قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، ريم السالم، إن النساء في غزة يتعرضن لمعاملة "غير إنسانية ومهينة"، معربة عن قلقها "العميق" إزاء ذلك.

السالم تحدثت عن الصعوبات التي تواجهها النساء والفتيات في قطاع غزة والعنف الذي يتعرضن له، إلى جانب هجمات مكثفة وحصار تفرضه إسرائيل على القطاع، مشددة على أن العديد من العاملين الميدانيين "لا يجدون الكلمات المناسبة لوصف ما يواجهه الفلسطينيون في غزة، ومستوى الألم والرعب الميداني الذي لا يوصف"، ووصفت غزة بأنها "جحيم حقيقي".

كما أكدت المسؤولة الأممية أن الهجمات الإسرائيلية طالت النساء والأطفال، فقد "قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، ومن غير المقبول السماح باستمرار هذه الإبادة الجماعية ضد النساء والأطفال الفلسطينيين. إنهم يتعرضون لجرائم حرب، لأنهم فلسطينيون، ولأنهن نساء فلسطينيات".

وبعد مرور 149 يوما من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة سقط حتى أمس السبت أكثر من 30 ألف شهيد، وأكثر من 71 ألفا مصاب، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وفق مصادر فلسطينية.

ضحايا النساء

وبينت المقررة الأممية أن آلاف النساء تأثرن بما يحدث في غزة، موضحة أنهن في غزة يفقدن أزواجهن، و"كل ساعة تقتل أمّان، ويصبح عدد لا يحصى من الأطفال يتامى. بشكل متعمد، يعاني الناس في غزة من الجوع، ولا يمكن للمساعدات الإنسانية الوصول إلى حيث ينبغي أن تكون".

وأردفت، "تضطر النساء الحوامل إلى إنهاء حملهن تحت القصف ونقص الخدمات الصحية، وهناك نساء يُجبرن على الولادة دون الحصول على تخدير أو دعم حقيقي، في بيئة تدمر فيها جزء كبير من القطاع الطبي".

وانتقدت السالم خطاب الكراهية الذي يستخدمه مواطنون ومسؤولون إسرائيليون ضد النساء، من أجل "شرعنة قتل النساء الفلسطينيات".

تقارير موثقة

وأشارت السالم إلى تقرير مشترك نشر الأسبوع الماضي بتوقيع عدد من مقرري الأمم المتحدة، مبينة أنهم تطرقوا فيه إلى معاناة المدنيين الفلسطينيين وخاصة النساء والأطفال.

وأوضحت أنهم تمكنوا من الوصول إلى تقارير موثوقة عن عمليات إعدام مباشر خارج نطاق القضاء لنساء فلسطينيات مع أطفالهن، فضلا عن الاعتقال التعسفي والإخفاء والنقل إلى أماكن احتجاز في الضفة الغربية وإسرائيل.

ولفتت المقررة الأممية إلى أنه تم أيضا نقل عاملين في مجال الرعاية الصحية ومدافعين عن حقوق الإنسان والأطفال إلى مراكز احتجاز إسرائيلية.

وأفادت "علمنا أنه تم نقل طفل إلى إسرائيل، وكما تعلمون فهذه جريمة حرب، وعمل يمكن اعتباره عملا من أعمال الإبادة الجماعية ضمن نطاق اتفاقية الإبادة الجماعية".

احتجاز وتعذيب النساء

وأشارت السالم إلى أن هناك نحو 200 امرأة وفتاة من أصل 3 آلاف فلسطيني، محتجزين في غزة بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول و31 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، إضافة إلى 147 امرأة و245 طفلا من بين 3700 فلسطيني، محتجزين في الضفة الغربية.

وقالت "أعربنا في التقرير عن قلقنا العميق إزاء المعاملة اللاإنسانية والمهينة التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات. (أولئك الأشخاص) يواجهون معاملة سيئة، مثل الضرب والتنمر والحرمان من المساعدة الطبية وعدم التمكن من الحصول على الرعاية الصحية الكافية والغذاء، ومنعهم من مقابلة المحامين".

وتواصل إسرائيل انتهاكاتها في محافظات عدة بالضفة الغربية، حيث أسفرت الاقتحامات منذ بدء الحرب عن مقتل 419 فلسطينيا، وإصابة نحو 4650 آخرين، كما ارتفعت حصيلة الاعتقالات إلى 7335.

تهديدات بالاعتداء الجنسي

وذكرت المقررة الأممية أن النساء في غزة يواجهن أيضا "تهديدات بالاعتداء الجنسي والاغتصاب"، متحدثة عن تقارير "مروعة" تتحدث عن "تجريد نساء فلسطينيات من ملابسهن وتصويرهن في أوضاع مُهينة، وخاصة أثناء الاستجواب".

وأردفت أن "هناك نساء في غزة تم تجريدهن من حجابهن بعد اعتقالهن وتفتيشهن من قبل ضباط الشرطة الذكور، حيث تعرضن للتصوير وتبادل الجنود الإسرائيليون صورهن فيما بينهم وعلى الإنترنت، في انتهاك لقوانين الحرب".

وقبل أيام، أعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن شعوره "بالفزع" إزاء تقارير تفيد بـ"تعرض نساء وفتيات فلسطينيات بغزة للضرب أو الاعتقال أو الإهانة أو الاغتصاب أو الإعدام على يد ضباط إسرائيليين"، مشددا على أن "النساء والفتيات لسن أهدافا".

مستقبل "غير مشجع"

وقالت المقررة الأممية إنه "يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (في غزة) والفلسطينيين المحتجزين تعسفيا، كما يجب توضيح مصير المفقودين، وإعادة الأشخاص الذين تم نقلهم قسرا (إلى الضفة الغربية أو إسرائيل)".

وأفادت بأن هناك تواصلا مع بعض الضحايا، لكنها لا تستطيع تقديم الكثير من التفاصيل عن ذلك "بسبب مخاوف بشأن سلامة بعض الضحايا" الذين تلقت منهم معلومات أو المنظمات العاملة معهم.

واختتمت حديثها قائلة، "إذا لم تحل الأسباب الكامنة وراء الهجمات التي بدأت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فإن مستقبل فلسطين وإسرائيل، وكذلك المنطقة بشكل عام، ليس مشجعا".

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: النساء والأطفال المقررة الأممیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير داخلية الكويت يكشف تفاصيل جريمة مروعة ارتكبها ضابط بحق شقيقته (شاهد)

كشف وزير الداخلية الكويتي والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ فهد اليوسف الصباح، اليوم الخميس، تفاصيل جريمة قتل مروعة ارتكبها ضابط في وزارة الداخلية بحق شقيقته تحت تأثير المخدرات.

اليوسف قال إن الواقعة تعود إلى كانون ثاني/ يناير 2022 لكنها لم تُكشف إلا بعد تحقيقات امتدت لثلاث سنوات.

الوزير، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحفي مخصص لعرض القانون الجديد لمكافحة المخدرات، وصف الجريمة بأنها "غير مسبوقة" في تاريخ الكويت، مشيراً إلى أن الضحية قُتلت داخل منزل العائلة في ظروف وصفها بـ"الدرامية والمروعة"، قبل أن تنجح فرق الأدلة الجنائية في العثور على بقايا عظامها بعد عمليات تحليل دقيقة.

وبحسب رواية الوزير، فإن الضابط – وهو أحد منتسبي وزارة الداخلية – أقدم على قتل شقيقته بسبب خلافات مرتبطة بتعاطي المخدرات، في وقت التزم فيه ثلاثة من إخوتها وثلاث من شقيقاتها، إضافة إلى الوالدين، الصمت ولم يبلغوا عن الجريمة، في ما اعتبره اليوسف "دليلاً على التفكك العائلي الذي أوجده الإدمان".


وقال اليوسف إن كشف الجريمة لم يكن ليحدث لولا "المجهود الجبار" الذي بذلته وزارة الداخلية، لافتاً إلى أن التحقيقات قادت إلى استخراج رسائل أخيرة من هاتف الضحية تطلب فيها النجدة من إخوتها قبل مقتلها. وأضاف بانفعال: "كنت أتوقع كل شيء، لكن قضية مثل هذه ما حصلت بتاريخ الكويت... أخ يقتل أخته بسبب مخدرات. لا أب، لا أم، لا ثلاثة إخوان، لا ثلاث خوات، ولا زوج بلغ... شنو هالعائلة؟" مؤكداً أنه "لم ينم منذ أمس" بسبب هول التفاصيل.

وخلال المؤتمر، شدد الوزير على أن المخدرات باتت "عدواً داخلياً" يفتك بالأسر والمجتمع، مضيفاً: "المخدرات سوت هالحچي... هذي مو عايلة تمثل الكويت، ولا أحد يقرب صوبها". كما أشار إلى أن الأدلة الجنائية تمكنت من "تصفيه العظام وإظهار الهيكل"، في إشارة إلى وحشية الجريمة.

فيديو/ وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف: لم أنام منذ يوم أمس بسبب قضية «أخ قتل أخته». pic.twitter.com/L3B7cwzMIj

— المجلس (@Almajlliss) December 11, 2025

مقالات مشابهة

  • مقررة أممية: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها "إسرائيل" وداعموها
  • مقررة أممية: تكلفة إعادة إعمار غزة يجب أن تسددها “إسرائيل” وداعموها
  • مظهر شاهين يحذّر من فوضى الطلاق الشفهي: نساء معلّقات بين الشرع والقانون
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • رحلة علمية تتحول لكارثة مروعة.. تفاصيل حادث أطباء قنا
  • دكتور طار من البلكونة.. شاهد عيان يروي تفاصيل مروعة من انفجار ماسورة غاز إمبابة
  • وزير داخلية الكويت يكشف تفاصيل جريمة مروعة ارتكبها ضابط بحق شقيقته (شاهد)
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • العنف ضد النساء والأطفال.. وباء خفي يفتك بالصحة العالمية
  • ياسين براهيمي للجزيرة نت: إصابتي كانت مروعة