«موسيقى البحر».. عزف على أوتار الموروث
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تحت عنوان «موسيقى البحر»، يقدم مهرجان «التراث البحري 2024»، الذي تنظمه دائرة الثقافة السياحة – أبوظبي، في منطقة «ع البحر» على كورنيش أبوظبي، ويستمر حتى 3 مارس، ورشاً موسيقية تفاعلية جاذبة، وتجربة غامرة للكبار والصغار للتفاعل مع إيقاعات البحر، يقدمها متخصصون موسيقيون في الإمارات، تسهم في نقل الموروث للأجيال، عبر تعليمهم طرق صنع الآلات الموسيقية، ومشاركتهم العزف لفقرات خاصة بفنون أداء تراثية مثل «العيالة» و«النهمة».
ثلاثة أقسام
يسهم مهرجان «التراث البحري» من خلال فعالياته وأنشطته المتنوعة، ضمن أقسامه الـ3، «فريج التجارة»، «فريج التراث»، «فريج الصيد»، في الحفاظ على المهارات والحرف التراثية القيمة، وتعريف الأجيال الناشئة بفنون الأداء التقليدية، والمهن الفنية المتوارثة من الأجداد، إلى جانب إمكانية التفاعل العملي من الزوار من كل الأعمار، مع مختلف الفنون من خلال ورش العمل التي يقدمها المهرجان، ومنها «التخامير» و«الآلات الإيقاعية» و«متجر الآلات المحلية»، والتي تحظى بإقبال جماهيري كبير.
تجربة فريدة
حول تقديم هذه الورش التعليمية التفاعلية في النسخة الثالثة من المهرجان، قال مبارك العتيبة، مستشار الفنون الأدائية في «التراث البحري»: يتم استعراض أشهر وأحب فنون الأداء التراثية وتعليم المشاركين من الأطفال كيفية صناعة الطبول أو التخامير بأنواعها المختلفة، وتهدف هذه التجربة الفريدة للتواصل مع تراثنا الثقافي الغني، واستكشاف التقاليد الموسيقية الإماراتية من أهازيج وإيقاعات تراثية.
قصتنا مع البحر
وأضاف العتيبة، أن «التراث البحري» تعبير ثقافي ودعوة لكل زائر إلى مشاركة قصتنا مع البحر على طريقته الخاصة، موضحاً أن المهرجان قدّم في نسخته الثالثة عدداً من البرامج الفنية والأنشطة التراثية الجديدة، التي تسهم في نقل الموروث إلى الأجيال الجديدة، من خلال مشاركة الشباب والأطفال في ورش عمل فنية موسيقية، لتعليمهم أسس صناعة آلات الطبول عبر منصة «التخامير»، إلى جانب مشاركتهم عملياً بالعزف على آلات موسيقية مختلفة ومنها «الطبول» و«الساجات».
إيقاعات تراثية بحرية
وأوضح العتيبة أن منصة «التخامير» وورش العمل الفنية الأخرى، تتضمن برنامجاً يومياً، حيث يقوم أحد المتخصصين بصنع الطبول بشكل مباشر أمام الجمهور، ثم يقوم متخصصون آخرون بعزف إيقاعات تراثية بحرية بمصاحبة آلات مختلفة مثل «راس الطبل»، «الدف» و«الساجات»، والتي يشارك في أدائها شباب وأطفال.
وأشار العتيبة إلى أن الورش التعليمية والفعاليات الفنية والتراثية في مهرجان «التراث البحري»، تسهم في إحياء الفنون التراثية الساحلية الأصيلة، كما كانت تقدم في زمن الأجداد، حتى تتناقلها الأجيال باللحن والحركات والمقامات السليمة، وتأتي تأدية العروض والمشاركة العملية من الشباب والأطفال مع فرق الفنون الشعبية، لكي يتعرف الآخر على قصص الأولين مع البحر وكل ما يتعلق بثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم التي ارتبطت بأهل الإمارات.
مشاهد حية
أكد مبارك العتيبة، مستشار الفنون الأدائية في «التراث البحري»، أن المهرجان يشكّل حالة فنية تراثية خاصة، من خلال دمج فنون الأداء التقليدية المتنوعة تحت منصة واحدة، لكي يتعرف الآخر على الفنون الشعبية الساحلية، وموروث الأجداد ممن عايشوا البحر، مع استعراض قصص ومشاهد حية لحياة أهل الساحل قديماً من صيد وغوص وتجارة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث البحري الإمارات التراث كورنيش أبوظبي ع البحر التراث البحری من خلال
إقرأ أيضاً:
«الاستوديو المتنقل».. تجربة رائدة لترسيخ الفن للجميع
خولة علي (أبوظبي)
في تجربة نوعية تجمع بين الابتكار الفني والمشاركة المجتمعية، يبرز «استوديو كناز للفنون» كأول استوديو متنقل من نوعه على مستوى الإمارات، أطلقته الفنانة التشكيلية غالية سعيد المنصوري، بهدف إيصال الفنون البصرية إلى مختلف فئات المجتمع، خصوصاً في المناطق البعيدة عن مراكز المدن، وتحقيق مبدأ الفن للجميع بوصفه أداة للتنمية الثقافية، وبوابة لتعزيز الهوية الوطنية.
ويمثل «استوديو كناز للفنون» نموذجاً معاصراً لممارسة الفن خارج الأطر التقليدية، حيث يجوب الإمارات السبع مقدماً برامج تعليمية وورشاً فنية تدمج بين التراث المحلي والممارسات المعاصرة، في تجربة تسهم في إعادة تشكيل العلاقة بين الفرد والمجال الثقافي من منظور عملي ومتاح.
ومن خلال هذه المبادرة، تسعى المنصوري إلى تفعيل دور الفن كمحفز اجتماعي ومصدر إلهام للاكتشاف والتعبير، في إطار يتماشى مع التوجهات الوطنية للدولة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية.
الفن للجميع
غالية المنصوري فنانة تشكيلية إماراتية، حاصلة على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية من جامعة زايد، نالت جائزة أفضل عرض لمشروع التخرج، ودرجة الماجستير في تعليم الفنون من معهد شيكاغو للفنون. استطاعت أن توظف خبرتها الأكاديمية والميدانية في خدمة مشروع وطني هادف، يعكس شغفها بالفن، ويعبر عن التزامها بتقديم تجربة فنية متكاملة لفئات المجتمع. تقول: استلهمت فكرة الاستوديو المتنقل من قناعتي بأن الفن يجب أن يكون متاحاً للجميع، من دون أن يقيد بالحواجز الجغرافية أو الوقتية.
رؤية فنية
وتشير المنصوري إلى أن فكرة الاستوديو تقوم على تقديم ورش عمل وبرامج فنية في مواقع مختلفة داخل الدولة، تشمل المدارس والحدائق والفعاليات المجتمعية والمهرجانات التراثية. ويعنى الاستوديو بتقديم محتوى فني متنوع يجمع بين الفنون المعاصرة والحرف التقليدية، في بيئة تعليمية تفاعلية، لافتة إلى أن الاستوديو لا يختار وجهاته عشوائياً، بل يستجيب لطلبات واستفسارات الجهات الراغبة في استضافته، مع مراعاة خصوصية كل موقع واحتياجاته. وقد قطع الاستديو المتنقل منذ انطلاقه أكثر من 10.000 كيلومتر.
وتوضح المنصوري، أن هناك فارقاً ملحوظاً بين ما قبل الورش وما بعدها، حيث يتخلص المشاركون من الشكوك حول قدراتهم، ويكتسبون الثقة، ويظهرون حماساً وتفاعلاً أكبر. وتوضح أنه من أبرز المواقف المؤثرة التي شهدها الاستوديو، ما حدث في إمارة الفجيرة، حين أبدى طفل يدعى حميد رغبة في المشاركة بالرغم من عدم إدراجه ضمن جدول الورش، حيث عرض على فريق العمل أن يساعد في التنظيم مقابل فرصة المشاركة، وهو ما تم بالفعل، ليمنح لاحقاً تكريماً من مدرسته، تقديراً لمبادرته. وهذا ما يؤكد هدف الاستديو بأنه لا يمنح فقط أدوات فنية، بل يزرع الثقة، ويفتح نوافذ جديدة للتعبير، ويمنح المشاركين مساحة ليكونوا جزءاً من التجربة.
مؤسسة مستدامة
وتضيف المنصوري: أتطلع إلى أن يكون «كناز» منارة للتعبير الفني الإماراتي، ومركزاً للحوار الثقافي بين الأجيال، ومنصة تعنى بالحفاظ على الفنون التراثية، وتدعم التجريب والابتكار. وتطمح إلى أن يتحول الاستوديو في المستقبل إلى مؤسسة ثقافية متكاملة، تؤدي دوراً محورياً في دعم المشهد الفني الإماراتي، وتوفر بيئة حاضنة للفنانين من مختلف الأعمار.
ريادة
حصلت المنصوري على المركز الثاني في منتدى القوز لريادة الأعمال الإبداعية، تقديراً لتميزها في تقديم محتوى فني يعكس الأصالة والتجديد. ويدعم الاستوديو الاستراتيجية الوطنية للصناعات الإبداعية، ورؤية الإمارات 2030، ويسهم في تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 عبر تعزيز الهوية الوطنية، وتطوير المهارات الفنية للشباب، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في الثقافة والفنون.