تتواجد في البحر الأحمر وبحر العرب، مهمتان عسكريتان للجيوش الغربية لمواجهة الحوثيين، واحدة بقيادة الولايات المتحدة، والثانية بقيادة الاتحاد الأوروبي. ويحدث هذا لأول مرة في ملف يمس المصالح العميقة للغرب، مما يؤكد الشرخ الحاصل في صفوفه بشأن معالجة القضايا الدولية.

 

ومن مفاجآت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، انضمام حركات مسلحة إلى الحرب لمؤازة الفلسطينيين الذين يتعرضون لاعتداءات وحشية، وأساسا الحوثيون في اليمن، والذين منعوا مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر، وكذلك السفن من جنسيات أخرى المتوجهة للموانئ الاسرائيلية.

ثم امتد الأمر إلى مهاجمة السفن العسكرية الغربية وعلى رأسها الأمريكية. ويستعمل الحوثيون الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ومؤخرا المسيرات البحرية لضرب السفن.

 

ودخلت المهمة العسكرية الأولى والمعروفة باسم “حارس الرخاء” حيز التنفيذ بحراسة مياه البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين يوم 18 ديسمبر الماضي، وهي بزعامة الولايات المتحدة ومشاركة دول أنجلوسكسونية مثل بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا ثم دول أخرى.

 

فيما دخلت المهمة العسكرية الغربية الثانية وهي “عملية أسبيديس” للاتحاد الأووبي بزعامة فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا حيز التنفيذ يوم 19 فبراير الجاري، وتستغرق سنة واحدة.

 

وكان الاتحاد الأوروبي قد رفض الانخراط في العملية التي تقودها الولايات المتحدة. ورغم أن البنتاغون يؤكد التنسيق بين الطرفين والتكامل، غير أن الأوروبيين يريدون أخذ مسافة من التصور السياسي لواشنطن في مواجهة الحوثيين. في هذا الصدد، يريد الاتحاد الأوروبي إرسال خطاب مفاده استقلالية القرار السياسي الأوروبي عن واشنطن في القضايا الدولية. وفي الوقت ذاته، عدم الانخراط في التصور الأنجلوسكسوني القاضي بضرورة الهجوم على الحوثيين في أراضي اليمن، حيث ينفذ سلاحا الجو البريطاني والأمريكي بين الحين والآخر طلعات لضرب مواقع الحوثيين.

 

وحول هذا الاختلاف، ينقل الموقع العسكري “غالكسيا ميليتاري” عن جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في “مركز الدراسات الأمن الأمريكي الجديد” ما مفاده: “يتمثل الفرق الرئيسي بين التحالفين في الأنشطة. فالتحالف الأوروبي ينخرط في أنشطة دفاعية بحتة، ويوفر التوعية بالمجال البحري، ومرافقة السفن، والمشاركة في الأعمال العسكرية الدفاعية. أما أعضاء مهمة الرخاء الاقتصادي بقيادة واشنطن، فقد شاركوا أو ساعدوا في هجمات باليمن تهدف إلى تعطيل قدرة الحوثيين على شن هجمات”.

 

ورغم وجود مهمتين عسكريتين، إلا أنهما لم تنجحا حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين. ومن أبرز عناوين الفشل أن غالبية السفن تقوم بتغيير مسارها مرورا عبر جنوب أفريقيا. ويؤكد الحوثيون أنهم سيتوقفون عن ضرب السفن عندما تنهي إسرائيل الحرب ضد الفلسطينيين.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر الملاحة الدولية

إقرأ أيضاً:

صاروخ روسي يضرب سفينة تركية في أوديسا بالتزامن مع لقاء أردوغان وبوتين!

أنقرة (زمان التركية) – تعرضت سفينة شحن وركاب تابعة لشركة تركية، وترفع علم بنما، لهجوم صاروخي روسي أثناء رسوها في ميناء تشورنومورسك (Chornomorsk) بمنطقة أوديسا الأوكرانية. هذا الهجوم وقع بالتزامن مع اجتماع قمة ثنائية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في تركمانستان، وهو ثاني لقاء بينهما وجهاً لوجه خلال ثلاثة أشهر، حيث أعلن الكرملين أن الحرب في أوكرانيا نوقشت بالتفصيل.

أكدت شركة “جنك رو-رو” (Cenk Ro-Ro)، المالكة للسفينة “CENK T” أن سفينتها، التي تعمل في نقل الركاب والبضائع بشكل منتظم بين تركيا وأوكرانيا، تعرضت لضربة بصاروخ من طراز “إسكندر” (Iskander) أثناء وجودها في الميناء.

أعلنت وزارة الخارجية التركية عن الحادث، مشيرة إلى أن “المعلومات الأولية تفيد بأنه يتم إجلاء أفراد طاقم السفينة وسائقي الشاحنات، وأنه لا يوجد مواطنين أتراك متضررين جراء الهجوم”. وأكدت الوزارة أن قنصليتها العامة في أوديسا تتابع التطورات عن كثب لتقديم الدعم اللازم للمواطنين الأتراك.

وأشارت وزارة الخارجية التركية في بيانها إلى أن تعرض سفينة تركية لأضرار جراء الهجوم على ميناء تشورنومورسك “يؤكد مجدداً صحة مخاوفنا المسجلة سابقاً بشأن امتداد الحرب المستمرة في منطقتنا إلى سطح البحر الأسود، وفيما يتعلق بالسلامة البحرية وحرية الملاحة”.

كما جددت الوزارة أهمية الإنهاء الفوري للحرب، داعية إلى التوصل إلى ترتيب يقضي بـ “تعليق الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والموانئ” للطرفين، بهدف منع المزيد من التصعيد في البحر الأسود.

يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من الاعتداءات المقلقة التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأسود. وكانت تركيا قد أعربت عن قلقها المتزايد في وقت سابق؛ حيث صرح وزير الخارجية هاكان فيدان مؤخراً أن “البحر الأسود أصبح امتداداً للحرب… ويتم حالياً ضرب السفن التجارية وناقلات النفط”، محذراً من أن الصراع قد يمتد إلى مناطق أخرى في أوروبا.

كما كان الرئيس أردوغان قد وصف الهجمات على السفن التركية في المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية في 28 نوفمبر بأنها “تصعيد مقلق” يهدد أمن الملاحة. وشهدت الأسابيع الأخيرة هجمات استهدفت ناقلات (مثل MT Orinda وM/T Mersin وKAIROS وVIRAT)، مع تبادل للاتهامات بين روسيا وأوكرانيا بشأن المسؤولية عن استهداف السفن التجارية، بما في ذلك ما تسميه أوكرانيا “أسطول الظل” الروسي المستخدم للتحايل على العقوبات الغربية.

Tags: أردوغانتركمانستانتركياروسياصاروخ روسي

مقالات مشابهة

  • بعد سلسلة هجمات.. الرئيس التركي يحذر من تحويل البحر الأسود إلى منطقة مواجهة
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • صاروخ روسي يضرب سفينة تركية في أوديسا بالتزامن مع لقاء أردوغان وبوتين!
  • بوتين يبحث مع أردوغان القضايا الدولية
  • القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية
  • ترامب: إرسال ممثل إلى أوروبا بشأن الحرب الأوكرانية بشرط
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • شحنات لا تصل...كيف استغل الحوثيون المهرة لتهريب السلاح والخبراء
  • تلغراف: هل يتحرك الغرب ضد الإمارات بعد مجزرة الفاشر؟