بوابة الوفد:
2025-12-12@19:43:38 GMT

كثيرة العشاق (61)

تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT

مصر شغلهم الشاغل، ضحوا بكل شيء من أجلها، وضعوا أرواحهم على عاتقهم من أجل استعادة الحق المسلوب، والأرض المنهوبة، فى الطريق إلى انتصار أكتوبر المجيد 1973، مئات القصص التى تحكى بطولات لولاها ما كان هذا النصر العظيم. 

من بين هؤلاء الأبطال العظام الشهيد الرائد حسين صالح السيد العجمى، الذى كانت مسيرة حياته وقصة استشهاده، واحدة من أعظم القصص فى العسكرية المصرية، نظراً لما قدمه لوطنه وبلده مصر، خلال حرب الاستنزاف، مخلداً اسمه بأحرف من نور فى سجلات الأبطال العسكريين.

تروى زوجته آمال كواليس أيامه الأخيرة وسر «جواب عبدالناصر».. فى الثلاثين من يونيو عام 1970 كانت منشغلة بجنينها الجديد الذى استقر فى أحشائها بعد أن أثبتت التحاليل الطبية حملها فى طفلها الثانى فى الشهور الأولى، تتوقع نوع المولود وتتزاحم الأسماء فى رأسها استعدادا ليوم تدوين اسمه فى شهادة الميلاد، اختارت وزوجها الأسماء، إن كان ذكرا «لؤي» وإن كانت أنثى «داليا» وحين جلست لتطعم طفلها الأول صاحب الثلاثة أعوام فقط، حينها سمعت والدها يردد «الحوقلة» بينما كان يحادث أحدا عبر الهاتف.

سمعته يقول فى التليفون «لاحول ولا قوة إلا بالله», قلقت وسألته فلم يرد أن يخبرها خوفا عليها, وأخيرا عرفت ما حدث, استشهد فى حرب الاستنزاف قبل أن يرى وليده.

لم تصدق الزوجة حديث قلبها الذى انقبض خوفا على زوجها -الرائد بالدفاع الجوى حينها- وتواصلت مع شقيقه عبر الهاتف لتتلقى صدمة الخبر الذى نزل على مسامعها كالصاعقة لاتزال تبكى حين رواية اللحظة رغم مرور أكثر من نصف قرن عليها, وتعيد وصف هذا اليوم حين كانت شابة فى العشرينيات من عمرها باتت أما وأبًا لطفلها الصغير«أمجد» وحين وضعت ابنتها الثانية «داليا»، تساؤلات الصغار التى لا تجد إجابة «أين بابا؟» كانت تدفعها دوما للتماسك من أجل استكمال مسيرته «كان طيب وحنين وكل زمايله بيحبوه وكنت بحكى لولادى عن أبوهم دايما» كى تظل سيرته باقية وحية ما داموا أحياءً «ضحى بدمه عشان أرض سينا وإبنه لما كبر اشتغل فى مجال السياحة فى سينا»، قالتها زوجة الشهيد وبكت.

عشرة أيام مضت على وضع مولودتها «داليا» حتى تم دعوتها إلى حفل تكريم بالإسكندرية بدعوة من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، ونجمة الشرف تقديرا للشهيد وجهوده فى الكتيبة التى كان يتولى قيادتها، لاتزال «نجمة الشرف» فى مدخل البيت لتتباهى بزوجها الشهيد أمام كل زائر.

بعد عام من استشهاد الرائد حسين صالح، جرى تخصيص الثلاثين من يونيو من كل عام عيدا لقوات الدفاع الجوى تقديرا لبطولته الباسلة فى فترة ما قبل حرب أكتوبر، حين كانت الدولة تستعد بكامل طاقتها، حيث نجح فى إسقاط طائرات للعدو، ونجحت الكتيبة التى كان قائدها فى إحداث خسائر كبيرة فى المعدات والأفراد لدى العدو واستشهد بعد أن أبلى بلاءً حسنا، مسطرا اسمه فى تاريخ الوطن.

فى دولاب غرفتها، لاتزال البدلة الميرى للشهيد معلقة كما لو كان حيا، تعتنى الزوجة الوفية بها تنفض غبار الزمن عنها من حين لآخر، حين تشتاق إليه تتحسسها بأناملها وتحدثه سرا وتبكى، تخبره بإنجازات حققها ابنهما الأكبر أمجد وابنتهما داليا، «كل ما أمسك البدلة أكلمه وأبكى كأن استشهاده كان لسه إمبارح» لا يضمد جرحها سوى أنه شهيد فى جنات النعيم.

«البدلة الميرى ونجمة الشرف» آثار متبقية من «ريحة الحبايب» لا تفتر لهفة الزوجة عليهما أبدا، ظلت هكذا سنوات طوال حتى تم دعوتها هى وأبناء الشهيد إلى الإسكندرية لزيارة كلية الدفاع الجوى هناك وفوجئت بإطلاق اسمه على مدرج كامل تخليدا لبطولته «لقيت مدرج كامل فى الكلية باسم الشهيد الرائد حسين صالح حاجة تانية من ريحته هتفضل عايشه معانا وهو حياتى ولسه عايش جوايا»

ونكمل فى المقال القادم. 

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلاح صيام ندى مصر

إقرأ أيضاً:

محافظ كفر الشيخ يفتتح تطوير مدرسة الشهيد أبو المجد القاضي بالصافية

افتتح اللواء دكتور علاء عبدالمعطي، محافظ كفر الشيخ، اليوم الأربعاء، أعمال تطوير وإحلال وتجديد مدرسة الشهيد أبو المجد القاضي الإعدادية بقرية الصافية التابعة لمركز دسوق، وذلك بعد الانتهاء من مشروع التطوير الذي أُقيم على مساحة 3043 مترًا مربعًا، وتضمن إنشاء وتجهيز 30 فصلًا مدرسيًا يخدمون 1032 طالبًا وطالبة. 

جاء ذلك بحضور جمال ساطور، رئيس مركز ومدينة دسوق، والدكتور علاء جودة، وكيل وزارة التربية والتعليم، والمهندس هشام عطية، مدير عام هيئة الأبنية التعليمية، والمهندس وفائي الشناوي، مدير عام المشروعات، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية.

وتفقد المحافظ خلال الافتتاح الفصول الدراسية، والمعامل، وغرف الأنشطة، لمتابعة انتظام العملية التعليمية ومستوى التجهيزات الحديثة.

 وأكد أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التعليمية، وتزويد المدارس بالأدوات الحديثة والوسائل التعليمية المتطورة، وتنفيذ أنشطة تفاعلية تُمكّن الطلاب من اكتساب مهارات جديدة، بما يتوافق مع توجهات الدولة نحو بناء شخصية الطالب وتطوير قدراته العلمية والتكنولوجية.

وأوضح محافظ كفر الشيخ أن أعمال التطوير تمت خلال 11 شهرًا، وبلغت تكلفتها 11.8 مليون جنيه، وأسهمت في خفض كثافة الفصول إلى 34 طالبًا فقط بدلًا من 56، وهو ما اعتبره خطوة مهمة نحو توفير بيئة تعليمية مريحة ومحفّزة للطلاب والمعلمين على حد سواء. 

وأضاف أن خفض الكثافة يُعَد محورًا أساسيًا في خطة تطوير التعليم بالمحافظة، لما ينعكس به على جودة التحصيل الدراسي وتحسين مستوى المتابعة داخل الفصول.

وكلف المحافظ إدارة المدرسة بالاهتمام المستمر بصيانة الأثاث والمرافق والحفاظ على مستوى النظافة العامة، مؤكدًا أن الانضباط المدرسي ركيزة أساسية في بناء جيل قادر على الإبداع وتحمل المسؤولية.

 وشدد على استمرار متابعة انتظام الدراسة في جميع المدارس والإدارات التعليمية بالمحافظة لضمان تحقيق أهداف العملية التعليمية بالشكل الأمثل.

وأشار عبدالمعطي إلى أن محافظة كفر الشيخ تضم 2377 مدرسة بمختلف المراحل التعليمية تستوعب نحو 132,738 طالبًا، مؤكدًا أن المحافظة شهدت خلال عام واحد إنشاء 17 مدرسة جديدة، إضافة إلى مشروعات الإحلال والتجديد والتطوير التي تُنفذ بالتوازي مع تحديث البنية الأساسية في القطاعات الأخرى.

ويأتي افتتاح المدرسة في إطار جهود الدولة للتوسع في إنشاء وتطوير المنشآت التعليمية الحديثة، وتقليل الكثافات، ورفع كفاءة المدارس، بما يدعم مستهدفات رؤية مصر 2030 في قطاع التعليم، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالارتقاء بجودة التعليم وتوفير بيئة دراسية متكاملة للطلاب.

مقالات مشابهة

  • «فخ» كأس العرب
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • بعد تصدره التريند الاعلامية داليا المتبولي تكشف أسرار وكواليس تكريم النجوم فى "ملتقي التميز والابداع".. والدورة الاستثنائية باحدي العواصم العربية
  • أسرة الوفد تتقدم بخالص العزاء للزميلة إيمان عاصم في والدها الرائد عاصم غريب
  • محافظ كفر الشيخ يفتتح تطوير مدرسة الشهيد أبو المجد القاضي بالصافية
  • مي عز الدين تستذكر والدتها الراحلة بكلمات مؤثرة على إنستجرام
  • الرائد يبحث عن العودة وليس تصفية الحسابات
  • «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار