العراق ضيف الشرف.. و«سرديات فلسطينية» تحكى مأساة غزة يوميًّا 

42 مسرحية تراثية تتنافس على الجوائز من 18 دولة.. ومعرض للحرف اليدوية يستعرض تراث الصعيد

 

يقام اليوم حفل افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان مسرح الجنوب بمحافظة قنا، والذى تستمر فعالياته حتى 6 مارس الجارى، وتحتفى الدورة هذا العام بالمسرح العراقى، تحت شعار «مسرحنا حياتنا»، ويشهد الحفل عرضا مسرحيا تراثيا يحكى العادات والتقاليد الصعيدية المصرية، على مسرح قصر ثقافة قنا.

وتتميز هذه الدورة بعرض عدة أعمال فلسطينية منها «سرديات فلسطينية» فى مسابقة الحكى التى تعرض يوميا ضمن فعاليات المهرجان.

يتنافس على مسابقات المهرجان 42 عرض تم اختيارها من 365 عرضا من جميع انحاء العالم، وكلها عروض تراثية حسب طبيعة المهرجان، منها المصرية «أبواب وظلال»، و«شهقة الطين» و«الوابور»، و«جبخانة»، والاسبانية «عروس الريح»، و«اوليفيا النباتية»، ومن العراق عرضا «شغف»، و«طقوس الحطب»، والأردنى «ليلة الانحوتة»، والعمانى «على قارعة النسيان»، والتونسى «جلجامش» والجزائرى «مانيا»، والليبى «حلم أصحاب الصوب» والفلسطينى «العهد»، والمغربى «خيانة» و«نقوش على الخواء» و«همس»، والبحرينى «شرخ»، والسعودى «نشرب إذا»، والتونسى «أحمر شفاة»، والعمانى «كوتار» والعرض المشترك الصرخة الصامتة (تونس/الجزائر). 

وفى برنامج عروض خارج التنافس تم اختيار العرض الفلسطينى «شو صار بالقطار»، والمصرى اسمها انسى والافاعى ومن رومانيا المصعد والفرنسى، بدون مكان أو نار ومن بولندا روميو وجولييت. 

وفى برنامج عروض مسرح الشارع والفضاءات المفتوحة تم اختيار العراقى بلا حدود والسودانى المرأة والسلطان والتونسى التائهان والجزائرى فرحتنا فى قنا والعراقى الشهداء لا يدخلون الجنة وشكسبير.

وفى برنامج مسرح الطفل تم اختيار عروض، أرجوز وأرجوزتا (مصر)، الفراشة البيضاء (تونس), عشرة على عشرة (العراق)، الورقة المفقودة (مصر), ماريونت (مصر), الساحرة (تونس)، مهرجون فى مهمة (تونس)، سنان البطل الخارق (العراق)».

تقام الفعاليات فى 12 موقعا هى «قصر ثقافة قنا، قصر ثقافة نجع حمادى، قصر ثقافة قوص، مركز شباب العمال، الكنيسة الانجيلية، مستشفى الأورام، مركز شباب دندرة، مركز شباب الطويرات، مركز شباب البياضية.. الجبلاوى، مركز شباب الدوما بالإشراف الشرقية، مدينة دريمز، بالاضافة إلى إقامة سرادق ومسرح كبير فى مدينة جاردينيا بقنا الجديدة لإقامة الفعاليات.

وتنظم ادارة المهرجان معرضا للحرف التراثية والبيئية، يتضمن عددا كبيرا من المشغولات اليدوية والبيئية وكذلك الحرف التراثية التى قام بها أبناء محافظة قنا والذين حصلوا على ورش تدريبية فى مجال تصنيع الحرف اليدوية والتراثية، وذلك بهدف إلقاء الضوء على الحرف الخاصة بمحافظة قنا وتقديمها للضيوف الأجانب والعرب المشاركين فى المهرجان.

صمم بوستر المهرجان لأول مرة على شكل امرأة، وعن هذا التصميم قالت الفنانة نسرين محمود شعبان مصممة البوستر: فكرت اثناء تصميم بوستر الدورة الثامنة أن يكون مختلفا عن السنوات الماضية، خاصة أن المهرجان يهتم بقضايا المرأة ولكن لم يتم الاشارة اليها من قبل، فالصورة من العرض المسرحى الاسبانى «عرس الدم» الذى حصل على عدد من الجوائز خلال الدورة السابعة من المهرجان، وعبر بشكل كبير عن قضايا المرأة على المستوى العالمى.

يستضيف المهرجان 50 شابا من الاقاليم المختلفة الذين يرغبون فى حضور الورش التدريبية مجانا فى دورته الثامنة، والورش التدريبية هى ورشة التمثيل للمخرج أحمد السيد، التأليف باستخدام التراث للكاتب بكرى عبدالحميد، الديكور د. عايدة علام، والإضاءة للمهندس أبو بكر الشريف، و الدراما والمسرح للمخرج الإسبانى باتى دومينيك، وصناعة العرائس للفنان أحمد أبوطالب، والمكياج للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلى، وورشة الموسيقى والغناء المسرحى للموسيقار محمد مصطفى، وورشة التصوير المسرحى للمصور الصحفى حسن عمار، ورشة تعليم اداء وتحريك العرائس الماريونت للفنانة إيمان فتوح.

يصدر المهرجان 8 مطبوعات هذا العام، وتشهد إصدارات هذا العام تنوعا وابداعا دوليا من مصر والمغرب والعراق والاردن، منها كتاب عصام السيد.. المُعلم من تأليف باسم صادق، 211 فهرنهايت للكاتب بكرى عبدالحميد، صفحات موجزة من المسرح العراقى للمؤرخ العراقى الكبير ا.د. على الربيعى، صورة المسرح المصرى من فؤاد دوارة إلى عمرو دوارة المؤلف المغربى د. عبدالرحمن بن زيدان، عبدالرحمن الشافعى.. زمار الحى الذى يُطرب المؤلف د. محمد أمين عبدالصمد، وكتاب النصوص الفائزة فى مسابقة التأليف المسرحى، وفاز بها كتاب من مصر والعراق والاردن، وكتيب الدورة الثامنة وأخيرا كتاب 9 سنوات من الإنجازات، ويتناول ما تم من أنشطة وفعاليات خلال هذه السنوات. 

وتوفر اكاديمية الفنون 10 منح دراسية مجانية للفائزين المصريين والهدف من هذه المنح هو العمل على صقل مواهب الشباب المصرى فى محافظات الصعيد بالدراسة الأكاديمية.

وعن اقامة المهرجان للمرة الثانية فى قنا قال المحافظ اللواء أ. ح. أشرف الداوودى، سعيد لإقامة المهرجان للمرة الثانية، وهذه كانت رغبتى، خاصة بعد النجاح الكبير الذى حققته الدورة السابقة داخل محافظة قنا، وأشكر إدارة المهرجان برئاسة الكاتب هيثم الهوارى لأنه استطاع أن يقدم دورة ناجحة رسمت البسمة وأسعدت جمهور محافظة قنا بالكامل، ولبى طلبى فى أن تشارك قنا فى كل عام فى دورات المهرجان، حتى لو لم يقم على أرضها لأن الثقافة هى غذاء الروح، ونستطيع من خلال القوى الناعمة أن نصل إلى فكر قويم وفكر سليم.

وأضاف، ما تميز به هذا المهرجان أنه عرض فعالياته داخل نجوع وقرى قنا، وهذا ما ننتظر تقديمه فى الدورة الجديدة، حيث كان الإقبال كبيرا والتفاعل قويا جدا وغير مسبوق بين الأهالى والأطفال، وأسعدنى كثيرا كيف كان أهالى المحافظة متفاعلين مع العروض الأجنبية، فأنا تابعت بشكل جيد عروض الأراجوز التى قدمت فى قرى حياة كريمة، فرشوط ودشنا، ونجح حمادى وقرية بشلاو – نقادة، المعنى، نجع حمدالله، والطويرات، والمسرح الصيفى ونادى الفتيات بالإضافة لقصر ثقافة قنا وغيرها من القرى والنجوع، والاطفال تفاعلوا كثيرا مع الفرق فى الشارع، وايضا المكتبة المتنقلة وتوزيع الكتب الذى قام به المهرجان، كل ذلك يوضح كيف أن المواطن المصرى مثقف ولديه وعى ثقافى حاد، ويتقبل كافة الثقافات من كافة الدول، فإدارة المهرجان وضعت خطة لتقديم الفعاليات فى كل ارجاء المحافظة من قرى ومدن، وهو يعد اضافة قوية تتم خلال العيد القومى للمحافظة بنشر الثقافة والفنون، بالإضافة إلى المشروعات الخدمية التى يتم تقديمها للمواطنين، وسعيد انها تقام للمرة الثانية فى نفس التوقيت وفى الأيام الجميلة قبل بداية شهر رمضان المبارك.

المكرمون: المهرجان فرصة للتعرف على العادات والتقاليد المختلفة 

يكرم المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب فى دورته الـ8، مجموعة من الفنانين والشخصيات البارزة لدورهم فى تنشيط الحركة الفنية والثقافية وإنجاح المهرجان، من بينهم النائب حمادة الجبلاوى، عضو مجلس النواب، والنجم سامح حسين، واسم الفنان الراحل عبدالرحمن الشافعى، والفنان القدير عزت زين، والمخرج الكبير عصام السيد، واختارت ادارة المهرجان من جمهورية العراق ضيف الشرف هذا العام كلا من اسم الفنان الراحل حقى الشبلى مؤسس المسرح العراقى، والناقد والمسرحى د. على الربيعى، والمخرج د. مهند العميدى، ومن السودان يكرم المخرج القدير حاتم على، ومن اسبانيا يكرم المخرج الكبير باتى دومينيك.

سامح حسين: سعيد لتكريمى من أول مهرجان يهتم بالشباب

أبدى النجم الكوميدى سامح حسين سعادته بتكريمه فى المهرجان المسرحى لشباب الجنوب فى دورته الثامنة، وقال حسين، إن سعادته بهذا التكريم لأكثر من سبب، الأول لأنه يأتى من شباب الجنوب أول مهرجان مسرحى يهتم بالشباب الموهوب فى الجنوب المصرى، أما السبب الثانى فقال، بالرغم من أننى ابن محافظة القليوبية فإننى عاشق للصعيد.

وأضاف «سامح» أن المشاركة فى المهرجان هى شرف وفخر كبير لأنه مهرجان يهتم بالشباب واكتشاف المواهب الجديدة، وكذلك المهرجان الوحيد الذى يعرض الأعمال التراثية.

المخرج د. مهند العميدى: مهرجان يؤسس لثقافة مسرحية فاعلة

عبر المخرج الكبير والناقد د. مهند العميدى عن سعادته بتكريمه من المهرجان، قائلا إن مهرجان الجنوب للشباب المسرحى يعطى الفرصة للبحث عن اماكن مظلمة لكى تضاء وتفعل. 

وأضاف، هذا المهرجان الذى يقام فى مناطق الهامش المسرحى بعيدا عن ترف المركز والحراك البرجوازى نراه يعمل بصمت وبصدق، لكى يضع بصمة ويؤسس لثقافة مسرحية فاعلة وانتشال اجيال عاشقة للمسرح من الضياع الثقافى ووضع اقدام الكثير بالمسار الصحيح.

المخرج السودانى حاتم على: شعرت بالأمان فى مصر 

المخرج حاتم على، أشار إلى انه فخور باختيار اسمه ضمن المكرمين، مضيفا أن مصر احتضنت السودانين طوال العمر، والآن فى ظل الظروف السياسية يحتضن الصعيد ومهرجان المسرح الجنوبى الفنانين السودانيين فهذا فخر وشرف عظيم.

وأضاف، سأكون فخورا بتكريمى من مهرجان متخصص، وتابعته منذ دوراته الاولى، وفى البداية كنت أتابع منشوراته، وهو يسير بخطى حسيسه، ولكنه استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا، خاصة أنها فرصة مهمة أن يكون فى مسرح العالم العربى مهرجان متخصص لشباب الجنوب، خاصة ان فى الفترة الاخيرة اصبح فن المسرح متراجعا أمام السوشيال ميديا والاعلام، ومن الضرورى أن تكون هناك لغة للمسرح وهذا انتصار للإنسان أن تكون هناك حياة مسرحية، بالاضافة إلى أن تخصيصه لشباب الجنوب هو مكسب ومن المؤكد أن الجنوب له طبيعة خاصة، وهو يحدد الكثير من الطموح أن الشباب الجنوبى يعبر عن نفسه وعن المسرح ويخطط للمستقبل، ويرى المستقبل بعيون الناس لتحقيق طموحات الشباب، وفى ظل الانتشار الاعلامى وكثافة المنتجات الاعلامية وتراجع فنون المسرح، وهذا شمعة يجب أن تضىء الجنوب وكل دول العالم.

المخرج الاسبانى الكبير باتى دومنييك: فخور بتكريمى فى المهرجان

وقال المخرج الاسبانى الكبير باتى دومينيك انه فخر وشرف كبير أن أحضر إلى محافظة قنا للمرة الأولى، لحضور الدورة الثامنة من مهرجان مسرح الجنوب، ولى الشرف أن يتم تكريمى لأول مرة فى مصر عن مجمل أعمالى.

وأكد قائلا، أتابع دورات المهرجان منذ البداية وارى انها تجربة ناجحة أن يتم تبادل التراث بين البلدان وبعضها البعض من خلال النصوص التراثية التى تحكى العادات والتقاليد لكل دولة، ومن الضرورى التعرف على كل دوله من خلال مسرحها. وأشار إلى انها فرصة متميزة أن تشارك اسبانيا للمره الثالثة ضمن فعاليات المهرجان، للتعرف بشكل كبير على المسرح المصرى وتبادل الخبرات فى فنون المسرح المختلفة.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تعرض يوميا لفلسطيني الدورة الثامنة لشباب الجنوب مسرح الجنوب شباب الجنوب فى المهرجان مهرجان مسرح محافظة قنا قصر ثقافة هذا العام مرکز شباب

إقرأ أيضاً:

حاكم الشارقة يشهد انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

الشارقة (الاتحاد)
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء الجمعة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، الذي يستمر حتى 17 من ديسمبر الجاري، وشهد يومه الأول عرضاً مسرحياً من تأليف سموه بعنوان «البرّاق وليلى العفيفة»، وذلك في منطقة الكهيف بالشارقة.

وأشاد سموه بأداء الممثلين والسيناريو وتطبيق الكلمات الشعرية والتقنيات المتطورة المستخدمة في العرض المسرحي، مشيراً إلى أنه تم إضافة الفكرة والفرجة وعرض السينما على العمل المسرحي الذي يتميز بالتنوع في مكوناته، مؤكداً بأن الإمكانيات والرغبة من قبل مسرح الشارقة الوطني توفرت ليخرج العمل باسم دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه المهرجان.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن المشاركة بالعمل المسرحي «البرّاق وليلى العفيفة» هدفه الحصول على جائزة المهرجان، ومنافسة المشاركات المختلفة من البلدان العربية، موضحاً بأن الفوز بالجائزة ليس لقباً شخصياً لسموه ولا للشارقة، بل لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأشار سموه إلى أن العمل المسرحي «البرّاق وليلى العفيفة» يختلف عن أي عمل سابق لأنه منوط بالمسابقة والتنافس بين الدول المشاركة، مشيداً بجهود المخرج محمد العامري الذي أكد تفوقه من خلال إخراج عمل كبير ومتشعب، وإتقانه للفنون الأدائية، والتنوع بين التمثيل المسرحي والتمثيل المصور الأمر الذي يعكس إتقان العمل.

ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أهمية الارتقاء بالمسرح وأن يكون هناك أُناس يدعمونه ويرفعونه، مشيراً إلى أنه أحد الذين وهبوا أنفسهم منذ الصغر للمسرح، مستذكراً سموه عام 1954م حيث أخرج سموه مسرحية كانت رسالتها قوية لدرجة أن ريعها بلغ 30 ألف روبية في ذلك الوقت، موضحاً أنها لم تكن مصادفة، بل صادف يوم عيد، والعيد في الشارقة يتجمع الناس فيه تحت «شجرة الرولة»، حيث تم بيع التذاكر هناك، واصفاً سموه الحضور بالكبير، والذي تقدمه الشيوخ آنذاك، معتبراً هذا الصيت نجاحاً باهراً لمسرح يقوده شباب، داعياً إلى الترفع عن الصغائر في العمل المسرحي، وموصياً بضرورة الالتفاف حول كل العاشقين للمسرح.

وتحدث سموه عن الجهود التي تقودها أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية في مجال دعم المسرح، مبيناً أن الأكاديمية ستُخرج للعالم العربي أعداداً كبيرة من المواهب والخريجين المصقولة مهاراتهم من بلدان مختلفة، مؤكداً احتضانهم خلال فترة الدراسة، والأخذ بيدهم بعد التخرج من خلال دعم أفكارهم كونهم صغاراً مبتدئين في هذا المجال، مشيراً إلى أنه إذا لم يلق الخريج الاهتمام فسيضيع، موضحاً أنه تم مناقشة هذه الخطوة في اجتماعات الأكاديمية للوصول إلى نتائج ملموسة، مؤكداً بأن الأعداد المنتسبة كبيرة والأبواب جميعها مفتوحة لجميع الجنسيات.

وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة على أن العمل المسرحي لا بد أن يتجرد من الإقليميات الضيقة، داعياً سموه إلى أهمية كسب الود بالروح في هذا المجال، وذلك للارتقاء بالناس ما يؤدي إلى الارتقاء بالمسرح، موصياً المسرحيين والكتاب والمخرجين بعدم الانجرار خلف التفاهات والأعمال الهزلية، ولا بد أن يكون المسرح ذا رسالة قوية، مؤكداً بأنه أول من اصطدم بهذه التحديات، في نهاية الخمسينات وبداية الستينات عندما كان لسموه عمل مسرحي واصطدم بالمندوب الإنجليزي آنذاك، الذي تمت دعوته لعمل مسرحي قوي، وطلب بعدها إغلاق المسرح ومصادرة الأدوات وأُخذت المشروعات الذي عمل عليها سموه من مسرحيات كتبها بنفسه.

أخبار ذات صلة حاكم الشارقة يوجه بترقية 348 من موظفي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية حاكم الشارقة يصدر مرسوماً أميرياً بشأن اعتماد الهيكل التنظيمي العام لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية

واقتبس سموه من كلمته في المسرح العالمي باليونيسكو عندما قال:«فلما شاهد المندوب الإنجليزي المسرح والعساكر يهجمون عليه فرت روحه ودخلت إليه»، متمنياً سموه أن تكون الأعمال في هذا المجال من أشخاص لديهم إيمان بما يقولونه والمصداقية، ناصحاً الكتاب والمسرحيين والمخرجين بضرورة تطوير أنفسهم بسرعة، للتواجد بين الكبار ورفع علَم الدولة بين الدول العالمية التي تنظم مسابقات في المجال المسرحي.

وكان سموه قد شاهد فور وصوله إلى موقع المهرجان، الذي يحتفي بالبيئات الصحراوية العربية، ويبرز عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الإبداعية عبر جماليات الفن المسرحي، عروض الفرقة الشعبية والفقرات التراثية التي قدمتها، والتي تبرز مهارة المؤدين وقدرتهم على توظيف التراث في صياغة مشاهد تلامس وجدان الحضور وتعزز الارتباط بالموروث الثقافي.

وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة العمل المسرحي الجديد من تأليف سموه، بعنوان «البرّاق وليلى العفيفة»، والذي يجسد قصة مميزة من قصص التاريخ العربي التي حفظها لنا ديوان العرب «الشعر»، من خلال ما جاد به الشعراء من قصائد تغنت بصفات البطولة والفروسية والشجاعة والإخلاص والتفاني والحب لهذه الأرض، وهي استلهام رائع من قصص التاريخ التي وثقها الشعر العربي بقوافي الشعراء التي تفيض جزالة وصور شعرية ملهمة ظلت محفورة في الوجدان على مر العصور والأزمان.

كما اعتمد العمل المسرحي على توظيف وسائل تعبيرية حية وعروض مصورة تعزز من قوة المشهد وتعمق الارتباط بالأحداث، من خلال الاستعانة بالخيول والجمال التي أسهم حضورها في إضفاء واقعية أكبر على العرض، وترجمة الصور الشعرية إلى مشاهد ملموسة تلامس إحساس المشاهد.

وقد شكّلت هذه العناصر البصرية دعامة أساسية في إيصال الرسالة الفنية والثقافية، لما لها من ارتباط وثيق بالبيئة العربية الأصيلة، ولقدرتها على تجسيد روح الفروسية والبسالة التي تناولها العرض المسرحي.
وقدم العرض فرقة مسرح الشارقة الوطني، وشارك فيه العديد من نجوم التمثيل المحليين والعرب، أبرزهم أحمد الجسمي، وباسم ياخور، وإبراهيم سالم، وعبدالله مسعود، وعزة زعرور، فيما أخرج العرض المخرج محمد العامري.

وتأتي هذه الدورة تحت عنوان «المسرح الصحراوي وجماليات السير الشعبية العربية»، وتهدف إلى استكشاف الممكنات الفنية والتقنية التي تتيحها السير الشعبية العربية لإثراء تجربة المسرح الصحراوي ودفعها نحو آفاق إبداعية أرحب، ويختتم المهرجان دورته التاسعة مساء يوم 17 من ديسمبر الجاري.

حضر انطلاق المهرجان بجانب سموه كل من: الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، وعدد من كبار المسؤولين والفنانين وأعيان المنطقة.

مقالات مشابهة

  • المخرج خالد جلال: الفنان اشرف عبدالباقي ترك خشبة المسرح للمواهب الشابة بالمنيا
  • الليلة.. مسرح النهار يشهد حفل افتتاح الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي
  • مهرجان المسرح العربي يكشف عن لجنة تحكيم دورته السادسة
  • حاكم الشارقة يشهد انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي
  • مهرجان المسرح العربي يطلق اسم الدكتور هاني مطاوع علي دورته السادسة
  • ننشر برنامج فعاليات اليوم السادس من مهرجان المنيا الدولي للمسرح
  • تفاصيل الدورة السابعة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • مهرجان البحر الأحمر يختتم دورته الخامسة.. الليلة
  • مسرح الجنوب يطلق اسم المخرج الكبير عصام السيد على دورته العاشرة
  • "مسرح الجنوب" يُطلق اسم المخرج عصام السيد على دورته العاشرة