع من الهند إلى أوروبا. موضحا خلال مقابلة في أبوظبي على هامش اجتماع منظمة التجارة العالمية أن الهند اتخذت الخطوات الأولى مع الإمارات لبدء العمل لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، أو ما يُعرف بـ(IMEC). 

وأشار إلى أن البلدين يريدان أخذ زمام المبادرة في تطوير المشروع. وأضاف إن تجارة الهند مع أوروبا تمر تقريباً بأكملها عبر قناة البحر الأحمر، ما يزيد من الحاجة الملحة لإنشاء ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. 

وقال: "إذا استمرت الأمور بالطريقة التي تحدث بها اليوم، فإن إيجاد طريق إمداد بديل يعتبر ذات أهمية كبيرة". مُضيفاً: "تعتبر الهند والإمارات أول دولتين في الممر، من المهم جداً بالنسبة إلينا أن نتولى زمام المبادرة".

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

تسمم البحر والإنسان.. تحذير من مخاطر إغراق مليشيا الحوثي لسفينة ماجيك سيز

حذّرت ورقة تحليلية نشرها مركز يمني من مخاطر غرق السفينة "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، المحمّلة بمادّة نترات الأمونيوم، بعد استهدافها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

ونشر مركز مداد حضرموت الورقة التحليلية التي أعدّها الباحث عبدالله باعبّاد والصحفي عاصم الخضمي، حول المخاطر البيئية لكارثة غرق السفينة "ماجيك سيز" (Magic Seas) في البحر الأحمر.

وأشارت الورقة إلى أن السفينة، التي غرقت مطلع يوليو الماضي بعد مهاجمتها من قبل مليشيا الحوثي، كانت تحمل على متنها 17 ألف طن متري من مادّة نترات الأمونيوم.

وأوضحت أن هذه الكمية تعادل أكثر من ستة أضعاف الكمية التي تسببت بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، والذي عُدّ واحدًا من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ الحديث، متسببًا بمقتل أكثر من 200 شخص وخسائر مادية تُقدّر بنحو 15 مليار دولار.

ورأت الورقة أن هذه المقارنة “المروّعة” تعزّز حجم المخاوف المرتبطة بالآثار البيئية المحتملة لغرق هذه الكمية الهائلة في بيئة حساسة مثل البحر الأحمر، لا سيما وأن مصيرها لا يزال مجهولًا.

وطالبت الورقة السلطات المختصة باتخاذ إجراءات عملية فورية، تشمل التحليلات المخبرية والمسوح الميدانية الشاملة لتقييم آثار الحادثة، مشيرة إلى ضرورة التأكد من مصير هذه الكمية: هل ذابت في مياه البحر؟ وما الظروف المصاحبة لعملية الذوبان؟ أم أنها لا تزال داخل حطام السفينة في القاع؟

وفي ظل غياب هذه البيانات، قدّمت الورقة شرحًا علميًا لأبرز الآثار البيئية المتوقعة لدخول كمية هائلة من نترات الأمونيوم إلى مياه البحر، وعلى رأسها ظاهرة “التغذية المفرطة” التي تُحدث اضطرابًا شديدًا في التوازن البيئي، وزيادة غير طبيعية في نمو الطحالب والكائنات النباتية المائية.

وبيّنت الورقة أن موت هذه الكتلة الحيوية وتحوّلها إلى مادة متحللة يستهلك كميات ضخمة من الأكسجين المذاب، ما يؤدي إلى نقص حاد فيه وتشكّل “مناطق ميتة” تختنق فيها الكائنات الهوائية كالأسماك واللافقاريات.

بالتوازي مع ظاهرة التغذية المفرطة التي ستؤدي إلى إضعاف التَّنوُّع البيولوجي، يُشكِّل التركيزات العالية من الأمونيا/الأمونيوم تهديدًا سامًّا مباشرًا للحياة البحريَّة، يحدث معه نفوق يرقات الأسماك، والروبيان، وما يؤدِّي إلى انهيار المخزون السمكي وتدهور النظم البيئيَّة.

مؤكدة بأن أثار حدوث عملية التغذية المفرطة أو "ظاهرة التخثُّث"، هي عمليَّة منهكة تستهلك النظام البيئي، محوِّلة بيئة بحريَّة غنيَّة إلى مناطق قاحلة، وحقول مسمومة.

وتشير الورقة التحليلية الى أن آثار التلوُّث لا تقتصر على النظم البيئيَّة البحريَّة فحسب، بل تمتدُّ بطريقة غير مباشرة لتشكِّل تهديدًا مباشرًا لصحَّة الإنسان، واستقرار المجتمعات الساحليَّة، من خلال محورين رئيسين: تلوُّث مصادر مياه الشرب، وتلوُّث المأكولات البحريَّة.

مضيفة بأنه تنتج عن هذه الآثار الصحيَّة سلسلة من التبعات الاقتصاديَّة، والاجتماعيَّة الجسيمة، تشمل: إغلاق أحواض المحار، ومصائد الأسماك، وانهيار قطاع السياحة البحريَّة، ونشاط الصيد، وتفاقم الأعباء الماليَّة على أنظمة الرعايَّة الصحيَّة لمواجهة حالات التسمُّم الحادَّة، والمزمنة، وتهديد الأمن الغذائي للمجتمعات التي تعتمد على البحر مصدرًا رئيسًا للغذاء.

مقالات مشابهة

  • مصادر: إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتزم وضع أشد تحذيراتها على لقاحات كوفيد-19
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • الغذاء والدواء توضح وضع مستحضرات NAD+ في الأردن
  • الغذاء والدواء: مستحضرات التجميل المحتوية على مادة glutathione غير مجازة للاستعمال بالحقن الوريدي
  • الغذاء والدواء تهيب بعدم استخدام الاستيراد الشخصي للأدوية لأغراض تجارية
  • إلا اليهود الإشكناز والصينيين.. تحقيق أمريكي موسع في قتل لقاحات كوفيد لــ10 رضع
  • «الغذاء والدواء» تحظر التعامل النقدي الحصري وتلزم منشآتها بالدفع الإلكتروني فورًا
  • تسمم البحر والإنسان.. تحذير من مخاطر إغراق مليشيا الحوثي لسفينة ماجيك سيز
  • الغذاء والدواء: سحب مستحضرات NAD+ وحقن غير مجازة من عيادتين
  • الغذاء والدواء: سحب مستحضرات NAD+ وحقن غير مجازة من عيادتين ضمن حملة تفتيشية نوعية